لطالما ارتبط مفهوم الابن الوحيد بالصور النمطية السلبية، مثل والوحدة والدلال المفرط. لكن هذه الأفكار قديمة ومضللة، كما تؤكد الاختصاصية النفسية الاجتماعية سوزان نيومان، مؤلفة كتاب «فقط واحد: العلم الجديد، أسرار ومتعة تربية الطفل الوحيد»، التي تشير إلى أن هذه الصور النمطية ترسخت في المجتمع رغم دحضها علمياً.
وقد أظهرت دراسة حديثة أن النمو كطفل وحيد له تأثيرات إيجابية على الصحة النفسية والرضا عن الحياة، وهو ما يعكس صورة مغايرة تماماً للمفاهيم الشائعة.
فما الصفات الإيجابية التي يتمتع بها الأبناء الوحيدون؟
ورغم الاعتقاد السائد بأن الطفل الوحيد قد يعاني من الوحدة، تشير توني فالبو أستاذة علم النفس التربوي بجامعة تكساس في أوستن إلى أن هؤلاء الأطفال يتعلمون منذ الصغر التكيف مع العزلة بشكل صحي، ويميلون إلى قضاء وقتهم في أنشطة إبداعية كالكتابة أو الرسم.
وتوضح آن لويز لوكهارت اختصاصية علم النفس للأطفال أن الطفل الوحيد يقدر الصداقات والعلاقات العائلية بشكل عميق، ويعتبر أصدقاءه بمثابة «أشقاء مختارين»، ما يجعله صديقاً وفياً يمكن الاعتماد عليه في جميع الأوقات.
وترى نيومان أن الأطفال الوحيدين يتمتعون باستقلالية عالية، إذ يتعلمون حل المشكلات بمفردهم من دون الاعتماد على الأشقاء، ويصبحون قادرين على اتخاذ القرارات بثقة، سواء في طفولتهم أو في مرحلة البلوغ.
وبفضل الوقت الكبير الذي يقضونه مع والديهم يطور الأطفال الوحيدون مهارات لغوية متقدمة وقدرة على التفاعل مع البالغين بشكل يفوق أقرانهم، ما يعزز مهاراتهم في القيادة والتواصل المهني لاحقاً.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك