كتب: وليد دياب
بالتأكيد أغلبنا تعلم صيام رمضان بشكل تدريجي منذ الصغر، فيبدأ الاهل في تدريب أبنائهم على الصيام فترات قصيرة حتى الظهر ثم إلى العصر، حتى يصبحوا قادرين على صيام اليوم بأكمله.
ولكن ماذا عمن دخل الإسلام وهو كبير وأصبح فرضا عليه صيام رمضان كاملا لأول مرة؟ كيف كان صيامه وما شعوره وإحساسه عندما بدأ صيام رمضان للمرة الأولى؟ في هذا التقرير تسلط «أخبار الخليج» الضوء على بعض الأشخاص الذين دخلوا الإسلام، وكيف كان شعورهم عندما بدأوا في الصيام لأول مرة.
يقول كاتابيلا ديريك (36 عاما) من اوغندا، مقيم في مملكة البحرين واعتنق الدين الاسلامي عام 2024، في جمعية اكتشف الاسلام، انه عندما بدأ في صيام رمضان لأول مرة العام الماضي كان الأمر صعبًا إلى حد ما وخاصة عندما يكون الطقس حارا ويحتاج إلى شرب الماء، ولكنه حاول وصبر حتى استطاع اكمال الصيام، قائلا: «تعلمت أشياء كثيرة من شهر رمضان مثل الصدق والمساواة بين المسلمين والإخلاص والصلاة خمس مرات في اليوم وغيرها، وشعرت بأنني محظوظ لكوني من بين الصائمين».
وتابع أن أبرز شيء فاجأه في اول تجربة صيام له في رمضان هو الافطار الجماعي مع الاخرين، قائلا انه كان امرا ممتعا للغاية، مؤكدا أن الصيام ساعده على التقرب بشكل أكبر من الله تعالي، فقد غيّر الصيام حياته وأصبح أكثر طاعة لله.
أما بوتسارين سوينونج من تايلاند (40 عاما) فقد اعتنقت الإسلام منذ عامين في جمعية اكتشف الاسلام، وعن تجربتها الأولى مع صيام رمضان تقول إنها كانت قلقة؛ هل ستستطيع الصوم أم لا، فكانت فكرة الامتناع عن الأكل والشرب طوال النهار مقلقة.
وتابعت قائلة: «لكن بعد الصيام اكتشفت أن الأمر ليس بالصعوبة التي توقعتها، وأنني انتصرت، كما أن الصوم والصلاة يجعلان العقل والقلب أكثر حباً في الإسلام، وأكثر تركيزا وصفاء ورغبة في التقرب أكثر إلى الله تعالى، فأصبحت أكثر قربا من الله وأكثر يقينا من أن الله سيستجيب دعائي».
وتقول سوينونج إن أكثر شيء استمتعت به في رمضان هو وقت الإفطار وصلاة التراويح، كما أنها شعرت بمدى السعادة لدى الشعب البحريني بهذا الشهر الفضيل، مضيفة أن أشهى الاكلات والمشروبات التي تحبها في رمضان هو مشروب فيمتو ووجبة البرياني بلحم الماعز.
وحول الدروس المستفادة من صيام رمضان تقول: «أصبحت أكثر تفكيرا في الفقراء الذين ليس لديهم طعام، فأستطيع الآن أن أشعر بهم، وأن أتبرع بالمزيد لمشروع إفطار صائم».
وعن أثر الصيام على علاقتها بالعائلة والأصدقاء تقول إنهم أيضًا يريدون تجربة الصيام مثلها، كما أنهم فوجئوا كيف يمكن للمسلم أن يتوقف عن الأكل والشرب طوال النهار.
أما الفلبيني ويلما فلور فيرى أن أكثر شيء أستمتع به في شهر رمضان هو صلاة التراويح، مضيفا أن الصيام والصلاة جعلاه أكثر سيطرة على نفسه ومشاعره وأفكاره، كما أن قراءة القرآن جعلته يشعر بالسلام الداخلي.
أما ماريا دولوريس (48 عاما) من الفلبين فتقول: «في بداية الصيام كان الأمر صعبًا لأن جسدي لم يكن معتادًا على الصيام ساعات طويلة جدا، ولكن مع مرور الوقت تبدلت الصراعات بالإنجاز والسعادة والامتنان، فقد تعلمت أنني أستطيع العيش بدون طعام وشراب، بعدما كنت أعتقد أنه سيكون من المستحيل إكمال صيامي، ولكن الحمد لله بفضل الله وعونه أصبح الصيام سهلاً وممتعًا».
وتابعت قولها: «علمني شعور الجوع والعطش أن أتعاطف مع إخواننا وأخواتنا المحتاجين وليس لديهم القدرة على شراء الطعام والشراب لسد عطشهم وجوعهم، كما أن الصلاة والصيام جعلاني أقرب إلى الله سبحانه وتعالى».
ورأت أن شهر رمضان غيّر نظامها اليومي، فجعله أكثر إنتاجية، كما أنها تمكنت من أداء المزيد من العبادات أكثر من المعتاد، كما أنها تعلمت الكثير من الدروس من الصيام في هذا الشهر الفضيل، كالصبر وضبط النفس والوعي الذاتي، مضيفة: «في السابق، كنت أعتقد أن رمضان مرهق للغاية، ولكن بعد أن عايشته بمفردي غيّرت تصوري بشكل جذري، فصيام شهر رمضان ممتع جدا».
ويروي ماتياس (38 سنة) من كينيا أن أكبر تحد واجهه في أول صيام له هو العطش والجوع، ولكنه بعد مرور قرابة الأسبوع شعر بحالة جيدة جدًا وأدرك مدى سهولة الأمر باقي أيام شهر رمضان، مضيفا أنه تعلم أن كل عمل صالح في الدين يبدأ بالالتزام.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك