العدد : ١٧٢١٥ - الأحد ١١ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٣ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢١٥ - الأحد ١١ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٣ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

ألوان

في ليلة «الريف».. الستار يرفع عن ذاكرة الوطن

الأحد ١١ مايو ٢٠٢٥ - 02:00

كتب‭ ‬رضا‭ ‬الستراوي‭:‬

في‭ ‬ليلة‭ ‬استثنائية‭ ‬اجتمع‭ ‬فيها‭ ‬عبق‭ ‬الماضي‭ ‬وتطلعات‭ ‬المستقبل،‭ ‬افتتح‭ ‬مساء‭ ‬أمس‭ ‬مهرجان‭ ‬مسرح‭ ‬الريف‭ ‬الكوميدي‭ ‬العاشر،‭ ‬الذي‭ ‬يتزامن‭ ‬مع‭ ‬احتفالين‭ ‬بارزين‭ ‬في‭ ‬الذاكرة‭ ‬المسرحية‭ ‬البحرينية‭: ‬مئوية‭ ‬المسرح‭ ‬البحريني،‭ ‬والذكرى‭ ‬العشرين‭ ‬لتأسيس‭ ‬مسرح‭ ‬الريف،‭ ‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬الصروح‭ ‬الأهلية‭ ‬التي‭ ‬أثرت‭ ‬الساحة‭ ‬الفنية‭ ‬بعطاءٍ‭ ‬متواصل‭ ‬ومتميز‭. ‬بدأ‭ ‬الحفل‭ ‬بعرض‭ ‬افتتاحي‭ ‬بسيط‭ ‬تبعته‭ ‬كلمة‭ ‬افتتاحية‭ ‬لنائب‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬مسرح‭ ‬الريف‭ ‬أحمد‭ ‬عيسى،‭ ‬ألقى‭ ‬فيها‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬مسيرة‭ ‬الريف‭ ‬التي‭ ‬امتدت‭ ‬لعقدين‭ ‬من‭ ‬الزمن،‭ ‬قائلاً‭: ‬‮«‬عشرون‭ ‬عامًا‭ ‬من‭ ‬الإبداع‭ ‬والعطاء،‭ ‬شكّلت‭ ‬خلالها‭ ‬الريف‭ ‬منارة‭ ‬في‭ ‬منطقتنا،‭ ‬وملتقى‭ ‬للفنانين‭ ‬والمواهب‮»‬‭. ‬وأضاف‭: ‬‮«‬كم‭ ‬هو‭ ‬شرف‭ ‬عظيم‭ ‬أن‭ ‬يتزامن‭ ‬احتفالنا‭ ‬هذا‭ ‬مع‭ ‬مئوية‭ ‬المسرح‭ ‬البحريني،‭ ‬نستذكر‭ ‬فيها‭ ‬كيف‭ ‬تحوّلت‭ ‬بداياتنا‭ ‬المتواضعة‭ ‬إلى‭ ‬واقع‭ ‬ملموس‭ ‬وعروض‭ ‬وورش‭ ‬ومساحات‭ ‬أمل‭ ‬للفن‭ ‬البحريني‮»‬‭.‬

وختم‭ ‬كلمته‭ ‬بإهداء‭ ‬الدورة‭ ‬العاشرة‭ ‬لروح‭ ‬الفنان‭ ‬الراحل‭ ‬حمزة‭ ‬محمد،‭ ‬مؤكداً‭ ‬أن‭ ‬المسرح‭ ‬ليس‭ ‬ترفا،‭ ‬بل‭ ‬وسيلة‭ ‬لطرح‭ ‬قضايا‭ ‬المجتمع‭ ‬ومعالجة‭ ‬هموم‭ ‬المواطن‭.‬

من‭ ‬جانبه،‭ ‬ألقى‭ ‬مدير‭ ‬المهرجان‭ ‬جاسم‭ ‬العالي‭ ‬كلمة‭ ‬مؤثرة‭ ‬استهلها‭ ‬بالوقوف‭ ‬دقيقة‭ ‬حداد‭ ‬على‭ ‬روح‭ ‬الراحل‭ ‬حمزة‭ ‬محمد،‭ ‬مذكراً‭ ‬بحضوره‭ ‬في‭ ‬الدورة‭ ‬التاسعة‭ ‬وبصمته‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تغيب‭. ‬وقال‭: ‬‮«‬المسرح‭ ‬بيت‭ ‬الحقيقة‭ ‬المتخفية‭ ‬خلف‭ ‬الأقنعة،‭ ‬ونحن‭ ‬هنا‭ ‬لنصفق‭ ‬للفن‭ ‬لا‭ ‬للتسلية،‭ ‬بل‭ ‬لأنه‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬هويتنا‮»‬‭.‬

وأعرب‭ ‬العالي‭ ‬عن‭ ‬فخره‭ ‬بتزامن‭ ‬هذا‭ ‬المهرجان‭ ‬مع‭ ‬مرور‭ ‬مائة‭ ‬عام‭ ‬على‭ ‬تأسيس‭ ‬المسرح‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬مشيداً‭ ‬بدور‭ ‬المسرح‭ ‬في‭ ‬التثقيف‭ ‬والتعليم،‭ ‬ومعاهدا‭ ‬باسم‭ ‬مسرح‭ ‬الريف‭ ‬وبقية‭ ‬الفرق‭ ‬الأهلية‭ ‬بالحفاظ‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الإرث‭ ‬الثقافي‭. ‬وأعلن‭ ‬أن‭ ‬المهرجان‭ ‬يتضمن‭ ‬ثلاث‭ ‬مسرحيات‭ ‬وندوتين،‭ ‬موجهاً‭ ‬شكره‭ ‬للداعمين،‭ ‬على‭ ‬رأسهم‭ ‬صحيفة‭ ‬الوطن،‭ ‬الشريك‭ ‬الإعلامي‭ ‬للمهرجان‭.‬

وكرّم‭ ‬المهرجان‭ ‬نخبة‭ ‬من‭ ‬رموز‭ ‬الكوميديا‭ ‬البحرينية‭ ‬الذين‭ ‬كان‭ ‬لهم‭ ‬بصمة‭ ‬في‭ ‬المسرح‭ ‬المحلي،‭ ‬وهم‭: ‬أحمد‭ ‬عيسى،‭ ‬حسن‭ ‬محمد،‭ ‬سامي‭ ‬رشدان،‭ ‬حسين‭ ‬شمعول،‭ ‬عبدالحسين‭ ‬مرهون،‭ ‬وسعيد‭ ‬محمد،‭ ‬وسط‭ ‬تصفيق‭ ‬حار‭ ‬وحضور‭ ‬لافت،‭ ‬تخلله‭ ‬التقاط‭ ‬صورة‭ ‬جماعية‭ ‬تذكارية‭.‬

وتواصل‭ ‬الحفل‭ ‬بعرض‭ ‬أرشيفي‭ ‬مقتطف‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬المسرحيات‭ ‬التي‭ ‬احتضنها‭ ‬مسرح‭ ‬الريف،‭ ‬تبعه‭ ‬فيديو‭ ‬وثائقي‭ ‬مؤثر‭ ‬عن‭ ‬الفنان‭ ‬الراحل‭ ‬حمزة‭ ‬محمد،‭ ‬جسّد‭ ‬فيه‭ ‬دوره‭ ‬التربوي‭ ‬والفني،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬يرى‭ ‬الطفل‭ ‬مشروع‭ ‬أمة،‭ ‬والمسرح‭ ‬رسالة‭ ‬لا‭ ‬ترفيهاً‭.‬

شهادات‭ ‬من‭ ‬زملائه‭ ‬وأصدقائه‭ ‬أثرت‭ ‬القاعة،‭ ‬حيث‭ ‬قال‭ ‬جاسم‭ ‬الحربان‭: ‬‮«‬لم‭ ‬أسمعه‭ ‬يومًا‭ ‬يتحدث‭ ‬بسوء‭ ‬عن‭ ‬أحد‮»‬،‭ ‬فيما‭ ‬وصفه‭ ‬أحمد‭ ‬عيسى‭ ‬بأنه‭ ‬فنان‭ ‬لم‭ ‬ينل‭ ‬حقه‭ ‬في‭ ‬الإعلام‭ ‬رغم‭ ‬ما‭ ‬قدمه‭ ‬من‭ ‬تضحيات،‭ ‬وتحدث‭ ‬حمد‭ ‬الحسن‭ ‬عن‭ ‬حضوره‭ ‬الدائم‭ ‬لدعم‭ ‬المسرح،‭ ‬وأكدت‭ ‬مريم‭ ‬زيمان‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬فنانًا‭ ‬تربويًا‭ ‬بحق،‭ ‬فيما‭ ‬أشاد‭ ‬جمال‭ ‬الصقر‭ ‬بإنسانيته،‭ ‬وختم‭ ‬ابنه‭ ‬علي‭ ‬حمزة‭ ‬بكلمة‭ ‬مؤثرة‭ ‬قال‭ ‬فيها‭: ‬‮«‬كنت‭ ‬محظوظًا‭ ‬أنني‭ ‬ابن‭ ‬هذا‭ ‬الرجل‮»‬‭. ‬وتم‭ ‬تكريم‭ ‬الفنان‭ ‬الراحل‭ ‬وتسليم‭ ‬جائزته‭ ‬لعائلته،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬تكريم‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬السلمان‭ ‬على‭ ‬إنجازه‭ ‬لكتاب‭ ‬يوثّق‭ ‬سيرة‭ ‬الراحل‭ ‬حمزة‭ ‬محمد‭.‬

واختُتم‭ ‬الحفل‭ ‬بعرض‭ ‬مشاهد‭ ‬من‭ ‬مهرجان‭ ‬الريف‭ ‬التاسع،‭ ‬ولقطات‭ ‬من‭ ‬كواليس‭ ‬بروفات‭ ‬المسرحيات‭ ‬الثلاث‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬الدورة‭ ‬الحالية،‭ ‬ليُغلق‭ ‬الستار‭ ‬على‭ ‬ليلة‭ ‬وفاء‭ ‬وفن،‭ ‬حملت‭ ‬رسالة‭ ‬واضحة‭: ‬مسرح‭ ‬الريف‭ ‬مستمر،‭ ‬والمسرح‭ ‬البحريني‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬حيًا‭ ‬بعد‭ ‬مائة‭ ‬عام،‭ ‬وأكثر‭ ‬إبداعًا‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا