-هل يجوز تأخير الصلاة عن أوقاتها بسبب انشغالي في العمل مع العلم اني مواظب عليها؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، فإن تأخير الصلاة عن وقتها بسبب الانشغال في العمل غير جائز، والأصل أن تؤدى الصلاة في أوقاتها، لقول الله عز وجل:
(إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا) (النساء: 103)، أي مفروضة في أوقاتها المحددة.
كما امتدح الله عز وجل الذين يحافظون على الصلاة في أوقاتها، فقال:
(رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ) (النور: 37)، وهذا يدل على أن الانشغال بالعمل لا ينبغي أن يكون عذرًا في تأخير الصلاة.
وقد جاءت أحاديث كثيرة تؤكد أن أفضل الأعمال وأحبها إلى الله الصلاة على وقتها، كما في الحديث الذي سُئل فيه النبي عليه الصلاة والسلام عن أحب الأعمال إلى الله فقال: «الصلاة على وقتها» (البخاري 527، مسلم 85).
فلا يجوز تأخير الصلاة بسبب العمل، وإنما الذي يُعذر في تأخيرها هو من كان له عذر شرعي، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام:
«من نسي صلاة أو نام عنها فليصلها إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك» (مسلم 684).
أي أن النائم أو الناسي لا يأثم، لكن يجب عليه أن يصليها بمجرد أن يستيقظ أو يتذكرها. ولكن هذا العذر لا يشمل من تعمّد النوم متأخرًا مع علمه بأنه لن يستيقظ للصلاة، كمن يضبط المنبّه على وقت متأخر ويقول: «إن استيقظت صليت، وإن لم أستيقظ فلا بأس»، بل عليه أن يبذل الأسباب للاستيقاظ، كالنوم مبكرًا وضبط المنبه واتخاذ الوسائل المعينة.
أما من نام بلا تقصير منه أو غفل عنها نسيانًا، فهذا لا إثم عليه، لكن يجب عليه أن يصليها فور تذكرها.
والله أعلم.
الشيخ الدكتور زياد السعدون
واعظ في وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك