العدد : ١٧١٩٣ - السبت ١٩ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٢١ شوّال ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٩٣ - السبت ١٩ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٢١ شوّال ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

الزعيم الكردي أوجلان يدعو إلى حل حزب العمال الكردستاني

الجمعة ٢٨ فبراير ٢٠٢٥ - 02:00

إسطنبول‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬دعا‭ ‬الزعيم‭ ‬الكردي‭ ‬عبدالله‭ ‬أوجلان‭ ‬أمس‭ ‬الخميس‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭ ‬الكردستاني‭ ‬الذي‭ ‬أسسه‭ ‬إلى‭ ‬إلقاء‭ ‬السلاح‭ ‬وحل‭ ‬نفسه،‭ ‬في‭ ‬إعلان‭ ‬تاريخي‭ ‬صدر‭ ‬في‭ ‬اسطنبول‭ ‬بعد‭ ‬أربعة‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬النزاع‭. ‬وقال‭ ‬في‭ ‬الإعلان‭ ‬الذي‭ ‬تلاه‭ ‬وفد‭ ‬من‭ ‬نواب‭ ‬‮«‬حزب‭ ‬المساواة‭ ‬وديمقراطية‭ ‬الشعوب‮»‬‭ (‬ديم‭) ‬المؤيد‭ ‬للأكراد‭ ‬الذي‭ ‬زاره‭ ‬في‭ ‬سجنه‭ ‬في‭ ‬جزيرة‭ ‬إيمرالي‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬أمس‭: ‬إن‭ ‬‮«‬على‭ ‬جميع‭ ‬المجموعات‭ ‬المسلحة‭ ‬إلقاء‭ ‬السلاح‭ ‬وعلى‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭ ‬الكردستاني‭ ‬حل‭ ‬نفسه‮»‬‭. ‬

وأكد‭ ‬الزعيم‭ ‬الكردي‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬يتحمل‭ ‬المسؤولية‭ ‬التاريخية‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الدعوة‮»‬‭. ‬وقُرئت‭ ‬رسالته‭ ‬المنتظرة‭ ‬منذ‭ ‬أسابيع،‭ ‬باللغة‭ ‬الكردية‭ ‬ثم‭ ‬بالتركية‭ ‬بحضور‭ ‬حشد‭ ‬من‭ ‬الصحفيين‭ ‬في‭ ‬فندق‭ ‬وسط‭ ‬إسطنبول،‭ ‬أمام‭ ‬صورة‭ ‬كبيرة‭ ‬تظهر‭ ‬الزعيم‭ ‬التاريخي‭ ‬لحزب‭ ‬العمال‭ ‬الكردستاني،‭ ‬ممسكا‭ ‬بورقة‭ ‬بيضاء‭. ‬والتقى‭ ‬وفد‭ ‬من‭ ‬‮«‬حزب‭ ‬المساواة‭ ‬وديمقراطية‭ ‬الشعوب‮»‬‭ ‬مدة‭ ‬ثلاث‭ ‬ساعات‭ ‬صباح‭ ‬أمس‭ ‬الخميس،‭ ‬أوجلان‭ ‬المسجون‭ ‬منذ‭ ‬26‭ ‬عاما‭.  ‬

وتجمع‭ ‬مئات‭ ‬الأشخاص‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬مدن‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬شرق‭ ‬تركيا‭ ‬ذي‭ ‬الغالبية‭ ‬الكردية‭ ‬بينها‭ ‬دياربكر،‭ ‬لسماع‭ ‬رسالة‭ ‬أوجلان‭. ‬كذلك‭ ‬نصبت‭ ‬شاشات‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬سوريا‭ ‬والعراق،‭ ‬حيث‭ ‬تقيم‭ ‬أقلية‭ ‬كردية‭. ‬وهذه‭ ‬المرة‭ ‬الثالثة‭ ‬منذ‭ ‬نهاية‭ ‬ديسمبر‭ ‬التي‭ ‬يُسمح‭ ‬فيها‭ ‬لممثلين‭ ‬عن‭ ‬‮«‬حزب‭ ‬المساواة‭ ‬وديمقراطية‭ ‬الشعوب‮»‬،‭ ‬القوة‭ ‬الثالثة‭ ‬في‭ ‬البرلمان‭ ‬التركي،‭ ‬بلقاء‭ ‬أوجلان‭ (‬75‭ ‬عاما‭) ‬الذي‭ ‬صدر‭ ‬بحقه‭ ‬حكم‭ ‬بالسجن‭ ‬مدى‭ ‬الحياة‭. ‬وخلال‭ ‬الزيارتين‭ ‬السابقتين،‭ ‬أعرب‭ ‬أوجلان‭ ‬عن‭ ‬‮«‬تصميمه‮»‬‭ ‬على‭ ‬طي‭ ‬صفحة‭ ‬النزاع‭ ‬المسلح‭.  ‬

وقال‭ ‬لأحد‭ ‬زائريه‭: ‬‮«‬إذا‭ ‬أُتيحت‭ ‬الظروف،‭ ‬فإنّ‭ ‬لدي‭ ‬القوة‭ ‬النظرية‭ ‬والعملية‭ ‬لنقل‭ ‬النزاع‭ ‬من‭ ‬ساحة‭ ‬العنف‭ ‬إلى‭ ‬الساحة‭ ‬القانونية‭ ‬والسياسية‮»‬‭.  ‬وأطلق‭ ‬أوجلان‭ ‬دعوتين‭ ‬سابقتين‭ ‬إلى‭ ‬الهدنة‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬القرن‭ ‬الحالي‭ ‬ثمّ‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2013‭ ‬باءتا‭ ‬بالفشل،‭ ‬ما‭ ‬أفسح‭ ‬المجال‭ ‬أمام‭ ‬تجدد‭ ‬أعمال‭ ‬العنف‭. ‬لكن‭ ‬بحسب‭ ‬بوريس‭ ‬جايمس‭ ‬المؤرّخ‭ ‬الفرنسي‭ ‬المتخصّص‭ ‬في‭ ‬الشأن‭ ‬الكردي،‭ ‬هذه‭ ‬المرّة‭ ‬‮«‬تمنع‭ ‬القوة‭ ‬العسكرية‭ ‬التركية‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭ ‬حزب‭ ‬العمّال‭ ‬الكردستاني‭ ‬من‭ ‬التحرّك‭ ‬على‭ ‬الأرض‮»‬‭. ‬

وقال‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬حزب‭ ‬المساواة‭ ‬وديمقراطية‭ ‬الشعوب‭ ‬تونجر‭ ‬بكرهان،‭ ‬رئيس‭ ‬الوفد‭ ‬الذي‭ ‬زار‭ ‬أوجلان‭: ‬‮«‬لا‭ ‬يريد‭ (‬أوجلان‭) ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الأكراد‭ ‬أحرارا‭ ‬في‭ ‬التحدّث‭ ‬بلغتهم‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬يريد‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬أي‭ ‬تعبير‭ ‬ديمقراطي‭ ‬ممكنا‮»‬‭ ‬في‭ ‬البلاد‭. ‬وكانت‭ ‬الحكومة‭ ‬التركية‭ ‬التي‭ ‬بادرت‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬العملية‭ ‬عبر‭ ‬حليفها‭ ‬زعيم‭ ‬‮«‬حزب‭ ‬الحركة‭ ‬القومية‭ ‬التركية‮»‬‭ ‬دولت‭ ‬بهجلي،‭ ‬قد‭ ‬اقترحت‭ ‬إخراج‭ ‬أوجلان‭ ‬من‭ ‬عزلته‭ ‬بعد‭ ‬26‭ ‬عاما‭ ‬في‭ ‬السجن‭. ‬غير‭ ‬أنّ‭ ‬الإفراج‭ ‬عن‭ ‬أوجلان‭ ‬يبدو‭ ‬غير‭ ‬مرجّح،‭ ‬نظرا‭ ‬إلى‭ ‬التهديدات‭ ‬بالانتقام‭ ‬التي‭ ‬تطوله‭. ‬

رغم‭ ‬عدم‭ ‬حديثه‭ ‬كثيرا‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع،‭ ‬كان‭ ‬الرئيس‭ ‬التركي‭ ‬رجب‭ ‬طيب‭ ‬إردوجان‭ ‬قد‭ ‬أكد‭ ‬مرارا‭ ‬سياسة‭ ‬‮«‬مد‭ ‬اليد‭ ‬للإخوة‭ ‬الأكراد‮»‬‭ ‬الذين‭ ‬يشكّلون‭ ‬الأقلية‭ ‬الرئيسية‭ ‬في‭ ‬تركيا‭ (‬حوالي‭ ‬20‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬من‭ ‬السكان‭)‬،‭ ‬بينما‭ ‬زاد‭ ‬الضغوط‭ ‬على‭ ‬المعارضة،‭ ‬خصوصا‭ ‬على‭ ‬حزب‭ ‬المساواة‭ ‬وديمقراطية‭ ‬الشعوب‭ ‬الذي‭ ‬فُصل‭ ‬عشر‭ ‬رؤساء‭ ‬بلديات‭ ‬ينتمون‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬مناصبهم‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭. ‬

ورغم‭ ‬الكاريزما‭ ‬التي‭ ‬يتمتّع‭ ‬بها‭ ‬أوجلان،‭ ‬يشير‭ ‬خبراء‭ ‬إلى‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬اليقين‭ ‬تحيط‭ ‬برد‭ ‬فعل‭ ‬مقاتلي‭ ‬حزب‭ ‬العمّال‭ ‬الكردستاني‭ ‬الذين‭ ‬انسحب‭ ‬معظمهم‭ ‬إلى‭ ‬جبال‭ ‬قنديل‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬العراق‭. ‬وقال‭ ‬دبلوماسي‭ ‬غربي‭ ‬في‭ ‬تركيا‭: ‬‮«‬يمكنهم‭ ‬أن‭ ‬يقولوا‭ (‬المقاتلون‭) ‬إنّه‭ ‬بما‭ ‬أنّ‭ ‬أوجلان‭ ‬محتجز،‭ ‬فهو‭ ‬لا‭ ‬يتحدث‭ ‬بحرية،‭ ‬وبالتالي‭ ‬قد‭ ‬يواصلون‭ ‬القتال‮»‬،‭ ‬متوقّعا‭ ‬أن‭ ‬تنفّذ‭ ‬أنقرة‭ ‬ردا‭ ‬عسكريا‭ ‬فوريا‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬حصول‭ ‬ذلك‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا