العدد : ١٧٢٢٠ - الجمعة ١٦ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٨ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٢٠ - الجمعة ١٦ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٨ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

محللون: تكثيـف اسـتخدام المسيّرات منعـطـف جديـد فـي حـرب السـودان

الجمعة ١٦ مايو ٢٠٢٥ - 02:00

القاهرة‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬دخلت‭ ‬الحرب‭ ‬المتواصلة‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عامين‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬منعطفا‭ ‬جديدا‭ ‬مع‭ ‬تكثيف‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬استهداف‭ ‬مناطق‭ ‬يسيطر‭ ‬عليها‭ ‬الجيش‭ ‬بالطائرات‭ ‬المسيّرة،‭ ‬ما‭ ‬ينذر‭ ‬بمرحلة‭ ‬‮«‬خطيرة‮»‬،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬يرى‭ ‬محللون‭. ‬وعلى‭ ‬مدى‭ ‬الأسبوع‭ ‬المنصرم،‭ ‬استهدفت‭ ‬طائرات‭ ‬مسيّرة‭ ‬أطلقها‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬مناطق‭ ‬يسيطر‭ ‬عليها‭ ‬الجيش،‭ ‬وكانت‭ ‬حتى‭ ‬أيام‭ ‬خلت‭ ‬تعتبر‭ ‬آمنة‭ ‬وفي‭ ‬منأى‭ ‬عن‭ ‬المعارك‭ ‬التي‭ ‬اندلعت‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬2023‭. ‬

وبذلك‭ ‬أمسى‭ ‬الاستقرار‭ ‬الذي‭ ‬حافظ‭ ‬عليه‭ ‬الجيش‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬سيطرته‭ ‬محل‭ ‬تساؤل‭ ‬مع‭ ‬تهديد‭ ‬طرق‭ ‬إمداده‭ ‬واستهداف‭ ‬البنى‭ ‬التحتية‭ ‬المدنية‭ ‬وقصف‭ ‬مناطق‭ ‬تبعد‭ ‬مئات‭ ‬الكيلومترات‭ ‬عن‭ ‬أقرب‭ ‬قواعد‭ ‬معلنة‭ ‬للدعم‭ ‬السريع‭. ‬وترى‭ ‬المحللة‭ ‬السودانية‭ ‬خلود‭ ‬خير‭ ‬أن‭ ‬الضربات‭ ‬تهدف‭ ‬الى‭ ‬‮«‬تقويض‭ ‬قدرة‭ ‬الجيش‭ ‬على‭ ‬حفظ‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬سيطرته‮»‬،‭ ‬بما‭ ‬يتيح‭ ‬لقوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬توسيع‭ ‬رقعة‭ ‬الحرب‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تحريك‭ ‬عديدها‭. ‬

وخلال‭ ‬عامَي‭ ‬الحرب،‭ ‬اعتمد‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬بشكل‭ ‬رئيسي‭ ‬على‭ ‬الهجمات‭ ‬البرية‭ ‬الخاطفة‭ ‬التي‭ ‬أفضت‭ ‬مرارا‭ ‬إلى‭ ‬كسر‭ ‬دفاعات‭ ‬الجيش‭ ‬وخسارته‭ ‬مدنا‭ ‬رئيسية‭. ‬لكن‭ ‬منذ‭ ‬إعلان‭ ‬طردها‭ ‬من‭ ‬الخرطوم،‭ ‬لجأت‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬الى‭ ‬الأسلحة‭ ‬البعيدة‭ ‬المدى‭ ‬التي‭ ‬يتهم‭ ‬الجيش‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬بإرسالها‭ ‬للدعم‭ ‬السريع‭. ‬وتنفي‭ ‬أبو‭ ‬ظبي‭ ‬ذلك‭. ‬ويصف‭ ‬مايكل‭ ‬جونز،‭ ‬الباحث‭ ‬في‭ ‬المعهد‭ ‬الملكي‭ ‬للخدمات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬لندن،‭ ‬تحركات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬الأخيرة‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬تكيّف‭ ‬استراتيجي‭ ‬ضروري‭ ‬وربما‭ ‬يائس‮»‬‭. ‬

‭ ‬ويوضح‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬أن‭ ‬خسارة‭ ‬الخرطوم‭ ‬تعتبر‭ ‬‮«‬تراجعا‭ ‬استراتيجيا‭ ‬ورمزيا‮»‬‭ ‬للدعم‭ ‬السريع‭. ‬وباتت‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تبعث‭ ‬رسالة‭ ‬‮«‬بأن‭ ‬الحرب‭ ‬مستمرة‮»‬‭ ‬عبر‭ ‬استهداف‭ ‬مواقع‭ ‬حيوية،‭ ‬وفقا‭ ‬للباحث‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬السودان‭ ‬حامد‭ ‬خلف‭ ‬الله‭. ‬وقسمت‭ ‬الحرب‭ ‬السودان‭ ‬إلى‭ ‬مناطق‭ ‬نفوذ‭ ‬بين‭ ‬الحليفين‭ ‬السابقين،‭ ‬قائد‭ ‬الجيش‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬البرهان‭ ‬وقائد‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬محمد‭ ‬حمدان‭ ‬دقلو‭. ‬ويسيطر‭ ‬الأول‭ ‬على‭ ‬وسط‭ ‬وشرق‭ ‬وشمال‭ ‬البلاد‭ ‬ومعظم‭ ‬العاصمة،‭ ‬بينما‭ ‬يسيطر‭ ‬الثاني‭ ‬على‭ ‬معظم‭ ‬إقليم‭ ‬دارفور‭ (‬غرب‭) ‬وأجزاء‭ ‬من‭ ‬الجنوب‭. ‬

ولكن‭ ‬حتى‭ ‬مع‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الجديدة،‭ ‬يستبعد‭ ‬خلف‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬تستعيد‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬الخرطوم‭ ‬ومدن‭ ‬وسط‭ ‬البلاد،‭ ‬أو‭ ‬تبلغ‭ ‬المقر‭ ‬الموقت‭ ‬للحكومة‭ ‬مدينة‭ ‬بورتسودان‭ (‬شرق‭)‬،‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬العمليات‭ ‬البرية‭ ‬بسبب‭ ‬التقدم‭ ‬النوعي‭ ‬للجيش‭ ‬السوداني‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬القدرات‭ ‬الجوية‭. ‬ويقول‭ ‬خلف‭ ‬الله‭ ‬لفرانس‭ ‬برس‭ ‬إن‭ ‬التحول‭ ‬للهجوم‭ ‬بالمسيرات‭ ‬هدفه‭ ‬فقط‭ ‬‮«‬ترهيب‭ ‬وعدم‭ ‬استقرار‮»‬‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬الجيش‭. ‬

ويرى‭ ‬جونز‭ ‬أن‭ ‬الطائرات‭ ‬المسيرة‭ ‬وخاصة‭ ‬المسيرات‭ ‬الانتحارية‭ ‬تمكن‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬من‭ ‬‮«‬الوصول‭ ‬لمناطق‭ ‬لم‭ ‬تنجح‭ ‬سابقا‭ ‬في‭ ‬التوغل‭ ‬فيها‮»‬‭. ‬وبحسب‭ ‬لواء‭ ‬متقاعد‭ ‬في‭ ‬الجيش،‭ ‬يعتمد‭ ‬مقاتلو‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬على‭ ‬نوعين‭ ‬من‭ ‬المسيّرات‭: ‬انتحارية‭ ‬خفيفة‭ ‬وبسيطة‭ ‬الصنع‭ ‬تحمل‭ ‬قذائف‭ ‬وتنفجر‭ ‬عند‭ ‬الاصطدام،‭ ‬ومتطوّرة‭ ‬بعيد‭ ‬المدى‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬حمل‭ ‬صواريخ‭ ‬موجهة‭. ‬كما‭ ‬يحوز‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬مسيّرات‭ ‬من‭ ‬طراز‭ ‬‮«‬سي‭ ‬اتش‭ ‬95‮»‬‭ ‬صينية‭ ‬الصنع‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا