كتبت مروة أحمد:
منذ سنوات عُمره الأولى والمسحر يـاسر السمـاك مولع بهذه المهنة حيث اعتاد على مرافقة مُسحّر قريتهم منذ صغر سنه وقـاده حب الطبلة والولع بالأهازيج القديمة إلى أن يُصبح المُسحر الأكثر شهرة في البحرين وبالتحديد في البلاد القديم، سعيًا للأجر وحُب الخير وادخال البهجة على قلوب الناس والحفاظ على الموروث الشعبي تمسك يـاسر بطبلته على مدار 34 سنة حتى اليوم وتغنَّت أزقة القرى ودهاليزها بصوته وهو يتغنى بالأهازيج البحرينية التقليدية، واستطاع أن يؤلف حوالي 17 قصيدة وظّف خلالها القيم الثقافية والتربوية.
يروي المُسحر يـاسر السمـاك انطلاقته مع مهنة المُسحر لـ«أخبار الخليج» والتي بدأت عندما انتقل مُسحر منطقته والذي يُعرب بـ«حجي إبراهيم أبو محمد» من البلاد القديم إلى منطقة عالي لينتهز فرصة إيقاظ النـاس في شهر رمضان المُبارك استعدادًا لتناول وجبة السحور، بدأ بهذه المهنة برفقة جمع من أهل المنطقة مثل السيّد بدر، وعلي السمـاك وآخرين، تنطلق أولى رحلاتهم من الساعة 12 منتصف الليل في منطقة طشـان وصولًا إلى منطقة الخميس وختامها في البلاد القديم في حوالي الساعة الثانية والنصف فجرًا، حيث يُباشر يـاسر ورفاقه مهمة إمساك الطبلة بسبب المشاكل الصحيّة التي صار يـاسر يُعاني منها ويتكفّل هو بمهمة الإنشاد.
وفي سؤاله عن عدد المسحرين في البحرين أشار إلى احتمالية وجود خمسة مسحرين فقط في البحرين، حيث دعا إلى أهمية الخروج وإحياء هذا الموروث الشعبي وحمايته من الاندثار، والسعي إلى إحياء هذه العادة التي ارتبطت بتاريخ البحرين العريق وبالأخص أهازيجها التي عرفتها دول الخليج، وسعيًا للحفاظ على هذه المهنة استطاع السمّاك أن يؤلف قصيدة تناولت ضرورة احتراف هذه المهنة والتمسّك بها كان منها هذا البيت «جاك المسحر على بابك يمر .. عادة الأجداد لازم تستمر»، إلى جانب تأليفه لعدد من القصائد التي تتناول القيم التربوية والثقافية وكشف لـ«أخبار الخليج» عن كتابته خمس قصائد جديدة أربع منها مخصصة لأيام رمضان والأخيرة لوداعه.
وسعيًا إلى تعزيز النسيج الاجتماعي في البحرين، ودعوة الإخوان من الطائفة السنية كتب السماك «شهر المحبة هذا يجمعنا .. شيطان ما يقدر يفرقنا .. أخوان كلنا سنة وشيعة .. تدري الخوة هذي أصيلة» وذلك تشجيعًا لانضمام الأخوة من الطائفة السنية إلى مواكب المسحر السماك في مختلف مناطق البحرين، مؤكدًا متانة النسيج الاجتماعي في البحرين.
وحول الإقبال على مرافقة المسحر وانتظاره، قال المسحر السماك إن خلال ليلة السبت ينتظره حوالي 60 طفلًا من منطقة الخميس والبلاد القديم، بالإضافة إلى قدوم الرجال والنساء في سياراتهم برفقة كبار السن والفتيات لمشاهدة المسحر، كما قامت البيوت بفتح أبوابها واستقبال المسحر ليطبل بالداخل في مجالسها إلى جانب قيام بيوت أخرى بوضع طاولات تناولت المشروبات الشعبية مثل «شراب الورد والزعفران» للناس وصف صواني البطيخ البارد مع قطع الثلج في فترة الصيف.
وخلال شهر رمضان تستقطب حوالي 13 روضة زيارات من المُسحر ياسر الذي يقوم بتقديم عروض شعبية له فيها إلى جانب انضمامه إلى الجمعيات الخيرية في الفترة المسائية بالإضافة إلى المدارس الحكومية والخاصة التي تستمتع بحضور المسحر وسماع قصائده والترديد معه، كما أكد أن مشاركاته لم تقتصر على البحرين وإنما وصلت إلى الإحساء والقطيف بالإضافة إلى قطر والكويت.
وفي ختام حديثه دعا إلى ضرورة التمسّك بهذا الموروث الشعبي المُحبب عند كثير من الناس، وأكد الأجر الذي يكسبه المسحر من إيقاظ الناس للسحور لذلك يجب على الناس أن يتسابقوا إلى عمل الخير في الشهر الفضيل.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك