رغم ما حققه فريق الأهلي من تفوقه المستحق على منافسه فريق النجمة في مواجهة «المربع» تدخل تحت عنوان «المواجهات الخاصة» التي توسم لقاءات الناديين في مختلف الألعاب، وتأهل النسور الصفراء مباشرة إلى نهائي دوري عيسى بن راشد للكرة الطائرة مستفيدا من قانونية المسابقة ولوائحها، فإن فريق المحرق هو الآخر قال كلمته أمام منافسه فريق دار كليب، وفوز المحرق منحه الأفضلية لا أكثر، ويبقى هناك شوط آخر مقرر له الجمعة القادمة ينتظر الفريقين، لا يمكن إعطاء كلمة جازمة بشأن نتيجته، فإما أن يؤكد رفاق محمود العافية قائد المحرق أحقية فريقه بالنهائي، وإما أن تكون لرفاق محمود عبد الواحد قائد دار كليب كلمة أخرى يأخذون بها منافسهم الى موقعة فاصلة حاسمة، نحاول في هذه الوقفة أن نسلط الضوء الفني على مجريات مباراتي المربع.
التفوق التكتيكي والفردي
محمد عنان «جوني» بات هو صمام الأمان، بل كان كلمة السر في التفوق الأهلاوي، ورغم أن النسور الصفراء قدمت أداء جماعيا، إلا صانع ألعاب الفريق محمود حسن وضع ثقله خاصة في اللحظات الحاسمة من الشوطين الأوليين على محمد عنان الذي امتاز بأداء هجومي قوي، وقدرة على التعامل مع الكرات المرتدة، بالإضافة إلى هدوئه تحت عامل الضغط.
انسجام التركيبة
تركيبة الأهلي التي خاضت أشواط المباراة الثلاثة أظهرت انسجاما واضحا بين الخطوط، مع توزيع هجومي جيد على الأطراف بتواجد جوني وسيد محمد العبار والفرنسي جاشوم، واستخدام ذكي للتدخلات الهجومية السريعة من مركزين 3 من الثنائي حسن الشاخوري وهاني عليوي.
تحليل فني لأشواط الأهلي والنجمة
الشوط الأول (25-22): تميز بالتكافؤ على مستوى الأداء، لكن الفارق كان في فعالية الضرب الساحق من جوني، مقابل تعويل النجمة بشكل أساسي على الفنزويلي شوريو.
الشوط الثاني (25-23): رغم المردود الجماعي الهجومي الجيد من النجمة، إلا أن غياب التركيز في النقاط الأخيرة كلفهم الشوط. الأهلي عرف كيف يستثمر الضغط ويدير اللحظة الحرجة لصالحه باقتدار.
الشوط الثالث (25-18): أظهر الأهلي خلاله تفوقا بدنيا ونفسيا واضحا بعد أن تنفس لاعبوه الصعداء بكسبهما الشوطين الأوليين، ووسع الفارق مبكرا منعا لعودة المنافس لأجواء المباراة، بينما لم يستطع النجمة من مجاراة الإيقاع رغم التبديلات التي أدخلها الكابتن مشعل تركي مدرب الفريق (مثل دخول راشد أحمد وأحمد صادق وعبد الله محمد).
ملاحظات على أداء النجمة
حاول صانع ألعاب طائرة النجمة حسين الحايكي ابتداء إبعاد العيون الأهلاوية عن الفنزويلي شوريو من خلال التنويع الهجومي، ولكن الحايكي اضطر مكرها لا بطل للتعويل على الفنزويلي بل الاعتماد المفرط عليه مما كشفه لحائط الصد والدفاع الأهلاويين.
وقد تأثر النجمة بضعف في استقبال الكرة الأولى، إزاء الضغط النفسي في الشوطين الثاني والثالث، وهذا الاستقبال صعب مأمورية الضاربين، وافتقد النجمة الأوراق الهجومية البديلة الفاعلة.
الحنكة والخبرة الحاسمة
في لقاء المحرق ودار كليب برز ناصر عنان لاعب مركز 4 كبطل للشوطين الأوليين، بحسمه للنقاط الحاسمة رغم عودة دار كليب في اللحظات الأخيرة.
المحرق أشرك قائده وصانع ألعابه محمود العافية لأن جهازه الفني بقيادة الكابتن ياسين الميل يعرف أن مقل هذه الأدوار تحتاج لقيادة وحنكة، فقد أظهر المحرق تركيزا ذهنيا عاليا، ولم يتأثر بتقلبات النتيجة، ما يدل على خبرة واضحة في التعامل مع المباريات الكبيرة.
تحليل فني للأشواط
الشوط الأول (26-24): كان سجالا قويا، إذ حاول دار كليب العودة من خلال حائط الصد أمام لينك، لكن إسقاط ناصر عنان كسر التعادل.
الشوط الثاني (28-26): عودة دار كليب من 12-18 إلى 20-20 وراءها شجاعة، لكن المحرق حسم الأمور بفضل التركيز في النقاط الأخيرة.
الشوط الثالث (25-21): المحرق فرض سيطرته الهجومية عبر جاكوب لينك، ونجح في إنهاء المباراة بأسلوب حاسم.
ملاحظات على دار كليب
حائط الصد كان جيدًا في بعض الفترات، لكنه افتقد السيطرة على الكرات السريعة في المواقف الحاسمة.
لقد وضح معاناة الفريق على مستوى استقبال الكرة الأولى جراء إرسال المحرق القوي أو التكتيكي، وكان لابد من إيجاد حل لهذه المشكلة التي أثرت على مردود الفريق عامة.
خلاصة فنية
الأهلي تفوق بفعل الانضباط التكتيكي، والمهارات الفردية المؤثرة لجوني، وقوة الإرسال وتنظيم الدفاع الخلفي.
والمحرق نجح بفضل الخبرة، الهدوء تحت الضغط، والفعالية الهجومية بقيادة ناصر عنان وجاكوب لينك، إضافة إلى مرونة التكتيك الجماعي.
النجمة ودار كليب يحتاجان إلى تنويع خطط اللعب، تحسين الاستقبال، وتقوية الحضور الذهني في النقاط الحاسمة، والشراسة الهجومية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك