أكدت إيمان الفلة، باحثة إرشاد وتوجيه بمركز بتلكو للاستقرار الأسري، أنه في شهر رمضان تتغير الحياة الاجتماعية والأهداف الشخصية والالتزامات الأسرية والعائلية تبعاً لمنظومته الخاصة التي لا توجد في أي شهر آخر من شهور السنة، حيث يمثل التوازن بين جنباته المختلفة من الجانب العبادي والاجتماعي والأسري والوظيفي تحديا مختلفا ويتطلب جهداً من التنظيم والتخطيط المنظم للأولويات فيه.
وأضافت الباحثة أن من أهم التحديات التي نواجهها في هذا الشهر المبارك هو الوقت المحدود وسرعته، وهو يمثل ضغطا بين الوقت المخصص للعبادة والتقرب إلى الله وتحصيل الأجر والثواب، وبين تزايد المسؤوليات الأسرية من توفير طبخ وجودة معينة للأكل الرمضاني الخاص والوجبات المحددة فيه بين الفطور والسحور، ومن جانب آخر الإرهاق الجسدي وتأثيرات الصوم من تعب وإرهاق، ومن تغير نظام الواجبات ومنظومة النوم والراحة إضافة إلى العبء النفسي الذي يتبع الإرهاق وتغير تفاصيل الحياة اليومية المعتادة، وقد تصل هذه التحديات إلى أوجها بالأيام العشرة الأواخر من الشهر الكريم لما فيها من مناسبات وليال فضيلة تتخللها ليلة القدر الشريفة، إذ تعتبر من المحطات الروحانية المهمة التي يحاول الجميع الاستزادة من بركتها بأفضل ما يمكنه منها، مما يؤثر في تحقيق التوازن بين العبادة والالتزامات الأسرية المختلفة.
وبينت أن من الأمور المهمة للتوازن إدارة الوقت والتخطيط الجيد وإعداد وتجهيز ما يمكن إعداده قبل الشهر، بالإضافة إلى أن يكون هناك خطة أسبوعية وجدول محدد للطعام والأطباق ولوازم المشتريات، وحبذا لو يتم أيضاً توزيع بعض المهام والأدوار في الأسرة بكل حب وتراض ما بين الزوجة والزوج والأولاد، ويتم التعاون بالأمور الصغيرة من إعداد المائدة وتنظيفها بعد الانتهاء.. فهذا يخفف الضغط على الأم التي تعتبر هي المفصل المهم، وعليها تقريباً جلّ المهام والمسؤوليات في هذا الشهر الكريم.
وأشارت إلى أهمية تحقيق التوازن في الحياة الرمضانية عبر عمل حلقة برنامج عبادي يومي مختص بالأسرة مثل قراءة القرآن وتعلمه وخصوصاً بأوقات محددة كقبل الفطور أو بعده.. فهو شهر القرآن وهذا يعزز الجانب الروحي والروابط الأسرية، بالإضافة إلى المرونة والتكيف مع المتغيرات الطارئة وعدم الالتفات والوقوف على صغائر الأمور من طعم الطعام أو قصوره أو الأخطاء الواردة، ومن جهة أخرى عدم البذخ والتكلّف وتكريس كل الوقت للطبخ وتلبية الدعوات للعزائم والغبقات والسهرات فهذا يدمر التوازن المنشود.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك