واشنطن - (أ ف ب): أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه تلقى من فولوديمير زيلينسكي تأكيدا أنه مستعد للتفاوض من أجل التوصل إلى »سلام دائم« مع روسيا، بعدما أعرب الرئيس الأوكراني عن أسفه للمشادة التي جرت بينهما في المكتب البيضوي. وأعلن الرئيس الأمريكي مساء الثلاثاء في كلمته أمام الكونجرس أنه تلقى رسالة من نظيره الأوكراني يعرب فيها عن أسفه. وأوضح ترامب: »الرسالة تقول إن أوكرانيا مستعدة للجلوس إلى طاولة المفاوضات في أقرب فرصة ممكنة للاقتراب من سلام دائم».
وأضاف مستشهدا بما ورد في رسالة زيلينسكي: «أنا وفريقي مستعدون للعمل تحت قيادة الرئيس ترامب القوية للتوصل إلى سلام دائم. نقدر فعلا ما قامت به أمريكا لمساعدة أوكرانيا في المحافظة على سيادتها واستقلالها». وقعت المشادة الكلامية الحادة في البيت الأبيض الجمعة الماضي فيما كان من المقرر أن يكون الاجتماع مخصصا لتوقيع اتفاق حول استغلال المعادن الأوكرانية الثمينة. وأدى الحادث إلى تعليق واشنطن الاثنين المساعدات العسكرية الأمريكية الحيوية للجيش الأوكراني منذ بدء الغزو الروسي الواسع قبل أكثر من ثلاث سنوات.
وبعد مداولات دبلوماسية مكثفة امتدت على أيام مع الدول الأوروبية، أعرب زيلينسكي علنا الثلاثاء عن «امتنانه» لواشنطن وأسفه للحادث. ومنذ المشادة الكلامية الجمعة، يتهم الرئيس الجمهوري زيلينسكي بأنه لا يسعى إلى السلام وأنه قلل من احترام الولايات المتحدة وبأنه ناكر للجميل، في حين يفيد معهد كييف بأن واشنطن وفرت أكثر من نصف المساعدة العسكرية التي حصلت عليها كييف من مطلع عام 2022 إلى نهاية 2024 والبالغة 130 مليار يورو.
وعبر منصة اكس، أكد زيلينسكي أن أوكرانيا «ممتنة» للمساعدة الأمريكية، وأقر بأن زيارته الجمعة «لم تتم كما كان متوقعا. من المؤسف أن الأمور جرت على هذا النحو. وحان الوقت لتسوية الأمور». وأقترح ما قد يشكل «المراحل الأولى لإنهاء الحرب»، وهي «الافراج عن الأسرى، وهدنة تشمل حظر إطلاق الصواريخ والمسيرات البعيدة المدى وقصف المنشآت» المدنية ولا سيما منشآت الطاقة فضلا عن «هدنة فورية في البحر في حال قامت روسيا بالخطوة نفسها».
وتؤكد كييف في الفترة الأخيرة أنها مستعدة لتوقيع اتفاق لاستغلال المعادن الأوكرانية يطالب به ترامب في مقابل المساعدات التي قدمتها واشنطن. وأكد ترامب الذي باشر تقاربا لافتا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال اتصال هاتفي بينهما في 12 فبراير، أنه تلقى «إشارات قوية تشير إلى أنهم مستعدون للسلام».
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف أمس الأربعاء للصحفيين ردا على سؤال طرحته فرانس برس حول تصريحات الرئيس الأمريكي إن «هذا النهج إيجابي بالمجمل». وقال حلفاء كييف خلال قمة جمعتهم في لندن الأحد إنهم يريدون عرض اقتراحات للتوصل إلى وقف القتال في أوكرانيا. وجددوا التأكيد أن ذلك يجب أن يحصل بدعم من الولايات المتحدة.
بعد كلام زيلينسكي، رحب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بوجود إرادة «للانخراط مجددا في الحوار مع الولايات المتحدة». وتشمل المساعدة الأمريكية المجمدة خصوصا المعونات التي سبق أن أقرتها إدارة جو بايدن، وقد صرف قسم كبير منها باستثناء بعض العتاد.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك