العدد : ١٧٢٢١ - السبت ١٧ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٩ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٢١ - السبت ١٧ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٩ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

إيران تبحث ملفها النووي مع الأوروبيين وترامب يحضها على قرار سريع

السبت ١٧ مايو ٢٠٢٥ - 02:00

إسطنبول‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬أجرت‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬تركيا‭ ‬أمس،‭ ‬مباحثات‭ ‬مع‭ ‬بريطانيا‭ ‬وفرنسا‭ ‬وألمانيا‭ ‬بشأن‭ ‬برنامجها‭ ‬النووي،‭ ‬تطرقت‭ ‬خلالها‭ ‬إلى‭ ‬المفاوضات‭ ‬الجارية‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬التي‭ ‬حضّ‭ ‬رئيسها‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬طهران‭ ‬على‭ ‬الإسراع‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرار‭ ‬بشأن‭ ‬مقترح‭ ‬أمريكي‭. ‬

وأتى‭ ‬لقاء‭ ‬إسطنبول‭ ‬بعد‭ ‬تحذير‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الإيراني‭ ‬عباس‭ ‬عراقجي‭ ‬من‭ ‬تبعات‭ ‬‮«‬لا‭ ‬رجعة‭ ‬فيها‮»‬‭ ‬إذا‭ ‬تحركت‭ ‬القوى‭ ‬الأوروبية‭ ‬لإعادة‭ ‬فرض‭ ‬عقوبات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬والتي‭ ‬رفعت‭ ‬بموجب‭ ‬الاتفاق‭ ‬المبرم‭ ‬مع‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬عام‭ ‬2015‭. ‬

وأكد‭ ‬نائب‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الإيراني‭ ‬كاظم‭ ‬غريب‭ ‬أبادي‭ ‬أن‭ ‬طهران‭ ‬عرضت‭ ‬خلال‭ ‬لقاء‭ ‬أمس،‭ ‬مسار‭ ‬المفاوضات‭ ‬النووية‭ ‬التي‭ ‬تجريها‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬منذ‭ ‬أبريل‭ ‬بوساطة‭ ‬عمان‭. ‬

وكتب‭ ‬على‭ ‬إكس‭: ‬‮«‬تبادلنا‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬وبحثنا‭ ‬آخر‭ ‬ما‭ ‬وصلت‭ ‬إليه‭ ‬المباحثات‭ ‬غير‭ ‬المباشرة‭ ‬بشأن‭ (‬الملف‭) ‬النووي‭ ‬ورفع‭ ‬العقوبات‮»‬،‭ ‬مضيفا‭ ‬‮«‬سنلتقي‭ ‬مجددا‭ ‬لاستكمال‭ ‬المحادثات‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬لزم‭ ‬الأمر‮»‬‭. ‬

وأجرت‭ ‬واشنطن‭ ‬وطهران‭ ‬منذ‭ ‬12‭ ‬أبريل‭ ‬أربع‭ ‬جولات‭ ‬مباحثات‭ ‬بوساطة‭ ‬من‭ ‬عمان،‭ ‬سعيا‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬جديد‭ ‬بشأن‭ ‬برنامج‭ ‬طهران‭ ‬النووي،‭ ‬يحل‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬اتفاق‭ ‬دولي‭ ‬أبرم‭ ‬قبل‭ ‬عقد‭. ‬

وبريطانيا‭ ‬وفرنسا‭ ‬وألمانيا،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الصين‭ ‬وروسيا‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬هي‭ ‬أطراف‭ ‬اتفاق‭ ‬2015‭ ‬الذي‭ ‬يعرف‭ ‬رسميا‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬خطة‭ ‬العمل‭ ‬الشاملة‭ ‬المشتركة‮»‬‭. ‬وأتاح‭ ‬الاتفاق‭ ‬الذي‭ ‬أبرم‭ ‬بعد‭ ‬أعوام‭ ‬من‭ ‬المفاوضات‭ ‬الشاقة،‭ ‬تقييد‭ ‬أنشطة‭ ‬طهران‭ ‬النووية‭ ‬وضمان‭ ‬سلمية‭ ‬برنامجها،‭ ‬لقاء‭ ‬رفع‭ ‬عقوبات‭ ‬اقتصادية‭ ‬مفروضة‭ ‬عليها‭. ‬

وفي‭ ‬عام‭ ‬2018،‭ ‬سحب‭ ‬ترامب‭ ‬خلال‭ ‬ولايته‭ ‬الأولى،‭ ‬بلاده‭ ‬بشكل‭ ‬أحادي‭ ‬من‭ ‬اتفاق‭ ‬عام‭ ‬2015،‭ ‬وأعاد‭ ‬فرض‭ ‬عقوبات‭ ‬على‭ ‬إيران،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬إجراءات‭ ‬ثانوية‭ ‬تستهدف‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تشتري‭ ‬النفط‭ ‬الإيراني،‭ ‬ضمن‭ ‬سياسة‭ ‬‮«‬ضغوط‭ ‬قصوى‮»‬‭ ‬اتبعها‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬طهران‭. ‬

من‭ ‬جهتها،‭ ‬بقيت‭ ‬إيران‭ ‬ملتزمة‭ ‬كامل‭ ‬بنود‭ ‬الاتفاق‭ ‬مدة‭ ‬عام‭ ‬بعد‭ ‬الانسحاب‭ ‬الأمريكي‭ ‬منه،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تتراجع‭ ‬تدريجيا‭ ‬عن‭ ‬التزاماتها‭ ‬الأساسية‭ ‬بموجبه‭. ‬

وأكد‭ ‬ترامب‭ ‬أمس‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬أوردته‭ ‬تقارير‭ ‬صحفية،‭ ‬لجهة‭ ‬أن‭ ‬واشنطن‭ ‬قدمت‭ ‬لإيران‭ ‬مقترحا‭ ‬لاتفاق‭ ‬بين‭ ‬الطرفين‭. ‬

وقال‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬ختام‭ ‬جولته‭ ‬الخليجية‭ ‬من‭ ‬أبوظبي‭ ‬إن‭ ‬على‭ ‬إيران‭ ‬الإسراع‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرار‭ ‬بشأنه‭ ‬وإلا‭ ‬‮«‬سيحدث‭ ‬أمر‭ ‬سيئ‮»‬‭. ‬أضاف‭ ‬‮«‬لديهم‭ ‬مقترح،‭ ‬والأهم‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬أنهم‭ ‬يعلمون‭ ‬أن‭ ‬عليهم‭ ‬التحرك‭ ‬بسرعة‭ ‬وإلا‭ ‬سيحدث‭ ‬أمر‭ ‬سيئ‮»‬‭. ‬

وكان‭ ‬موقع‭ ‬أكسيوس‭ ‬الأمريكي‭ ‬قد‭ ‬أفاد‭ ‬الخميس‭ ‬بأن‭ ‬إدارة‭ ‬ترامب‭ ‬قدمت‭ ‬لإيران‭ ‬خلال‭ ‬الجولة‭ ‬الرابعة‭ ‬‮«‬مقترحا‭ ‬مكتوبا‮»‬‭. ‬

إلا‭ ‬أن‭ ‬عراقجي‭ ‬نفى‭ ‬ذلك‭ ‬وقال‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬زيارة‭ ‬لمعرض‭ ‬طهران‭ ‬الدولي‭ ‬للكتاب‭ ‬‮«‬بشأن‭ ‬المحادثات‭ (‬النووية‭) ‬لم‭ ‬نتلق‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬أفكارا‭ ‬مكتوبة‭ ‬من‭ ‬أمريكا‮»‬‭. ‬

وأضاف‭ ‬‮«‬لكننا‭ ‬على‭ ‬استعداد‭ ‬لأن‭ ‬نبني‭ ‬ثقة‭ ‬وأن‭ ‬نكون‭ ‬شفافين‭ ‬بشأن‭ ‬برنامجنا‭ ‬النووي‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬رفع‭ ‬العقوبات‮»‬‭. ‬

وتدرس‭ ‬القوى‭ ‬الأوروبية‭ ‬الثلاث‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬ستفعّل‭ ‬آلية‭ ‬‮«‬العودة‭ ‬السريعة‮»‬‭ ‬أو‭ ‬‮«‬الزناد‮»‬،‭ ‬وهي‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬اتفاق‭ ‬2015،‭ ‬تتيح‭ ‬إعادة‭ ‬فرض‭ ‬عقوبات‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬على‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬انتهاكها‭ ‬الاتفاق‭. ‬وتنتهي‭ ‬المهلة‭ ‬لتفعيل‭ ‬هذه‭ ‬الآلية‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬2025‭. ‬

وحذّر‭ ‬عراقجي‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬أزمة‭ ‬انتشار‭ ‬نووي‭ ‬عالمية‭ ‬تمس‭ ‬أوروبا‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‮»‬،‭ ‬مؤكدا‭ ‬في‭ ‬مقال‭ ‬نشرته‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬لو‭ ‬بوان‮»‬‭ ‬الفرنسية،‭ ‬أن‭ ‬إيران‭ ‬‮«‬مستعدة‭ ‬لفتح‭ ‬فصل‭ ‬جديد‮»‬‭ ‬مع‭ ‬أوروبا‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا