كشف تحليل جديد أن الطلاب من الطبقات العاملة لا يشكلون سوى 5% من المقبولين في كليات الطب في المملكة المتحدة، رغم تضاعف هذه النسبة خلال العقد الماضي، ما يثير تساؤلات حول تكافؤ الفرص في المجال الطبي. وأجرت مؤسسة Sutton Trust بالتعاون مع جامعة UCL دراسة شملت بيانات 94 ألف متقدم لكليات الطب بين عامي 2012 و2022، أي ما يقارب نصف إجمالي المتقدمين في البلاد. وأظهرت النتائج أن نسبة الطلاب من الخلفيات الأكثر فقراً، رغم تضاعفها منذ عام 2012، لا تزال منخفضة عند 5% في عام 2021، في حين أن 75% من المقبولين ينتمون إلى أسر ميسورة اقتصاديًا. كشفت البيانات أن طلاب المدارس الخاصة كانوا أكثر عرضة للحصول على عروض قبول في كليات الطب بمعدل 1.5 مرة مقارنة بطلاب المدارس الحكومية غير الانتقائية. وحتى بعد احتساب العوامل الأخرى مثل الدرجات الدراسية والوضع الاقتصادي والاجتماعي استمر طلاب المدارس الخاصة في التفوق على نظرائهم في فرص القبول. كما أوضحت الدراسة أن عددًا محدودًا من المدارس والكليات يهيمن على القبولات الطبية؛ إذ إن 80% من أصل 2719 مدرسة وكلية قدمت أقل من 5 طلاب سنويًا، في حين أن 58 مدرسة فقط (تمثل 2% من إجمالي المؤسسات التعليمية) قدمت 20 متقدمًا أو أكثر سنويًا.
وحذّر نيك هاريسون الرئيس التنفيذي لمؤسسة «Sutton Trust» من أن استمرار الفجوة الاجتماعية في القبول بكليات الطب يعد أمرًا «صادمًا»، وخصوصًا مع النقص الحاد في الأطباء واعتماد هيئة NHS المتزايد على استقدام الكوادر الطبية من الخارج.
وقال هاريسون: «مهنة الطب تواجه ضغوطًا غير مسبوقة، ومن الضروري توسيع فرص الدخول إليها لتشمل جميع فئات المجتمع. المرضى بحاجة إلى أطباء يعكسون التنوع المجتمعي، لكننا لا نزال بعيدين عن تحقيق ذلك».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك