في لحظة تاريخية، كتب فريق الشباب فصلا جديدا في تاريخ دوري عيسى بن راشد (دوري الاتحاد) للكرة الطائرة، بعد أن حسم اللقب في منافسة شرسة مع فريق بني جمرة. ولكن وراء هذا الإنجاز الكبير، هناك تفاصيل لم ترو بعد، من تغيير التشكيلة في اللحظات الحاسمة إلى الإعداد الذهني الدقيق، مرورا بتكتيكات المدرب محمود الخباز التي قلبت مجرى المباراة، يبدو أن الطريق نحو التتويج كان مليئا بالقرارات الجريئة التي جعلت من الفريق بطلا، في هذا الحوار، يكشف الخباز عن كواليس هذا النجاح، ويوضح كيف كانت الرؤية الفنية والتغيرات الاستراتيجية العامل الحاسم في التفوق على منافس قوي.
{ ما نوعية التحضيرات التي قام بها فريق الشباب والتي انعكست إيجابيا على الفريق في النهائيين؟
التحضيرات شملت الجانبين الذهني والفني، مع تركيز كبير على الجانب الذهني لما له من أهمية بالغة في تجهيز الفريق، أما بشأن الناحية الفنية، فركزنا على إيجاد الحلول المناسبة في مختلف دورانات اللعب، مع توضيح الأدوار والمسؤوليات لكل لاعب بشكل دقيق سواء في حالات الهجوم أو الدفاع.
{ هل لعبت التبديلات التي قام بها الكابتن محمود الخباز دوراً في قلب مجريات اللعب؟
تم إجراء تغييرات جريئة في تشكيلة الفريق، وقد أتت أكلها بشكل واضح وفعال، من أبرزها استبعاد سيد أحمد سيد مرتضى من التشكيل الرئيس، وهو أحد أقوى وأهم عناصر الفريق، والدفع باللاعب الشاب المتألق محمد علي الخباز، الذي كان في الموعد، وقدم أداء رائعا، ونفذ ما هو مطلوب منه بإتقان، ليثبت جدارته ويتوج نفسه كأفضل لاعب في المباراة النهائية الأولى، كما أن دخول عيسى حسن في التشكيل أضفى بعدا جديدا للهجوم من منتصف الشبكة، مما أعطى حرية أكبر لضاربي الأطراف بفضل تحركاته السريعة، ودوره المحوري في تغيير شكل اللعب الهجومي.
{ ما مدى فاعلية الإرسالات والاستقبال لدى الفريقين خلال النهائيين؟
التحضير الدقيق لنمط الإرسال، وتحديد المكان المستهدف واللاعب الموجه له، ساهم بشكل كبير في نجاح فريق الشباب، كما أن جودة الاستقبال كانت مميزة، مما منح الفريق توازنا واضحا وساعده على صناعة الفارق، سواء من الناحية الهجومية أو الدفاعية، ووفر له حلولا فعالة على كلا الجانبين.
{ هل تفوق فريق الشباب في النهائيين على بني جمرة وراءه خطة فنية وقراءة الفريق المنافس؟
الحمد لله، جاء التفوق في الأداء والنتيجة ثمرة لقراءة فنية دقيقة، وترجمة ميدانية مميزة من اللاعبين، بالإضافة إلى التغيير الناجح في التشكيل والدوران، مما يؤكد صواب الرؤية الفنية ونجاحها.
{ هل لعبت الأخطاء الفردية من قبل لاعبي بني جمرة دورا رئيسا في النتيجة النهائية؟
بسبب قوة الإرسال وفاعلية حائط الصد، وضع لاعبو بني جمرة تحت ضغط كبير، مما قلل من خياراتهم الهجومية، وأثر سلبا على تركيزهم، فأثمر ذلك عن ارتكابهم للعديد من الأخطاء الفنية الناتجة عن التوتر النفسي.
{ كيف كانت الروح القتالية والانضباط التكتيكي في صفوف فريق الشباب؟
ظهر الفريق بشكل نموذجي رائع على المستويين الانضباطي والثبات الذهني والنفسي، ولعب بروح قتالية عالية، وحماس جماعي يعكس روح الفريق الحقيقية.
{ ما التغييرات التي أجراها الكابتن محمود الخباز على خطة اللعب لمباغتة الخصم؟
من أبرز التغييرات كانت في مركز 2، بدخول محمد الخباز، اللاعب الأعسر المعروف بضرباته السريعة، مما أضاف بعدا هجوميا جديدا للفريق. كما ساهم عيسى حسن بأسلوبه في الضرب السريع الخاطف، ما غير من وتيرة وأسلوب اللعب بشكل ملحوظ، أضف إلى ما سبق توجيه الإرسال بدقة نحو مناطق محددة في كل دوران للخصم كان له دور بارز في نجاح خطة اللعب، وتحقيق الأفضلية في المواجهة.
{ هل ترى أن بني جمرة عانى من ضغط الترشيحات المسبقة والتوقعات العالية؟
لا أتوقع هذا الأمر، إذ الترشيحات كانت تصب في مصلحة الفريقين، ولاعبو بني جمرة يتمتعون بخبرة كبيرة، ويظهرون احتراما كبيرا للمنافس دائما.
{ هل كان هناك تفوق واضح في مراكز معينة (مثل حائط الصد أو الضاربين الخلفيين) لفريق الشباب؟
كان التفوق واضحا في الهجوم من مركزي 6 و2، حيث برز الكاميروني بويومو بشكل لافت وحقق فارقا كبيرا بفضل أدائه الهجومي المميز.
{ هناك من يقول بأن فريق الشباب خلال النهائي الثاني تصرف بطريقة صحيحة في المواقف الحاسمة واستفاد في الوقت نفسه من أخطاء المنافس في المواقف نفسها.. كيف تعقب على ذلك؟
نعم، وفقنا في التعامل مع المواقف الحاسمة والصعبة بالشكل الصحيح، ومن الطبيعي أن تستغل أخطاء وسوء تصرف الخصم لتحقيق الفوز.
{ هل الربكة التي عانى منها بني جمرة خلال النهائي الثاني داخل الملعب وراءها أسلوب لعب الشباب؟
الربكة التي واجهها فريق بني جمرة كانت نتيجة لضغط الإرسال القوي، والهجوم الفعال، والأداء المميز من جانب فريق الشباب، كما لعب التحضير الذهني والنفسي دورا كبيرا، إلى جانب ثبات المستوى والتغييرات المدروسة في التشكيلة، في ترجيح كفة الشباب.
{ هل استخدم الشباب تقنيات حديثة في التحليل أو الإعداد ساهمت في تفوقهم؟
لا.. لم نستخدم أي تقنيات في هذا السياق.
*ما تأثير الفوز والخسارة في النهائي الأول ذهنيا في فريقك وبني جمرة؟
الفوز في النهائي الأول بنتيجة ثلاثة أشواط نظيفة وبالأداء المثير من شأن كل ذلك أن رفع معنويات فريقنا إلى القمة، وزاد من الحماسة والثقة لدى اللاعبين، في حين وضع فريق بني جمرة تحت ضغط كبير، وأثر بشكل أو بآخر على حالتهم النفسية.
{ هل لعبت خبرة الكابتن محمود الخباز السابقة دورًا في إدارة المواجهة؟
الحمد لله على التوفيق، فقد كانت قراءة المباراة موفقة، إلى جانب الحالة الذهنية العالية للاعبين، والجدية والانضباط في تنفيذ التعليمات.
{ هل فوز الشباب بدرع الدوري رسالة لها مضمون موجه لبقية المتنافسين؟
«لا أوجه رسائل لأي فريق، فتركيزي منصب بالكامل على أداء فريقي ومواصلة تطوير اللاعبين، ويبقى في نهاية الطواف أنه لكل مجتهد نصيب.
*هناك من يحصر فريق الشباب في شخصية الكاميروني بويومو نظرا للمهمات الملقاة على عاتقه؟ كيف تفسر ذلك؟
«بويومو» لاعب مميز ويتمتع بالقوة القتالية والإبداع، إضافة إلى دوره القيادي البارز داخل الفريق. توظيفه بالشكل المثالي يمنحه المساحة الكافية للإبداع والتألق. وفي المقابل، فإن توزيع الأدوار بشكل مناسب بين جميع اللاعبين يساهم في إبراز إمكانات كل فرد، ويؤدي إلى أداء جماعي متكامل ومميز.
{ هل هناك جنود مجهولون لهم دور كبير فيما تحقق؟
بكل صراحة، الجميع كان له دور ومساهمة واضحة في تحقيق هذا الإنجاز، ياسر الصيبعي رئيس جهاز الكرة الطائرة، وعبدالله المولاني نائب رئيس النادي والرئيس السابق للجهاز، كان لهما دور كبير في قيادة المشروع، كما لا ننسى إشراف علي عبدالله على الفريق الأول، والدعم المتواصل من أخي حسين الخباز، إلى جانب العمل الفني المميز من المدربين عيسى خميس وزكي الحايكي. وحتى عامل المهمات في النادي كان جزءا من هذا العمل الجماعي. الجميع اجتهد وعمل بروح الفريق الواحد من أجل نجاح هذا المشروع.
{ هل كان بينكم وبين مجلس إدارة النادي طموح مشترك قبل بداية الموسم؟ وما هو؟
قبل بداية الموسم، كان الطموح الأساسي هو الحفاظ على الأداء الجيد والتطور المستمر للاعبين، بالإضافة إلى منح لاعبي الفئات الشابة الثقة والفرصة للمشاركة، كما كان الهدف الوصول إلى النهائي في دوري الاتحاد، كما حدث في الموسم الماضي، ومع ذلك، وبكل صراحة، كان الهدف الشخصي بالنسبة لي هو التأهل إلى السداسي أو حتى الحصول على لقب دوري الاتحاد.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك