العدد : ١٧٢٠٢ - الاثنين ٢٨ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٣٠ شوّال ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٠٢ - الاثنين ٢٨ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٣٠ شوّال ١٤٤٦هـ

ألوان

لماذا يتغير مزاجك عندما تصاب بنزلة البرد؟.. العلم يكشف السر مؤخرا

الاثنين ٢٨ أبريل ٢٠٢٥ - 02:00

كشفت‭ ‬دراستان‭ ‬حديثتان‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬خط‭ ‬اتصال‭ ‬خفي‭ ‬بين‭ ‬الجهاز‭ ‬المناعي،‭ ‬والدماغ‭ ‬يفسر‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬للالتهابات‭ ‬في‭ ‬الجسم‭ ‬أن‭ ‬تؤثر‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬على‭ ‬الحالة‭ ‬المزاجية‭ ‬والسلوك‭ ‬الاجتماعي‭ ‬للإنسان‭.‬

وأجريت‭ ‬الدراستان‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬جامعتي‭ ‬هارفارد‭ ‬ومعهد‭ ‬ماساتشوستس‭ ‬للتكنولوجيا‭. ‬وقد‭ ‬تمهد‭ ‬النتائج‭ ‬التي‭ ‬توصلوا‭ ‬إليها‭ ‬الطريق‭ ‬لعلاجات‭ ‬ثورية‭ ‬لاضطرابات‭ ‬القلق‭ ‬والتوحد‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬تعديل‭ ‬الاستجابة‭ ‬المناعية‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬استهداف‭ ‬الدماغ‭ ‬مباشرة‭. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬أكثر‭ ‬أمانا‭ ‬وفعالية‭ ‬من‭ ‬الأدوية‭ ‬النفسية‭ ‬التقليدية‭.‬

ولاحظ‭ ‬الأطباء‭ ‬منذ‭ ‬زمن‭ ‬طويل‭ ‬أن‭ ‬البعض‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬تقلبات‭ ‬مزاجية‭ ‬بعد‭ ‬الإصابة‭ ‬بالعدوى‭ (‬مثل‭ ‬نزلة‭ ‬البرد‭) ‬أو‭ ‬عند‭ ‬تفاقم‭ ‬أمراض‭ ‬المناعة‭ ‬الذاتية‭. ‬والآن،‭ ‬توصل‭ ‬الباحثون‭ ‬من‭ ‬جامعتي‭ ‬هارفارد‭ ‬وماساتشوستس‭ ‬إلى‭ ‬تفسير‭ ‬علمي‭ ‬لهذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬الغريبة‭.‬

واكتشف‭ ‬الفريق‭ ‬أن‭ ‬مواد‭ ‬كيميائية‭ ‬تسمى‭ ‬‮«‬سيتوكينات‮»‬‭ - ‬تنتجها‭ ‬خلايا‭ ‬المناعة‭ ‬أثناء‭ ‬الالتهابات‭ - ‬تستطيع‭ ‬التأثير‭ ‬مباشرة‭ ‬على‭ ‬خلايا‭ ‬معينة‭ ‬في‭ ‬الدماغ‭. ‬

وهذه‭ ‬المواد‭ ‬التي‭ ‬كنا‭ ‬نعتقد‭ ‬أنها‭ ‬تعمل‭ ‬فقط‭ ‬خارج‭ ‬الدماغ،‭ ‬تبين‭ ‬أنها‭ ‬تلعب‭ ‬دورا‭ ‬في‭ ‬تنظيم‭ ‬المزاج‭ ‬والسلوك‭ ‬الاجتماعي‭.‬

ويشير‭ ‬الباحثون‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬الأكثر‭ ‬إثارة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاكتشاف‭ ‬هو‭ ‬تحديد‭ ‬الآلية‭ ‬الدقيقة‭ ‬التي‭ ‬تتحكم‭ ‬بها‭ ‬هذه‭ ‬الجزيئات‭ ‬المناعية‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬الدماغ‭ ‬المسؤولة‭ ‬عن‭ ‬المشاعر‭ ‬والسلوك‭. ‬ففي‭ ‬اللوزة‭ ‬الدماغية‭ - ‬مركز‭ ‬الخوف‭ ‬والقلق‭ ‬في‭ ‬الدماغ‭ - ‬وجد‭ ‬الفريقان‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬السيتوكينات‭ ‬مثل‭ ‬IL-17A‭ ‬وIL‭-‬17C‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬زيادة‭ ‬النشاط‭ ‬العصبي،‭ ‬ما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬ظهور‭ ‬سلوكيات‭ ‬تشبه‭ ‬القلق‭ ‬لدى‭ ‬فئران‭ ‬التجارب‭. ‬وفي‭ ‬المقابل،‭ ‬أظهر‭ ‬سيتوكين‭ ‬آخر‭ ‬هو‭ ‬IL-10‭ ‬تأثيرا‭ ‬معاكسا‭ ‬مهدئا‭ ‬للأعصاب‭.‬

ولكن‭ ‬المفاجأة‭ ‬الحقيقية‭ ‬جاءت‭ ‬عندما‭ ‬اكتشف‭ ‬الفريق‭ ‬البحثي‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬هذه‭ ‬الجزيئات‭ ‬المناعية‭ -‬على‭ ‬رأسها‭ ‬IL-17E‭ - ‬تنتجها‭ ‬الخلايا‭ ‬العصبية‭ ‬نفسها‭ ‬داخل‭ ‬الدماغ،‭ ‬ما‭ ‬يضعها‭ ‬في‭ ‬مصاف‭ ‬الناقلات‭ ‬العصبية‭ ‬التقليدية‭ ‬مثل‭ ‬السيروتونين‭ ‬والدوبامين‭. ‬

وهذا‭ ‬الاكتشاف‭ ‬يفتح‭ ‬بابا‭ ‬جديدا‭ ‬لفهم‭ ‬أكثر‭ ‬عمقا‭ ‬لكيفية‭ ‬تأثير‭ ‬الحمى‭ ‬والالتهابات‭ ‬على‭ ‬تحسين‭ ‬بعض‭ ‬أعراض‭ ‬التوحد‭ ‬لدى‭ ‬الأطفال،‭ ‬وهي‭ ‬ظاهرة‭ ‬كانت‭ ‬محل‭ ‬دراسة‭ ‬سابقة‭ ‬لنفس‭ ‬الفريق‭ ‬البحثي‭.‬

ومن‭ ‬الناحية‭ ‬العلاجية،‭ ‬تمثل‭ ‬هذه‭ ‬النتائج‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الاضطرابات‭ ‬النفسية‭. ‬فبدلا‭ ‬من‭ ‬محاولة‭ ‬تعديل‭ ‬كيمياء‭ ‬الدماغ‭ ‬مباشرة‭ ‬عبر‭ ‬الأدوية‭ ‬النفسية‭ ‬التقليدية‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬صعوبة‭ ‬في‭ ‬عبور‭ ‬الحاجز‭ ‬الدموي‭ ‬الدماغي،‭ ‬يمكن‭ ‬الآن‭ ‬استكشاف‭ ‬علاجات‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تعديل‭ ‬الاستجابة‭ ‬المناعية‭ ‬في‭ ‬الجسم‭ ‬ككل،‭ ‬لتؤثر‭ ‬تلقائيا‭ ‬على‭ ‬الحالة‭ ‬النفسية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬القنوات‭ ‬الطبيعية‭ ‬للتواصل‭ ‬بين‭ ‬الجهازين‭ ‬المناعي‭ ‬والعصبي‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا