أنور عبدالرحمن: المسؤولية المجتمعية للشركات نشأت
في عشرينيات القرن الماضي ولمعت في الألفية الجديدة
خالد كانو: المجالس الرمضانية تشكل نموذجا
للتلاحم والتعايش الذي تتميز به البحرين
فوزي كانو: العمل الخيري وصية الآباء
والأجداد وسننقلها إلى الأبناء والأحفاد
تغطية: أحمد عبدالحميد
تصوير: عبدالأمير السلاطنة
يتمتع المجلس الرمضاني لعائلة يوسف بن أحمد كانو بخصوصية تميزه عن بقية المجالس في البحرين؛ لارتباطه باسم واحدة من كبرى الشركات العائلية في منطقة الخليج والشرق الأوسط.
ويحرص أفراد العائلة سنويا على إحياء العادات والتقاليد البحرينية الأصيلة في الالتقاء في المجالس الرمضانية التي تشكل إرثا إنسانيا متفردا للمملكة.
وقد شهد مجلس عائلة كانو يوم الأحد حضور سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة نائب رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، والسيد محمد المطوع الوزير السابق، إلى جانب حضور متميز من كبار الشخصيات العامة ورجال الأعمال ومسؤولي البنوك ورجال الدين.
مفهوم المسؤولية المجتمعية
وفي طريق زيارة «أخبار الخليج» لمجلس عائلة كانو قال الأستاذ أنور عبدالرحمن رئيس التحرير إن هناك تطورا واضحا في مفاهيم العمل الخيري والإنساني في مجتمع الأعمال في السنوات الأخيرة بمنطقة الشرق الأوسط، إذ باتت الشركات تتبنى مفاهيم المسؤولية المجتمعية، موضحا أن مفاهيم المسؤولية المجتمعية نشأت في الغرب في عشرينيات القرن الماضي، وترسخت في الولايات المتحدة في السبعينيات، وتطورت في التسعينيات من القرن ذاته، ولكن مع بداية الألفية الجديدة بزغ دور المسؤولية المجتمعية للشركات من خلال تبني مفاهيم استثمار الأموال في تحفيز التنمية الاقتصادية للمجتمع المحلي من خلال مساعدات المشاريع متناهية الصغر كالأسر المنتجة وغيرها، أو تبني مشروعات خيرية ومجتمعية تعزيزا لمفاهيم العطاء والاهتمام بالمجتمع.
وتابع قائلا إن شركة يوسف بن أحمد كانو وأفراد عائلتها واحدة من كبريات الشركات البحرينية التي تمارس دورها المجتمعي بشكل لافت من خلال دعم التبرعات والمساهمة في المشاريع الإنسانية، وكذا المشاريع ذات الطابع الديني كبناء المساجد وصالات المناسبات التي تخدم مختلف مناطق البحرين، ولا ننسى بيت القرآن ذلك الصرح الذي يحتوي على مخطوطات قرآنية نادرة والذي قام على أكتاف الدكتور عبداللطيف كانو، بل تطورت مساهمة هذه العائلة من خلال تشجيع أعمال الإبداع والابتكار بإقامة جائزة يوسف بن أحمد كانو في مجالات البحث العلمي.
وأشار أنور عبدالرحمن إلى أن الاضطلاع بالمسؤولية المجتمعية للشركات يساعد في بناء عالم أفضل وأكثر إنسانية للجميع.
المجالس الرمضانية
الإرث البحريني الأصيل
بدوره، أكد الوجيه خالد كانو أن العائلة تحرص على إحياء الإرث البحريني الأصيل في فتح المجلس الرمضاني هذا التقليد الذي يتميز به المجتمع البحريني عن بقية دول الخليج، كما نحرص على غرس ذلك في نفوس الأبناء والأحفاد الذين يشاركوننا سنويا في ترسيخ هذه التقاليد الأصيلة التي باتت تشكل أحد عناصر الهوية البحرينية.
وعبّر عن اعتزازه بزيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء لمجلس عائلة كانو خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان الفضيل لهذا العام، وهو الأمر الذي يعكس ما يوليه سموه من حرص مستمر للتواصل مع كافة أبناء البحرين وزيارة مجالسهم الرمضانية، والالتقاء بهم والاستماع منهم من قرب.
وشدد الوجيه خالد كانو على أن المجالس الرمضانية تشكل نموذجا للتلاحم والتسامح والتواصل والتعايش الذي تتميز به مملكة البحرين، ذلك النهج الذي عززه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، مضيفا أننا تربينا جميعا على أن مجالسنا مدارسنا، في تأكيد لدور المجالس في نقل العادات والتقاليد البحرينية إلى الأجيال الجديدة.
وصية الآباء والأجداد
والتقط السيد فوزي كانو أطراف الحديث ليؤكد حرص شركة يوسف بن أحمد كانو وأفراد العائلة على التنافس في الخيرات من خلال مواصلة دعم الأعمال الخيرية والإنسانية في مختلف أنحاء البحرين تنفيذا لوصية الآباء والأجداد في خدمة مملكة البحرين، مشددا على أن هذه الأعمال هي جزء من رد الجميل للمملكة وشعبها الطيب.
وقال إن العمل الخيري بات أحد أدوار المسؤولية المجتمعية التي تفتخر بها شركة يوسف بن أحمد كانو، على مدار تاريخها التجاري الممتد في البحرين والمنطقة؛ لأننا توارثنا مسيرة العطاء، فقد أسهمت عائلة كانو في جهود البحث عن آبار الماء الارتوازية، وذلك باستيراد معدات الحفر في العشرينيات من القرن العشرين من أجل توفير الاحتياجات اللازمة للمجتمع البحريني، واليوم نواصل هذا النهج من خلال تلمس أبرز الخدمات المطلوبة للمواطنين والمقيمين في المملكة، بما في ذلك بناء المراكز الصحية والاجتماعية والمساجد وصالات المناسبات.
وأشار السيد فوزي كانو إلى أن المسؤولية المجتمعية هي إرث تعلمناه من الآباء والأجداد، وأذكر ما سمعته عن الجد يوسف بن أحمد كانو بشأن الالتزام بقيم الدين واحترام ولي الأمر والعمل الخيري والتراحم بين أفراد الأسرة، مشيرا إلى الحرص على مواصلة أعمال الخير وتعزيز المفاهيم ذاتها لدى الأبناء والأحفاد، حتى لا تتوقف بإذن الله.
وبشأن حرصه على تشييد المساجد وصالات المناسبات على نفقته الخاصة أوضح السيد فوزي كانو أن بناء المساجد أحد الأعمال الخيرية التي تم إنشاؤها في البحرين ابتغاء وجه الله تعالى، وتأتي امتدادا لكثير من المشروعات الخيرية في المملكة، ودعما متواضعا للجهود الحثيثة التي تبذلها الحكومة في هذا المضمار، مؤكدا أن هذه المشروعات تأتي عرفانا وحبا لكل أبناء البحرين، وتعبيرا صادقا عن الدور والمسؤولية الوطنية والاجتماعية لخدمة البلاد، كما توارثنا جيلا بعد جيل أهمية تبني وتشييد المشروعات الخيرية في البحرين كما كان الأجداد سباقين في عمل الخير. ولفت إلى أن أبناء عائلة كانو يسيرون على نهج أجدادهم، راجين من المولى عز وجل التوفيق في خدمة أهل في البحرين والخليج.
جدير بالذكر أنه تم افتتاح مسجد خلود محمد جمعة بمنطقة ديار المحرق وقاعة فوزي بن أحمد كانو للمناسبات الاجتماعية كأول قاعة للمناسبات لخدمة المواطنين والمقيمين في هذه المنطقة، وذلك على نفقة السيد فوزي كانو.
بدورهم أشاد عدد من رواد مجلس عائلة كانو بدور العائلة الفاعل في خدمة المجتمع البحريني، منوهين بحرصهم على إقامة المجلس الرمضاني واستقبال جميع فئات المجتمع البحريني.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك