نعمل على تمكين الأطفال من المشاركة في صنع القرار.. والمنع من التعليم يتصدر الشكاوى
كتبت ياسمين العقيدات:
أكدت الدكتورة حورية عباس الديري مفوض حقوق الطفل في المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان أنه منذ تدشين منصب مفوض حقوق الطفل في يونيو 2023 حتى الآن، تم استلام 87 شكوى، تنوعت بين الحقوق المدنية والسياسية، والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وأوضحت الديري لـ«أخبار الخليج» أن من بين الشكاوى المستلمة هناك 35 شكوى متعلقة بالحقوق المدنية والسياسية، توزعت على 16 شكوى تتعلق بالحق في السلامة الجسدية والمعنوية، و6 شكاوى تتعلق بالحق في الحرية والأمان الشخصي، و6 شكاوى تتعلق بالحق في الجنسية، إلى جانب 7 شكاوى تتعلق باستبدال العقوبة.
وأضافت أن الشكاوى المتعلقة بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بلغت 43 شكوى، منها شكوى واحدة تتعلق بالحق في الصحة، و4 شكاوى تتعلق بالحق في مستوى معيشي لائق، و24 شكوى تتعلق بالحق في التعليم، و14 شكوى تتعلق بالحق في التمتع بمختلف الحقوق والحريات.
وقالت مفوض حقوق الطفل إنها قامت بـ17 زيارة ميدانية لعدد من الجهات، منها 7 زيارات لمراكز تابعة لوزارة الداخلية، شملت مركز الإصلاح والتأهيل للرجال، مركز الحبس الاحتياطي لقسم المحكومين من صغار السن، مركز الإصلاح والتأهيل والحبس الاحتياطي للنساء، إلى جانب زيارات لعدد من مديريات الشرطة ومركز الأحداث السابق.
كما أشارت إلى أن الزيارات شملت كذلك 6 مراكز تابعة لوزارة التنمية الاجتماعية، من بينها مركز الحد لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، مركز المتروك للتأهيل الإرشادي، مركز شيخان للتخاطب الشامل، مركز الرعاية الاجتماعية بمدينة حمد، نادي شريفة العوضي للأطفال والناشئة، ومركز طموح لتنمية القدرات.
كما لفتت إلى القيام بـ4 زيارات لمراكز تابعة لوزارة التربية والتعليم، شملت مدرسة عبدالرحمن كانو الدولية، مدرسة السهلة الابتدائية الإعدادية للبنين، وزارة التربية والتعليم، ومدرسة برايتس العالمية.
وفي إطار حرصها على حماية مصالح الطفل الفضلى، أكدت الديري حضور 16 جلسة محاكمة أمام المحاكم الشرعية، بهدف الوقوف على صحة الإجراءات القضائية وضمان توفير المحاكمة العادلة، وخاصة في القضايا التي يكون أطرافها من الأطفال.
تعزيز وعي الأطفال
بحقوق الإنسان
أما بخصوص أبرز الفعاليات والأنشطة فأوضحت الدكتورة حورية الديري أن المفوضية تعمل على ترسيخ مبادئ حقوق الإنسان لدى الأطفال والناشئة، من خلال نشر ثقافة حقوق الطفل وتحويل المعرفة إلى سلوك وممارسة يومية تسهم في حماية حقوقهم وتعزيز نشأتهم في بيئة آمنة وسليمة.
وبينت الديري أن المفوضية تواصل جهودها في هذا المجال عبر مجموعة من المبادرات والبرامج التوعوية، إضافة إلى المشاركة الفاعلة في الفعاليات المحلية والدولية التي تنظمها المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان والجهات الرسمية داخل مملكة البحرين وخارجها.
وأشارت إلى أن المفوضية شاركت مؤخراً في تقديم محور ضمن الحلقة التشاورية للأطفال بعنوان «صوتي مسموع»، والتي نظمتها وزارة التنمية الاجتماعية لطلبة المدارس الحكومية والخاصة، وذلك بهدف تعزيز مشاركة الأطفال وإيصال أصواتهم في القضايا التي تمسهم، كما شاركت المفوضية في فعاليات مدينة شباب 2030 من خلال تنفيذ برنامج تدريبي بعنوان «مبادرة السفراء الشباب لحقوق الإنسان»، والذي ركّز على تحفيز الفكر الحقوقي والقانوني لدى الناشئة، عبر مناقشات تفاعلية تهدف إلى الوصول إلى حلول عملية تنطلق من وعي الأطفال بحقوقهم.
وأضافت أن المفوضية كانت حاضرة كذلك في فعالية نموذج الأمم المتحدة (MUN) التي نظمتها مدرسة الشويفات الدولية، حيث تم التعريف بدور مفوض حقوق الطفل لأكثر من 400 مشارك من الأطفال، في خطوة لتعزيز التواصل المباشر معهم وترسيخ مفهوم الشراكة في العمل الحقوقي.
وبينت الديري أن المفوضية تحرص على تنظيم لقاءات تشاورية دورية مع مؤسسات المجتمع المدني المعنية بالطفولة، بهدف تبادل وجهات النظر واستعراض أبرز التحديات التي تواجه العمل المشترك، والسعي لإيجاد حلول عملية تدعم حقوق الطفل وتضمن استدامتها.
كما لفتت الديري إلى مشاركة المفوضية في الملتقى السنوي الأول لأطفال مملكة البحرين تحت شعار «لديك الحق.. لديك صوت» الذي نظمته المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان بالتعاون مع سفارة المملكة المتحدة، مشيدة بدوره في تعزيز وعي الأطفال بحقوقهم وتمكينهم من التعبير عن آرائهم وتبادل التجارب في بيئة تفاعلية ومحفزة.
وشددت مفوض حقوق الطفل على أهمية إشراك الأطفال في قضاياهم، وتوفير المنصات التي تتيح لهم ممارسة حقوقهم والتعبير عن ذواتهم، مؤكدة أن ذلك يمثل ركيزة أساسية في بناء مجتمع يحترم الحقوق وينشئ أجيالاً واعية وقادرة على إحداث التغيير.
تعزيز مشاركة الأطفال
في الشأن الحقوقي
أما بخصوص فريق أصدقاء مفوض حقوق الطفل فأكدت الدكتورة حورية الديري، مفوض حقوق الطفل، أن 30 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 12 و18 عاماً يشاركون حالياً ضمن فريق «أصدقاء مفوض حقوق الطفل»، وذلك بهدف تمكينهم من التعبير عن آرائهم والمساهمة في صياغة السياسات والتشريعات المرتبطة بحقوق الطفل، على المستويين الوطني والدولي.
وأوضحت الديري أن تشكيل الفريق يعكس التزام مفوضية حقوق الطفل بإشراك الأطفال في القضايا التي تمس حياتهم بشكل مباشر، ومنحهم مساحة حقيقية للتأثير في صناعة القرار، مؤكدة أن هذه المبادرة تمثل خطوة مهمة نحو ترسيخ مبادئ المشاركة والمواطنة الفاعلة في نفوس الأطفال.
وأشارت إلى أن الأطفال تم اختيارهم وفق معايير دقيقة تركز على تحمل المسؤولية، والثقة بالنفس، والقدرة على الالتزام، إلى جانب امتلاكهم مهارات قيادية في الحوار، والتفاوض، والإقناع، والتخطيط، والابتكار.
وأضافت أن مدة العضوية في الفريق تبلغ سنة ميلادية واحدة، قابلة للتجديد مرتين كحد أقصى، لإتاحة الفرصة لأكبر عدد من الأطفال للانضمام والاستفادة من التجربة، مع اشتراط موافقة أولياء الأمور على المشاركة.
وبينت أن فريق «أصدقاء مفوض حقوق الطفل» يشكل منصة حيوية لنشر ثقافة حقوق الطفل، وتمكين الأعضاء من تنفيذ مبادرات ومشاريع تعزز هذه الحقوق في المجتمع، بما ينسجم مع التزامات مملكة البحرين الوطنية والدولية في هذا المجال.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك