أكدت نادية راشد سيف المكتومية الرئيس التنفيذي لمركز نادية المكتومية للإرشاد النفسي والاستشارات الأسرية أن شهر رمضان المبارك يحمل أجواء روحانية وفرصة ذهبية لشحذ طاقة الفرد على التغيير والنمو واكتساب عادات شخصية واجتماعية إيجابية وتعديل العادات التي لا تخدم الفرد على شتى الأصعدة، وتستقبل الأسر المسلمة هذا الشهر الكريم بالكثير من الفرح والاستعداد النفسي والروحي والمادي لعيش لحظاته المباركة في جو عائلي مفعم بدفء التواصل والقرب من أفراد العائلة والتواصل الاجتماعي مع الأرحام والأقارب والجيران.
وأضافت الرئيس التنفيذي للمركز أهمية إعادة النظر في علاقتنا بالأجهزة اللوحية من هواتف نقالة وأجهزة محمولة وشتى الشاشات الجذابة التي من شأنها أن تسرق أوقاتنا الغالية النفيسة في هذا الشهر الفضيل، إذ إن ارتباط البشر بهذه الأجهزة وما تحتويه من برامج التواصل الاجتماعي المتنوعة ومنصات رقمية مختلفة يكاد يصل إلى حالة الإدمان بين البشر بمختلف مراحلهم العمرية، وهذا ما نلاحظه جليا في مقر أعمالنا وفي تجمعاتنا الأسرية والاجتماعية، ويطول ذلك الأسرة بمختلف أفرادها بدءا من الأب والأم ومن ثم الأبناء، وللأسف لهذا التعلق فاتورة باهظة الثمن ندفعها من أوقاتنا وإنجازاتنا ومن نوعية وجودة علاقتنا بأنفسنا وبمن حولنا من أفراد العائلة، فقد أضعفت للأسف هذه الأجهزة التواصل الحقيقي المباشر بين أفراد الأسرة وأصبح التواصل الافتراضي هو السائد والبديل للتواصل مع أفراد الأسرة، فضلا عن تقلص الوقت النوعي الذي نخصصه لأفراد العائلة للقيام بأدوارنا المنوطة بنا كآباء وأمهات تجاه أبنائنا وأزواجنا والعكس صحيح بسبب الانشغال بهذه الأجهزة الرقمية التي تسرق أعمارنا وأعمار من نحب من دون أن نشعر.
ودعت نادية إلى التعامل بشعار «رمضان شهر التوازن والصيام الرقمي»، فأجواء رمضان المباركة بكل معطياتها بيئة محفزة وداعمة لمثل هذا التغيير، ويمكن القيام بذلك بوضع بعض الإجراءات والحدود البسيطة التي تنظم علاقتنا بهذه الشاشات وتعيدنا إلى حالة الاتزان والتوازن بين العوالم الافتراضية وعالم التفاعل الاجتماعي الحقيقي وجها لوجه مع أفراد أسرنا، وهو بحد ذاته عبادة يؤجر عليها المسلم وهدف راقٍ ينال به مكاسب أخروية ودنيوية في جو يعزز هذا التغيير الجميل، فلنستغل هذا الموسم المبارك للصيام الرقمي وتقوية الروابط العائلية والأسرية بعدة إجراءات وحدود تنطبق على جميع أفراد العائلة بمن فيهم الآباء والأمهات؛ فهم أنموذج وقدوة لأبنائهم في غرس السلوك والعادات الصحية الجديدة، ومن هذه الإجراءات: تخصيص وقت معين ومحدد لاستخدام الشاشات بما لا يتجاوز 2-3 ساعات خلال اليوم الكامل، كذلك البعد عن الشاشات الرقمية من بعد صلاة المغرب واستبدالها بأنشطة يومية متنوعة تهدف إلى رفع الوعي الديني والصحي والنفسي وغيرها من الجلسات المفيدة التي يمكن أن تشمل قضاء أنشطة مشتركة مع الوالدين كالأنشطة الرياضية أو الزيارات الاجتماعية أو أنشطة الخدمة المجتمعية، وليكن شهر رمضان هذا العام شهر القرب الأسري والصيام الرقمي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك