أكدت ليلاء العرادي أخصائية إرشاد نفسي وتربوي أن شهر رمضان الكريم يعتبر فرصة لتجديد وتقوية الروابط الأسرية والقيم الإسلامية السمحة، ففيه تنشأ صورة جديدة لأوجه الحياة، وتبدأ ظلال هذا الشهر تنشر طاقة مميزة، فنجد أن لكل شيء نكهة خاصة.
من خصوصية هذا الشهر الأجواء الدينية والعبادية، فالصيام يضفي حالة من الروحانية والسكون، وبالمقابل يعد اختبارًا لقوة تحمل الأفراد لحالة جديدة، وبالتالي تكون هناك حاجة لبذل جهد إضافي ومرونة من أجل خلق أجواء مناسبة وإيجابية، ويمكن ذلك من خلال التكاتف في احتواء المشكلات الأسرية وتجاوزها سويًا.
وأشارت الى انه من الطبيعي أن تنشأ بعض المشكلات نتيجة للضغوط اليومية، كانخفاض الطاقة وزيادة الحساسية، كما قد تتمحور المشاكل حول البرنامج الممتلئ بالالتزامات فيؤثر على التوازن الأسري، أو حول الطعام أو السهر المبالغ فيه أو توقعات كل فرد تجاه الآخر، بالإضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي والمنافسة الشديدة لإظهار أفضل استعدادات وأنشطة هذا الشهر لدى البعض، مما يؤثر على عفوية الأسرة.
وبينت أن الدور بطبيعة الحال يقع على أسلوب كبار الأسرة في التعاطي مع مكتسبات هذا الشهر من خلال استثماره في التربية الحسنة وزرع القيم الإسلامية، فيمكن تفعيل الحضور للحلقات الدينية والأخلاقية، بالإضافة إلى استثمار أوقات تجمع الأسرة بعد الإفطار مثلاً للنقاش وفتح باب الحوار حول قضايا الأسرة وإتاحة الفرصة للجميع كي يعبروا عن مشاعرهم وهمومهم بحرية للوصول إلى حلول مرضية، مما ينمي لديهم مهارات أساسية في التواصل الصحي كالاستماع واحترام اختلاف وجهات النظر والتقبل، مما يزيد من تماسك الأسرة ويقلص التوتر.
ونوهت إلى أنه من أقوى الممارسات لتعزيز الروح الواحدة للأسرة الأنشطة الجماعية، فمثلًا يمكن توزيع المهام خلال هذا الشهر بشكل يتناسب مع طاقة كل فرد، ويمكن إعداد برنامج مشترك كقراءة القرآن أو إعداد الإفطار، أو المسابقات المتنوعة التي تشيع البهجة، كما يمكن القيام بالزيارات والرحلات أو حتى الأعمال الخيرية بأشكالها، وذلك لتعزيز الانتماء والرضا وروح التكافل، حيث تبقى لهذا الشهر روحه الخاصة في تجديد الحياة داخل الأسرة من خلال تربية النفس على التحلي بالصبر، وبث روح التسامح والصفح لجعل الأسرة في حالة من الاستقرار والطمأنينة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك