العدد : ١٧٢٥٦ - السبت ٢١ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٥ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٥٦ - السبت ٢١ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٥ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

الصفحة الأخيرة

«حساء السلحفاة».. وجبة قسرية على نار الجوع في غزة

الأحد ٢٠ أبريل ٢٠٢٥ - 02:00

في‭ ‬قطاع‭ ‬عزة‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬وجبات‭ ‬الطعام‭ ‬ترتبط‭ ‬بالذوق‭ ‬أو‭ ‬العادة،‭ ‬بل‭ ‬بالبقاء‭. ‬وفي‭ ‬خيمة‭ ‬صغيرة‭ ‬بخان‭ ‬يونس‭ ‬تقف‭ ‬ماجدة‭ ‬قنان،‭ ‬ذات‭ ‬الـ61‭ ‬عاماً،‭ ‬أمام‭ ‬قدر‭ ‬متضرر‭ ‬يغلي‭ ‬على‭ ‬نار‭ ‬الحطب،‭ ‬تطهو‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تتخيل‭ ‬يوماً‭ ‬أن‭ ‬تضعه‭ ‬على‭ ‬مائدة‭ ‬العائلة‭ ‬‮«‬لحم‭ ‬سلحفاة‮»‬‭. ‬وتقول‭ ‬ماجدة‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭: ‬‮«‬هذه‭ ‬ثالث‭ ‬مرة‭ ‬أطبخ‭ ‬فيها‭ ‬سلحفاة‭. ‬الأطفال‭ ‬خافوا‭ ‬منها،‭ ‬لكننا‭ ‬أخبرناهم‭ ‬أنها‭ ‬لذيذة‭ ‬وتشبه‭ ‬طعم‭ ‬لحم‭ ‬العجل‭. ‬بعضهم‭ ‬أكلها،‭ ‬والبعض‭ ‬الآخر‭ ‬رفض»؛‭ ‬ففي‭ ‬الأسواق‭ ‬لا‭ ‬وجود‭ ‬لأي‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬اللحوم،‭ ‬والخضار‭ ‬باتت‭ ‬نادرة‭ ‬وباهظة‭ ‬الثمن‭. ‬وتقول‭ ‬ماجدة‭: ‬‮«‬نشتري‭ ‬كيسين‭ ‬صغيرين‭ ‬من‭ ‬الخضار‭ ‬بـ80‭ ‬شيكلاً‭ (‬نحو‭ ‬19‭ ‬يورو‭)‬،‭ ‬ونطبخ‭ ‬السلاحف‭ ‬ونقسمها‭ ‬على‭ ‬عدة‭ ‬عائلات‭. ‬لا‭ ‬نبيعها‮»‬‭. ‬عبد‭ ‬الحليم‭ ‬قنان،‭ ‬قريب‭ ‬ماجدة‭ ‬وصياد،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يتخيل‭ ‬أن‭ ‬يأكل‭ ‬السلاحف‭ ‬يوماً،‭ ‬لكنه‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬ذبحها‭ ‬يتم‭ ‬وفق‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية‭. ‬ويقول‭: ‬‮«‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬لحوم‭ ‬ولا‭ ‬دواجن‭ ‬ولا‭ ‬طعام‭. ‬نبحث‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬مصدر‭ ‬للبروتين‮»‬،‭ ‬مضيفاً‭: ‬‮«‬لم‭ ‬يعد‭ ‬أمامنا‭ ‬سوى‭ ‬البحر‭ ‬وما‭ ‬يمنحه‭ ‬لنا‮»‬‭. ‬ومنذ‭ ‬2‭ ‬مارس‭ ‬أعادت‭ ‬إسرائيل‭ ‬فرض‭ ‬حصار‭ ‬شامل‭ ‬على‭ ‬القطاع،‭ ‬ومنعت‭ ‬دخول‭ ‬المساعدات‭ ‬الدولية،‭ ‬وأوقفت‭ ‬محطة‭ ‬تحلية‭ ‬المياه،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تفاقم‭ ‬الوضع‭ ‬الإنساني‭. ‬ومع‭ ‬إعلان‭ ‬نيتها‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬منع‭ ‬الإمدادات‭ ‬اتهمتها‭ ‬حركة‭ ‬حماس‭ ‬بـ«استخدام‭ ‬التجويع‭ ‬كسلاح‮»‬،‭ ‬معتبرة‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬بمثابة‭ ‬‮«‬إقرار‭ ‬علني‭ ‬بارتكاب‭ ‬جريمة‭ ‬حرب‮»‬‭. ‬وبلغ‭ ‬الوضع‭ ‬حداً‭ ‬مأساوياً،‭ ‬حيث‭ ‬حذّرت‭ ‬منظمات‭ ‬غير‭ ‬حكومية‭ ‬هذا‭ ‬الأسبوع‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬‮«‬المجاعة‭ ‬تتطوّر‭ ‬بسرعة‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬مناطق‭ ‬غزة‮»‬‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا