العدد : ١٧١٨٢ - الثلاثاء ٠٨ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ١٠ شوّال ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٨٢ - الثلاثاء ٠٨ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ١٠ شوّال ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

عاقبوا المجرمين قتلة رجال الإسعاف في غزة
رئيس الهلال والصليب الأحمر: كيف يسمح العالم بأن يصبح زي الحماية الأحمر كفنا؟

الاثنين ٠٧ أبريل ٢٠٢٥ - 02:00

في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬الجارديان‮»‬‭ ‬البريطانية‭ ‬كتب‭ ‬الرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للاتحاد‭ ‬الدولي‭ ‬لجمعيات‭ ‬الصليب‭ ‬الأحمر‭ ‬والهلال‭ ‬الأحمر‭ ‬جاغان‭ ‬تشاباجين‭ ‬مقالا‭ ‬يعلق‭ ‬فيه‭ ‬على‭ ‬مقتل‭ ‬15‭ ‬مسعفا‭ ‬وعاملا‭ ‬إنسانيا‭ ‬بنيران‭ ‬إسرائيلية‭ ‬في‭ ‬رفح‭ ‬جنوب‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭.‬

وقال‭ ‬تشاباجين‭: ‬‮«‬أنا‭ ‬غاضب،‭ ‬لكنني‭ ‬سئمت‭ ‬من‭ ‬الغضب‭ ‬كذلك‭. ‬يجب‭ ‬حماية‭ ‬عمال‭ ‬الإغاثة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الإنسانية‭... ‬بكل‭ ‬بساطة‮»‬،‭ ‬في‭ ‬مقاله‭ ‬المعنون‭ ‬بـ«قُتل‭ ‬عمال‭ ‬الإغاثة‭ ‬التابعون‭ ‬لنا‭ ‬بوحشية‭ ‬وأُلقوا‭ ‬في‭ ‬مقبرة‭ ‬جماعية‭ ‬في‭ ‬غزة‭. ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬يتكرر‭ ‬هذا‭ ‬أبدا‮»‬‭.‬

ويتساءل‭ ‬تشاباجين‭ ‬أيهما‭ ‬كان‭ ‬الأكثر‭ ‬فظاعة؟‭ ‬الانتظار‭ ‬المؤلم‭ ‬الذي‭ ‬دام‭ ‬أسبوعا‭ ‬والصمت‭ ‬الذي‭ ‬خيّم‭ ‬بعد‭ ‬اختفاء‭ ‬زملائنا؟‭ ‬أم‭ ‬تأكيد‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬الجثث‭ ‬بعد‭ ‬سبعة‭ ‬أيام؟‭ ‬أم‭ ‬التفاصيل‭ ‬المروعة‭ ‬لكيفية‭ ‬العثور‭ ‬عليهم‭ ‬وقتلهم‭ ‬منذ‭ ‬ذلك‭ ‬الحين؟

وفي‭ ‬30‭ ‬مارس‭ ‬عُثر‭ ‬على‭ ‬جثث‭ ‬المسعفين‭ ‬مدفونة‭ ‬تحت‭ ‬التراب‭ ‬في‭ ‬رفح،‭ ‬فيما‭ ‬وصفه‭ ‬مكتب‭ ‬تنسيق‭ ‬الشؤون‭ ‬الإنسانية‭ ‬التابع‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ (‬أوتشا‭) ‬بأنه‭ ‬‮«‬مقبرة‭ ‬جماعية‮»‬‭.‬

ويقول‭ ‬تشاباجين‭: ‬‮«‬سُحِقت‭ ‬سيارات‭ ‬الإسعاف‭ ‬ودُفِنَت‭ ‬جزئيا‭.. ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬جثثهم‭ ‬المدفونة‭ ‬جماعيا‭ ‬في‭ ‬الرمال‮»‬‭. ‬وأضاف‭: ‬‮«‬كان‭ ‬زملاؤنا‭ ‬القتلى‭ ‬لا‭ ‬يزالون‭ ‬يرتدون‭ ‬سترات‭ ‬الهلال‭ ‬الأحمر‭. ‬وهم‭ ‬أحياء،‭ ‬كانت‭ ‬تلك‭ ‬الملابس‭ ‬تُشير‭ ‬إلى‭ ‬مكانتهم‭ ‬كعمال‭ ‬إغاثة‭ ‬إنسانية،‭ ‬كان‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تحميهم‭. ‬أما‭ ‬عند‭ ‬موتهم‭ ‬فقد‭ ‬أصبحت‭ ‬تلك‭ ‬السترات‭ ‬الحمراء‭ ‬أكفانهم‮»‬‭.‬

وتحدث‭ ‬المسؤول‭ ‬الإنساني‭ ‬عن‭ ‬خطورة‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬‮«‬لكنّ‭ ‬هؤلاء‭ ‬الرجال‭ ‬لم‭ ‬يكونوا‭ ‬متهورين‭. ‬بل‭ ‬ظنّوا‭ ‬أن‭ ‬سياراتهم‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬علامة‭ ‬الهلال‭ ‬الأحمر‭ ‬ستوضح‭ ‬من‭ ‬بداخلها‭ ‬وهدفها‭. ‬وآمنوا‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬القانون‭ ‬الإنساني‭ ‬الدولي،‭ ‬وأن‭ ‬العاملينّ‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬سيحظون‭ ‬بالحماية‭. ‬ظنّوا‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬يعني‭ ‬أنهم‭ ‬لن‭ ‬يكونوا‭ ‬هدفا‭. ‬لكنهم‭ ‬كانوا‭ ‬مخطئين‭. ‬للأسف،‭ ‬كان‭ ‬خطأً‭ ‬فادحا‮»‬‭.‬

وتحدث‭ ‬تشاباجين‭ ‬عن‭ ‬ضرورة‭ ‬حماية‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الصحة‭ ‬والمساعدات‭ ‬الإنسانية،‭ ‬لكنه‭ ‬استدرك‭ ‬قائلا‭: ‬‮«‬إنهم‭ ‬يُقتلون‭ ‬بأعداد‭ ‬متزايدة‮»‬‭. ‬وقال‭: ‬‮«‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬السماح‭ ‬بأن‭ ‬يصبح‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭ ‬من‭ ‬الوفيات‭ ‬طبيعيا،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬نرفض‭ ‬أي‭ ‬رواية‭ ‬مفادها‭ ‬أن‭ ‬الموت‭ ‬حتمي،‭ ‬أو‭ ‬أنه‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬العمل‮»‬،‭ ‬وفق‭ ‬المسؤول‭ ‬الإنساني‭. ‬وطالب‭ ‬بضرورة‭ ‬وجود‭ ‬عواقب‭ ‬ملموسة‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬يرتكبون‭ ‬جرائم‭ ‬القتل‭ ‬الفظيعة‭ -‬عن‭ ‬سوء‭ ‬نية‭ ‬أو‭ ‬تهور‭- ‬بحق‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الإنساني‭.‬

كما‭ ‬طالب‭ ‬بـ«العدالة‮»‬،‭ ‬مؤكدا‭ ‬وجوب‭ ‬السماح‭ ‬‮«‬لمحققين‭ ‬مستقلين‭ ‬بالوصول‭ ‬وتزويدهم‭ ‬بتفاصيل‭ ‬كاملة‭ ‬عما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬غزة‮»‬‭. ‬وقال‭: ‬يجب‭ ‬احترام‭ ‬الموتى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬محاسبة‭ ‬القتلة،‭ ‬وفق‭ ‬تشاباجين‭ ‬الذي‭ ‬قال‭ ‬إنّ‭ ‬‮«‬الإفلات‭ ‬من‭ ‬العقاب‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مكان‭ ‬يُولّد‭ ‬الإفلات‭ ‬من‭ ‬العقاب‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭. ‬هذا‭ ‬أمر‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬قبوله‭ ‬أبدا‮»‬‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا