محطات مضيئة في مسيرته غرس من خلالها مبادئ السلامة المرورية لدى الكبار والأطفال
نعت وزارة الإعلام خبير التوعية المرورية المقدم المتقاعد عبد العزيز محمد بوحجي، الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى بعد مسيرة حافلة بالعطاء في مجال التوعية المرورية والسلامة على الطريق.
وأعربت وزارة الإعلام عن بالغ تعازيها وصادق مواساتها إلى أسرة الفقيد وذويه، وإلى الأسرة الإعلامية في مملكة البحرين، مشيدة بما قدمه الفقيد من إسهامات رائدة في رفع مستوى الوعي المروري بالمجتمع عبر مبادرات وبرامج إعلامية متميزة، من بينها تقديمه البرنامج الإذاعي «طريق الأمان» عبر إذاعة البحرين، وبرنامجه الإذاعي «لمحات من تاريخ المرور في البحرين»، بالإضافة إلى إعداده وتقديمه عددا من البرامج التلفزيونية الرائدة، من أبرزها برنامج «مرور مائة عام على دخول السيارات في البحرين»، الذي وثق فيه تاريخ تطور النقل والمواصلات بالمملكة، وبرنامج «المرور والطفل»، الذي خصصه لغرس مبادئ السلامة المرورية لدى الأطفال والناشئة بأسلوب مبسط وتثقيفي.
وأكدت الوزارة أن الفقيد عبدالعزيز بوحجي قدّم طوال مسيرته نموذجًا رائدًا في العمل الوطني المخلص، حيث كرّس جهوده لتطوير ثقافة السلامة المرورية، وأسهم في نشر مبادئ الالتزام بالأنظمة والقوانين المرورية عبر الإعلام المرئي والمسموع، مما جعله يحظى بلقب الخبير العربي في التوعية المرورية.
واستذكرت وزارة الإعلام عطاء الفقيد حتى آخر أيام حياته، حيث ظل وفيًا لرسالته التوعوية، مشيرة إلى أن الراحل ترك إرثًا إعلاميًا وطنيًا خالدًا سيظل مصدر فخر واعتزاز للأجيال القادمة.
كما نعت جمعية الصحفيين البحرينية الفقيد وأشادت بالمسيرة الحافلة التي قدمها المليئة بالعطاء والتميز وإسهامات رائدة من خلال تقديم برامج ورسائل إعلامية في الإذاعة والتلفزيون أسهمت بشكل كبير في رفع الوعي المروري لدى المجتمع، حيث تقدمت الجمعية بصادق العزاء والمواساة لأسرة الفقيد.
مسيرة مهنية حافلة
الراحل ولد في مدينة المحرق عام 1943 والتحق بمدرسة الهداية الخليفية بالمحرق وانتقل إلى الكويت والتحق بمدرسة صلاح الدين ثم كيفان الثانوية وسافر إلى القاهرة 1964 والتحق بكلية الشرطة بالقاهرة بجمهورية مصر العربية، وبدأ برامجه الإذاعية الأسبوعية منذ عام 1967م، وكان موظفًا وقتئذٍ بإدارة الجمارك، ثم التحق بوزارة الداخلية في عام 1973، وواصل مسيرة التوعية المرورية إيمانًا منه بضرورة ذلك لما فيه المنفعة واستغلال جميع المنابر التي من الممكن أن تصل إليها التوعية المرورية،
حيث شكلت لجنة للتوعية المرورية، وقام عبدالعزيز بن محمد بوحجي بدور كبير في التوعية المرورية وأخذ على عاتقه التدريب العملي من خلال التوعية، وأنشئ بوزارة الداخلية مكتب للعلاقات العامة، وعمل عبدالعزيز بوحجي على إعداد محاضرات للتوعية المرورية في المدارس والأندية إضافة إلى الإذاعة.
وفي أثناء رئاسة اللواء الشيخ عبدالرحمن بن راشد بن عبدالله آل خليفة وإدارته للمرور والترخيص عام 1983 بدأت الإدارة في احتضان أسبوع المرور الخليجي، وقد طور أسبوع المرور وأناط بعبدالعزيز بوحجي في أمور التوعية المرورية.
ثم عمل المقدم عبد العزيز بوحجي في إدارة العلاقات العامة بوزارة الداخلية أيام الفريق الشيخ دعيج بن خليفة آل خليفة مدير إدارة المرور والترخيص، وكان عبدالعزيز يلقى كل الدعم والإسناد بما يسهل عليه التوعية المرورية وعمل بوحجي على تطوير الأداء الإعلامي للمرور.
وتقاعدُ عبدالعزيز بوحجي من وزارة الداخلية لم يمنعه ذلك من مواصلة التوعية المرورية في وسائل الإعلام المختلفة، فقد أصبح المستمع كل صباح يترقب أحاديثه التي تدخل إلى قلب ومستمع البرنامج دون استئذان، حتى الأطفال وهم في طريقهم إلى المدرسة يستمعون إلى عبد العزيز بوحجي قبل وصولهم إلى المدرسة وأصبح ما يقوله نبراسًا لهم.
تاريخ المرور بالبحرين
الراحل وثق تاريخ المرور في البحرين في كتابه تاريخ لمحات من تاريخ المرور في البحرين واشتمل الكتاب على ثمانية فصول من تاريخ المرور ودخول السيارات إلى البلاد عام 1914 حتى 1969 تضمن معلومات مرورية مهمة ومائة وثمانين صورة وثائقية وست وتسعين وثيقة تبين المراحل التي مر بها تاريخ المرور وتاريخ المواصلات، وكرم الراحل من عديد من الجهات على دوره والكتاب المهم، حيث حصل على جائزة الدولة للعمل الوطني عام 1992 ووسام البحرين الدرجة الخامسة سنة 1986 ووسام الخدمة الطويلة سنة 1989 ووسام الخدمة العسكرية الدرجة الأولى 1988.
رحل بوحجي ولكن ستبقى برامجه التوعوية مألوفة في وسائل الإعلام، تتناقل رسائل التوعية بأسلوب بسيط ومؤثر، ليظل محبوبًا لدى مختلف فئات المجتمع، وخاصة الأطفال الذين كانوا يرددون نصائحه المرورية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك