جدة – الوكالات: أكّدت أوكرانيا أنّ المباحثات مع الولايات المتحدة أمس في السعودية بدأت بشكل «بنّاء للغاية»، مع مناقشة مقترح تقدمت به كييف لوقف إطلاق نار جزئي مع روسيا، بعد ساعات من شنّها أكبر هجوم بالمسيرات على منطقة موسكو خلال سنوات الحرب.
وأيدت أوكرانيا مقترحا أمريكيا يقضي بإعلان هدنة مدتها 30 يوما في الحرب الدائرة مع روسيا، وذلك في خطوة مهمة نحو تخفيف حدة الصراع المستمر.
وبدأت المباحثات في مدينة جدة ظهرا بحضور وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ونظيره الأوكراني أندريه سيبيغا، وتأتي في وقت يكثّف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من ضغوطه على كييف لإنهاء الحرب مع روسيا.
وقال مسؤول أوكراني في كييف طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس إن «المحادثات تسير بشكل جيد، وتمت مناقشة الكثير من المسائل».
وتأمل كييف أنّ يؤدي عرض الهدنة الجزئية إلى إقناع واشنطن باستئناف مساعداتها العسكرية لها وتبادل المعلومات الاستخباراتية والوصول إلى صور الأقمار الصناعية، التي أوقفتها واشنطن بعد مشادة حادة في البيت الأبيض بين ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض.
وهذه المباحثات هي اللقاء الأبرز بين الطرفين منذ هذه المشادة الكلامية الصادمة في 28 فبراير، عندما وبّخ ترامب زيلينسكي بسبب ما اعتبره قلة عرفان حيال الدعم الأمريكي.
وأفاد رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية أندري يرماك الصحفيين فيما كان يدخل الاجتماع في فندق ريتز كارلتون بالمدينة السعودية: «نحن مستعدون لفعل كل شيء من أجل تحقيق السلام».
وأكد مسؤولون أوكرانيون أن الهجوم بمئات الطائرات المسيّرة نحو موسكو ومناطق أخرى ليل الإثنين الثلاثاء هدف إلى دفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الموافقة على هدنة جوية وبحرية.
وصرّح أندريه كوفالينكو المسؤول في مجلس الأمن القومي لمكافحة المعلومات المضللة: «هذه إشارة إضافية إلى بوتين بأنه يجب أن يكون مهتمًا أيضًا بوقف إطلاق النار في الجو».
واعترضت منظومات الدفاع الجوي ودمرت 337 مسيّرة أوكرانية، بينها 91 فوق منطقة موسكو و126 فوق منطقة كورسك الحدودية مع أوكرانيا.
وأسفر الهجوم عن مقتل ثلاثة أشخاص في منطقة موسكو، بحسب مسؤولين محليين.
وكان زيلينسكي قد زار مدينة جدة يوم الاثنين حيث التقى وليّ عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان، لكنه ترك المحادثات مع الأمريكيين لثلاثة من كبار مساعديه.
وعقب المشادة مع ترامب غادر زيلينسكي البيت الأبيض من دون التوقيع على اتفاق طالب به الرئيس الأمريكي، من شأنه أن يمنح بلاده إمكانية الوصول إلى قدر كبير من الثروة المعدنية في أوكرانيا كتعويض عن إمدادات الأسلحة.
وقال زيلينسكي إنه لا يزال على استعداد للتوقيع، رغم أن روبيو قال إنّ الأمر لن يكون محور البحث أمس (الثلاثاء).
وكان يرماك قد أكد عبر تلغرام بعيد بدء الاجتماع أن اللقاء «مع الفريق الأمريكي بدأ بشكل بناء للغاية، نعمل على إحلال سلام عادل ومستدام» بعد ثلاثة أعوام على بدء النزاع الأوكراني.
وردا على سؤال حول ما إذا كان الهجوم بالمسيرات فجر أمس قد يعرقل محادثات السلام قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: «لا توجد مفاوضات حتى الآن، لذا لا يوجد ما يمكن تعطيله».
ورفض بيسكوف في وقت سابق التعليق على موقف روسيا من وقف إطلاق النار الجزئي المقترح، وقال: «من المستحيل تماما التحدث عن المواقف حتى الآن».
وتابع: «سيكتشف الأمريكيون اليوم فقط، كما يقولون هم أنفسهم، من الأوكرانيين إلى أي مدى أوكرانيا مستعدة للسلام».
بدورها، كثفت موسكو الضربات ضد البنى التحتية الأوكرانية وقالت إنها استعادت 12 مستعمرة في منطقة كورسك الحدودية بجنوب روسيا التي استولت عليها كييف لاستخدامها كورقة مقايضة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك