أكد رئيس مجلس إدارة جمعية علوم وتقنية المياه الخليجية، المهندس عبدالرحمن المحمود، أهمية ترشيد استهلاك المياه والعمل على الترقية الرقمية واستخدام التقنيات الناشئة في قطاع المياه، لما لهذه التقنيات من إمكانات كبيرة قد تسهم في إحداث تحولات هائلة لتحسين إدارة المياه وتعزيز كفاءتها ومرونتها في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي.
وفي إطار الاحتفال باليوم العالمي للمياه، الذي يصادف 22 مارس من كل عام، أوضح المحمود أن الوضع الحالي في دول مجلس التعاون الخليجي، التي تُعتبر من أكثر المناطق جفافا في العالم، يستدعي اتخاذ تدابير صارمة وتبني ممارسات الاستخدام الأمثل للمياه للحفاظ على الموارد المائية المتاحة، بما يتماشى مع الدور الأساسي للمياه في التنمية المستدامة والحفاظ على صحة الإنسان والبيئة.
وأشار المحمود إلى أن التحديات التي تواجه العديد من المجتمعات بسبب ندرة المياه وتلوث مصادرها في تصاعد مستمر، مؤكدًا ضرورة تعزيز التعاون على جميع المستويات المحلية والخليجية لضمان استدامة الوصول إلى مياه نظيفة وآمنة. ودعا إلى تكثيف الجهود لتوعية الأفراد بأهمية الحفاظ على المياه واستخدامها بشكل مستدام.
وأضاف المحمود: «تعاني دول الخليج من ندرة الموارد المائية الطبيعية، ويعتمد معظمها بشكل رئيسي على تحلية مياه البحر كمصدر رئيسي للمياه العذبة. إلا أن هذا الاعتماد يتطلب استثمارات ضخمة في تقنيات متطورة، فضلاً عن التحديات البيئية المرتبطة بالاستهلاك المرتفع للطاقة وتأثيرات التحلية السلبية على البيئة البحرية».
كما أشار إلى أن النمو السكاني المتزايد، وتوسع المدن، وزيادة الطلب على المياه في القطاعات الصناعية والزراعية، تمثل ضغوطًا إضافية على الموارد المائية المحدودة في دول المجلس.
وأكد المحمود أن التغير المناخي يزيد من حدة هذه التحديات، مما يستدعي تبني سياسات مستدامة لتحسين إدارة الموارد المائية وتطوير حلول مبتكرة في مجالات الاستدامة المائية. وشدد على أهمية تكاتف الجهود لتطوير حلول مبتكرة مثل إعادة استخدام المياه، وتحسين تقنيات الري، وتعزيز كفاءة استهلاك المياه في مختلف القطاعات، إلى جانب ضرورة تعزيز الوعي المجتمعي بسبل الحفاظ على المياه وتطوير البنية التحتية لتلبية احتياجات المستقبل.
وأوضح المحمود أن الاحتفال باليوم العالمي للمياه يعدّ تذكيرًا بضرورة العمل الخليجي المشترك للحفاظ على هذا المورد الثمين من أجل بيئة أكثر استدامة ومستقبل أفضل للأجيال القادمة، مشيرًا إلى أن الجمعية تؤكد في هذا اليوم أهمية نشر ثقافة الاقتصاد في استهلاك المياه لتأمين استدامتها، وخاصة في وقت تعاني فيه غالبية الدول من تحديات المياه الكبيرة، مع تنامي تأثيرات تغير المناخ على الموارد المائية.
ودعا المحمود إلى تنمية المصادر المائية من خلال إجراء الدراسات الفنية والهيدرولوجية والاكتشافات المائية، بالإضافة إلى مراقبة الوضع المائي والبحث عن مصادر جديدة للمياه، وترشيد استخدامها. كما شدد على ضرورة ترسيخ الوعي المائي لدى أفراد المجتمع كافة للحد من الهدر والاستنزاف، ومراقبة الأوضاع المائية واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية مصادر المياه من التلوث والاستنزاف والجفاف، وتنمية حس المسؤولية لضمان استدامة المياه للأجيال القادمة.
وفي السياق ذاته، ثمّنت الجمعية في بيان صحفي أصدرته بمناسبة اليوم العالمي للمياه التعاون المثمر والبنّاء مع الجهات المعنية بقطاعات المياه والأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، والذي يعكس حرص الجميع على تعزيز العمل المشترك وتوحيد الجهود نحو تحقيق الاستدامة المائية وتطوير هذا القطاع الحيوي بما يلبي تطلعات دول المجلس وشعوبها.
وأكدت الجمعية أن هذا التعاون يُعدّ نموذجاً فاعلاً للتكامل الخليجي في المجالات التنموية، ويُسهم في دعم المبادرات الاستراتيجية التي تهدف إلى تعزيز الأمن المائي، وتبادل الخبرات، وتنسيق السياسات ذات العلاقة، بما يواكب التحديات المستقبلية ويعزز من كفاءة إدارة الموارد المائية في دول الخليج.
هذا، وتتطلع الجمعية إلى مواصلة هذا التعاون البناء، بما يخدم المصالح المشتركة ويسهم في تحقيق الأهداف التنموية المستدامة على مستوى المنطقة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك