الرئيس الإقليمي لـ«ستاندرد تشارترد فينتشرز»:
الموقع الاستراتيجي والتسهيلات الحكومية والمواهب الشابة جعلت المملكة مقصدًا لكبريات الشركات
أجرى الحوار: علي عبدالخالق
تصوير - محمود بابا
كشف محمد فيروز، الرئيس الإقليمي لـ«ستاندرد تشارترد فينتشرز» في الشرق الاوسط أن ذراع الابتكار والاستثمار في مجال التكنولوجيا المالية والمشاريع التابع لبنك «ستاندرد تشارترد» أسهم في بناء أكثر من 30 شركة تكنولوجيا مالية ناشئة، واستثمر في أكثر من 20 شركة منذ تأسيسه، حيث بلغ مجموع الاستثمارات في الشركات التي تم الاستثمار فيها وإنشاؤها مليار دولار.
وأضاف في حوار حصري مع «أخبار الخليج»، مملكة البحرين مهيأة لجذب الاستثمارات العالمية في مختلف المجالات ولا سيما مجال التكنولوجيا المالية لأسباب عدة، أبرزها: الموقع الاستراتيجي، والدعم اللامحدود من الجهات الحكومية، ورأس المال البشري.
وقال فيروز، نعمل على إنشاء شركة ناشئة بالتعاون مع إحدى الجامعات العالمية، وذلك بهدف خلق شركة ناشئة متخصصة في تقديم خدمات التكنولوجيا المالية التعليمية في إحدى الدول المجاورة، وإذا رأينا هناك رغبة من الجامعات المحلية فمن الممكن أن نفتح شركة مماثلة في البحرين.
ولفت إلى أننا في «ستاندرد تشارترد فينتشرز» أنشأنا شركتين متخصصتين في الأصول الرقمية، حيث إن أحد أبرز أهدافها حماية العملاء من المخاطر التي تتعلق بالاستثمار في الأصول الرقمية والعملات المشفرة. وجاء ذلك في تفاصيل الحوار التالي:
- محمد فيروز من موظف إلى رئيس إقليمي لـ«ستاندرد تشارترد فينتشرز» في الشرق الاوسط، حدثنا عن مسيرتك مع البنك كأول بحريني يتبوأ هذا المنصب؟
بداية شرف كبير لي أن أتبوأ هذا المنصب، مسيرتي تمتد لأكثر من 10 سنوات مع ستاندرد تشارترد، وأقدم كل الشكر والتقدير للبنك على إعطائي الثقة للعمل في أكثر من مجال، فقبل ذلك كنت مدير مكتب الرئيس التنفيذي في الإمارات، وقبلها كنت في قسم التدقيق الداخلي، وذلك يدل على أن الشاب البحريني طموح وهو أهل للثقة.
أيضا أود أن أقدم الشكر والتقدير إلى شركة KPMG التي عملت فيها قبل ستاندرد تشارترد وتحديدًا الأستاذ جمال فخرو، الشريك التنفيذي للشركة على دعمه اللامحدود لي شخصياً وفضله من بعد الله سبحانه وتعالى فيما وصلت إليه اليوم.
- كيف تقيم البنية التحتية للتكنولوجيا المالية في البحرين وهل يمكن أن تكون قبلة لاستثمارات كبرى الشركات في العالم؟
مملكة البحرين مهيأة لجذب الاستثمارات العالمية في مختلف المجالات ولا سيما مجال التكنولوجيا المالية لأسباب عدة، أبرزها: الموقع الاستراتيجي، والدعم اللامحدود من الجهات الحكومية، وهذه العوامل تجعل من المملكة مركزاً مهماً لكبريات الشركات في العالم.
الأمر المهم أيضاً، أن مملكة البحرين تتميز بسهولة الاجراءات الحكومية لفتح الأعمال، لأن اي مستثمر أجنبي او شركة عالمية تبحث عن هذه المقومات لتوسعة أعمالها في المنطقة، وما يميز المملكة ايضاً وجود الكوادر البشرية المتطورة والمتخصصة في جميع المجالات.
والبحرين لديها جميع المقومات التي تجعل الشركات العالمية تتجه وتبدأ أعمالها.
- ما حجم استثمارات «ستاندرد تشارترد فينتشرز» في المنطقة؟ وما حصة السوق البحريني من ذلك؟
دعني أوضح أن «ستاندرد تشارترد فينتشرز» تأسس في 2018، ونحن ذراع الابتكار والاستثمار في مجال التكنولوجيا المالية والمشاريع التابع لبنك «ستاندرد تشارترد»، والفكرة بدأت بتأسيس شركة مملوكة من البنك لكنها تعمل بشكل منفصل.
وعلى مدى السنوات الماضية، بنينا أكثر من 30 شركة تكنولوجيا مالية ناشئة، واستثمرنا في أكثر من 20 شركة من شركائنا، وبالتالي مجموع الاستثمارات في الشركات التي استثمرنا فيها والتي أنشأناها، تفوق المليار دولار.
وكانت البداية في سنغافورة، حيث كان التركيز يصب على منطقة آسيا، ولكن بعد التطور الذي حصل في منطقة الشرق الأوسط والتركيز على مجالات التكنولوجيا المالية، ارتأينا أن نبدأ بأعمالنا في المنطقة قبل عام، وبدأنا بأول فرع في الإمارات والنية هو التوسع أكثر من ضمنها مملكة البحرين.
- ما أبرز الخدمات التي تقدمها «ستاندرد تشارترد فينتشرز»؟
هناك العديد من الحلول التي تقدمها «ستاندرد تشارترد فينتشرز»، ولكن لكل دولة خصوصيتها في الحلول التي نقدمها، وذلك بالشراكة مع شركائنا الاستراتيجيين في كل دولة، ونسعى للتوسع في مملكة البحرين بمساعدة شركائنا الاستراتيجيين، وهناك نقاشات مع بعض البنوك ومكاتب العائلة (Family Offices)، لطرح حلول مبتكرة وتمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة.
لدينا منصة إلكترونية تساعد الشركات الصغيرة والمتوسطة لتحويل جميع إجراءاتهم على الحلول الرقمية، فعلى سبيل المثال قمنا بإنشاء شركة تدعى Solv في الهند، بدأت قبل 4 سنوات، واليوم تملك أكثر من نصف مليون شركة صغيرة ومتوسطة في الهند لمساعدتهم في التحول الرقمي وتوفير حلول مالية.
اليوم يشهد قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة في الشرق الأوسط تطوراً ملحوظاً، حيث تتجه الأعمال نحو آفاق أوسع تتجاوز القطاعات التقليدية كالتجارة والبناء، ويأتي هذا التحول مدفوعًا بالتطورات التكنولوجية والمبادرات الحكومية الداعمة، مما يمكّن الشركات الصغيرة والمتوسطة من استكشاف فرص نمو جديدة في قطاعات متنوعة، مثل التكنولوجيا المالية والتجارة الإلكترونية والرعاية الصحية.
ويعتبر هذا التوجه جزءًا من الجهود الإقليمية الواسعة التي تهدف إلى دعم التنوع الاقتصادي وتقليل الاعتماد على النفط، مما يسهم في تعزيز مكانة الشرق الأوسط كلاعب تنافسي فاعل في مختلف القطاعات.
- العديد من المؤسسات المالية في البحرين اصبحت تتجه نحو الفنتك وتقديم خدمات مالية مبتكرة، كيف تستثمر «ستاندرد تشارترد فينتشرز» هذا التنافس في السوق؟
التكنولوجيا المالية تلعب دورا مهما في الاقتصاد، والتنافس بين شركات التكنولوجيا المالية أو المؤسسات المالية في البحرين على تقديم خدمات تكنولوجية مالية، هو تنافس صحي وشريف، والمستفيد الأول هو العميل، لأن المؤسسة المالية ستوفر خدمات وحلولا مبتكرة ومختلفة بأسعار تنافسية.
قبل 10 سنوات كان العميل لأي خدمة يريد أن يحصل عليها من البنك كان عليه زيارة الفرع، اليوم معظم الخدمات تقدم عبر المنصات الرقمية التابعة لهذه البنوك، ونحن في «ستاندرد تشارترد فينتشرز» نقدم حلولنا لجميع المؤسسات المالية خاصة أننا شركة منفصلة لكنها تابعة لستاندرد تشارترد. ففي الإمارات كمثال، استراتيجيتنا العمل مع شركاء محليين بما فيها البنوك الدولية والمحلية.
- هل هناك مذكرات تفاهم بينكم وبين الجامعات المحلية لتقديم دورات للطلبة في تخصصات التكنولوجيا المالية والابتكار المالي؟
من أساسيات عملنا هو التعاون مع الجامعات المحلية، عالمياً لدينا العديد من مذكرات التفاهم مع جامعات عالمية، ونحن ندعو الجامعات المحلية والجهات الأكاديمية الى التواصل معنا حيث لدينا العديد من الحلول الاستشارية التي تخص التكنولوجيا المالية.
نعمل على إنشاء شركة ناشئة بالتعاون مع احدى الجامعات العالمية، والشركة في طور الإنشاء، والفكرة أن نتعاون مع هذه الجامعة لخلق شركة ناشئة متخصصة في التكنولوجيا المالية التعليمية وستبدأ في إحدى الدول المجاورة، وإذا رأينا هناك رغبة من الجامعات المحلية فمن الممكن أن نفتح شركة مماثلة في البحرين.
- المصرف المركزي قام بإطلاق إطار تنظيمي لتنظيم خدمات الأصول المشفرة، كيف يخدم ذلك هذا القطاع في المملكة؟
المصرف المركزي في البحرين دائما سباق من ناحية إطلاق التشريعات التي تخدم هذا القطاع، وهم يلعبون دوراً مهماً في تطوير النظام المالي خاصة في مجال التكنولوجيا المالية والابتكار والتحول الرقمي في مملكة البحرين.
ونحن في «ستاندرد تشارترد فينتشرز»، نطلق منصات تعتمد على قوة ومتانة هذه التشريعات التي تطلقها المصارف المركزية، وكوننا نتبع بنكا عالميا نسعى للحفاظ على سمعتنا بالتعامل مع المصارف التي تتيح الفرصة لتوفير التطورات والرقمية.
- مع زيادة منصات التداول الرقمية، يزداد فرص التحايل والهجمات السيبرانية.. ما الدور الذي تلعبه «ستاندرد تشارترد فينتشرز» في تهيئة البيئة المناسبة للاستثمار في الاصول الرقمية؟
بالنسبة لنا، إذا لم نواكب التطور فسوف نخسر في المستقبل، لذلك بدأنا بالعمل على الاصول الرقمية قبل 8 سنوات، وهي ليست هبة بل تتطور وتزداد، وهناك مخاطر كثيرة وتحديات، ولكن نحن «ستاندرد تشارترد فينتشرز» نوفر منصات وحلولا تراعي القوانين والأنظمة الدولية وتوفر الحماية لهذه الأصول.
نحن في «ستاندرد تشارترد فينتشرز» أنشأنا شركتين متخصصتين في الأصول الرقمية، ومن أهداف هاتين الشركتين حماية العملاء من هذه المخاطر، ولا يمكننا المخاطرة بسمعة البنك، بل نواكب التطور وخلق بيئة مطابقة للمعايير الدولية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك