واشنطن - (أ ف ب): أعلن مسؤول في البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمر بتجميد المساعدات العسكرية لأوكرانيا، مكثّفا الضغط على كييف لدفعها إلى الموافقة على خوض مفاوضات سلام مع روسيا. وأتت الخطوة بعد أيام على مشادّة علنية صادمة بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وترامب الذي يسعى لوضع حد للحرب في أسرع وقت. وفي وقت سابق يوم الاثنين رفض ترامب استبعاد إمكان تجميد المساعدات لدى سؤاله من قبل الصحفيين، لكن من شأن توقف المساعدات الأمريكية إلى خط الجبهة أن يضعف سريعا فرص أوكرانيا في التصدي للغزو الروسي.
وقال المسؤول في البيت الأبيض طالبا عدم الكشف عن اسمه إن «الرئيس أوضح أنّه يركّز على السلام. نحن بحاجة إلى أن يلتزم شركاؤنا أيضا تحقيق هذا الهدف». وأضاف: «نجمّد ونراجع مساعداتنا للتأكّد من أنّها تسهم في التوصّل إلى حلّ» يوقف الحرب بين موسكو وكييف. وأدان الديمقراطيون في الكونجرس فورا القرار على اعتباره خطرا وغير قانوني. وأفاد كبير الديمقراطيين في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب غريغوري ميكس: «على زملائي الجمهوريين الذين وصفوا (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين بمجرم حرب وتعهدوا بمواصلة الدعم لأوكرانيا أن ينضموا إلي في مطالبة الرئيس ترامب برفع قراره الكارثي وغير القانوني بتجميد» المساعدات.
وحذّر ترامب من أنه «لن يتسامح» أكثر مع تمسك زيلينسكي بمواقفه وأشار إلى أنه يتعين على الرئيس الأوكراني أن يكون «أكثر امتنانا» للدعم الأمريكي. وأشار من البيت الأبيض إلى أن زيلينسكي «لن يبقى طويلا» في منصبه من دون اتفاق لوقف إطلاق النار مع موسكو. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن قرار التجميد دخل حيز التطبيق فورا ويؤثر على أسلحة بملايين الدولارات كان من المقرر إرسالها إلى أوكرانيا.
من جانبه، أكد زيلينسكي أنه يسعى لانتهاء الحرب «في أسرع وقت ممكن». وجاء التصريح بعدما اتهم زيلينسكي روسيا التي غزت أوكرانيا أولا عام 2014 ووسعت نطاق النزاع بشكل كبير في 2022، بعدم الجديّة بشأن السلام. وشدد على أن الحصول على ضمانات أمنية قوية هو السبيل الوحيد لإنهاء الحرب. لكن موقف ترامب سدد ضربة للمساعدات المخصصة لأوكرانيا وأثار القلق حيال تقارب واشنطن مع روسيا.
وأعلنت روسيا أمس الثلاثاء أن تعليق المساعدات الأمريكية لأوكرانيا بعد المشادّة العلنية بين الرئيسين دونالد ترامب وفولوديمير زيلينسكي يمثّل أفضل مساهمة لإنهاء الحرب بين موسكو وكييف. وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف: «إذا أوقفت الولايات المتحدة (الإمدادات العسكرية)، فسيمثّل ذلك على الأرجح أفضل مساهمة للسلام»، مضيفا أن ذلك «حل ينبغي حقا أن يدفع نظام كييف باتّجاه عملية سلام». وأضاف: «سنرى كيف يتطور الوضع على الأرض»، مشددا على أن الولايات المتحدة كانت المزود الرئيسي لأوكرانيا بالمعدات العسكرية منذ أطلقت موسكو عمليتها العسكرية في جارتها في فبراير 2023.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك