العدد : ١٧١٩٤ - الأحد ٢٠ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٢ شوّال ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٩٤ - الأحد ٢٠ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٢ شوّال ١٤٤٦هـ

أخبار البحرين

عندما تصبح أكياس القمامة مصدر «همٍّ » للمواطن!

تحقيق: محمد الساعي

الأحد ٢٠ أبريل ٢٠٢٥ - 02:00

إغلاق مكاتب التسليم في بعض المحافظات.. وأجهزة «سهل» فارغة أو معطلة


«بلديون»: شكاوى المواطنين لا تتوقف صباح مساء بسبب ندرة الأكياس


تصوير‭- ‬عبدالأمير‭ ‬السلاطنة

 

هل‭ ‬تحولت‭ ‬أكياسُ‭ ‬القمامةِ‭ ‬إلى‭ ‬عبء‭ ‬وهمٍّ‭ ‬شهري‭ ‬يعاني‭ ‬منه‭ ‬المستفيدُ؟‭ ‬للأسف‭ ‬الواقعُ‭ ‬العمليُّ‭ ‬يثبت‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭. ‬في‭ ‬السابق‭ ‬كانت‭ ‬أكياسُ‭ ‬القمامة‭ ‬توزع‭ ‬في‭ ‬مكاتب‭ ‬البلديات،‭ ‬ويتسلم‭ ‬المستفيد‭ ‬أكياسا‭ ‬لستة‭ ‬أشهر‭ ‬كاملة،‭ ‬وقلصت‭ ‬المدة‭ ‬إلى‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشهر،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬شهرا‭ ‬واحدا،‭ ‬يتبخر‭ ‬حق‭ ‬المستفيد‭ ‬به‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يتسلمها‭. ‬وكانت‭ ‬الشكاوى‭ ‬حينها‭ ‬تتلخص‭ ‬في‭ ‬الطوابير‭ ‬الطويلة‭ ‬للسيارات‭ ‬أمام‭ ‬تلك‭ ‬المكاتب‭. ‬

ثم‭ ‬دشنت‭ ‬خدمة‭ ‬‮«‬سهل‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬لتسهيل‭ ‬المهمة‭ ‬على‭ ‬المواطنين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اعتماد‭ ‬أجهزة‭ ‬متخصصة‭ ‬لصرف‭ ‬رزم‭ ‬الأكياس‭ ‬آليًّا‭ ‬وبشكل‭ ‬شهري‭. ‬ولكن‭ ‬يبقى‭ ‬الواقع‭ ‬العملي‭ ‬هو‭ ‬المعيار‭ ‬في‭ ‬إثبات‭ ‬نجاح‭ ‬التجربة‭ ‬أو‭ ‬حاجتها‭ ‬إلى‭ ‬تطوير‭.‬

على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬ووفقا‭ ‬لإحصائيات‭ ‬هيئة‭ ‬المعلومات‭ ‬والحكومة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬يتجاوز‭ ‬عدد‭ ‬سكان‭ ‬المحافظة‭ ‬الشمالية‭ (‬396,779‭) ‬نسمة،‭ ‬وتمتد‭ ‬المحافظة‭ ‬من‭ ‬الدائرة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬جدحفص‭ ‬مرورا‭ ‬بشارع‭ ‬البديع‭ ‬والهملة‭ ‬والجسرة‭ ‬ومدينة‭ ‬حمد‭ ‬والقرى‭ ‬المحاذية‭ ‬لها‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬الصافرية‭. ‬وفي‭ ‬جميع‭ ‬هذه‭ ‬المحافظة،‭ ‬لا‭ ‬تتوفر‭ ‬سوى‭ ‬خمسة‭ ‬أجهزة‭ ‬فقط‭ ‬لتوزيع‭ ‬الأكياس،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬اتخذ‭ ‬قرار‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المحافظة‭ ‬بإغلاق‭ ‬مكاتب‭ ‬التوزيع‭ ‬تماما‭. ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬آلاف‭ ‬الأسر‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬خمسة‭ ‬أجهزة‭ ‬فقط‭. ‬وهنا‭ ‬ظهرت‭ ‬المشكلة،‭ ‬وتكررت‭ ‬الشكاوى،‭ ‬وتزايدت‭ ‬الملاحظات‭. ‬فالأجهزة‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬الأوقات‭ ‬فارغة‭ ‬أو‭ ‬معطلة‭. ‬ويضطر‭ ‬المواطن‭ ‬إلى‭ ‬التنقل‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬إلى‭ ‬أخرى،‭ ‬ومن‭ ‬جهاز‭ ‬لآخر‭ ‬بحثا‭ ‬عن‭ ‬رزمة‭ ‬أكياس‭. ‬حتى‭ ‬باتت‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة‭ ‬حديث‭ ‬المجالس‭. ‬ولا‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬قرى‭ ‬ومناطق‭ ‬الشمالية‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬تتسم‭ ‬بها‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬مناطق‭ ‬البحرين‭.‬

والسؤال‭ ‬هنا‭: ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬مدى‭ ‬باتت‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة‭ ‬تؤرق‭ ‬المواطن؟‭ ‬

شكوى‭ ‬المواطن

في‭ ‬جولة‭ ‬قمنا‭ ‬بها،‭ ‬التقينا‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ -‬كثير‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬السن‭- ‬كانوا‭ ‬يحاولون‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬أكياس‭ ‬القمامة،‭ ‬وأولهم‭ ‬صلاح‭ ‬علي،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬طريقه‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬جهاز‭ ‬تسليم‭ ‬الأكياس،‭ ‬سألناه‭ ‬عما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬يواجه‭ ‬مشكلة‭ ‬بهذا‭ ‬الشأن،‭ ‬أجاب‭ ‬على‭ ‬الفور‭: ‬‮«‬مشكلة؟‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬كونها‭ ‬مشكلة،‭ ‬فلما‭ ‬أحصل‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬كيس‭ ‬منذ‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشهر‭ ‬وتحديدا‭ ‬منذ‭ ‬شهر‭ ‬شعبان‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنني‭ ‬أدفع‭ ‬الرسوم‭. ‬لا‭ ‬ننكر‭ ‬أنه‭ ‬يتم‭ ‬ملء‭ ‬الجهاز‭ ‬بشكل‭ ‬دوري،‭ ‬ولكن‭ ‬وضع‭ ‬100‭ ‬أو‭ ‬150‭ ‬رزمة‭ ‬أكياس‭ ‬لا‭ ‬تلبي‭ ‬حاجة‭ ‬آلاف‭ ‬الأسر‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬على‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬والمتقاعدين‭ ‬والمقعدين‭ ‬التنقل‭ ‬والعودة‭ ‬يوميا‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬الأكياس‭. ‬وبالتالي‭ ‬يخسرون‭ ‬حقهم‭ ‬بها‮»‬‭. ‬

وأضاف‭: ‬‮«‬ربما‭ ‬كانت‭ ‬الإشكالية‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬هي‭ ‬طوابير‭ ‬السيارات‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تنتظر‭ ‬أمام‭ ‬مكاتب‭ ‬التسليم‭ ‬في‭ ‬البلديات،‭ ‬ولكن‭ ‬كان‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الأكياس‭ ‬شبه‭ ‬مضمون،‭ ‬والآن‭ ‬أصبح‭ ‬الوضع‭ ‬أكثر‭ ‬صعوبة‮»‬‭. ‬

 

وهذا‭ ‬ما‭ ‬أيده‭ ‬محمد‭ ‬منصور‭ ‬الهدار‭ ‬الذي‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬المشكلة‭ ‬باتت‭ ‬مزعجة،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬جميع‭ ‬قرى‭ ‬المنطقة‭ ‬الغربية‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الهملة‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬جهاز‭ ‬واحد‭ ‬في‭ ‬أسواق‭ ‬الساتر‭ ‬بدمستان،‭ ‬وهذه‭ ‬المناطق‭ ‬تتسم‭ ‬بالكثافة‭ ‬السكانية‭ ‬العالية‭ ‬جدا‭. ‬وبالتالي‭ ‬كلما‭ ‬ملئ‭ ‬الجهاز‭ ‬بالأكياس‭ ‬تنتهي‭ ‬في‭ ‬سويعات‭ ‬قليلة،‭ ‬ليبقى‭ ‬المواطنون‭ ‬يبحثون‭ ‬هنا‭ ‬وهناك،‭ ‬ويتنقلون‭ ‬أحيانا‭ ‬إلى‭ ‬محافظة‭ ‬أخرى‭ ‬بحثا‭ ‬عن‭ ‬الأكياس‭ ‬ليصدموا‭ ‬بنفاد‭ ‬الكميات‭ ‬من‭ ‬الأجهزة‭. ‬أضف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الضغط‭ ‬المتزايد‭ ‬يتسبب‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الحالات‭ ‬بتعطل‭ ‬الأجهزة،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬الأمر‭ ‬سوءا‭.  ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬جعل‭ ‬من‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬أكياس‭ ‬القمامة‭ ‬مصدر‭ ‬إزعاج‭ ‬وعبء‭ ‬على‭ ‬المواطن‭. ‬

وعلى‭ ‬الوتيرة‭ ‬ذاتها‭ ‬تحدث‭ ‬إلينا‭ ‬طارق‭ ‬الشمري،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬يعاني‭ ‬المشكلة‭ ‬منذ‭ ‬أشهر،‭ ‬وتحدث‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬صباح‭ ‬الخير‭ ‬يا‭ ‬بحرين،‭ ‬وحصل‭ ‬على‭ ‬وعود،‭ ‬ولكن‭ ‬لم‭ ‬يتغير‭ ‬الوضع‭. ‬وأضاف‭: ‬‮«‬لكي‭ ‬أحصل‭ ‬على‭ ‬رزمة‭ ‬الأكياس،‭ ‬أحتاج‭ ‬في‭ ‬المتوسط‭ ‬إلى‭ ‬3‭-‬4‭ ‬محاولات‭ ‬وذهاب‭ ‬إلى‭ ‬الأجهزة‭. ‬والمشكلة‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬إلغاء‭ ‬تسليم‭ ‬الأكياس‭ ‬عبر‭ ‬المكاتب‭ ‬في‭ ‬محافظتين،‭ ‬وبعد‭ ‬اقتصار‭ ‬تسليم‭ ‬الأكياس‭ ‬على‭ ‬شهر‭ ‬واحد‭ ‬فقط،‭ ‬زاد‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬الأجهزة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬تلبي‭ ‬حاجة‭ ‬الأعداد‭ ‬الكبيرة‭ ‬من‭ ‬المستفيدين‭. ‬لذلك‭ ‬وبشكل‭ ‬دائم‭ ‬لا‭ ‬نحصل‭ ‬على‭ ‬الأكياس‭ ‬ونبقى‭ ‬نبحث‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬لأخرى‭ ‬ولا‭ ‬نجد‭ ‬سوى‭ ‬أجهزة‭ ‬خالية‭. ‬أضف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬حتى‭ ‬استخدام‭ ‬هذه‭ ‬الأجهزة،‭ ‬ويعانون‭ ‬في‭ ‬البحث‭ ‬والانتقال‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬لأخرى‭ ‬بحثا‭ ‬عن‭ ‬أكياس،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬الكثيرين‭ ‬ليست‭ ‬لديهم‭ ‬مواصلات‮»‬‭.  ‬

وتستمر‭ ‬المشكلة

نايم‭ ‬فراج،‭ ‬مواطن‭ ‬في‭ ‬السبعينات‭ ‬من‭ ‬عمره،‭ ‬أكد‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يستطع‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬أكياس‭ ‬القمامة‭ ‬منذ‭ ‬شهر‭ ‬سبتمبر‭ ‬الماضي‭. ‬وتابع‭: ‬‮«‬نحن‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬لا‭ ‬نستطيع‭ ‬التنقل‭ ‬كثيرا‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬الأكياس‭. ‬وأنا‭ ‬أسكن‭ ‬في‭ ‬البديع‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬جهاز‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬أو‭ ‬المناطق‭ ‬القريبة‭. ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬توزيع‭ ‬الأكياس‭ ‬في‭ ‬المكاتب‭ ‬كالسابق‭. ‬لذلك‭ ‬أخسر‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬حقي‭ ‬بالأكياس‭ ‬الشهرية‭. ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬عليّ‭ ‬شراء‭ ‬الأكياس‭ ‬من‭ ‬السوبر‭ ‬ماركت‭ ‬وخاصة‭ ‬أنني‭ ‬أدفع‭ ‬الرسوم‭ ‬البلدية‭ ‬بانتظام‭. ‬وما‭ ‬يزيد‭ ‬الطين‭ ‬بلة‭ ‬هو‭ ‬اقتصار‭ ‬تسليم‭ ‬الأكياس‭ ‬على‭ ‬الشهر‭ ‬الحالي‭ ‬وليس‭ ‬كالسابق‭ ‬حيث‭ ‬يمكن‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬أكياس‭ ‬ستة‭ ‬أو‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشهر‭. ‬فهل‭ ‬من‭ ‬المعقول‭ ‬أن‭ ‬يبقى‭ ‬المواطن‭ ‬يلف‭ ‬ويدور‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬إلى‭ ‬أخرى‭ ‬بحثا‭ ‬عن‭ ‬رزمة‭ ‬أكياس‭ ‬واحدة،‭ ‬وهي‭ ‬جولة‭ ‬غير‭ ‬مضمونة‭ ‬النتائج‮»‬‭.‬

أما‭ ‬أم‭ ‬خالد،‭ ‬وهي‭ ‬مواطنة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬السن،‭ ‬فقد‭ ‬أكدت‭ ‬لنا‭ ‬أنه‭ ‬من‭ (‬المخجل‭) ‬أن‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأمور،‭ ‬مضيفة‭: ‬‮«‬منذ‭ ‬أشهر‭ ‬طويلة‭ ‬لم‭ ‬أتسلم‭ ‬الأكياس‭. ‬وشخصيا‭ ‬أضطر‭ ‬إلى‭ ‬الذهاب‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬الأكياس‭ ‬عدة‭ ‬مرات‭ ‬حتى‭ ‬أجدها،‭ ‬لأن‭ ‬الأجهزة‭ ‬إما‭ ‬فارغة‭ ‬وإما‭ ‬معطلة‭. ‬وأنا‭ ‬سيدة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬السن‭ ‬ومن‭ ‬الصعب‭ ‬عليّ‭ ‬التنقل،‭ ‬لذلك‭ ‬كثيرا‭ ‬ما‭ ‬أضطر‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أشتريها‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬دفعي‭ ‬للرسوم،‭ ‬وهذا‭ ‬أسهل‭ ‬علي‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬‮«‬اتشحطط‭ ‬وأتبهدل‮»‬‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬تحت‭ ‬أشعة‭ ‬الشمس‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬رزمة‭ ‬أكياس‮»‬‭.‬

وأيدتها‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬أم‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬مؤكدة‭ ‬أن‭ ‬أقرب‭ ‬أجهزة‭ ‬توزيع‭ ‬الأكياس‭ ‬إليها‭ ‬غالبا‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬معطلا‭. ‬وتساءلت‭: ‬لماذا‭ ‬أخسر‭ ‬حقي‭ ‬في‭ ‬الكيس‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬أستطع‭ ‬تسلمه؟‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬التزامي‭ ‬بدفع‭ ‬رسوم‭ ‬البلدية؟‭ ‬ألا‭ ‬يتبين‭ ‬لديهم‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬الإلكتروني‭ ‬أن‭ ‬المواطن‭ ‬لم‭ ‬يتسلم‭ ‬الأكياس؟‭ ‬هل‭ ‬من‭ ‬الإنصاف‭ ‬والعدل‭ ‬أن‭ ‬يبقى‭ ‬حقه‭ ‬محفوظا‭ ‬في‭ ‬مستحقات‭ ‬الأكياس؟‭ ‬والأمر‭ ‬الآخر‭ ‬من‭ ‬الأفضل‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬للموطن‭ ‬خيار‭ ‬التسلم‭ ‬أو‭ ‬تخفيض‭ ‬رسوم‭ ‬البلدية‭ ‬واعتماده‭ ‬على‭ ‬الشراء‭. ‬ثم‭ ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬خدمات‭ ‬خاصة‭ ‬لكبار‭ ‬السن‭ ‬والمقعدين‭ ‬الذين‭ ‬يضطرون‭ ‬حاليا‭ ‬للتنقل‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬لأخرى‭ ‬بحثا‭ ‬عن‭ ‬رزمة‭ ‬أكياس‭. ‬لذلك‭ ‬أعتبر‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬هو‭ ‬إهانة‭ ‬للمواطن‭.‬

عند‭ ‬أحد‭ ‬الأجهزة،‭ ‬سألنا‭ ‬مواطنا‭ (‬فضل‭ ‬عدم‭ ‬ذكر‭ ‬اسمه‭) ‬حالفه‭ ‬الحظ‭ ‬بالحصول‭ ‬على‭ ‬رزمة‭ ‬الأكياس‭ ‬عما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬يواجه‭ ‬مشكلة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجانب،‭ ‬فأجاب‭ ‬على‭ ‬الفور‭: ‬‮«‬أتيت‭ ‬في‭ ‬الصباح‭ ‬وكان‭ ‬الجهاز‭ ‬فارغا،‭ ‬واضطررت‭ ‬إلى‭ ‬العودة‭ ‬الآن‭ ‬والحمد‭ ‬لله‭ ‬تم‭ ‬ملؤه،‭ ‬وهذه‭ ‬الحالة‭ ‬تتكرر‭ ‬دائما‭. ‬ولا‭ ‬أدري‭ ‬لماذا‭ ‬نضطر‭ ‬إلى‭ ‬العودة‭ ‬عدة‭ ‬مرات‭ ‬لكي‭ ‬نحصل‭ ‬على‭ ‬رزمة‭ ‬أكياس‭ ‬واحدة‮»‬‭.‬

وخلفه‭ ‬مباشرة‭ ‬كان‭ ‬يقف‭ ‬مواطن‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬السن‭ ‬مع‭ ‬زوجته،‭ ‬قال‭ ‬لنا‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬الجهاز‭ ‬هو‭ ‬الثالث‭ ‬الذي‭ ‬ينتقل‭ ‬إليه‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬اليوم،‭ ‬حيث‭ ‬ذهب‭ ‬إلى‭ ‬موقعين‭ ‬وكان‭ ‬الجهازان‭ ‬فارغين‭. ‬

واللافت‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬أحد‭ ‬الموطنين‭ ‬أكد‭ ‬أنه‭ ‬قدم‭ ‬شكوى‭ ‬عبر‭ ‬‮«‬تواصل‮»‬‭ ‬وجاءه‭ ‬الجواب‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬الثاني‭ ‬أن‭ ‬الأكياس‭ ‬متوافرة‭ ‬في‭ ‬النقطة‭ ‬التي‭ ‬ذكرها‭. ‬وكانت‭ ‬المصادفة‭ ‬أنه‭ ‬يقف‭ ‬عند‭ ‬الجهاز‭ ‬وهو‭ ‬فارغ‭ ‬تماما،‭ ‬وصور‭ ‬الشكوى‭ ‬مع‭ ‬الجهاز،‭ ‬فيما‭ ‬أكد‭ ‬لنا‭ ‬مواطن‭ ‬أنه‭ ‬يرى‭ ‬إعلانات‭ ‬تعرض‭ ‬بيع‭ ‬أكياس‭ ‬القمامة‭ ‬الخاصة‭ ‬بالبلدية‭! ‬وكأنها‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬سلعة‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬سوداء‭!‬

مشكلة‭ ‬متفاقمة

عقب‭ ‬هذه‭ ‬الجولة‭ ‬مع‭ ‬المواطنين،‭ ‬ناقشنا‭ ‬الموضوع‭ ‬مع‭ ‬عضو‭ ‬المجلس‭ ‬البلدي‭ ‬للمنطقة‭ ‬الشمالية،‭ ‬عبدالله‭ ‬مبارك‭ ‬القبيسي‭ ‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬له‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬تصريحات‭ ‬سابقة‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬الحلول‭ ‬التي‭ ‬وضعت‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬غير‭ ‬مجدية‭ ‬تماما‭. ‬وسألناه‭ ‬عن‭ ‬السبب،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬علق‭ ‬عليه‭ ‬بقوله‭: ‬‮«‬المشكلة‭ ‬بدأت‭ ‬عام‭ ‬2020‭ ‬عندما‭ ‬اتخذ‭ ‬قرار‭ ‬باعتماد‭ ‬أجهزة‭ ‬لتوفير‭ ‬أكياس‭ ‬القمامة،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬زيادة‭ ‬أعداد‭ ‬هذه‭ ‬الأجهزة‭ ‬تدريجيا‭ ‬بما‭ ‬يتناسب‭ ‬وعدد‭ ‬السكان‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬محافظة‭. ‬وكان‭ ‬التأكيد‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأجهزة‭ ‬ستمثل‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬في‭ ‬التسهيل‭ ‬على‭ ‬المواطن‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الأكياس،‭ ‬ولكن‭ ‬للأسف‭ ‬الواقع‭ ‬أثبت‭ ‬العكس‭. ‬حيث‭ ‬وصلنا‭ ‬إلى‭ ‬عام‭ ‬2025‭ ‬والمشكلة‭ ‬متفاقمة،‭ ‬فمن‭ ‬جانب‭ ‬لم‭ ‬نشهد‭ ‬أي‭ ‬زيادة‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬أجهزة‭ ‬توزيع‭ ‬الأكياس،‭ ‬ومن‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭ ‬يشكو‭ ‬المواطنون‭ ‬من‭ ‬تكرار‭ ‬تعطل‭ ‬الأجهزة‭. ‬تصور‭ ‬أن‭ ‬المحافظة‭ ‬الشمالية‭ ‬ذات‭ ‬الكثافة‭ ‬السكانية‭ ‬العالية‭ ‬لا‭ ‬تتوفر‭ ‬فيها‭ ‬إلا‭ ‬خمسة‭ ‬أجهزة‭! ‬بل‭ ‬إن‭ ‬المدينة‭ ‬الشمالية‭ ‬بأكملها‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬بها‭ ‬أي‭ ‬جهاز‭. ‬لذلك‭ ‬وحتى‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬الجهاز‭ ‬غير‭ ‬معطل،‭ ‬يتم‭ ‬شحنه‭ ‬في‭ ‬الصباح‭ ‬مثلا،‭ ‬ولكن‭ ‬بعد‭ ‬مدة‭ ‬قليلة‭ ‬جدا‭ ‬تستنفد‭ ‬الأكياس،‭ ‬ويبقى‭ ‬المواطنون‭ ‬في‭ ‬ذهاب‭ ‬وإياب‭ ‬انتظارا‭ ‬لشحنه‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭. ‬هذا‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يتعطل‭ ‬الجهاز‭ ‬كالعادة‭. ‬وحتى‭ ‬لو‭ ‬نفذت‭ ‬الكميات،‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬شحن‭ ‬الأجهزة‭ ‬يوميا،‭ ‬وإنما‭ ‬يبقى‭ ‬بعضها‭ ‬أياما‭ ‬ليعاد‭ ‬شحنها‭!‬

لذلك‭ ‬نتساءل‭: ‬هل‭ ‬هناك‭ ‬دراسة‭ ‬أو‭ ‬خطة‭ ‬تتعلق‭ ‬بمدى‭ ‬تناسب‭ ‬كمية‭ ‬الأكياس‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬السكان‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬منطقة؟‭. ‬فالوعود‭ ‬كثيرة،‭ ‬ولكن‭ ‬الشكاوى‭ ‬المستمرة‭ ‬والمتزايدة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المراجعين‭ ‬تؤكد‭ ‬عكس‭ ‬هذه‭ ‬الوعود‭.‬

والأمر‭ ‬الآخر‭ ‬هو‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الأكياس‭ ‬مجانية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الواقع‭ ‬عكس‭ ‬ذلك،‭ ‬فالرسوم‭ ‬التي‭ ‬تستقطع‭ ‬للبلدية‭ ‬وفقا‭ ‬لمساحة‭ ‬البيت‭ ‬تشمل‭ ‬التنظيف‭ ‬والأكياس‭. ‬ووفقا‭ ‬للنظام‭ ‬الجديد،‭ ‬ينتهي‭ ‬حقه‭ ‬في‭ ‬الكيس‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬واحد‭ ‬فقط،‭ ‬وليس‭ ‬كالسابق‭ ‬حيث‭ ‬يحصل‭ ‬المراجع‭ ‬على‭ ‬ستة‭ ‬أكياس‭ ‬لستة‭ ‬أشهر‭.‬

ومما‭ ‬ضاعف‭ ‬المشكلة‭ ‬هو‭ ‬إغلاق‭ ‬مكاتب‭ ‬توزيع‭ ‬أكياس‭ ‬القمامة‭ ‬في‭ ‬البلدية‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬حمد‭ ‬والبديع‭ ‬وعالي‭. ‬ولا‭ ‬نعرف‭ ‬ما‭ ‬الأسباب‭ ‬الحقيقية‭ ‬لإغلاق‭ ‬مكاتب‭ ‬التوزيع؟‭. ‬

*‭ ‬ولكن‭ ‬إغلاق‭ ‬المكاتب‭ ‬جاء‭ ‬بعد‭ ‬توفير‭ ‬الأجهزة،‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬الشكاوى‭ ‬السابقة‭ ‬بسبب‭ ‬طوابير‭ ‬السيارات‭ ‬أمام‭ ‬تلك‭ ‬المكاتب‭.‬

**‭ ‬صحيح،‭ ‬ولكن‭ ‬هل‭ ‬أسهمت‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬المشكلات‭ ‬السابقة‭ ‬أم‭ ‬فاقمتها؟‭ ‬الواقع‭ ‬يقول‭ ‬إن‭ ‬المشكلة‭ ‬تفاقمت‭ ‬وأن‭ ‬الوضع‭ ‬السابق‭ ‬كان‭ ‬أفضل‭ ‬للمواطن‭ ‬خاصة‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬يتسلم‭ ‬ستة‭ ‬أكياس‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬ثلاثة‭. ‬في‭ ‬حين‭ ‬أنه‭ ‬يضطر‭ ‬حاليا‭ ‬إلى‭ ‬الذهاب‭ ‬مرات‭ ‬ومرات‭ ‬في‭ ‬الشهر‭ ‬الواحد‭ ‬والتنقل‭ ‬بين‭ ‬الأجهزة‭ ‬على‭ ‬أمل‭ ‬أن‭ ‬يحصل‭ ‬على‭ ‬كيس‭ ‬واحد‭. ‬

نحن‭ ‬مع‭ ‬التطوير،‭ ‬ولكن‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬بشكل‭ ‬مدروس‭ ‬يحل‭ ‬المشاكل‭ ‬لا‭ ‬يخلقها،‭ ‬وأن‭ ‬نكون‭ ‬جاهزين‭ ‬لهذا‭ ‬التطور‭.‬

والأسوأ‭ ‬أننا‭ ‬لا‭ ‬نجد‭ ‬أي‭ ‬خطة‭ ‬حقيقية‭ ‬لحل‭ ‬المشكلة‭. ‬لذلك‭ ‬لدي‭ ‬حالات‭ ‬لم‭ ‬تتسلم‭ ‬الأكياس‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬شهرين‭ ‬أو‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشهر‭. ‬وأعرف‭ ‬مواطنين‭ ‬يشترون‭ ‬الأكياس‭ ‬من‭ ‬السوق،‭ ‬ومهما‭ ‬كانت‭ ‬قيمة‭ ‬الأكياس‭ ‬فإنها‭ ‬قد‭ ‬تؤثر‭ ‬في‭ ‬ميزانية‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأفراد‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الدخل‭ ‬المحدود‭. ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬أنهم‭ ‬يدفعون‭ ‬رسوم‭ ‬البلدية‭ ‬ومن‭ ‬حقهم‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الخدمة‭ ‬الكاملة‭. ‬هل‭ ‬تعلم‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬الأسر‭ ‬تضع‭ ‬القمامة‭ ‬في‭ ‬أكياس‭ ‬عادية،‭ ‬ليس‭ ‬لأنها‭ ‬لا‭ ‬تبالي،‭ ‬بل‭ ‬لأنها‭ ‬لا‭ ‬تحصل‭ ‬على‭ ‬الأكياس‭ ‬الرسمية‭. ‬

من‭ ‬هنا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نخلص‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬خطوة‭ ‬اعتماد‭ ‬الأجهزة‭ ‬لتوزيع‭ ‬الأكياس‭ ‬لم‭ ‬تثبت‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬نجاحها،‭ ‬بل‭ ‬خلقت‭ ‬مشاكل‭ ‬كثيرة‭. ‬ونحن‭ ‬نطالب‭ ‬بإعادة‭ ‬فتح‭ ‬المكاتب‭ ‬لحين‭ ‬حل‭ ‬مشكلة‭ ‬الأجهزة‭. ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬لكبار‭ ‬السن‭ ‬وذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬والأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬استخدام‭ ‬الأجهزة‭. ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬النظام‭ ‬السابق‭ ‬بصرف‭ ‬3‭ ‬رزم‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬بأثر‭ ‬رجعي‭ ‬للتسهيل‭ ‬على‭ ‬المستفيدين‭.‬

عبء‭ ‬على‭ ‬المستفيدين

كما‭ ‬تبين‭ ‬خلال‭ ‬حواراتنا‭ ‬مع‭ ‬المواطنين،‭ ‬فإن‭ ‬المشكلة‭ ‬لا‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬منطقة‭ ‬معينة‭ ‬أو‭ ‬المحافظة‭ ‬الشمالية‭ ‬ذات‭ ‬التعداد‭ ‬السكاني‭ ‬الكبير،‭ ‬بس‭ ‬تمتد‭ ‬إلى‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المناطق‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يؤكده‭ ‬لنا‭ ‬عضو‭ ‬المجلس‭ ‬البلدي‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬الجنوبية‭ ‬مبارك‭ ‬فرج،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬يتلقى‭ ‬شكاوى‭ ‬مستمرة‭ ‬وكثيرة‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬بهذا‭ ‬الشأن‭ ‬خاصة‭ ‬تلك‭ ‬المتعلقة‭ ‬بتعطل‭ ‬الأجهزة‭ ‬مدة‭ ‬طويلة‭. ‬وأضاف‭: ‬‮«‬بعض‭ ‬المواطنين‭ ‬يبحثون‭ ‬عن‭ ‬الأكياس‭ ‬في‭ ‬الأجهزة‭ ‬ويتنقلون‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬إلى‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬جدوى،‭ ‬والبعض‭ ‬يخسر‭ ‬حقه‭ ‬في‭ ‬الأكياس‭ ‬نظرا‭ ‬لمرور‭ ‬الشهر‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يحصل‭ ‬عليها‭. ‬حيث‭ ‬هناك‭ ‬ستة‭ ‬أجهزة‭ ‬لتوفير‭ ‬الأكياس‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المحافظة‭ ‬الجنوبية‭.‬

*‭ ‬ولكن‭ ‬مكاتب‭ ‬التسليم‭ ‬مازالت‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬المحافظة‭ ‬الجنوبية‭ ‬على‭ ‬عكس‭ ‬الشمالية؟

**‭ ‬صحيح،‭ ‬ولكن‭ ‬هذه‭ ‬الأجهزة‭ ‬وضعت‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التسهيل‭ ‬على‭ ‬المستفيدين‭. ‬وفي‭ ‬السابق‭ ‬كانت‭ ‬الطوابير‭ ‬طويلة‭ ‬على‭ ‬المكاتب،‭ ‬وبنفس‭ ‬الوقت‭ ‬فإن‭ ‬التسليم‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬ساعات‭ ‬محددة‭ ‬غالبا‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬المواطن‭ ‬فيها‭ ‬بالدوام‭. ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬الأجهزة‭ ‬توفر‭ ‬فرصة‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الأكياس‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬وقت‭. ‬ولكن‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يحدث‭ ‬بالصورة‭ ‬التي‭ ‬وعدنا‭ ‬بها‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬عدم‭ ‬كفاية‭ ‬الأجهزة‭ ‬الستة‭ ‬لخدمة‭ ‬جميع‭ ‬سكان‭ ‬المحافظة،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تكرار‭ ‬تعطل‭ ‬هذه‭ ‬الأجهزة‭.‬

لذلك‭ ‬لا‭ ‬تتخيل‭ ‬عدد‭ ‬الشكاوى‭ ‬اليومية‭ ‬التي‭ ‬تصلنا‭ ‬بهذا‭ ‬الشأن،‭ ‬وعندما‭ ‬نتواصل‭ ‬مع‭ ‬البلديات‭ ‬يعدوننا‭ ‬بحل‭ ‬المشكلة‭ ‬فورا،‭ ‬ولكن‭ ‬تمر‭ ‬الأسابيع‭ ‬والأشهر‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬حل‭.‬

ويمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬من‭ ‬القرارات‭ ‬التي‭ ‬فاقمت‭ ‬المشكلة‭ ‬هو‭ ‬اقتصار‭ ‬التسليم‭ ‬على‭ ‬شهر‭ ‬واحد‭ ‬فقط‭. ‬فهذا‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬المراجع‭ ‬يعيش‭ ‬ذات‭ ‬المعاناة‭ ‬شهريا‭ ‬بحثا‭ ‬عن‭ ‬الأكياس‭. ‬وفي‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬يخسر‭ ‬المواطن‭ ‬حقه‭ ‬في‭ ‬أكياس‭ ‬الشهر‭ ‬لأسباب‭ ‬لا‭ ‬ذنب‭ ‬له‭ ‬بها‭ ‬كأن‭ ‬يكون‭ ‬الجهاز‭ ‬فارغا‭ ‬أو‭ ‬معطلا‭ ‬مددا‭ ‬طويلة‭. ‬والسؤال‭ ‬هنا‭ ‬لماذا‭ ‬يخسر‭ ‬حقه؟‭ ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬تعويضه‭ ‬بأثر‭ ‬رجعي‭ ‬في‭ ‬الشهر‭ ‬التالي‭ ‬طالما‭ ‬أنه‭ ‬ملتزم‭ ‬بدفع‭ ‬الفواتير‭ ‬والرسوم؟‭. ‬والمشكلة‭ ‬أن‭ ‬البعض‭ ‬يعمد‭ ‬إلى‭ ‬استخدام‭ ‬أكياس‭ ‬عادية‭ ‬لوضع‭ ‬القمامة،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أنه‭ ‬وفقا‭ ‬للتصريحات‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬جمع‭ ‬هذه‭ ‬الأكياس‭.‬

*‭ ‬هل‭ ‬قدمتم‭ ‬شكاوى‭ ‬أو‭ ‬خاطبتم‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية؟

**‭ ‬بالتأكيد،‭ ‬ولكن‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬حل‭ ‬المشكلة‭. ‬وفي‭ ‬اعتقادي‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬تقصيرا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬هذه‭ ‬الجهات،‭ ‬لأنها‭ ‬لو‭ ‬امتلكت‭ ‬الحل‭ ‬لبادرت‭ ‬إليه‭. ‬ولكن‭ ‬المشكلة‭ ‬في‭ ‬المنظومة‭ ‬ككل،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يجب‭ ‬مراجعته‭ ‬بأكمله‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الشركات‭ ‬التي‭ ‬تدير‭ ‬العملية‭.  ‬فمثلا‭ ‬من‭ ‬الخدمات‭ ‬المقدمة‭ ‬هو‭ ‬إمكانية‭ ‬التحدث‭ ‬عبر‭ ‬الواتس‭ ‬اب‭ ‬للمساعدة‭ ‬أو‭ ‬التوصيل‭ ‬لكبار‭ ‬السن‭ ‬والمقعدين‭. ‬ولكن‭ ‬تردنا‭ ‬الكثير‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬الملاحظات‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬توفير‭ ‬هذه‭ ‬الخدمة‭ ‬لهم‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تقديم‭ ‬الطلبات‭. ‬وبالتالي‭ ‬يفقدون‭ ‬حقهم‭ ‬في‭ ‬كيس‭ ‬الشهر‭. ‬وعندما‭ ‬يتصلون‭ ‬بالأرقام‭ ‬لا‭ ‬يحصلون‭ ‬على‭ ‬رد‭. ‬وأمام‭ ‬ذلك‭ ‬باتت‭ ‬أكياس‭ ‬القمامة‭ ‬هما‭ ‬وعبئا‭ ‬على‭ ‬المستفيدين‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا