العدد : ١٧١٣٦ - الجمعة ٢١ فبراير ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٢ شعبان ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٣٦ - الجمعة ٢١ فبراير ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٢ شعبان ١٤٤٦هـ

أخبار البحرين

علماء الأمة يشكرون الملك على رعايته مؤتمر الحوار الإسلامي الإسلامي :
إطلاق نداء «أهل القبلة» تحت شعار أمة واحدة ومصير مشترك

الجمعة ٢١ فبراير ٢٠٢٥ - 02:00

«الحوار الإسلامي» يصدر 15 توصية لتعزيز التوافق بين مكونات الأمة

وحدة الأمة عهد وميثاق لتحقيق مقتضيات الأخوة الإسلامية

توحيد الجهود لدعم القضية الفلسطينية ومقاومة الاحتلال

وضع استراتيجية جديدة للحوار الإسلامي – الإسلامي

تجاوز الأخطاء الاجتهادية للتراث في مدارس المسلمين

إطلاق مبادرات لتحسين صورة المســلــمـيـن ومواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا

إنشاء «رابطة الحوار الإسلامي» لفتح قنوات اتصال لكل مكونات الأمة الإسلامية من دون إقصاء


أصدر‭ ‬المشاركون‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬الحوار‭ ‬الإسلامي‭ ‬الإسلامي‭ ‬‮«‬أمة‭ ‬واحدة‭.. ‬مصير‭ ‬مشترك‮»‬‭ ‬15‭ ‬توصية‭ ‬لتعزيز‭ ‬سبل‭ ‬التوافق‭ ‬الإسلامي‭ ‬الإسلامي‭ ‬ونبذ‭ ‬التطرف‭ ‬وتحقيق‭ ‬مقتضيات‭ ‬الأخوة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬كما‭ ‬شدد‭ ‬البيان‭ ‬الختامي‭ ‬للمؤتمر‭ ‬على‭ ‬تأكيد‭ ‬دعم‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تجريم‭ ‬الإساءة‭ ‬واللعن‭ ‬بكل‭ ‬حزم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الطوائف‭.‬

وأشارت‭ ‬أولى‭ ‬توصيات‭ ‬المؤتمر‭ ‬إلى‭ ‬وحدة‭ ‬الأمة‭ ‬عهد‭ ‬وميثاق،‭ ‬والتفاهم‭ ‬والتعاون‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬مقتضيات‭ ‬الأخوة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬واجب‭ ‬متعين‭ ‬على‭ ‬المسلمين‭ ‬جميعا‭.‬

ثانيا،‭ ‬الحوار‭ ‬الاسلامي‭ ‬المطلوب‭ ‬اليوم،‭ ‬والذي‭ ‬تحتاج‭ ‬إليه‭ ‬الأمة‭ ‬ليس‭ ‬حوارا‭ ‬عقائديا‭ ‬ولا‭ ‬تقليديا،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬حوار‭ ‬تفاهم‭ ‬بناء،‭ ‬يستوعب‭ ‬عناصر‭ ‬الوحدة‭ ‬الكثيرة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬المشتركة،‭ ‬مع‭ ‬الالتزام‭ ‬بآداب‭ ‬الحوار‭ ‬وأخلاقه‭.‬

ثالثا،‭ ‬التعاون‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬المرجعيات‭ ‬الدينية‭ ‬والعملية‭ ‬والفكرية‭ ‬والإعلامية‭ ‬لنزع‭ ‬ثقافة‭ ‬الحقد‭ ‬والكراهية‭ ‬بين‭ ‬المسلمين‭ ‬من‭ ‬اوجب‭ ‬الواجبات‭.‬

رابعا،‭ ‬لا‭ ‬يخلو‭ ‬التراث‭ ‬الفكري‭ ‬والثقافي‭ ‬في‭ ‬مدارس‭ ‬المسلمين‭ ‬جميعا‭ ‬من‭ ‬أخطاء‭ ‬اجتهادية‭ ‬ينبغي‭ ‬تجاوزها،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يقتضي‭ ‬حكمة‭ ‬وجراءة‭ ‬في‭ ‬النقض‭ ‬الذاتي‭ ‬لبعض‭ ‬المقولات،‭ ‬وإعلان‭ ‬الأخطاء‭ ‬فيها‭ ‬لاستئناف‭ ‬ما‭ ‬بدأه‭ ‬الأئمة‭ ‬السابقون،‭ ‬والعلماء‭ ‬من‭ ‬كافة‭ ‬المدارس‭ ‬الإسلامية‭.‬

خامسا،‭ ‬تجريم‭ ‬الإساءة‭ ‬واللعن‭ ‬بكل‭ ‬حزم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الطوائف‭ ‬لأن‭ ‬الإساءة‭ ‬محرمة‭ ‬بنص‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬لمن‭ ‬يعبد‭ ‬غير‭ ‬الله‭ ‬تعالى،‭ ‬فكيف‭ ‬بمن‭ ‬يعبد‭ ‬الله‭ ‬وإن‭ ‬اختلف‭ ‬معك‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المسائل‭.‬

سادسا،‭ ‬ضرورة‭ ‬توحيد‭ ‬الجهود‭ ‬نحو‭ ‬قضايا‭ ‬الأمة‭ ‬الملحة،‭ ‬كدعم‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬ومقاومة‭ ‬الاحتلال،‭ ‬ومواجهة‭ ‬الفقر‭ ‬والتطرف،‭ ‬إذ‭ ‬ان‭ ‬تكاتف‭ ‬المسلمون‭ ‬جميعا‭ ‬باختلاف‭ ‬مدارسهم‭ ‬لدعم‭ ‬هذه‭ ‬القضايا‭ ‬العملية‭ ‬تذوب‭ ‬الخلافات‭ ‬الثانوية‭ ‬تلقائيا‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬الأخوة‭ ‬الإسلامية‭ ‬التي‭ ‬أمر‭ ‬بها‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭.‬

سابعا،‭ ‬دعوة‭ ‬المؤسسات‭ ‬العلمية‭ ‬الإسلامية‭ ‬الكبرى‭ ‬لإنجاز‭ ‬مشروع‭ ‬علمي‭ ‬شامل‭ ‬يحصي‭ ‬كافة‭ ‬قضايا‭ ‬الاتفاق‭ ‬بين‭ ‬المسلمين‭ ‬في‭ ‬العقيدة‭ ‬والشريعة‭ ‬والقيم،‭ ‬وهو‭ ‬مشروع‭ ‬سيكون‭ ‬لهم‭ ‬أثر‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬معرفة‭ ‬الأمة‭ ‬بنفسها،‭ ‬وإصلاح‭ ‬تصور‭ ‬بعضها‭ ‬عن‭ ‬بعض،‭ ‬وتنمية‭ ‬ثقافتها‭ ‬الإسلامية‭ ‬المشتركة،‭ ‬وتعزيز‭ ‬دعوتها‭ ‬الإنسانية‭.‬

ثامنة‭ ‬للمرأة‭ ‬أدوار‭ ‬كبرى‭ ‬في‭ ‬ترسيخ‭ ‬قيم‭ ‬الوحدة‭ ‬في‭ ‬الأمة،‭ ‬وتعزيز‭ ‬التفاهم‭ ‬بين‭ ‬أبنائها،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أدوارها‭ ‬داخل‭ ‬الأسرة،‭ ‬أو‭ ‬عبر‭ ‬حضورها‭ ‬العلمي‭ ‬والمجتمعي‭.‬

تاسعا،‭ ‬أن‭ ‬الوحدة‭ ‬الإسلامية‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تصير‭ ‬نظاما‭ ‬مؤسسيا‭ ‬يبدأ‭ ‬من‭ ‬مناهج‭ ‬التعليم‭ ‬ويمتد‭ ‬إلى‭ ‬خطب‭ ‬المساجد‭ ‬والإعلام،‭ ‬وأن‭ ‬تتحول‭ ‬ثقافة‭ ‬التفاهم‭ ‬إلى‭ ‬سياسات‭ ‬ملموسة‭ ‬في‭ ‬كتب‭ ‬تعلم‭ ‬فقه‭ ‬الاختلاف،‭ ‬وتقوض‭ ‬خطاب‭ ‬الكراهية،‭ ‬ومشاريع‭ ‬اجتماعية‭ ‬تنموية‭ ‬مشتركة‭.‬

ودعا‭ ‬المؤتمر‭ ‬في‭ ‬توصيته‭ ‬العاشرة‭ ‬إلى‭ ‬وضع‭ ‬استراتيجية‭ ‬جديدة‭ ‬للحوار‭ ‬الإسلامي‭ - ‬الإسلامي،‭ ‬تأخذ‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬قضايا‭ ‬الشباب‭ ‬وطموحاتهم،‭ ‬وتعتمد‭ ‬على‭ ‬الوسائل‭ ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬التواصل‭ ‬ونقل‭ ‬المعرفة،‭ ‬بحيث‭ ‬يكون‭ ‬الخطاب‭ ‬الديني‭ ‬متفاعلا‭ ‬مع‭ ‬واقعهم‭ ‬الرقمي‭ ‬والتكنولوجي،‭ ‬وأن‭ ‬يعكس‭ ‬رؤيتهم‭ ‬لمستقبل‭ ‬الإسلام‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬متغير‭.‬

الحادية‭ ‬عشرة‭ ‬تعزيز‭ ‬منصات‭ ‬الحوار‭ ‬الاسلامي‭ ‬لإنشاء‭ ‬لجان‭ ‬متخصصة‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬المؤسسات‭ ‬الدينية‭ ‬الكبرى‭ ‬لرعاية‭ ‬الحوار‭ ‬بين‭ ‬الشباب‭ ‬المسلم‭ ‬من‭ ‬كافة‭ ‬المذاهب‭ ‬الإسلامية‭. ‬

الثانية‭ ‬عشرة،‭ ‬تنظيم‭ ‬مبادرات‭ ‬وبرامج‭ ‬شبابية‭ ‬للحوار‭ ‬بين‭ ‬الشباب‭ ‬المسلم،‭ ‬من‭ ‬كافة‭ ‬المدارس‭ ‬الاسلامية،‭ ‬بمن‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الشباب‭ ‬المسلم‭ ‬في‭ ‬الغرب،‭ ‬لربطه،‭ ‬بتراثه‭ ‬الاسلامي،‭ ‬وتعزيز‭ ‬قيم‭ ‬التفاهم‭ ‬والعمل‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬المذاهب‭ ‬الاسلامية،‭ ‬وتقديم‭ ‬نماذج‭ ‬ايجابية‭ ‬تعزز‭ ‬هويتهم‭ ‬الدينية‭.‬

الثالثة‭ ‬عشرة‭ ‬إطلاق‭ ‬مبادرات‭ ‬علمية‭ ‬ومؤسسية‭ ‬للحوار‭ ‬بين‭ ‬المسلمين‭ ‬من‭ ‬كافة‭ ‬المذاهب‭ ‬لإزالة‭ ‬الصور‭ ‬النمطية‭ ‬المتبادلة‭ ‬ونزع‭ ‬أسباب‭ ‬التوتر‭ ‬بينهم،‭ ‬باعتبار‭ ‬ذلك‭ ‬الطريق‭ ‬الأمثل‭ ‬لتحسين‭ ‬صورة‭ ‬المسلمين،‭ ‬ومواجهة‭ ‬ظاهرة‭ ‬الإسلام‭ ‬فوبيا‭.‬

الرابعة‭ ‬عشرة،‭ ‬صياغة‭ ‬خطاب‭ ‬دعوي‭ ‬من‭ ‬وحي‭ ‬نداء‭ ‬أهل‭ ‬القبلة‭ ‬المنبثق‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬المؤتمر،‭ ‬تستنير‭ ‬به‭ ‬المدارس‭ ‬الإسلامية‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ ‬أمة‭ ‬واحدة‭ ‬ومصير‭ ‬مشترك‭.‬

الخامسة‭ ‬عشرة،‭ ‬إنشاء‭ ‬مجلس‭ ‬حكماء‭ ‬المسلمين‭ ‬‮«‬رابطة‭ ‬الحوار‭ ‬الإسلامي‮»‬‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬فتح‭ ‬قنوات‭ ‬اتصال‭ ‬لكل‭ ‬مكونات‭ ‬الأمة‭ ‬الإسلامية‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬اقصاء‭ ‬استمدادا‭ ‬من‭ ‬الإصلاح‭ ‬النبوي‭ ‬الشريف‭ ‬الذي‭ ‬يجعل‭ ‬أمة‭ ‬الإسلام‭ ‬أمة‭ ‬واحدة‭.‬

وأكد‭ ‬البيان‭ ‬الختامي‭ ‬أن‭ ‬الأمانة‭ ‬العامة‭ ‬لمجلس‭ ‬حكماء‭ ‬المسلمين‭ ‬ستتابع‭ ‬خطوات‭ ‬تشكيل‭ ‬لجنة‭ ‬مشتركة‭ ‬للحوار‭ ‬الإسلامي‭ ‬والخطوات‭ ‬العملية‭ ‬اللازمة‭ ‬لتنفيذ‭ ‬مقررات‭ ‬هذا‭ ‬المؤتمر،‭ ‬وبدء‭ ‬تحضيرات‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف‭ ‬لتنظيم‭ ‬المؤتمر‭ ‬الثاني‭ ‬للحوار‭ ‬الإسلامي‭ -‬الإسلامي‭ ‬للقاهرة،‭ ‬كما‭ ‬أعلنه‭ ‬فضيلة‭ ‬الإمام‭ ‬الأكبر‭ ‬الدكتور‭ ‬أحمد‭ ‬الطيب‭ ‬شيخ‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬بهذا‭ ‬المؤتمر‭.‬

وقدم‭ ‬المشاركون‭ ‬في‭ ‬المؤتمر‭ ‬بخالص‭ ‬العرفان‭ ‬والتقدير‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المعظم،‭ ‬على‭ ‬رعايته‭ ‬السامية،‭ ‬وعلى‭ ‬استضافة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لمؤتمر‭ ‬الحوار‭ ‬الإسلامي‭ ‬الإسلامي،‭ ‬كما‭ ‬تقدموا‭ ‬بخالص‭ ‬الشكر‭ ‬لفضيلة‭ ‬الإمام‭ ‬الأكبر‭ ‬الأستاذ‭ ‬الدكتور‭ ‬أحمد‭ ‬الطيب‭ ‬شيخ‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف،‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬حكماء‭ ‬المسلمين‭ ‬على‭ ‬حضوره‭ ‬وإسهامه‭ ‬القيم‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬المؤتمر،‭ ‬وللمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للشؤون‭ ‬الإسلامية‭ ‬على‭ ‬كرم‭ ‬استقبال‭ ‬ضيوف‭ ‬المؤتمر‭ ‬وحسن‭ ‬تنظيمه،‭ ‬كما‭ ‬يقدرون‭ ‬كافة‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬من‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف‭ ‬ومجلس‭ ‬الحكماء‭ ‬المسلمين‭ ‬في‭ ‬الإعداد‭ ‬والتنظيم‭ ‬لهذا‭ ‬المؤتمر‭ ‬حتى‭ ‬تم‭ ‬بالمستوى‭ ‬الذي‭ ‬أنجز‭ ‬له‭. ‬

 

ختام فعاليات المؤتمر بجلسة «الاستجابة لتحديات التفاهم الإسلامي»

المشاركون أكدوا ضرورة الانتقال عمليا إلى تطبيق التوافق ودعم المشتركات


انعقدت‭ ‬جلسة‭ ‬العمل‭ ‬الخامسة‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬الحوار‭ ‬الإسلامي‭ ‬الإسلامي‭ ‬‮«‬أمة‭ ‬واحدة‭.. ‬مصير‭ ‬مشترك‮»‬‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬الاستجابة‭ ‬لتحديات‭ ‬تحقيق‭ ‬التفاهم‭ ‬الإسلامي‭ ‬الإسلامي‮»‬،‭ ‬بإدارة‭ ‬الدكتور‭ ‬عباس‭ ‬شومان‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لهيئة‭ ‬كبار‭ ‬العلماء‭ ‬بالأزهر‭ ‬الشريف‭ ‬ومشاركة‭ ‬نخبة‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬الفضيلة‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الأقطار‭ ‬الإسلامية‭.‬

وخلال‭ ‬ورقته‭ ‬في‭ ‬المؤتمر،‭ ‬أكد‭ ‬آية‭ ‬الله‭ ‬الدكتور‭ ‬السيد‭ ‬أبو‭ ‬القاسم‭ ‬الديباجي،‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للهيئة‭ ‬العالمية‭ ‬للفقه‭ ‬الإسلامي،‭ ‬أنّ‭ ‬الاجتماع‭ ‬يمثل‭ ‬محطة‭ ‬فارقة‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬تعزيز‭ ‬الوحدة‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬الأمة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬وتجديد‭ ‬الالتزام‭ ‬بالقيم‭ ‬المشتركة‭ ‬وتوحيد‭ ‬الصفوف‭ ‬لمواجهة‭ ‬التحديات‭.‬

وأضاف‭: ‬‮«‬نجتمع‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المحفل‭ ‬لنناقش‭ ‬قضية‭ ‬جوهرية‭ ‬تتعلق‭ ‬بمصير‭ ‬أمتنا‭ ‬الإسلامية،‭ ‬قضية‭ ‬الوحدة‭ ‬الإسلامية‭. ‬إنها‭ ‬ليست‭ ‬شعارًا‭ ‬يُرفع‭ ‬في‭ ‬المحافل‭ ‬ولا‭ ‬مجرد‭ ‬كلمات‭ ‬تُردد‭ ‬في‭ ‬المناسبات،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬منهج‭ ‬حياة‭ ‬وركيزة‭ ‬أساسية‭ ‬لتحقيق‭ ‬النهضة‭ ‬والكرامة‭ ‬لهذه‭ ‬الأمة‭ ‬التي‭ ‬تجمعها‭ ‬العقيدة‭ ‬الواحدة‭ ‬والغاية‭ ‬السامية،‭ ‬ولتعزيز‭ ‬الوحدة،‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬اتخاذ‭ ‬خطوات‭ ‬عملية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تعزيز‭ ‬الحوار‭ ‬البناء‭ ‬بين‭ ‬علماء‭ ‬المذاهب‭ ‬المختلفة،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المؤتمرات‭ ‬والمنتديات،‭ ‬بل‭ ‬أيضًا‭ ‬عبر‭ ‬الخطاب‭ ‬الإعلامي‭ ‬والمناهج‭ ‬التعليمية‭ ‬التي‭ ‬ترسخ‭ ‬ثقافة‭ ‬التفاهم‮»‬‭.‬

وبدوره‭ ‬تطرق‭ ‬فضيلة‭ ‬الدكتور‭ ‬مصطفى‭ ‬باجو‭ ‬أستاذ‭ ‬الفقه‭ ‬الاسلامي‭ ‬بجامعة‭ ‬غرداية‭ ‬عضو‭ ‬المجلس‭ ‬الإسلامي‭ ‬الأعلى‭ ‬بالجمهورية‭ ‬الجزائرية‭ ‬الديمقراطية،‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تحول‭ ‬دون‭ ‬التفاهم‭ ‬الإسلامي‭ ‬الإسلامي؛‭ ‬وكيفية‭ ‬مواجهتها‭. ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التحدي‭ ‬من‭ ‬نواميس‭ ‬الكون،‭ ‬والتضاد‭ ‬والتدافع‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬طبيعة‭ ‬كل‭ ‬عمل‭ ‬مُفضي‭ ‬لخير‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمة‭ ‬ذلك‭ ‬رسالة‭ ‬الأنبياء،‭ ‬وآخرها‭ ‬رسالة‭ ‬الإسلام‭.‬

وشدد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬معالجة‭ ‬التحديات‭ ‬تتم‭ ‬بإعمال‭ ‬الحكمة‭ ‬الواعية‭ ‬والسعي‭ ‬بخطوات‭ ‬صادقة،‭ ‬مما‭ ‬يولّد‭ ‬جوًّا‭ ‬إيجابياً،‭ ‬ومناخاً‭ ‬مناسباً‭ ‬لتحقيق‭ ‬الشهود‭ ‬الحضاري‭ ‬للأمة،‭ ‬وذلك‭ ‬ميسور‭ ‬باتباع‭ ‬خطوات‭ ‬جادة‭ ‬لتأسيس‭ ‬حوار‭ ‬إسلامي‭ ‬صادق،‭ ‬يثمر‭ ‬تحقيق‭ ‬التفاهم‭ ‬المنشود،‭ ‬وبناءَ‭ ‬المجتمع‭ ‬الإنساني‭ ‬الرشيد‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬حضارة‭ ‬حقيقية‭.‬

وقدم‭ ‬الشيخ‭ ‬الدكتور‭ ‬عبد‭ ‬اللطيف‭ ‬محمود‭ ‬آل‭ ‬محمود‭ ‬عضو‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للشئون‭ ‬الإسلامية‭ ‬ورقة‭ ‬تركزت‭ ‬على‭ ‬الرؤية‭ ‬والمفاهيم‭ ‬والمنهج،‭ ‬وذلك‭ ‬بمشاركة‭ ‬عضوي‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للشؤون‭ ‬الإسلامية،‭ ‬الشيخ‭ ‬الدكتور‭ ‬فريد‭ ‬المفتاح‭ ‬والشيخ‭ ‬الدكتور‭ ‬إبراهيم‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬المريخي‭.‬

وأشار‭ ‬المحمود‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تعدد‭ ‬مدارس‭ ‬الفكر‭ ‬الإسلامي‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬نتيجة‭ ‬استنباطات‭ ‬وفق‭ ‬القواعد‭ ‬المحكمة‭ ‬للفقه‭ ‬الإسلامي‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬عاملاً‭ ‬إيجابياً‭ ‬للوحدة‭ ‬والتفاهم‭ ‬لا‭ ‬للتدابر‭ ‬والتقاطع،‭ ‬فالاختلاف‭ ‬سنة‭ ‬كونية،‭ ‬ولا‭ ‬ينبغي‭ ‬اعتبارها‭ ‬سببا‭ ‬للفرقة،‭ ‬لافتًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الله‭ ‬أوجب‭ ‬على‭ ‬المسلمين‭ ‬التعاون‭ ‬فيما‭ ‬بينهم‭ ‬على‭ ‬البر‭ ‬والتقوى‭.‬

وقال‭ ‬إنه‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬معرفة‭ ‬أن‭ ‬الخلاف‭ ‬بين‭ ‬أئمة‭ ‬المذاهب‭ ‬الفقهية‭ ‬والعقدية‭ ‬والفلسفية‭ ‬وكبار‭ ‬العلماء‭ ‬المسلمين‭ ‬لم‭ ‬يفسد‭ ‬الوُدَّ‭ ‬الذي‭ ‬بينهم،‭ ‬واحترامَ‭ ‬بعضهم‭ ‬لبعض،‭ ‬واستفادة‭ ‬بعضهم‭ ‬من‭ ‬بعض،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬الخلاف‭ ‬العلمي‭ ‬ليس‭ ‬مُنكرا‭ ‬من‭ ‬القول‭ ‬ولا‭ ‬زورا،‭ ‬وأن‭ ‬السبيل‭ ‬الى‭ ‬عدم‭ ‬الشقاق‭ ‬بسبب‭ ‬الخلافات‭ ‬الفقهية‭ ‬والعقدية‭ ‬والفلسفية‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬فهم‭ ‬وجهات‭ ‬نظر‭ ‬كل‭ ‬صاحب‭ ‬رأي‭ ‬للمحافظة‭ ‬على‭ ‬الأخوة‭ ‬الإيمانية‭ ‬التي‭ ‬قررها‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬في‭ ‬قوله‭ ‬سبحانه‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الدراسات‭ ‬المقارنة‭ ‬من‭ ‬السبل‭ ‬التي‭ ‬تعين‭ ‬طلاب‭ ‬العلوم‭ ‬الشرعية‭ ‬وغيرها‭ ‬للتعرف‭ ‬على‭ ‬وجهات‭ ‬نظر‭ ‬المختلفين‭ ‬شريطة‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬المراجع‭ ‬الأصلية‭ ‬لأصحاب‭ ‬الآراء‭ ‬المختلفة،‭ ‬كما‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يبنى‭ ‬الحوار‭ ‬الإسلامي‭ ‬الإسلامي‭ ‬على‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬القواعد‭ ‬من‭ ‬أهمها‭ ‬الإقرار‭ ‬بالجوامع‭ ‬المشتركة‭ ‬بين‭ ‬المذاهب‭.‬

من‭ ‬جهته‭ ‬تطرق‭ ‬فضيلة‭ ‬الشيخ‭ ‬ناصر‭ ‬الشيخ‭ ‬أحمد‭ ‬العصفور‭ ‬عضو‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للشؤون‭ ‬الإسلامية‭ ‬خلال‭ ‬ورقته‭ ‬في‭ ‬المؤتمر‭ ‬إلى‭ ‬التحديات‭ ‬الماثلة‭ ‬أمام‭ ‬تحقيق‭ ‬التفاهم‭ ‬الإسلامي،‭ ‬وذلك‭ ‬بمشاركة‭ ‬عضوي‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للشؤون‭ ‬الإسلامية،‭ ‬الدكتور‭ ‬سليمان‭ ‬الشيخ‭ ‬منصور‭ ‬الستري‭ ‬والشيخ‭ ‬محمد‭ ‬حسن‭ ‬عبدالمهدي‭ ‬الشيخ‭.‬

وأكدت‭ ‬الورقة‭ ‬أنّ‭ ‬الدين‭ ‬الإسلامي‭ ‬بمبادئه‭ ‬العظيمة‭ ‬وتعاليمه‭ ‬السمحة‭ ‬يدعو‭ ‬الإنسان‭ ‬المسلم‭ ‬إلى‭ ‬التعايش‭ ‬والتسامح‭ ‬والتناصح‭ ‬ونبذ‭ ‬الفرقة‭ ‬والخلاف،‭ ‬وأن‭ ‬يبني‭ ‬حياته‭ ‬وشخصيته‭ ‬على‭ ‬الوسطية‭ ‬والتوازن‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شؤون‭ ‬حياته‭ ‬وعلاقاته،‭ ‬وبذلك‭ ‬نجح‭ ‬المسلمون‭ ‬الأوائل‭ ‬في‭ ‬تبليغ‭ ‬الدين،‭ ‬وانتشر‭ ‬الإسلام‭ ‬بهذه‭ ‬القيم‭ ‬والأخلاق‭ ‬السمحة،‭ ‬ومثلوا‭ ‬أنموذجًا‭ ‬يحتذى‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬التاريخ،‭ ‬فحري‭ ‬بأمة‭ ‬الإسلام‭ ‬اليوم‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬ترسيخ‭ ‬أسس‭ ‬التفاهم‭ ‬والتواد‭ ‬والألفة‭ ‬والتعايش،‭ ‬ومواجهة‭ ‬التحديات،‭ ‬وإزالة‭ ‬المعوقات‭ ‬لتحقيق‭ ‬الغايات‭ ‬والمقاصد‭ ‬المنشودة‭.‬

ولفتت‭ ‬الورقة‭ ‬إلى‭ ‬أنّ‭ ‬التحديات‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬تشكل‭ ‬معوقات،‭ ‬لكنها‭ ‬ليست‭ ‬قدرًا‭ ‬محتومًا،‭ ‬والحل‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬الرجوع‭ ‬إلى‭ ‬جوهر‭ ‬الدين‭ ‬والشريعة،‭ ‬والتركيز‭ ‬على‭ ‬المشتركات‭ ‬والمصير‭ ‬الواحد،‭ ‬وضرورة‭ ‬الوحدة،‭ ‬والتعاون‭ ‬والعمل‭ ‬الجاد‭ ‬المشترك،‭ ‬مع‭ ‬تبني‭ ‬استراتيجيات‭ ‬التقريب،‭ ‬والمبادرات‭ ‬العملية‭ ‬التي‭ ‬تعالج‭ ‬جذور‭ ‬الانقسام‭ ‬والفرقة‭.‬

واقترحت‭ ‬الورقة‭ ‬المشتركة‭ ‬تعزيز‭ ‬الحوار‭ ‬المذهبي‭ ‬والعقائدي‭ ‬بين‭ ‬العلماء‭ ‬والمفكرين‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الفرق‭ ‬الإسلامية‭ ‬وتطوير‭ ‬مناهج‭ ‬التعليم‭ ‬الديني‭ ‬لترسيخ‭ ‬قيم‭ ‬التسامح‭ ‬والتفاهم‭ ‬والتناصح‭ ‬ودعم‭ ‬المؤسسات‭ ‬الإعلامية‭ ‬التي‭ ‬تنشر‭ ‬الوعي‭ ‬الوسطي‭ ‬وإنشاء‭ ‬منصات‭ ‬ومؤسسات‭ ‬تجمع‭ ‬المسلمين‭ ‬على‭ ‬المشتركات،‭ ‬وتعمل‭ ‬على‭ ‬معالجة‭ ‬الخلافات‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬الارتقاء‭ ‬بثقافة‭ ‬ووعي‭ ‬الفرد‭ ‬والمجتمع،‭ ‬حيث‭ ‬انّ‭ ‬التفاهم‭ ‬الإسلامي‭ ‬مسؤولية‭ ‬جَماعية‭ ‬تتطلب‭ ‬جهودًا‭ ‬متواصلة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الفردي‭ ‬والجماعي‭.‬

من‭ ‬جانبه‭ ‬نبه‭ ‬السير‭ ‬إقبال‭ ‬عبدالكريم‭ ‬سكراني‭ ‬المستشار‭ ‬الأول‭ ‬بالمجلس‭ ‬الإسلامي‭ ‬البريطاني‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تحقيق‭ ‬التفاهم‭ ‬الإسلامي‭ ‬الداخلي‭ ‬أمر‭ ‬ضروري‭ ‬للعالم‭ ‬الإسلامي،‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬تعزيز‭ ‬الحوار‭ ‬والتعليم‭ ‬والتعاون،‭ ‬يستطيع‭ ‬المسلمون‭ ‬التغلب‭ ‬على‭ ‬التحديات‭ ‬وبناء‭ ‬أمة‭ ‬أكثر‭ ‬تماسكًا‭ ‬واصفاً‭ ‬إياه‭ ‬بالمجتمع‭ ‬الإسلامي‭ ‬العالمي،‭ ‬لافتاً‭ ‬إلى‭ ‬أنّ‭ ‬الجهود‭ ‬الجماعية‭ ‬المبنية‭ ‬على‭ ‬القيم‭ ‬الإسلامية‭ ‬المشتركة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الانسجام‭.‬

 

رسالة تحية للمرأة الفلسطينية من مؤتمر الحوار الإسلامي

المطالبة بدور أكبر للمرأة في التقارب بين المذاهب.. ودعوة العلماء إلى التواصل مع الشباب

د. الشيخة مريم آل خليفة: تأكيد أهمية الحوار واستيعاب وجهة النظر المختلفة باحترام


‮«‬تحية‭ ‬إجلال‭ ‬للمرأة‭ ‬الفلسطينية‮»‬،‭ ‬رسالة‭ ‬حملها‭ ‬المشاركون‭ ‬في‭ ‬الجلسة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬فعاليات‭ ‬اليوم‭ ‬الثاني‭ ‬لمؤتمر‭ ‬الحوار‭ ‬الإسلامي‭ ‬‭ ‬الإسلامي‭ ‬‮«‬أمة‭ ‬واحدة‭.. ‬مصير‭ ‬مشترك‮»‬‭ ‬والتي‭ ‬جاءت‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬دور‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الحوار‭ ‬الإسلامي‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬أكد‭ ‬المشاركون‭ ‬في‭ ‬الجلسة‭ ‬ضرورة‭ ‬تحقيق‭ ‬التفاهم‭ ‬والتقارب‭ ‬بين‭ ‬المذاهب‭ ‬الإسلامية،‭ ‬والتصدي‭ ‬لمحاولات‭ ‬استغلال‭ ‬الخلافات‭ ‬لإحداث‭ ‬الانقسامات،‭ ‬ودور‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬ثقافة‭ ‬الحوار،‭ ‬بوصفها‭ ‬شريكًا‭ ‬أساسيًّا‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬المجتمع،‭ ‬ورافدًا‭ ‬مهمًّا‭ ‬لنشر‭ ‬قيم‭ ‬التسامح‭ ‬والاعتدال‭.‬

الجلسة‭ ‬أدارها‭ ‬الدكتور‭ ‬راشد‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬الحارثي‭ ‬‭ ‬عميد‭ ‬كلية‭ ‬العلوم‭ ‬الشرعية‭ ‬بسلطنة‭ ‬عمان،‭ ‬وبمشاركة‭ ‬الدكتور‭ ‬محمود‭ ‬فوزي‭ ‬الخزاعي‭ - ‬رئيس‭ ‬جامعة‭ ‬ومعهد‭ ‬العدالة‭ ‬والحكمة‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬والدكتورة‭ ‬عائشة‭ ‬يوسف‭ ‬عمر‭ ‬المناعي‭ ‬‭ ‬مديرة‭ ‬مركز‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬ثاني‭ ‬لإسهامات‭ ‬المسلمين‭ ‬في‭ ‬الحضارة‭ ‬بكلية‭ ‬الدراسات‭ ‬الإسلامية‭ ‬بجامعة‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬خليفة،‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬القطري،‭ ‬والدكتورة‭ ‬الشيخة‭ ‬مريم‭ ‬بنت‭ ‬حسن‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬‭ ‬نائبة‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬بمملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬والدكتورة‭ ‬صافيناز‭ ‬سليمان‭ ‬‭ ‬زميل‭ ‬جامعة‭ ‬ويسكونسن‭-‬ماديسون‭ ‬‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬والدكتورة‭ ‬نهلة‭ ‬الصعيدي‭ ‬‭ ‬مستشار‭ ‬فضيلة‭ ‬الإمام‭ ‬الأكبر‭ ‬شيخ‭ ‬الأزهر‭.‬

شريكة‭ ‬في‭ ‬الحضارة‭ ‬الإسلامية

الدكتور‭ ‬محمود‭ ‬فوزي‭ ‬الخزاعي‭ ‬استهل‭ ‬مداخلته،‭ ‬بتأكيد‭ ‬أن‭ ‬عنوان‭ ‬الجلسة‭ ‬له‭ ‬بالغ‭ ‬الأهمية‭ ‬كون‭ ‬المرأة‭ ‬أساسا‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬المجتمعات‭ ‬وتطويره،‭ ‬وأن‭ ‬دور‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الحوار‭ ‬أحد‭ ‬الموضوعات‭ ‬الحيوية‭ ‬التي‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬وقفة،‭ ‬وتأمل‭ ‬ودراسة‭ ‬عميقة،‭ ‬فالمرأة‭ ‬عبر‭ ‬التاريخ‭ ‬الإسلامي‭ ‬كانت‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬شريكا‭ ‬أساسيا‭ ‬لبناء‭ ‬الحضارة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬وتعزيز‭ ‬قيم‭ ‬الحوار‭ ‬والتسامح‭.‬

وقال‭: ‬‮«‬لقد‭ ‬كانت‭ ‬المرأة‭ ‬عالمة‭ ‬ومفكرة،‭ ‬وداعية‭ ‬ومساهمة‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬العلم‭ ‬والمعرفة،‭ ‬وبناء‭ ‬جسور‭ ‬التواصل‭ ‬بين‭ ‬الثقافات،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬دور‭ ‬المرأة‭ ‬أصبح‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬الفعاليات‭ ‬والمؤتمرات،‭ ‬بل‭ ‬تعدى‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬صياغة‭ ‬الأفكار،‭ ‬وفي‭ ‬تقديمها‭ ‬بصور‭ ‬جديدة،‭ ‬وأصبحت‭ ‬قادرة‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬عنصرا‭ ‬فاعلا‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الحوار‭ ‬بين‭ ‬الأديان‭ ‬والثقافات،‭ ‬وأن‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬مجتمعات‭ ‬أكثر‭ ‬تسامحا‮»‬‭.‬

وأضاف‭: ‬‮«‬لدينا‭ ‬نموذج‭ ‬فريد‭ ‬إسلامي‭ ‬خالص،‭ ‬للسيدة‭ ‬خديجة‭ ‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنها،‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬آمن‭ ‬برسالة‭ ‬النبي‭ ‬محمد‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم،‭ ‬ودعمته،‭ ‬وكانت‭ ‬مثالا‭ ‬للمرأة‭ ‬القوية‭ ‬الذكية‭ ‬التي‭ ‬جمعت‭ ‬بين‭ ‬الحكمة‭ ‬والإيمان،‭ ‬وبين‭ ‬الدعم‭ ‬المعنوي‭ ‬والمادي،‭ ‬فكانت‭ ‬سندا‭ ‬للنبي‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬دعوته،‭ ‬حيث‭ ‬وفرت‭ ‬له‭ ‬الدعم‭ ‬النفسي‭ ‬والمالي‭ ‬بما‭ ‬يمكنه‭ ‬من‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬واجهها‭ ‬في‭ ‬دعوته،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬نموذجا‭ ‬للمرأة‭ ‬المؤمنة‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دعمها‭ ‬للقضايا‭ ‬العادلة‮»‬‭.‬

وقال‭ ‬إن‭ ‬دورها‭ ‬لم‭ ‬يقتصر‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬كونها‭ ‬زوجة‭ ‬النبي‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم،‭ ‬بل‭ ‬تعدى‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬كونها‭ ‬شريكا‭ ‬لبناء‭ ‬الدعم‭ ‬الإسلامي،‭ ‬ما‭ ‬جعلها‭ ‬رمزا‭ ‬ومثالا‭ ‬للمرأة‭ ‬التي‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬قوة‭ ‬دافعة‭ ‬للتغيير،‭ ‬وأن‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الأفكار‭ ‬والمبادئ‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬عليها‭ ‬الحضارات‭. ‬وأكد‭ ‬أن‭ ‬تمكين‭ ‬المرأة‭ ‬هو‭ ‬تمكين‭ ‬للمجتمع‭ ‬بأكمله،‭ ‬على‭ ‬منهج‭ ‬مبني‭ ‬على‭ ‬الاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬والاحترام‭ ‬بحقها‭ ‬في‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬رأيها‭ ‬ومعتقداتها،‭ ‬وبعيدا‭ ‬عن‭ ‬التعصب،‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬بناء‭ ‬الحوار‭ ‬والتفاهم‭ ‬بين‭ ‬المسلمين‭.‬

تحية‭ ‬للمرأة‭ ‬الفلسطينية

من‭ ‬جانبها‭ ‬أكدت‭ ‬الدكتورة‭ ‬عائشة‭ ‬يوسف‭ ‬عمر‭ ‬المناعي‭ ‬أن‭ ‬قضية‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الحوار‭ ‬الإسلامي‭ ‬هي‭ ‬قضية‭ ‬مفصلية،‭ ‬كون‭ ‬الحوار‭ ‬ركيزة‭ ‬أساسية‭ ‬لبناء‭ ‬الوحدة‭ ‬الإسلامية‭ ‬وتقويتها،‭ ‬مشيرة‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬الوقت‭ ‬الصعب‭ ‬الذي‭ ‬تعيشه‭ ‬المنطقة‭ ‬بسبب‭ ‬طوفان‭ ‬فقدان‭ ‬الأحلام‭ ‬والسلام‭ ‬والعدالة‭ ‬وما‭ ‬يسمى‭ ‬بحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬والتحديات‭ ‬التي‭ ‬تعيشها،‭ ‬جعلت‭ ‬الأمة‭ ‬الإسلامية‭ ‬تعاني‭ ‬ظلمات‭ ‬بعضها‭ ‬فوق‭ ‬بعض،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬أننا‭ ‬في‭ ‬أمس‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬التكاتف‭.‬

وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬حينما‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الحوار‭ ‬فإننا‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬إنسان‭ ‬بكامل‭ ‬أهليته‭ ‬وكامل‭ ‬مسؤوليته‭ ‬عن‭ ‬خلافة‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬أرضه،‭ ‬ولذلك‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬فهم‭ ‬كلمة‭ ‬الحوار‭ ‬الإنساني،‭ ‬إلا‭ ‬بوجود‭ ‬طرفي‭ ‬الطبيعة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬الرجل‭ ‬والمرأة،‭ ‬مضيفة‭ ‬أن‭ ‬المرأة‭ ‬هي‭ ‬أساس‭ ‬الأمة،‭ ‬لأنها‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تغرس‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬أبنائها‭ ‬حب‭ ‬الآخرين‭ ‬سواء‭ ‬المتفقين‭ ‬أو‭ ‬المختلفين‭ ‬معهم‭. ‬

كما‭ ‬وجهت‭ ‬التحية‭ ‬إلى‭ ‬المرأة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬قائلة‭: ‬‮«‬رأينا‭ ‬في‭ ‬الإعلام‭ ‬صورَ‭ ‬الأمهات‭ ‬والزوجات‭ ‬وهن‭ ‬صابرات‭ ‬ومحتسبات،‭ ‬فتحية‭ ‬حقيقية‭ ‬للمرأة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المؤتمر،‭ ‬وأن‭ ‬نرفع‭ ‬لها‭ ‬القبعة‮»‬‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أكده‭ ‬أيضا‭ ‬الدكتور‭ ‬راشد‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬الحارثي‭ ‬بتوجيه‭ ‬التحية‭ ‬للمرأة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬مشددا‭ ‬أن‭ ‬حقيقة‭ ‬المرأة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬هي‭ ‬مثال‭ ‬للمرأة‭ ‬المسلمة،‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بدورها‭ ‬على‭ ‬أكمل‭ ‬وجه‭ ‬من‭ ‬تربية‭ ‬أولادها،‭ ‬وحفظ‭ ‬نفسها‭ ‬وذويها‭ ‬وأهلها،‭ ‬ومقدمة‭ ‬التضحيات‭.‬

من‭ ‬جانبها‭ ‬أكدت‭ ‬الدكتورة‭ ‬الشيخة‭ ‬مريم‭ ‬بنت‭ ‬حسن‭ ‬ضرورة‭ ‬الحوار‭ ‬وتبادل‭ ‬الأفكار‭ ‬والتسامح‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬الرؤى،‭ ‬والانفتاح‭ ‬على‭ ‬الآخر،‭ ‬واستيعاب‭ ‬وجهة‭ ‬النظر‭ ‬المختلفة،‭ ‬وتفهم‭ ‬معطيات‭ ‬الآخرين‭ ‬في‭ ‬جو‭ ‬من‭ ‬الاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬بين‭ ‬الأطراف‭ ‬المتحاورة،‭ ‬حتى‭ ‬مع‭ ‬عدم‭ ‬القبول‭ ‬بوجهة‭ ‬النظر‭ ‬المخالفة،‭ ‬بهدف‭ ‬تقوية‭ ‬وتنمية‭ ‬الأرضية‭ ‬المشتركة‭ ‬التي‭ ‬تجمع‭ ‬كل‭ ‬المسلمين،‭ ‬وكي‭ ‬تمارس‭ ‬الأمة‭ ‬الإسلامية‭ ‬دورها‭ ‬حسب‭ ‬تلك‭ ‬المشتركات،‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الواقع،‭ ‬وصياغة‭ ‬المستقبل،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬الحوار‭ ‬مهم‭ ‬للجميع‭ ‬رجالا‭ ‬ونساء‭.‬

وطرحت‭ ‬تساؤلا‭: ‬‮«‬ما‭ ‬دور‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬أفكار‭ ‬الحوار‭ ‬الإسلامي‭ ‬الإسلامي؟‮»‬‭.. ‬حيث‭ ‬أكدت‭ ‬أن‭ ‬للمرأة‭ ‬دورا‭ ‬أساسيا‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬أفكار‭ ‬الحوار‭ ‬الإسلامي‭ ‬الإسلامي‭ ‬بوصفها‭ ‬نصف‭ ‬المجتمع،‭ ‬فهي‭ ‬أم‭ ‬ومعلمة،‭ ‬وأستاذة‭ ‬جامعية،‭ ‬وزميلة‭ ‬عمل،‭ ‬وغير‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬المواقع‭ ‬المتعددة‭.‬

وأكدت‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬ننسى‭ ‬مهارات‭ ‬الحوار‭ ‬من‭ ‬تقبل‭ ‬للرأي‭ ‬الآخر،‭ ‬واحترام‭ ‬المحاور،‭ ‬وتجنب‭ ‬الانفعال،‭ ‬والمرونة‭ ‬في‭ ‬الحوار،‭ ‬واستيعاب‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬الأخرى،‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬مسايرة‭ ‬الحوار‭ ‬والمضي‭ ‬فيه،‭ ‬والإيمان‭ ‬بحقيقة‭ ‬الاختلافات،‭ ‬ومنح‭ ‬الآخر‭ ‬حقه‭ ‬الطبيعي‭ ‬بالتعبير‭ ‬عن‭ ‬آرائه‭ ‬وقناعاته،‭ ‬والبعد‭ ‬عن‭ ‬الجدل‭ ‬والاستفزاز‭.‬

واقترحت‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬المؤتمرات‭ ‬الدولية‭ ‬بمثابة‭ ‬منطلق‭ ‬لمؤتمرات‭ ‬وطنية‭ ‬داخل‭ ‬كل‭ ‬دولة‭ ‬إسلامية،‭ ‬تتبنى‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬برامج‭ ‬التسامح،‭ ‬والتي‭ ‬من‭ ‬أساسياتها‭ ‬احترام‭ ‬كل‭ ‬الأديان،‭ ‬وتكون‭ ‬حسب‭ ‬برامج‭ ‬معتمدة‭ ‬من‭ ‬المظلة‭ ‬الإسلامية‭ ‬الجامعة،‭ ‬التي‭ ‬تخرج‭ ‬من‭ ‬المؤتمر،‭ ‬ويكون‭ ‬هدفها‭ ‬التوحيد‭ ‬وليس‭ ‬التفريق‭.‬

المسلمون‭ ‬في‭ ‬الخارج

الدكتورة‭ ‬صفيناز‭ ‬سليمان،‭ ‬تناولت‭ ‬في‭ ‬مداخلتها‭ ‬أزمة‭ ‬المسلمين‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أنهم‭ ‬يعادلون‭ ‬تقريبا‭ ‬6%‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬أوروبا،‭ ‬ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬نسبتهم‭ ‬إلى‭ ‬14%‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2050،‭ ‬مضيفة‭ ‬أن‭ ‬الإسلام‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬يأتي‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬الثانية‭ ‬بعد‭ ‬المسيحية،‭ ‬أما‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬فالمسلمون‭ ‬يمثلون‭ ‬أقلية،‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬التعداد،‭ ‬ويعانون‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬التحديات،‭ ‬مثل‭ ‬مشاكل‭ ‬الإصلاح‭ ‬والهوية،‭ ‬والانتماء،‭ ‬ومشاكل‭ ‬الإلحاد،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬المشاكل‭ ‬السياسية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬تفرضها‭ ‬أيديولوجيات‭ ‬وتوجهات‭ ‬الأنظمة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المجتمعات‭.‬

وأشارت‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬إقامة‭ ‬مؤتمرات‭ ‬حوار‭ ‬مشتركة‭ ‬للشباب‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬يتم‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬دمج‭ ‬الشباب‭ ‬مع‭ ‬أقرانهم‭ ‬للاستماع،‭ ‬والتعرف‭ ‬على‭ ‬رؤى‭ ‬الشباب‭ ‬المسلمين،‭ ‬وإنشاء‭ ‬قنوات‭ ‬التواصل‭ ‬بينهم‭ ‬وبين‭ ‬العلماء‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬الدينية،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تزويدهم‭ ‬بالمصادر‭ ‬العلمية‭ ‬التي‭ ‬تساعدهم‭ ‬على‭ ‬نشر‭ ‬الدعوى‭ ‬بالشكل‭ ‬الصحيح‭.‬

وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المؤسسات‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬الشرق،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف،‭ ‬يمكنها‭ ‬لعب‭ ‬دور‭ ‬محوري‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬المسلمين‭ ‬في‭ ‬الغرب،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬برامج‭ ‬التبادل‭ ‬الثقافي،‭ ‬والحوارات‭ ‬العلمية،‭ ‬ودعم‭ ‬الأئمة‭ ‬والخطباء،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬التعاون‭ ‬الأكاديمي‭ ‬والتكنولوجي‭ ‬لنشر‭ ‬صورة‭ ‬الإسلام‭ ‬الصحيحة،‭ ‬مؤكدة‭ ‬ضرورة‭ ‬استخدام‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬في‭ ‬التأثير‭ ‬والوصول‭ ‬إلى‭ ‬أعداد‭ ‬غير‭ ‬محدودة‭ ‬في‭ ‬أقل‭ ‬وقت‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬علماء‭ ‬المسلمين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬سهل‭.‬

دكتورة‭ ‬نهى‭ ‬الصعيدي‭ ‬استهلت‭ ‬مداخلتها‭ ‬بأن‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬الإسلام‭ ‬كانت‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬حاضنة‭ ‬للفكر،‭ ‬ورافعة‭ ‬لراية‭ ‬الحوار،‭ ‬موضحة‭ ‬أن‭ ‬مداخلتها‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬عدة‭ ‬محاور‭ ‬مثل‭ ‬أن‭ ‬الحوار‭ ‬تكريم‭ ‬للإنسانية،‭ ‬ومسؤولية‭ ‬المؤسسات‭ ‬الثقافية‭ ‬والتعليمية‭ ‬والتربوية‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬ثقافة‭ ‬الحوار‭ ‬الإيجابي‭ ‬للمرأة،‭ ‬وأن‭ ‬نجاح‭ ‬المرأة‭ ‬والحوار‭ ‬نجاح‭ ‬للأمة،‭ ‬ودور‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الحوار‭ ‬الإيجابي‭.‬

وأكدت‭ ‬أن‭ ‬الحوار‭ ‬من‭ ‬أسمى‭ ‬سبل‭ ‬التواصل‭ ‬الإنساني،‭ ‬وهو‭ ‬جوهر‭ ‬الإسلام،‭ ‬ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق‭ ‬كان‭ ‬النبي‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬يعتمد‭ ‬الحوار‭ ‬في‭ ‬دعوته‭ ‬إلى‭ ‬الإسلام،‭ ‬حتى‭ ‬مع‭ ‬أعدائه‭ ‬لتحقيق‭ ‬السلام‭ ‬والتعاطف‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬الثقافات‭ ‬والشؤون‭.‬

وأشارت‭ ‬أن‭ ‬المرأة‭ ‬تمثل‭ ‬نصف‭ ‬المجتمع،‭ ‬وأساس‭ ‬تربية‭ ‬الأجيال،‭ ‬وتنشئتهم،‭ ‬وأشارت‭ ‬أن‭ ‬المرأة‭ ‬حتى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭ ‬محور‭ ‬أساسي‭ ‬في‭ ‬الحضارات،‭ ‬فهي‭ ‬القلب‭ ‬النابض‭ ‬الذي‭ ‬يضخ‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬جسد‭ ‬المجتمع،‭ ‬والعقل‭ ‬الواعي‭ ‬الذي‭ ‬يوجه‭ ‬لغة‭ ‬الحوار‭ ‬نحو‭ ‬التفاهم‭ ‬والتنمية‭ ‬بما‭ ‬تمتلكه‭ ‬من‭ ‬قدرات‭ ‬على‭ ‬الإصغاء‭ ‬والتواصل‭ ‬بحكمة،‭ ‬مما‭ ‬يجعلها‭ ‬صانعة‭ ‬حوار‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات‭.‬

كما‭ ‬تحدثت‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬ثقافة‭ ‬الحوار،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الإسلام‭ ‬منحها‭ ‬مكانة‭ ‬سامية‭ ‬وجعلها‭ ‬شريكة‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬المجتمعات‭. ‬واستعرضت‭ ‬نماذج‭ ‬من‭ ‬التاريخ‭ ‬الإسلامي،‭ ‬مثل‭ ‬أم‭ ‬المؤمنين‭ ‬السيدة‭ ‬عائشة‭ ‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنها،‭ ‬ودورها‭ ‬في‭ ‬إثراء‭ ‬الحوار‭ ‬الديني،‭ ‬كما‭ ‬دعت‭ ‬إلى‭ ‬تمكين‭ ‬المرأة‭ ‬من‭ ‬لعب‭ ‬دور‭ ‬أكبر‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬التقارب‭ ‬بين‭ ‬المذاهب‭ ‬الإسلامية،‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬قدراتها‭ ‬الفطرية‭ ‬في‭ ‬التواصل‭ ‬والتفاهم‭.‬

 

في جلسة «المواطنة وتعزيز الحوار الإسلامي»:

انقطاع تواصل العلماء مع الشباب من أهم أسباب تصاعد التفسيرات المتطرفة

الدعوة إلى تحويل مجلس حكماء المسلمين إلى مركز عالمي يرسخ قيم التسامح والتعايش


دعا‭ ‬المشاركون‭ ‬في‭ ‬الجلسة‭ ‬الرابعة‭ ‬من‭ ‬فعاليات‭ ‬مؤتمر‭ ‬الحوار‭ ‬الإسلامي‭ ‬‭ ‬الإسلامي‭ ‬التي‭ ‬جاءت‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬المواطنة‭ ‬وتعزيز‭ ‬الحوار‭ ‬الإسلامي‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬تحويل‭ ‬مجلس‭ ‬الحكماء‭ ‬المسلمين‭ ‬إلى‭ ‬مركز‭ ‬عالمي‭ ‬لدعم‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬القضايا‭ ‬الإسلامية‭ ‬ذات‭ ‬الاهتمام‭ ‬المشترك،‭ ‬وتشكيل‭ ‬مجلس‭ ‬عالمي‭ ‬جامع‭ ‬يعنى‭ ‬بشؤون‭ ‬المسلمين؛‭ ‬بما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬ترسيخ‭ ‬قيم‭ ‬المواطنة‭ ‬والتسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬المشترك،‭ ‬مؤكدين‭ ‬أن‭ ‬إقامة‭ ‬هذا‭ ‬المؤتمر‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التوقيت‭ ‬تعكس‭ ‬اهتماما‭ ‬عميقا‭ ‬من‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف‭ ‬ومجلس‭ ‬حكماء‭ ‬المسلمين‭ ‬ومملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بجمع‭ ‬كلمة‭ ‬المسلمين‭ ‬ووحدتهم‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬الإسلام‭ ‬الجامعة،‭ ‬مشيدين‭ ‬بجهودهم‭ ‬في‭ ‬إرساء‭ ‬قيم‭ ‬المواطنة‭ ‬والعيش‭ ‬المشترك‭.‬

وأشاروا‭ ‬في‭ ‬الجلسة‭ ‬التي‭ ‬أدارها‭ ‬آية‭ ‬الله‭ ‬الدكتور‭ ‬السيـد‭ ‬مصطــفى‭ ‬محقق‭ ‬داماد‭ ‬‭ ‬رئيس‭ ‬قسم‭ ‬الدراسات‭ ‬الإسلامية‭ ‬بأكاديمية‭ ‬العلوم،‭ ‬الرئيس‭ ‬الفخري‭ ‬لمؤسسة‭ ‬أديان‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬السلام،‭ ‬الى‭ ‬أنّ‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬الأمة‭ ‬تتطلب‭ ‬تضافر‭ ‬جهود‭ ‬أبنائها،‭ ‬والبناء‭ ‬على‭ ‬المشتركات‭ ‬والإفادة‭ ‬من‭ ‬الإرث‭ ‬الإسلامي‭ ‬وصون‭ ‬المجتمعات‭ ‬من‭ ‬الفرقة‭ ‬والانقسام‭.‬

وفي‭ ‬بداية‭ ‬الجلسة،‭ ‬أكد‭ ‬الدكتور‭ ‬جواد‭ ‬الخوئي‭ ‬رئيس‭ ‬دار‭ ‬العلم‭ ‬للإمام‭ ‬الخوئي‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬أن‭ ‬المؤتمر‭ ‬يعكس‭ ‬اهتماما‭ ‬عميقا‭ ‬بجمع‭ ‬كلمة‭ ‬المسلمين‭ ‬ووحدتهم‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬الإسلام‭ ‬الجامعة،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الأمة‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬لا‭ ‬تجد‭ ‬إلا‭ ‬سندها‭ ‬الراسخ‭ ‬في‭ ‬إرثها‭ ‬العلمي‭ ‬وتراثها‭ ‬المعرفي‭ ‬الذي‭ ‬يؤهلها‭ ‬لخوض‭ ‬هذه‭ ‬المعارك‭ ‬الفكرية‭ ‬والعقدية‭ ‬بعزم‭ ‬وثقة‭.‬

وأكد‭ ‬الخوئي‭ ‬أهمية‭ ‬ولادة‭ ‬حوار‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬الاحترام،‭ ‬وحفظ‭ ‬إنسانية‭ ‬الإنسان‭ ‬بصفته‭ ‬مخلوقا‭ ‬مكرما‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬الحقوق‭ ‬ما‭ ‬يستحق‭ ‬به‭ ‬الاحترام‭ ‬ومن‭ ‬الكرامة‭ ‬ما‭ ‬يستوجب‭ ‬الرعاية،‭ ‬منوها‭ ‬بدور‭ ‬حوزة‭ ‬النجف‭ ‬الأشرف‭ ‬والأزهر‭ ‬الشريف‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الدينية‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الوحدة‭ ‬الإسلامية‭.‬

وقال‭ ‬‮«‬استذكر‭ ‬زيارة‭ ‬المرحوم‭ ‬سماحة‭ ‬السيد‭ ‬عبد‭ ‬المجيد‭ ‬الخوئي‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬قبل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عشرين‭ ‬عاما،‭ ‬حيث‭ ‬استقبل‭ ‬بحفاوة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم،‭ ‬وقد‭ ‬جاءت‭ ‬زيارته‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الإعداد‭ ‬لمؤتمر‭ ‬التقريب‭ ‬بين‭ ‬المذاهب‭ ‬الإسلامية،‭ ‬في‭ ‬مسعى‭ ‬لتعزيز‭ ‬روح‭ ‬الوحدة‭ ‬والتسامح‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬الأمة،‭ ‬فعقد‭ ‬المؤتمر‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2003‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬بالشراكة‭ ‬مع‭ ‬مؤسسة‭ ‬الإمام‭ ‬الخوئي‭.‬

وعن‭ ‬جهود‭ ‬المؤسسات‭ ‬الدينية‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬الوسطية‭ ‬والتسامح،‭ ‬أكد‭ ‬السيد‭ ‬محمد‭ ‬علي‭ ‬أبطحي‭ ‬نائب‭ ‬الرئيس‭ ‬الإيراني‭ ‬الأسبق‭ ‬محمد‭ ‬خاتمي‭ ‬رئيس‭ ‬المؤسسة‭ ‬الدولية‭ ‬لحوار‭ ‬الأديان،‭ ‬أن‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬مستقبل‭ ‬ديني‭ ‬مشرق‭ ‬معول‭ ‬على‭ ‬جهود‭ ‬المؤسسات‭ ‬الدينية‭ ‬المعتدلة‭ ‬كالأزهر‭ ‬الشريف،‭ ‬التي‭ ‬ترفض‭ ‬التطرف‭ ‬وتدعو‭ ‬إلى‭ ‬الوسطية‭ ‬والتسامح،‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬تراجع‭ ‬مرجعية‭ ‬علماء‭ ‬الدين‭ ‬وانقطاع‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬الأجيال‭ ‬الجديدة‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬أسباب‭ ‬تصاعد‭ ‬التفسيرات‭ ‬المتطرفة،‭ ‬وأن‭ ‬إهمال‭ ‬القضايا‭ ‬المستحدثة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المؤسسات‭ ‬الدينية‭ ‬وعدم‭ ‬التوافق‭ ‬بينها‭ ‬يضعف‭ ‬الحوار‭ ‬الإسلامي،‭ ‬داعيا‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الإسلامية‭ ‬الأخرى‭ ‬لتحقيق‭ ‬حوار‭ ‬بناء‭.‬

وأشار‭ ‬أبطحي‭ ‬إلى‭ ‬تعددية‭ ‬الثقافات‭ ‬في‭ ‬مجتمع‭ ‬اليوم،‭ ‬بفعل‭ ‬الإنترنت‭ ‬وحضور‭ ‬الشبكات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬جزءًا‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية،‭ ‬أو‭ ‬بفعل‭ ‬مقتضيات‭ ‬العولمة‭ ‬والتنقلات‭ ‬السكانية‭ ‬الواسعة‭ ‬التي‭ ‬يشهدها‭ ‬العالم‭. ‬بسبب‭ ‬العولمة‭ ‬والهجرة‭ ‬وثورة‭ ‬الاتصالات،‭ ‬ما‭ ‬حول‭ ‬الحياة‭ ‬إلى‭ ‬مجتمع‭ ‬متعدد‭ ‬الأبعاد،‭ ‬واستُبدلت‭ ‬الثقافات‭ ‬الأحادية‭ ‬بثقافات‭ ‬متعددة‭.‬

كما‭ ‬دعا‭ ‬إلى‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬توافق‭ ‬بين‭ ‬المؤسسات‭ ‬الدينية‭ ‬والجامعات‭ ‬على‭ ‬المبادئ‭ ‬الأساسية‭ ‬للدين،‭ ‬والابتعاد‭ ‬عن‭ ‬الجدال‭ ‬حول‭ ‬الفروع‭ ‬الثانوية،‭ ‬مؤكداً‭ ‬أهمية‭ ‬أن‭ ‬يتفق‭ ‬العلماء‭ ‬على‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬من‭ ‬الأسس‭ ‬المشتركة‭ ‬لتسهيل‭ ‬الحوار‭ ‬والتعاون‭.‬

من‭ ‬جانبه،‭ ‬قال‭ ‬الشيخ‭ ‬عبد‭ ‬اللطيف‭ ‬دريان‭ ‬مفتي‭ ‬الجمهورية‭ ‬اللبنانية‭: ‬إن‭ ‬فتح‭ ‬أبواب‭ ‬الحوار‭ ‬وتأسيس‭ ‬سبل‭ ‬التفاهم‭ ‬والتعايش‭ ‬من‭ ‬الضروريات‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬تتطلبها‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬الناس،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬الإسلام‭ ‬أكد‭ ‬قيمة‭ ‬الحوار‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬إرادة‭ ‬الفهم،‭ ‬والعلم،‭ ‬والتعايش‭ ‬بين‭ ‬الثقافات،‭ ‬وتقدير‭ ‬الرأي‭ ‬واحترامه‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬من‭ ‬التسامح،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الإسلام‭ ‬لا‭ ‬يحجر‭ ‬على‭ ‬العقل‭ ‬والتفكر،‭ ‬ولا‭ ‬يلزم‭ ‬المسلمين‭ ‬باتباع‭ ‬نمط‭ ‬واحد‭ ‬في‭ ‬الفكر‭ ‬الدنيوي؛‭ ‬لكنه‭ ‬يوجه‭ ‬عقل‭ ‬المسلم‭ ‬دائما‭ ‬إلى‭ ‬الأفكار‭ ‬النافعة‭ ‬التي‭ ‬ترتقي‭ ‬بالبشر‭ ‬بحرية‭ ‬فكرية‭ ‬مطلقة‭.‬

وقال‭ ‬إن‭ ‬الحوار‭ ‬في‭ ‬الإسلام‭ ‬من‭ ‬مكامن‭ ‬عظمة‭ ‬هذا‭ ‬الدين‭ ‬الحنيف،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬لغته‭ ‬العالمية،‭ ‬فالحوار‭ ‬مبدأ‭ ‬عظيم‭ ‬من‭ ‬مبادئ‭ ‬الإسلام،‭ ‬وقيمة‭ ‬من‭ ‬قيمه،‭ ‬ومنهج‭ ‬متبع‭ ‬في‭ ‬دعوته،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬العلاقات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بين‭ ‬الناس،‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تأصيل‭ ‬هذه‭ ‬اللغة‭ ‬الجامعة،‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬احترام‭ ‬الآراء‭ ‬المتباينة؛‭ ‬لأن‭ ‬فيها‭ ‬تقديرا‭ ‬لقيمة‭ ‬العقل،‭ ‬ولأن‭ ‬الحوار‭ ‬مهم‭ ‬لبناء‭ ‬شخصية‭ ‬الإنسان،‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬المواطنة‭ ‬الحقيقية‭ ‬التي‭ ‬منها‭ ‬الانتماء،‭ ‬والمشاركة‭ ‬الفعالة،‭ ‬والتسامح،‭ ‬والعدالة،‭ ‬والحرية،‭ ‬ولبناء‭ ‬عالم‭ ‬أفضل،‭ ‬ومستقبل‭ ‬مشرق‭.‬

وشدد‭ ‬فضيلته‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تأسيس‭ ‬سبل‭ ‬التفاهم‭ ‬والتعايش،‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬الضروريات‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬تتطلبها‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬الناس،‭ ‬لذا‭ ‬نظم‭ ‬الإسلام‭ ‬آليات‭ ‬الحوار‭ ‬ووسائله‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الحكمة،‭ ‬والموعظة‭ ‬الحسنة،‭ ‬والجدال‭ ‬بالتي‭ ‬هي‭ ‬أحسن،‭ ‬وإن‭ ‬الفهم‭ ‬الصحيح‭ ‬للحوار‭ ‬وحرية‭ ‬الاختلاف،‭ ‬هو‭ ‬تقدير‭ ‬للذات،‭ ‬واحترام‭ ‬للآخر‭ ‬ورأيه‭.‬

فيما‭ ‬أشار‭ ‬الشيخ‭ ‬طلعت‭ ‬صفا‭ ‬تاج‭ ‬الدين‭ ‬المفتي‭ ‬العام‭ ‬لروسيا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التجربة‭ ‬الروسية‭ ‬في‭ ‬التعايش‭ ‬السلمي‭ ‬بين‭ ‬الأديان‭ ‬والمذاهب‭ ‬تقدم‭ ‬نموذجا‭ ‬يستحق‭ ‬اهتمام‭ ‬الباحثين‭ ‬والمفكرين‭ ‬المسلمين،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬مبادئ‭ ‬‮«‬صحيفة‭ ‬المدينة‮»‬‭ ‬النبوية؛‭ ‬لبناء‭ ‬مجتمعات‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬العدالة‭ ‬والمساواة،‭ ‬داعيا‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬جهود‭ ‬الحوار‭ ‬الإسلامي،‭ ‬وتوسيع‭ ‬الدراسات‭ ‬المتعلقة‭ ‬به،‭ ‬معبرا‭ ‬عن‭ ‬أمله‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يصدر‭ ‬عن‭ ‬المؤتمر‭ ‬‮«‬وثيقة‮»‬‭ ‬تكون‭ ‬بمثابة‭ ‬تفعيل‭ ‬معاصر‭ ‬لمبادئ‭ ‬‮«‬صحيفة‭ ‬المدينة‮»‬‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الوحدة‭ ‬الإسلامية‭ ‬وتجاوز‭ ‬الخلافات‭.‬

أما‭ ‬السيد‭ ‬عمر‭ ‬بخيت‭ ‬آدم‭ ‬وزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الإسلامية‭ ‬والأوقاف‭ ‬بالسودان،‭ ‬فقد‭ ‬أكد‭ ‬أهمية‭ ‬المواطنة‭ ‬بوصفها‭ ‬أساسا‭ ‬لتحقيق‭ ‬الاستقرار‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬بين‭ ‬الشعوب،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬تحويل‭ ‬مجلس‭ ‬الحكماء‭ ‬إلى‭ ‬مركز‭ ‬عالمي‭ ‬لدعم‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬القضايا‭ ‬الإسلامية‭ ‬ذات‭ ‬الاهتمام‭ ‬المشترك،‭ ‬داعيا‭ ‬شيخ‭ ‬الأزهر‭ ‬وعلماء‭ ‬المسلمين‭ ‬إلى‭ ‬تشكيل‭ ‬مجلس‭ ‬عالمي‭ ‬جامع‭ ‬يعنى‭ ‬بشؤون‭ ‬المسلمين؛‭ ‬بما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬ترسيخ‭ ‬قيم‭ ‬المواطنة‭ ‬والتسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬المشترك،‭ ‬ولتطبيق‭ ‬مخرجات‭ ‬هذا‭ ‬المؤتمر‭ ‬لتعزيز‭ ‬الحوار‭ ‬بين‭ ‬أهل‭ ‬السودان،‭ ‬ونتمنى‭ ‬تحقيق‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬حضور‭ ‬شيخ‭ ‬الأزهر‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬السودان‭ ‬بعلمه‭ ‬وحكمته‭ ‬وحرصه‭ ‬على‭ ‬الأمة؛‭ ‬حتى‭ ‬يقف‭ ‬الألم‭ ‬والنزاع‭ ‬والخلاف‭.‬

وأشاد‭ ‬الدكتور‭ ‬العقاري‭ ‬بالجهود‭ ‬المحمودة‭ ‬للعلماء‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬المشاكل‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬منها‭ ‬الأمة،‭ ‬فالحوار‭ ‬والمواطنة‭ ‬قضايا‭ ‬متجددة‭ ‬وتحتاج‭ ‬إلى‭ ‬أفكار‭ ‬خلاقة‭ ‬تحتاج‭ ‬مواكبة‭ ‬لتتجاوز‭ ‬الأفكار‭ ‬المتكررة،‭ ‬ليعيش‭ ‬المواطنون‭ ‬في‭ ‬كنف‭ ‬مختلف‭ ‬الدول‭ ‬بحقوق‭ ‬متساوية،‭ ‬لذا‭ ‬يعد‭ ‬الحوار‭ ‬جسراً‭ ‬عظيماً‭ ‬لاستقرار‭ ‬البلدان‭ ‬واستيعاب‭ ‬الجميع‭ ‬وتوسيع‭ ‬قاعدة‭ ‬الحوار‭ ‬لتشمل‭ ‬جميع‭ ‬المدارس‭ ‬الفقهية‭ ‬الإسلامية‭ ‬المختلفة‭ ‬بما‭ ‬يثري‭ ‬الحضارة‭ ‬الإسلامية‭ ‬ويخدم‭ ‬قضايا‭ ‬دولها‭ ‬وشعوبها‭. ‬

 

«الحضارة الإسلامية والتعايش الاجتماعي» أحدث مؤلفات الدكتور عبداللطيف آل محمود


أصدر‭ ‬فضيلة‭ ‬الشيخ‭ ‬الدكتور‭ ‬عبداللطيف‭ ‬محمود‭ ‬آل‭ ‬محمود‭ ‬كتابًا‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬الحضارة‭ ‬الإسلامية‭ ‬والتعايش‭ ‬الاجتماعي‮»‬،‭ ‬تضمن‭ ‬توضيحًا‭ ‬علميًا‭ ‬لكلمة‭ ‬التعايش‭ ‬ذات‭ ‬الدلالة‭ ‬على‭ ‬العيش‭ ‬المشترك‭ ‬والتفاعل‭ ‬المتبادل‭ ‬بين‭ ‬أصحابه،‭ ‬وبيَّن‭ ‬أن‭ ‬التعايش‭ ‬الاجتماعي‭ ‬ضرورة‭ ‬لحياة‭ ‬مستقرة‭ ‬آمنة‭ ‬مطمئنة،‭ ‬ومحقق‭ ‬للقوة‭ ‬الذاتية‭ ‬والداخلية‭ ‬للفرد‭ ‬والمجتمع‭ ‬والدولة،‭ ‬كما‭ ‬يُعتبر‭ ‬التعايش‭ ‬دافعًا‭ ‬للتقدم‭ ‬والتطور‭ ‬للمساهمة‭ ‬في‭ ‬ركب‭ ‬الحضارة‭.‬

ويُعدّ‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬إضافةً‭ ‬قيمةً‭ ‬للمكتبة‭ ‬البحرينية،‭ ‬ويحمل‭ ‬مضمونًا‭ ‬يتزامن‭ ‬طرحه‭ ‬مع‭ ‬انعقاد‭ ‬مؤتمر‭ ‬الحوار‭ ‬الإسلامي‭ ‬‭ ‬الإسلامي‭ ‬الذي‭ ‬تستضيفه‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬تحت‭ ‬رعاية‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم،‭ ‬ويهدف‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬التعايش‭ ‬والوحدة‭ ‬بين‭ ‬الأمة‭ ‬الإسلامية‭.‬

وحول‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب،‭ ‬الذي‭ ‬جرى‭ ‬توزيعه‭ ‬على‭ ‬ضيوف‭ ‬المؤتمر،‭ ‬أكد‭ ‬مؤلفه‭ ‬فضيلة‭ ‬الشيخ‭ ‬الدكتور‭ ‬عبداللطيف‭ ‬آل‭ ‬محمود‭ ‬أن‭ ‬التعايش‭ ‬الاجتماعي‭ ‬كان‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬هو‭ ‬الإكسير‭ ‬الناجع‭ ‬للانتشار‭ ‬والاستمرار،‭ ‬والذي‭ ‬تمثل‭ ‬في‭ ‬أسس‭ ‬الإسلام‭ ‬الثابتة‭ ‬والنابعة‭ ‬من‭ ‬قيمه‭ ‬ومقاصده‭ ‬ومبادئه‭ ‬وقواعده‭ ‬وأحكامه‭ ‬ليحقق‭ ‬للأمة‭ ‬الإسلامية‭ ‬رسالتها‭ ‬العالمية‭ ‬‮«‬كنتم‭ ‬خير‭ ‬أمة‭ ‬أخرجت‭ ‬للناس‮»‬‭.‬

وتناول‭ ‬الكتاب‭ ‬في‭ ‬الفصل‭ ‬الأول‭ ‬موضوع‭ ‬الحضارات‭ ‬والحضارة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬وفي‭ ‬الفصل‭ ‬الثاني‭ ‬موضوع‭ ‬التعايش‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وأسسه،‭ ‬وفي‭ ‬الفصل‭ ‬الثالث‭ ‬موضوع‭ ‬مهددات‭ ‬التعايش‭ ‬الاجتماعي‭ ‬ومظاهرها‭ ‬ومعالجتها،‭ ‬وفي‭ ‬الفصل‭ ‬الرابع‭ ‬موضوع‭ ‬الملاءمة‭ ‬بين‭ ‬الانتماءات‭.‬

وتضمن‭ ‬الكتاب‭ ‬محاور‭ ‬مهمة،‭ ‬منها‭: ‬مفهوم‭ ‬الحضارة‭ ‬وشروط‭ ‬البناء‭ ‬الحضاري،‭ ‬ومسلمات‭ ‬الحضارة‭ ‬الغربية،‭ ‬والحضارة‭ ‬الإسلامية‭ ‬بين‭ ‬الازدهار‭ ‬والتدهور‭ ‬ومسلماتها،‭ ‬ومميزات‭ ‬القيم‭ ‬الإسلامية‭ ‬وتصنيفها،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬أسس‭ ‬التعايش‭ ‬بين‭ ‬المسلمين،‭ ‬وبين‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يدين‭ ‬بدين‭ ‬سماوي،‭ ‬وبين‭ ‬أتباع‭ ‬الديانات‭ ‬السماوية‭ ‬السابقة،‭ ‬وأسس‭ ‬التعايش‭ ‬بين‭ ‬المسلمين‭ ‬بعضهم‭ ‬مع‭ ‬بعض‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا