يواجه القطاع المصرفي حقبة جديدة من التقلبات، ويأتي ذلك رغم نجاحها مؤخراً في التغلب على الاضطرابات التي أحدثتها جائحة فيروس كورونا. وأدت معدلات الفائدة المرتفعة ومخاطر السيولة إلى انهيار ثمانية بنوك منذ عام 2023. وفي الوقت ذاته، يظل خطر الائتمان يلقي بظلاله على المشهد المصرفي في ظل التوترات الجيوسياسية وضغوط التضخم، كما تزداد التغيرات التنظيمية والتعقيدات. ولمواجهة هذه التحديات المتزايدة بشكل فعال، يكشف استطلاع عالمي لإدارة المخاطر أجرته «إف تي لونغيتيود» FT Longitude وساس، الشركة الرائدة في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي عن النتائج التالية:
- تعتزم 75% من البنوك زيادة الاستثمار في البنية التحتية لتكنولوجيا المخاطر (ارتفاع بنسبة 51% مقارنة بعام 2021).
- تخطط 64% من البنوك لزيادة الإنفاق على برامج الطرف الثالث (مقابل 43% في عام 2021).
ويستند تقرير المقارنة المعيارية الجديد الذي يحمل عنوان «تحويل إدارة المخاطر»، إلى رؤى مشتركة قدّمها 300 شخص من كبار قادة إدارة المخاطر المصرفية في 25 دولة، حيث تم استطلاع آرائهم في أكتوبر 2024. وفي متابعة لدراسة مشتركة مماثلة نُشرت في عام 2021، يُظهر التقرير الأخير ارتفاعاً ملحوظاً في أولوية الابتكار في إدارة المخاطر من قبل المديرين في القطاع المصرفي، مما يؤكد الدور الحاسم للتكنولوجيا في مساعدة البنوك على التغلب على الأزمات وتعزيز المرونة التشغيلية.
وتُقدّم المقابلات الشاملة مع كبار المسؤولين التنفيذيين في إدارة المخاطر لدى أبرز البنوك متعددة الجنسيات سياقًا قيّمًا لنتائج الاستبيان. ويشتمل التقرير على رؤى وأفكار استلهمت من مسؤولي المخاطر في كل من «كابيتال وان» و«كومرتس بنك» و«جنرال بنك أوف كندا» و«سانتاندير البرتغال».
ويقول كارلوس دياز ألفاريز، كبير مسؤولي المخاطر في بنك سانتاندر البرتغال: «لم تعد البنوك قادرة على اتخاذ القرارات المتعلقة بالسيولة أو رأس المال أو مخاطر الائتمان بمعزل عن غيرها. صحيح أنه يمكننا استخراج المعلومات الرئيسية من أنظمة منفصلة لاتخاذ قرارات شاملة، لكننا نظل بحاجة إلى المزيد من التفصيل والتكامل».
نشرت ساس أيضاً لوحة معلومات للبيانات تسمح للمستخدمين باستكشاف نتائج الدراسة حسب المنطقة ونوع المؤسسة وحجم الأصول. ويمكن العثور على الأداة في الموقع SAS.com/risksurvey ، كما أنها تضيف عمقاً إلى خمس نتائج رئيسية للدراسة:
1. يشهد الاستثمار في قدرات تكنولوجيا إدارة المخاطر نمواً كبيراً. وبالإضافة إلى الاستثمار المتزايد في البنية التحتية للتكنولوجيا وبرامج الطرف الثالث المذكورة سابقاً، تخطط 65% من البنوك للانخراط في الاستشارات والخدمات الاستشارية المقدمة من أطراف ثالثة، بزيادة قدرها 15% منذ عام 2021.
2. يظل نمذجة المخاطر أولوية قصوى للبنوك بالتوازي مع سعيها للتكيف مع التغيرات التنظيمية وتعزيز أتمتة عمليات إدارة المخاطر. ويُخطط ثلثا البنوك (67%) لتعزيز قدراتها في نمذجة المخاطر خلال العامين المقبلين (مقارنة بـ 54% في عام 2021). وارتفعت أيضاً نسبة المديرين التنفيذيين الذين يعتبرون نمذجة المخاطر ميزة تنافسية إلى 63%، مقارنة بـ 47% في 2021. ومن بين أولئك في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، وأولئك الذين يملكون أصولاً تحت الإدارة تتراوح بين 20 إلى 50 مليار دولار، يرى 72% منهم أن نمذجة المخاطر تمثل ميزة تنافسية.
3. لا يزال استخدام الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي الأحدث، يحمل طابعاً مختلطاً، رغم الوعود والإمكانات العظيمة التي يتمتع بها. وتشير نسبة قليلة من البنوك إلى الاستخدام واسع النطاق للذكاء الاصطناعي في وظائف مثل إدارة المخاطر (40%)، ونمذجة المخاطر (30%) واكتشاف الاحتيال (36%). وأفاد عدد أقل من المشاركين باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي لهذه الوظائف: إدارة المخاطر (17%)، ونمذجة المخاطر (16%)، واكتشاف الاحتيال (24%). وتتصدر البنوك الأمريكية نظيراتها في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ في استخدام الذكاء الاصطناعي والذكاء الاصطناعي لكل من هذه الوظائف، في حين تستخدم البنوك في منطقة آسيا والمحيط الهادئ الذكاء الاصطناعي والذكاء الاصطناعي التوليدي بدرجة أقل لهذه الوظائف. ويّنظر إلى مسألة قلة المواهب الماهرة على أنها العائق الرئيسي أمام اعتماد الذكاء الاصطناعي بشكل كامل، وفقاً لما ذكره 50% من المشاركين في مختلف المناطق.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك