في كل شتاء تشكل الأمطار بحيرة موسمية في وسط الصحراء السعودية، محوّلةً مدينة الزلفي إلى مقصد سياحي لزوار من المملكة ومن دول خليجية أخرى، يأتون للاستمتاع بالأنشطة المائية. ويلاحظ عصام حمد الذي حضر لتمضية فترة من الراحة مع عائلته أن «الكثبان الرملية هنا تمتزج ببحيرة من المياه العذبة». وتستقبل منطقة الزلفي الواقعة على بعد أكثر من 200 كيلومتر شمال غرب الرياض عددا كبيرا من الزوار الذين يحضرون من الكويت والإمارات العربية المتحدة وقطر، منجذبين بندرة الظاهرة وإمكانية ممارسة الرياضات المائية. وعلى دراجة مائية «جت سكي» يثير حمزة، وهو مواطن من المنطقة يبلغ أربعين عاما، حماسة الحاضرين من خلال أداء حركات مذهلة أمامهم. ويعلو صراخ بعض الأطفال المتحمسين فيما يرش حمزة الماء على الحاضرين وهو يؤدي بعض الحركات على مركبته. ويقول: «في أحد الأيام، تحدّاني أصدقائي لركوب جت سكي. لذا زرت موقع حراج السعودي للتسوّق عبر الإنترنت، وقررت شراء مركبة». لكن نظرا إلى عدم امتلاكه الخبرة استعار في البداية «جت سكي» من أصدقاء له قبل أن ينطلق في هذا المجال. ويستمتع هذا الرجل الذي أصبح متمرّسا في قيادة الـ«جت سكي» بالبحيرة بضعة أشهر في السنة. ويقول لوكالة فرانس برس وهو ينزل من الدراجة المائية إن «هذا المسطح المائي يبقى عادة ثلاثة أشهر قبل أن يجف». ويوضح الفيزيائي والجيولوجي آلان غاشيه، مدير شركة التنقيب عن طريق الأقمار الاصطناعية «رادار تكنولوجيز إنترناشونال»، أن «الزلفي تقع في منخفض بين الكثبان الرملية غربا والجبال شرقا ما يجعلها حوضا مثاليا لمياه الأمطار التي تتساقط خلال موسم الأمطار». ويلعب الأطفال بسعادة في محيط البحيرة تحت إشراف البالغين، فيما يجلس زوّار آخرون بعيدا على مفارش كبيرة ويتناولون وجبات خفيفة أو يحتسون القهوة. ومع أنّ الأنشطة الترفيهية في الهواء الطلق تبقى محدودة في المملكة العربية السعودية التي لطالما شكلت مراكز التسوق المصدر الرئيسي للترفيه، من شأن تطوير المساحات الطبيعية أن يغيّر العادات تدريجيا.
الصفحة الأخيرة
بحيرة سعودية موسمية تستقطب زوارا خـليجييـن ومحـبـي الرياضات المائية

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك