بورتسودان - (أ ف ب): قتل 56 مدنيا على الأقل في يومين بمدينة أم كدادة بإقليم دارفور غرب السودان في هجمات نسبت الى قوات الدعم السريع التي سيطرت مؤخرا على المدينة، بحسب ما أفاد ناشطون. وقالت «تنسيقية لجان المقاومة بالفاشر» في بيان أمس الأحد إنه بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة أم كدادة «أقدمت على تصفية.. 56 من سكان المدينة على أساس عرقي».
وأعلنت قوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش، الخميس استعادة السيطرة على بلدة تقع على بعد نحو 180 كيلومترا جنوب غرب مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور بغرب السودان. وقال حاكم دارفور وزعيم حركة تحرير السودان مني أركو مناوي الذي تقاتل قواته إلى جانب الجيش، الأحد إنه منذ الجمعة «قتل 450 شخصا في الفاشر والمناطق المحيطة بها» على يد قوات الدعم السريع.
ودعا البابا فرنسيس الأحد في ختام صلاة التبشير الملائكي في روما والتي بثها الفاتيكان، إلى إحلال السلام في العالم مشيرا بشكل خاص إلى السودان. وقال إن «15 أبريل يصادف الذكرى الثانية الحزينة لاندلاع الحرب في السودان والتي خلفت آلاف القتلى وأجبرت ملايين العائلات على الفرار من ديارها». اندلعت الحرب المميتة في السودان في 15 أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب «حميدتي».
ونشرت تنسيقية الفاشر الأحد قائمة بأسماء القتلى بينهم مدير مستشفى البلدة. كما اتهم الناشطون قوات الأمن بارتكاب «انتهاكات واسعة النطاق» و«تهجير قسري»، مشيرين إلى فقدان 14 شخصا. وأضافوا أن جميع شبكات الاتصالات أوقفت. وأدت الحرب في السودان إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون شخص، وتسببت بأزمة انسانية تعد من الأسوأ في التاريخ الحديث، بحسب الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي. وصارت ثالث أكبر دولة في إفريقيا من حيث المساحة مقسّمة عمليا، إذ يسيطر الجيش على مساحات واسعة في شرق البلاد وشمالها بينما تسيطر قوات الدعم السريع على القسم الأكبر من دارفور غربا وأجزاء من جنوب السودان.
وبعد استعادة الجيش للعاصمة الخرطوم الشهر الماضي، كثفت قوات الدعم السريع من هجماتها باتجاه مدينة الفاشر التي تحاصرها منذ مايو 2024. ولا تزال هذه المدينة التي تعد نحو مليوني نسمة تحت سيطرة الجيش. السبت، أعربت الأمم المتحدة عن مخاوفها من مقتل أكثر من 100 شخص في السودان بعد هجمات شنتها الجمعة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر ومخيمين للنازحين قريبين من زمزم وأبو شوك. وأفادت التقارير الأولية الصادرة عن التنسيقية الجمعة بمقتل 25 شخصا في زمزم و32 في الفاشر، فيما أفاد الجيش بمقتل 74 و17 شخصا على التوالي.
وقال ناشطون الجمعة إنه من الصعب تقييم حجم الأضرار التي لحقت بزمزم بسبب صعوبات في الاتصالات والإنترنت. وقال آدم رجال، المتحدث باسم تنسيقية النازحين واللاجئين في دارفور، لوكالة فرانس برس، «تعرضت مخيمات النازحين هذه (الأحد) لقصف وهجوم من قبل آليات قتالية تابعة لقوات الدعم السريع». كما أكد استئناف المعارك داخل مدينة الفاشر. ويُتهم طرفا الحرب بارتكاب انتهاكات بحق المدنيين وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على كلا الجانبين. وفي يناير 2025، اتهمت واشنطن رسميا حكومة السودان بـ«ارتكاب إبادة جماعية» في إقليم دارفور، المنطقة الصحراوية الواقعة على الحدود مع تشاد والتي توازي مساحة فرنسا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك