أكدت خديجة العويناتي أخصائي نفسي إكلينيكي، أن شهر رمضان المبارك فرصة للراحة النفسية ومناسبة لتهدئة النفوس، حيث يشكل إقبال الشهر الكريم عبئا نفسيا على بعض الأشخاص ولهذا من المهم التهيئة الصحيحة له على الفرد والأسرة والحرص على جعله مناسبة للراحة من خلال اتباع الإرشادات النفسية الصحية السليمة.
وأشارت الأخصائية إلى أن الصيام يُعد تجربة روحية وجسدية تحمل الكثير من التحديات الصعبة خاصة إذا لم يتم التعامل معها بطريقة سليمة، إذ إنه في فترة الصيام قد تطرأ على حياة الشخص تغيرات مختلفة تؤدي به إلى ظهور انفعالات زائدة عن الحد مثل التوتر والعصبية والانفعال، وكل ذلك يمكن أن يكون نتيجة للتغيرات الغذائية والجسدية التي يمر بها الشخص أثناء الصيام.
وبينت أن الامتناع عن الأكل والشرب ساعات طويلة يمكن أن يسبب انخفاض مستويات السكر في الدم، مما يؤدي إلى تذبذب المزاج وزيادة العصبية، كذلك، التغيرات في روتين النوم ونقص النوم بما في ذلك النوم المتقطع والاستيقاظ للسحور أو السهر لأوقات متأخرة ليلاً خارج المنزل يمكن أن يؤثر في الحالة النفسية وكل ذلك يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالتعب والإرهاق، مما يجعل الشخص أكثر عرضة للانفعالات والتوتر.
وقالت العويناتي: إن جميع هذه العوامل بطبيعة الحال يمكن أن تؤثر سلبا في استقرار العلاقات الأسرية، فسرعة الانفعال يمكن أن يسبب خلافات وصراعات بين أفراد الأسرة، ويجعل التواصل بينهم أكثر صعوبة بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يؤدي السهر خاصة خارج المنزل إلى تقليل الوقت الذي يقضيه أفراد الأسرة معاً في الأنشطة المشتركة والحوارات العائلية ولهذا من المهم أن يكون هناك تفهم ودعم متبادل بين أفراد الأسرة خلال فترة الصيام ذلك عبر التخطيط الجيد للوجبات من خلال تناول وجبات صحية متوازنة خلال فترة الإفطار والسحور يمكن أن يساعد في الحفاظ على مستويات السكر في الدم مستقرة ويقلل من التوتر والعصبية، والحصول على قسط كافٍ من النوم من خلال تنظيم أوقات النوم والاستيقاظ لتجنب السهر والإرهاق، وممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل أو التنفس العميق للحد من التوتر والقلق، والتواصل الفعال لتشجيع أفراد الأسرة على التحدث عن مشاعرهم وأفكارهم والعمل معًا لحل أي خلافات قد تنشأ، بالإضافة إلى ممارسة الرياضة الخفيفة حيث يمكن للنشاط البدني الخفيف مثل المشي أن يساعد في تحسين المزاج وتقليل التوتر.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك