القاهرة - سيد عبدالقادر:
سيظل اسم الواعظ الصغير أنس مصطفى ربيع (8 سنوات)، محفورا في ذاكرة كل طلاب العلوم الدينية والشرعية لسنوات وربما لعقود، بعد أن سمح له الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب بالجلوس على كرسيه، وهو كرسي شيخ الأزهر.
نشأ في محافظة أسيوط (400 كيلومتر جنوب القاهرة)، في بيت بسيط وتفتح قلبه على حب القرآن على يد والده الدكتور مصطفى ربيع، الواعظ بالأزهر الشريف.
وكان في الخامسة من عمره عندما بدأ يجلس إلى جوار والده، يستمع إليه وهو يقرأ المتون العلمية التي طالما حفظها في شبابه؛ لم يكن الأب يقصد أن يُعلّم، بل كان يقرأ لنفسه، لكن أنس كان يصغي بقلبه قبل أذنه، يردد ما يسمعه، ويقلد نبرة والده، وقبل أن يتم السابعة كان قد حفظ أكثر من 2000 بيت من المتون، إلى جانب حفظه القرآن الكريم، وأصبح الجميع يعرفونه بـ«الواعظ الصغير»، وخاصة بعد أن حصل على المركز الأول في مسابقة «فارس المتون» التي نظمتها المنطقة الأزهرية بمحافظة أسيوط.
ويقول الأب: أنس، رغم صغر سنه، يمارس حياته الطبيعية ويلعب مع أقرانه، إلا أن سر تميزه يكمن في الاستمرارية والصبر، مؤكدًا أن الطفل يحفظ حتى الآن نحو 2000 بيت من المتون العلمية، إلى جانب مواصلته حفظ القرآن الكريم بدعم من أسرته.
وقد حظي أنس بتكريم خاص من مجلس جامعة الأزهر، حيث أهداه فضيلة الأستاذ الدكتور سلامة داود، رئيس الجامعة، درع الجامعة، ليكون بذلك أول طفل يحصل على هذا التكريم الرفيع. كما تم تكريمه من قبل وكيل الأزهر الشريف والمنطقة الأزهرية بأسيوط.
وعن شعور الأسرة بعد هذا التكريم، قال الدكتور مصطفى ربيع: «سبق لنا أن التقينا فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، لكن هذه المرة كانت مختلفة؛ فقد أصر فضيلته على أن يجلس أنس على كرسيه، ووقف ليستمع إليه، في مشهد مهيب غمره السكينة والرهبة، وأثر في جميع الحاضرين».
وقال الأب إن فضيلة الإمام الأكبر، شجع أنس بكل كلمات التشجيع والتحفيز، وعامله كأب له خائف على مصلحته ومستقبله، لافتًا إلى أن الإمام الأكبر أجلس أنس على كرسيه في المكتب وظل واقفًا بجواره بتواضع الأب مع أولاده، وأنس يقرأ متن من أصعب المتون العلمية وهو مثلث قطرب، ويصعب على صغير في عمره قراءته بهذه البراعة، ما أثار إعجاب الدكتور أحمد الطيب.
وأكد أن فضيلة الإمام الأكبر وعد نجله أنس الذي سيكمل 8 سنوات الشهر المقبل، برحلة عمرة بعد موسم الحج المقبل، وقد شد على أنس وقالي شد عليه عايزينه يكمل زي ما هو، وتوقع له مستقبلًا مشرقًا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك