التنمية المستدامة في الوقف تعتمد على الحفاظ على أصوله وتنويع مصادره ومجالاته
كتبت أمل الحامد:
أكد الشيخ د. راشد محمد فطيس الهاجري رئيس مجلس الأوقاف السنية أن إدارة الأوقاف السنية تسعى إلى توسيع نطاق الاستثمار في مجال الوقف؛ لقناعتها بأن الحفاظ على الأصول الوقفية لا يتحقق إلا بتوسيع قاعدة الاستثمار واستدامة هذا الاستثمار وتطويره وتنويع مصادره. لهذا حرصت الإدارة على توسيع مشاريعها الاستثمارية والاهتمام بها من خلال الجوانب التالية: الحفاظ على الأصول الوقفية واستثمار ريعها، اعتماد معايير الجودة ودراسة السوق وتحديد مخاطره وتقلباته والوقوف على حوافزه وتنويع مجالات الاستثمار، وتحقيق هذه الأهداف من خلال تشكيل لجان مختصة في مجال الاستثمار واعتماد الطرق الحديثة والدراسات الدقيقة الصادرة من المختصين في تحديد الفرص والمبادرات الاستثمارية.
وذكر أنه من ضمن أبرز المشاريع الاستثمارية الوقفية التابعة لإدارة الاوقاف السنية: المجمع السكني بالحنينية، أبراج الهداية، المجمع التجاري السكني بالبديع، ومبنى الهداية التجاري بالمنامة. جاء ذلك في تصريح خاص لـ«أخبار الخليج» تزامناً مع الأسبوع الوقفي الخليجي التاسع تحت شعار: (الوقف وبناء المجتمع).
مساجد البحرين منارة للعلم
وعن دور إدارة الأوقاف السنية في خدمة المجتمع، قال الشيخ د. الهاجري إن المبادرة الكريمة لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، بافتتاح وترميم وتأهيل 40 مسجدًا تابعًا لإدارتي الأوقاف السنية والجعفرية، في كافة محافظات مملكة البحرين تعكس مدى اهتمام سموه بالمساجد وحرصه الكريم على تطويرها ورعايتها لنشر رسالة الإسلام الخالدة القائمة على التسامح والوسطية وإعمار المساجد بالعمارة المعنوية والحسية؛ لما للمساجد من مكانة كبيرة في الإسلام وأثر عظيم في حصانة الفرد واستقرار المجتمع.
وذكر: لقد دأب سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء على الاعتناء بدور العبادة ورعايتها والقيام على شؤونها بما يحقق رسالة المسجد؛ وهذه العناية تتجلى في هذا الشهر المبارك شهر القرآن وشهر الصيام وشهر العطاء والخير؛ لتكون هذه المبادرة علامة على الخير والعطاء؛ وبفضل الله ثم برعاية قيادتنا الحكيمة للمساجد صارت مساجد البحرين منارةً للعلم والإيمان وحاضنةً لتعليم القرآن ونشر تعاليمه وآدابه وأحكامه وفضائله بين عموم الناس.
تعزيز ثقافة الوقف
وفيما يتعلق بالآليات والفعاليات والبرامج المقامة لتعزيز ثقافة الوقف لدى المواطنين، أوضح الشيخ د. الهاجري: تسعى الإدارة إلى أن تكون حاضرة بقوة في الأسبوع الخليجي الوقفي لدول مجلس التعاون الخليجي من خلال تنظيم عدد من البرامج التوعوية لنشر وتعزيز ثقافة الوقف بين عموم الناس، وتوعية المجتمع بدور الوقف الخيري في التنمية، والسعي لبث الصورة الإيجابية حول الأوقاف؛ من خلال منبر الجمعة وتوجيه الخطباء إلى توجيه الناس إلى أهمية الوقف ودوره في النهوض الديني والاجتماعي والحضاري للأمة؛ وإقامة المحاضرات والدروس التي تساهم في التعريف بمفاهيم الوقف ونشر ثقافته وترسيخ دلائله ومقاصده الشرعية والمجتمعية، كذلك المساهمة في مجالات الإعلام والتواصل الاجتماعي بإقامة سلسلة من المحاضرات والدروس المرئية والمسموعة لحث الناس على المساهمة في الوقف، وتعزيز قيمه الشرعية والدينية في المجتمع ونشر ثقافة الوقف والارتقاء بمفاهيمه والتعريف بمجالاته ودوره، وأنه وسيلة أمان للمجتمع في جميع الظروف والتحديات .
وذكر أن الإدارة ساهمت في إقامة ندوة إذاعية بالتعاون مع إذاعة القرآن الكريم وهي برنامج حواري لعدد من الباحثين الشرعيين بإدارة الأوقاف السنية لتعريف المواطن والمقيم بدور الوقف وأهميته وتاريخه ودوره في التنمية الاجتماعية المستدامة؛ فضلا عن إقامة المحاضرات في المجالس والمدارس والمساهمة في كتابة المقالات للصحف المحلية والتعريف بمفاهيم الوقف من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
وأشار الشيخ د. الهاجري إلى أنه لتعزيز دور الإدارة في التعاون والتنسيق والتكامل مع المؤسسات ذات الاختصاص الوقفي داخل الدول وخارجها، ستشارك إدارة الأوقاف السنية بوفد من المختصين في مؤتمر (الوقف والحياة) الذي تقيمه الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة بدولة الإمارات العربية المتحدة لتعزيز روح التعاون بين الأشقاء في مجال الوقف.
الوقف أداة تنموية مستدامة
وأوضح رئيس إدارة الأوقاف السنية أن التنمية المستدامة في الوقف سواء في مجال الوقف الخيري أو في مجال الوقف الذري تتركز على قضية مهمة وهي: تنمية الوقف بالحفاظ على أصوله وتنويع مصادره ومجالاته وتوجيه ريعه بطريقة متوازنة وعادلة وفاعلة تحفظ الموجود وتسعى إلى إرجاع المفقود بحيث يحقق الوقف أهدافه وأغراضه ومقاصده الخاصة بالواقف والعامة التي جاءت الشريعة لتحقيقها والحث عليها وصولا إلى الشمولية والاستقرار في المجالات كافة الدينية والاجتماعية والاقتصادية. ولهذا يشكل الوقف في مرحلة (التنمية المستدامة) وفي ظل وجودها مرحلة التمكين والقوة؛ لهذا نسعى جاهدين لتحقيق هذا المعنى، وذلك من خلال الحفاظ على الأصول الوقفية وتوثيقها واستثمار ريعها واعتبار شرط الواقف فيها وتوجيه ذلك الريع بما يحقق التنمية المستدامة من خلال اعتناء الإدارة باللوائح ووضع السياسات والسعي لتطبيق نظام الحوكمة والعمل على وضع الأهداف الاستراتيجية والتشغيلية واعتماد معايير الجودة في العمل والارتقاء بالأداء الوظيفي للعاملين والمختصين في هذا المجال.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك