موسكو – (أ ف ب): أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الموفد الأمريكي ستيف ويتكوف خلال لقائهما الجمعة أنه مستعد للتفاوض حول وضع حد للنزاع في أوكرانيا «من دون أي شروط مسبقة»، وفق ما افاد المتحدث باسم الكرملين أمس السبت. وقال دميتري بيسكوف بحسب ما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية إن «فلاديمير بوتين كرر استعداد الطرف الروسي لاستئناف عملية التفاوض مع أوكرانيا من دون أي شروط مسبقة». وسبق أن كرر بوتين شروطه الصعبة في شأن أوكرانيا، وفي مقدمها السيطرة على خمس مناطق أوكرانية اعلنت موسكو ضمها، وتراجع كييف عن الانضمام الى حلف شمال الأطلسي ونزع سلاحها.
والجمعة، وصف الكرملين المحادثات بين بوتين وويتكوف بأنها «بناءة ومفيدة جدا»، لافتا الى أنها هدفت الى «تقريب المواقف» بين موسكو وواشنطن حول عدد من المواضيع، وخصوصا الملف الأوكراني. ولا تزال روسيا تحتل حوالي عشرين في المائة من الأراضي الأوكرانية منذ هجومها في فبراير 2022. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس السبت إنه يأمل بتحقيق «نتائج» عقب لقائه مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب الذي يدفع بقوة نحو وقف القتال بين الأوكرانيين والروس بعد ثلاث سنوات على بدء غزو موسكو لأوكرانيا.
وأوضح زيلينسكي عبر وسائل التواصل الاجتماعي عقب الاجتماع اذي عقد في روما على هامش جنازة البابا فرنسيس: «اجتماع جيد. لقد تباحثنا بإسهاب على انفراد. وآمل أن نحقق نتائج في كل النقاط التي أثرناها» مجددا التأكيد أنه يريد «وقف إطلاق نار شاملا وغير مشروط». وشدد على أن «الاجتماع يحمل بعدا رمزيا كبيرا وقد يصبح تاريخيا في حال توصلنا إلى نتائج مشتركة».
ومن جانبه انتقد الرئيس ترامب أمس السبت نظيره الروسي فلاديمير بوتين إثر ضربات تعرض لها مدنيون في أوكرانيا في الأيام الأخيرة، قائلا: «ربما هو لا يريد أن يوقف الحرب». وأضاف ترامب في منشور على منصته تروث سوشال: «لم يكن هناك أدنى سبب لبوتين لإطلاق صواريخ على مناطق مدنية ومدن وقرى في الأيام الأخيرة. هذا يجعلني أعتقد أنه ربما لا يريد وقف الحرب... وعندها يجب التعامل معه في شكل مختلف». وتابع: «كثير من الناس يموتون». وأشار الرئيس الأمريكي إلى خيارين بديلين: استهداف النظام المصرفي وتشديد العقوبات الواسعة النطاق بحق روسيا. وجاء منشور ترامب بعد محادثات أجراها مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في روما على هامش جنازة البابا فرنسيس، وقد وصف الطرفان النقاشات بأنها «إيجابية».
وكان ترامب قد أكد خلال حملته الانتخابية أنه قادر على وضع حد للحرب بشكل سريع، لكن يبدو أنه يضغط على زيلينسكي للانخراط في مسار تسوية للنزاع تخشى كييف أن تضطر في إطاره للقبول بشروط تصب في مصلحة الكرملين، سواء على مستوى التنازل عن أراض أو الضمانات الأمنية لأوكرانيا. وأشار ترامب في مقابلة مع مجلة تايم أجريت الثلاثاء ونُشرت الجمعة إلى أن شبه جزيرة القرم الأوكرانية، التي ضمتها موسكو عام 2014 ستبقى، وقف مقترح التسوية الأمريكي، تابعة لروسيا. وقال في المقابلة: «ستبقى القرم مع روسيا. وزيلينسكي يُدرك ذلك».
ومن ناحية أخرى أجرى الرئيسان الأوكراني والفرنسي محادثات أمس السبت على هامش جنازة البابا فرنسيس، تناولت «مواصلة جهود إرساء السلام» في أوكرانيا، وسط مساع دبلوماسية يقودها الرئيس الأمريكي سعيا إلى وضع حد للأعمال العدائية، وفق وزير الخارجية الأوكراني. وجاء في منشور لروزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيغا على منصة إكس «في هذه اللحظة بالذات، يعقد الرئيسان فولوديمير زيلينسكي وإيمانويل ماكرون لقاء ثنائيا بشأن مواصلة جهود إرساء السلام». والتقى الرئيسان في فيلا بونابارت، مقر السفارة الفرنسية لدى الكرسي الرسولي في روما، وفق الرئاسة الفرنسية التي أضافت أن اللقاء انتهى نحو الساعة 13,45 بالتوقيت المحلي (11,45 بتوقيت جرينتش).
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك