رئيس الأعلى للشؤون الإسلامية: البحرين نسجت بين مكوناتها صور التعايش البنّاء
انطلقت فعاليات اليوم الأول من مؤتمر الحوار الإسلامي-الإسلامي، الذي يقام برعاية صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل مملكة البحرين تحت شعار «أمة واحدة ومصير مشترك»، والذي ينظمه الأزهر الشريف، والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمملكة البحرين، ومجلس حكماء المسلمين بهدف لمّ شمل الأمة بمكوناتها المتعددة، وبيان مساحات الاتفاق الواسعة بين المسلمين ومنهج التعامل معها باعتبارها منطلقًا للحوار بين مذاهب المسلمين المتنوعة، وتعزيز دور العلماء والمرجعيات الدينية في رأب الصدع بين المذاهب المختلفة، ونبذ خطاب الكراهية.
وأجمع المشاركون في اليوم الأول من فعاليات المؤتمر على أن الحوار فرصة ثمينة لتبادل الآراء ومنطلق لفرض الحوار ونبذ التطرف وضرورة استغلال هذا النداء التاريخي لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف لعقد الحوار الإسلامي، الذي يلتئم فيه شمل الأسرة الإسلامية المباركة على الخير والمعروف، على أرض مملكة البحرين حيث انطلقت الجلسة الرئيسية بكلمة الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن راشد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالبحرين رئيس اللجنة العليا للمؤتمر.
وقد أكد رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالبحرين رئيس اللجنة العليا للمؤتمر أهمية التركيز على المشتركات الكثيرة بين المذاهب الإسلامية، والعمل بكل قوة لترسيخ القيم في الفكر والسلوك، بما يجعل التعايش والتفاهم، والتوافق، والاحترام المتبادل، خياراتٍ ثابتةً لا حياد عنها، وأشار إلى انه في ظل التحديات التي تعيشها الأمة الإسلامية، ينبغي للحريصين والمخلصين من قادة الأمة وعلمائها ونخبها، أن يوحدوا كلمتهم وصفوفهم، ويُعلوا فيهم مصلحة الجماعة المسلمة بكامل نسيجها الثري، ويعملوا على بناء مستقبلٍ مشرقٍ لأمتهم بروحٍ واحدة، من خلال التفاهم البنَّاء، والتكامل المنشود. كما نوه بنموذج مملكة البحرين التي حظيت بجغرافيا مميزة، وموقعٍ استراتيجيٍّ مهم، قد رسّخا قيمة التعايش في جذور هويتها؛ إذ كانت عبر العصور ملتقى حضاريًّا لمختلف الحضارات القديمة، ومركزًا حيويًّا لخطوط التجارة والملاحة، مما جعل أهلها منفتحين على التعاطي البنَّاء مع مختلف الأديان والمذاهب والمعتقدات، والأفكار والثقافات والحضارات.
وقال الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن راشد آل خليفة، رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمملكة البحرين رئيس اللجنة العليا للمؤتمر، إن رعاية صاحب الجلالة ملك مملكة البحرين لهذا المؤتمر تأتي انطلاقًا مما يوليه جلالته من حرص واهتمام كبيرين لكل ما من شأنه لمّ الشمل، وتعزيز الوحدة بين المسلمين، وتكريس قيم التعايش والتعاون والتكامل والإخاء بين الجميع، ومواصلة لجهود مملكة البحرين لنشر قيم الحوار والتسامح والتعايش المشترك، ومواقفها المشرفة لدعم قضايا الأمة ووحدة الصف الإسلامي.
شيخ الأزهر يقترح دستور أهل القبلة
فلسطين قضية الأمة الكبرى.. والموقف ضد تهجير الفلسطينيين مشرف
أكد أ. د أحمد الطيب شيخ الأزهر أن موضوع التقريب بين السنة والشيعة شغل أذهان علماء الأمة ردحا من الدهر، وحرصوا على دوام التذكير به في مجتمعات المسلمين، وترسيخه في عقولهم واستحضاره، بل استصحابه في وجدانهم ومشاعرهم كلما همت دواعي الفرقة والشقاق أن تطلّ برأسها القبيح، وتعبث بوحدتهم فتفسد عليهم أمر استقرارهم وأمنهم. ورغم كل ذلك لا يزال موضوع التقريب مفتوحا كأنه لم يمسسه قلم من قبلة.
وأشار شيخ الأزهر -خلال كلمته- إلى أهمية الاعتراف بأننا نعيش في أزمة حقيقية يدفع المسلمون ثمنها غاليا حيثما كانوا وأينما وجدوا، لافتا إلى أنه لا سبيل لمواجهة التحديات المعاصرة والأزمات المتلاحقة إلا باتحاد إسلامي يفتح قنوات الاتصال بين كل مكونات الأمة الإسلامية، دون إقصاء لأي طرف من الأطراف، مع احترام شؤون الدول وحدودها وسيادتها وأراضيها.
وعبر شيخ الأزهر عن ثقته بأن يخرج هذا المؤتمر بخطة جادة قابلة للتطبيق من أجل إقرار الوحدة والتفاهم والتعارف بين كل مدارس الفكر الإسلامي، ومن أجل حوار دائم تنبذ فيه أسباب الفرقة والفتنة والنزاع العرقي والطائفي على وجه الخصوص، ويركز فيه على نقاط الاتفاق والتلاقي، وأن ينص في قراراته على القاعدة الذهبية التي تقول: نتعاون فيما اتفقنا فيه، ويعذر بعضنا بعضا فيما نختلف فيه، كما ينص فيه على وقف خطابات الكراهية المتبادلة، وأساليب التفسيق والتبديع والتكفير، وضرورة تجاوز الصراعات التاريخية والمعاصرة بكل إشكالاتها ورواسبها السيئة، وأن يلتقي الجميع بقلوب سليمة وأيد ممدودة للجلوس، ورغبة حقيقية في تجاوز صفحة الماضي، وتعزيز الشأن الإسلامي، وأن يحذر المسلمون دعاة الفتنة والوقوع في شرك العبث باستقرار الأوطان، واستغلال المذهبية في التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وشق الصفوف بين مواطني الدولة الواحدة لزعزعة استقرارها الأمني والسياسي والمجتمعي، فكل أولئك جرائم بشعة ينكرها الإسلام، وتأباها الأخلاق الإنسانية والأعراف الدولية.
وطالب شيخ الأزهر أن نأخذ من تجارب غيرنا من المعاصرين ما يشحذ عزائمنا في تحقيق اتحاد إسلامي تعاوني يدافع عن حقوق هذه الأمة، ويدفع عن شعوبها الظلم والغطرسة والطغيان، لافتا إلى أن أوروبا بدولها السبع والعشرين لم تجد لها وسيلة تدافع بها عن شعوبها وتعزز سلامها واستقرارها، وتحفظ كيانها وشخصيتها من الانسحاق والذوبان، وتحقق -في ظله- نموها الاقتصادي، وتحمي بها ديمقراطية أبنائها، غير اتحادها وائتلافها، وذلك رغم تعدد أجناسها، واختلاف أعراقها، ولغاتها التي تجاوز عددها أربعا وعشرين لغة، ورغم تعدد معتقدات دينية ومذهبية لا تلتقي إلا في أقل القليل من العقائد والشعائر والتقاليد.
وقال إذا كان غير المسلمين قد استطاعوا -رغم كثرة العوائق- أن يحققوا اتحادا يتدرعون به في معاركهم السياسية والاقتصادية والثقافية، أفيعجز المسلمون -اليوم- عن تحقيق اتحاد تقتضيه ضرورات حياتهم، وبقاؤهم ثابتي الأقدام في مهب الريح العاتية والعواصف المدمرة، اتحاد ينبني على مشتركات ودعائم لم تتوافر لغيرهم من الأمم من الجغرافيا، والتاريخ، والجنس، واللغة، والدين، والتراث، والثقافة، والمصير المشترك.
واستدل شيخ الأزهر على حاجة الأمة للوحدة بما تواجهه القضية الفلسطينية من مخاطر؛ قائلا: «بلغت المؤامرة ضد أبنائها، بل ضد الأمة كلها حد السعي في تهجير أبنائها في غزة من ديارهم، والاستيلاء على أرضهم، لافتا إلى أنه من لطف الله تعالى في ذلك أن دفع أمتينا: العربية والإسلامية -شعوبا وقيادات- إلى موقف موحد ومشرف، يرفض هذا الظلم البيّن، والعدوان على أهل أرض مباركة، وعلى سيادة دول مسلمة مجاورة، وهو موقف مشجع يعيد الأمل في وحدة الصف الإسلامي».
وقدَّم شيخ الأزهر اقتراحا لعلماء الأمة المجتمعين في مؤتمر الحوار الإسلامي بالبحرين، مشيرا إلى أنه من باب الضرورات، لا من باب التحسينات، وهو أن يتمكن علماء الأمة الأكابر الممثلون للمذاهب المختلفة، والمجتمعون في هذا المؤتمر، من وضع ميثاق أو دستور يمكن أن نسميه: دستور أهل القبلة، أو الأخوة الإسلامية يتصدره الحديث الصحيح: «من صلى صلاتنا، واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا، فذاكم المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله؛ فلا تخفروا الله في ذمته».
وعبَّر شيخ الأزهر عن شكره لجلالةِ المَلِك لتفضُّلِه برعايةِ المؤتمر، في هذه الظُّرُوف التي تَقِفُ فيها أُمَّةُ الإسلام على مُفتَرَقِ طُرُقٍ، وفي مهَبِّ ريحٍ عَمياءَ عاتية، تكادُ تعصِفُ بحضارةِ خمسةَ عشرَ قرنًا من الزمان، وتقتلعها من الجذور، مُقدِّرًا لجلالتِه ولرجَالِه -مِنْ حَوْلِه- هذا «الاهتمام» بأمْرِ الأميتين العَرَبيَّةِ والإسلاميَّة، قائلا: «هذا «النَّبـه» الذَّكي يأتي لتدارُك ما يُمْكِن تداركُه من أجلِ إنقاذِ هذه «الأُمَّة» مِمَّا يُتربَّصُ بها ويُعَدُّ لها من موجباتِ الهَلاكِ والدَّمارِ والفَناء، ومن أخطارٍ عَرفْنا قوادمَها، واصْطَلينا بنيرانِها، ولا نَدْري -بَعْدُ- علامَ تنطوي خَوافيها وخَواتيمُها.
عضو مجلس خبراء القيادة في إيران: الوحدة
الإسلامية ليست خيارا فكريا بل ضرورة شرعية
أكد عضو مجلس خبراء القيادة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الشيخ أحمد مُبَلِّغي، أن تحقيق الوحدة الإسلامية ليس مجرد خيار فكري، بل هو ضرورة شرعية تمليها مقاصد الشريعة ذاتها. وشدد على أن الحوار بين المذاهب يجب أن يكون أولوية، لأنه السبيل لترميم العلاقات التي أضعفتها الخلافات، وإعادة بناء الأمة على أسس متينة من التفاهم والتآلف، مشيرا إلى أن الشريعة الإسلامية جاءت لتنظيم شؤون الأمة وضمان تماسكها، لا لترسيخ الفرقة أو الانقسام، موضحًا أن الشريعة ليست غاية في ذاتها، بل وُضعت لخدمة الدين وإقامته في حياة الناس.
وحذر الشيخ مُبَلِّغي من أن اختلال العلاقة بين الشريعة والأمة يؤدي إلى انحرافها عن دورها الأساس، فتتحول من أداة للتقريب بين المسلمين إلى عامل يُغذّي الانقسامات، وأوضح أن المشكلة لا تكمن في وجود الخلافات الفقهية، بل في توظيفها سياسيًا، بحيث تصبح وسيلة لإضعاف الأمة، بدلًا من أن تكون مصدرًا للتنوع والإثراء الفكري.
كما أكد أن الاختلاف في الفروع الفقهية لا ينبغي أن يتحول إلى قطيعة داخل الأمة، بل يجب التعامل معه بروح علمية ومنهجية شاملة، تدرك أن الإسلام جاء ليؤسس كيانًا واحدًا متماسكًا، وليس كيانات متفرقة تتنازع فيما بينها.
وتطرق الشيخ مُبَلِّغي إلى قضية تطور العلوم الإسلامية داخل كل مذهب بمعزل عن الرؤية الشمولية للأمة، معتبرًا أن هذا النهج أدى إلى إنتاج تصورات فقهية ضيّقة لا تعكس روح الشريعة في ارتباطها بالأمة. وأوضح أن المذاهب، عندما تعمل بمعزل عن بعضها البعض، تنتج رؤى فقهية لا تخدم وحدة المسلمين، بل تكرّس الانقسام، مما يضعف الدين ذاته ويحدّ من قدرته على التأثير في المجتمع.
وشدد على أن الشريعة لا يمكن أن تؤدي دورها الحقيقي إلا إذا استندت العلوم الإسلامية إلى رؤية ترى الأمة ككيان واحد، وتدرك أن الاختلاف الفقهي لا ينبغي أن يكون عائقًا أمام وحدة المسلمين، بل يجب أن يكون وسيلة لتعزيز التكامل بينهم.
ودعا الشيخ مُبَلِّغي إلى إعادة النظر في مناهج تدريس العلوم الإسلامية، بحيث تركز على المشترك بين المذاهب بدلاً من التركيز على نقاط الاختلاف، مشيرًا إلى أن أي مقاربة معرفية لا تراعي وحدة الأمة ستؤدي حتمًا إلى فصل الشريعة عن واقع المسلمين، ومن ثم عزلها عن الدين نفسه.
الأمين عام للتعاون الإسلامي: نشر قيم الاعتدال والتسامح أولوية
أكد حسين إبراهيم طه الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أهمية ترسيخ قيم التضامن والتعاون بين الدول الإسلامية لمواجهة التحديات المشتركة، مشددًا على الدور المحوري الذي تضطلع به المنظمة في تعزيز الحوار ونشر ثقافة الاعتدال والتعايش السلمي بين الشعوب.
وأشار إلى أن العالم الإسلامي يواجه تحديات متزايدة تشمل الأزمات السياسية والصراعات المسلحة، إضافة إلى المشكلات الاقتصادية والأمن الغذائي والتغير المناخي، مما يستوجب تكثيف الجهود والعمل المشترك للتصدي لها، مؤكدا أن منظمة التعاون الإسلامي تعمل باستمرار على إيجاد الحلول لهذه القضايا من خلال برامجها المتعددة، ومواصلة دورها في الدفاع عن قضايا الأمة، في مقدمتها القضية الفلسطينية، وحقوق الأقليات المسلمة في الدول غير الأعضاء. وشدد على أن نشر قيم الاعتدال والتسامح يجب أن يكون أولوية، وخاصة في ظل تنامي مظاهر «الإسلاموفوبيا»، والتطرف، وخطاب الكراهية، داعيًا العلماء والمفكرين إلى تحمل مسؤولياتهم في تعزيز الوعي بأهمية الحوار بين المذاهب الإسلامية، ودعم الجهود الرامية إلى بناء مجتمعات قائمة على مبادئ العدل والاحترام المتبادل.
رئيس وزراء ماليزيا: الوحدة لا تعني التطابق بل احترام التنوع
أكد أنور إبراهيم رئيس وزراء ماليزيا ضرورة ترسيخ قيم الوحدة بين الدول الإسلامية، مشددًا على أن هذه الوحدة لا تعني التطابق، بل تستند إلى احترام التنوع وتوظيفه لصالح الأمة الإسلامية.
وأشار إلى أن تاريخ الفكر الإسلامي يثبت أن الخلافات الفقهية والفكرية لم تكن يومًا سببًا للفرقة، بل ساهمت في إثراء الحضارة الإسلامية، مبينًا أن العودة إلى روح هذا الحوار البناء هي السبيل الأمثل لتعزيز التفاهم بين المذاهب والمدارس الفكرية المختلفة، موضحا أن الطائفية لم تعد مجرد قضية دينية، بل أصبحت أداة سياسية تُستخدم لزعزعة الاستقرار، وخاصة في الفضاء الرقمي، حيث يتم تضخيم الخلافات المذهبية وتأجيج النزاعات، ودعا إلى تبني أخلاقيات الحوار في العالم الرقمي، وتعزيز خطاب التسامح والتعددية لمواجهة الفكر الإقصائي.
كما شدد على أن الدول الإسلامية مطالبة بتنسيق جهودها على المستوى الدولي، وعدم السماح للخلافات السياسية بإضعاف موقفها الجماعي، وتناول في هذا السياق القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن استمرار الاحتلال والانتهاكات في غزة والضفة الغربية يفرض على الدول الإسلامية اتخاذ مواقف أكثر فعالية، لا تقتصر على الإدانات، بل تشمل الدعم الاقتصادي والدبلوماسي الملموس لنصرة الشعب الفلسطيني.
في جلسة (الحوار الإسلامي الإسلامي – الرؤية والمفاهيم والمنهج)..
مطالبات بتجاوز الخلافات التاريخية وترسيخ مفاهيم التعايش السلمي
اتفق المشاركون في الجلسة الأولى لمؤتمر الحوار الإسلامي – الإسلامي «أمة واحدة.. مصير مشترك»، على أهمية تعزيز الوحدة الإسلامية والتفاهم المشترك بين المذاهب، وذلك لمواجهة التحديات التي تهدد الأمة وأكد المتحدثون ضرورة تجاوز الخلافات التاريخية، والعمل على ترسيخ مفاهيم التعايش السلمي، مستندين إلى التجارب الناجحة في التقريب بين المذاهب.
كما أكدوا أن تحقيق الوحدة الإسلامية ليس أمرًا مستحيلًا، بل يتطلب جهودًا مشتركة على المستويات الفكرية والسياسية والاجتماعية. وأكدوا أن الإعلام يجب أن يكون أداة لتعزيز التقارب، لا وسيلة لإثارة النزاعات، مشيرين إلى أن العالم الإسلامي يزخر بتجارب ناجحة في التعايش السلمي، يمكن الاستفادة منها لإرساء نموذج عملي للوحدة، والتصدي للفكر المتطرف الذي يرسخه بعض أتباع المدارس الفكرية المختلفة.
وانطلقت فعاليات الجلسة بعنوان (الحوار الإسلامي الإسلامي – الرؤية والمفاهيم والمنهج)، وادارها الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو – الأمين العام السابق لمنظمة التعاون الإسلامي، بمشاركة الأستاذ الدكتور حسن الشافعي – عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، رئيس اتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية، والشيخ الدكتور حميد شهرياري – الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية في إيران، وشيخ الإسلام الله شكر باشازاده – القائد الروحي للمسلمين في أذربيجان وعموم القوقاز عضو مجلس حكماء المسلمين، والشيخ نوريزباي حاج تاغانولي أوتبينوف – المفتي العام لجمهورية كازاخستان رئيس الإدارة الدينية لمسلمي كازاخستان، والدكتور بشار عواد معروف – مفكر ومؤرخ، حيث بدأ الدكتور حسن الشافعي عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف عضو مجلس حكماء المسلمين، الجلسة بمداخلة أكد فيها وجود عوائق رئيسية تعرقل الوحدة الإسلامية منها ضعف المعرفة المتبادلة بين أتباع المذاهب الإسلامية، وانتشار الشائعات المغلوطة التي تكرس الصور النمطية السلبية.
وأشار إلى أن مواجهة هذه التحديات تتطلب نشر الوعي، وتعزيز الحوار، وإبراز القواسم المشتركة، مثل وحدة الكتاب والقِبْلة وأركان الدين الأساسية.
فيما أشار الدكتور حميد شهرياري الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية الى ضرورة التعاون بين البلدان الإسلامية من خلال إطار مؤسسي يجمعها تحت مظلة واحدة، أطلق عليها اسم «اتحادية البلدان الإسلامية»، وأكد أن التعاون وتوحيد الجهود سيسهم في تحقيق الأمن والاستقرار، ومواجهة التحديات التي تواجه العالم الإسلامي.
من جانبه، تحدث شيخ الإسلام الله شكر باشازاده، القائد الروحي للمسلمين في أذربيجان وعموم القوقاز، وعضو مجلس حكماء المسلمين، عن تجربة أذربيجان كنموذج للتعايش الإسلامي، حيث يعيش المسلمون من مختلف المذاهب في وئام، ويؤدون عباداتهم وفق تقويم موحد، دون تمييز بين السنة والشيعة، وأكد أن هذا الانسجام والتفاهم بين المذاهب يمثل نهج حياتنا، ويجسد سياسة دولتنا، ويعكس تراثنا.
من جانبه أشار الدكتور أسامة السيد الأزهري، وزير الأوقاف في جمهورية مصر العربية، الى أن التنوع المذهبي والفكري جزء من سنن الكون والحياة، مؤكدًا أن الخلافات الفقهية لا ينبغي أن تتحول إلى صراعات أو قطيعة بين أبناء الأمة الواحدة.
وفي السياق ذاته، أكد المفكر الإسلامي الدكتور بشار عواد معروف ضرورة أن يستند الحوار الإسلامي إلى رؤية منهجية واضحة، تركز على المشتركات بين المذاهب، وتجنب إثارة الخلافات العقائدية في الأوساط العامة.
فيما بدأ شيخ الإسلام الله شكر باشازاده – القائد الروحي للمسلمين في أذربيجان وعموم القوقاز عضو مجلس حكماء المسلمين، مداخلته بالتأكيد على أن المؤتمر فرصة للتضامن الإسلامي، وتوحيد الجهود لإيجاد الوفاق بين المذاهب والطوائف المختلفة.
جلسة «دور العلماء والمرجعيات في تجاوز عوائق التفاهم بين المذاهب» تدعو إلى:
رفض استغلال الدين في الصراعات وإعلاء مصلحة الأمة على كل انتماء آخر
تأسيس رابطة عالمية مستقلة عن أي أجندات طائفية لتعزيز التفاهم المشترك
خلصت جلسة العمل الثانية لمؤتمر الحوار الإسلامي الإسلامي الى مجموعة من التوصيات والرسائل المتمثلة في ان العلماء والمرجعيات الدينية هم ضمير الامة الناطق، وورثة حكمة الأنبياء وعليهم مسؤولية كبيرة في ترسيخ قيم التفاهم والحوار، وبناء وعي مستنير بأن الاختلاف سنة كونية تثري الدين وان التعددية المذهبية مجال للتكامل لا القطيعة.
حماية النسيج الاجتماعي
وأشارت الى انه ينتظر من كبار العلماء والمرجعيات الدينية التدخل السريع كوسطاء لحماية النسيج الاجتماعي، عبر بيانات مشتركة ترفض استغلال الدين في الصراعات، وتؤكد أن الخلاف الفقهي لا يبرر التمزق المجتمعي، وانه يقع على عاتق العلماء والمرجعيات الدينية مسؤولية كبرى في إعادة قراءة التراث الإسلامي بروح التفاهم والتقارب والتمييز بين ثوابت الدين ومتغيرات التاريخ، فهذا هو مفتاح الوحدة وجسر التلاقي، والطريق لإصلاح ما عبثت به الأيدي المتعصبة.
واشارت الجلسة التي حملت عنوان «دور العلماء والمرجعيات الدينية في تجاوز عوائق التفاهم بين المذاهب الإسلامية»، الى ان التفاهم الإسلامي مسؤولية تاريخية، ومهمتنا تطهير الإسلام من فخاخ الماضي، وتربية أجيال تقرأ التاريخ بعين النقد، وببصيرة التوفيق، ويمارسون الدين كرسالة محبة وسلام، مضيفة ان واجب الوقت على العلماء والمرجعيات الدينية ضرورة العمل على صياغة خطاب ديني يؤكد على مفهوم «المرجعية المشتركة»، بمنهجية تجمع بين الأصالة والمرونة، وتستنطق روح الشريعة، وتفرق بين الديني والسياسي، وبين الثابت والمتغير الاعلاء مصلحة الأمة على كل انتماء آخر.
بدوره طرح فضيلة الأستاذ الدكتور نظير عياد مفتي جمهورية مصر العربية رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم خلال مشاركته في الجلسة، بمجموعة من التوصيات تمثلت في، ضرورة تأسيس رابطة عالمية مستقلة تعنى بتوحيد جهود المؤسسات الرسمية وغير الرسمية العاملة في مجال التقريب، تهدف هذه الرابطة إلى تعزيز التفاهم المشترك، ودعم قيم المواطنة، وتطوير آليات التواصل المستدام بين العلماء والمؤسسات، مع ضمان استقلاليتها عن أي أجندات طائفية، لتصبح منصة جامعة تخدم قضايا الأمة بصدق وتجرد.
تعزيز العمل الإنساني بين الطوائف
وضرورة تعزيز العمل الإنساني المشترك بين الطوائف الإسلامية في «الإغاثة الطبية، ومحاربة الجهل والأمية، ومكافحة الجوع والفقر والمرض»، بهدف صرف الجهود لخدمة القضايا الإنسانية بعيدا عن الخلافات الفكرية والمذهبية، مما يسهم في ترسيخ روح الوحدة والانتماء المشترك ، واستثمار (الدراما والسينما والفنون) كأداة مبتكرة لتعزيز الوحدة الإسلامية، والعمل على تنظيم مهرجانات ثقافية مشتركة تجمع (الشعراء، والفنانين، والحرفيين)، لبناء جسور الفهم المشترك عبر الفن، الذي يعتبر لغة إنسانية تتجاوز الحواجز الفكرية والمذهبية.
والعمل على تعزيز دور المؤسسات التعليمية في نشر ثقافة التسامح والتعايش، من خلال تضمين المناهج الدراسية مواد تعزز قيم الوحدة الإسلامية، والاعتدال، والاحترام المتبادل بين الطوائف والمذاهب، بالإضافة إلى تنظيم ندوات ودورات تدريبية للأئمة والخطباء لترسيخ خطاب ديني متزن يدعو إلى المحبة والتآخي.
وإنشاء منصة إعلامية موحدة تضم علماء ومفكرين ومثقفين من مختلف المذاهب الإسلامية، تعنى بتقديم خطاب إعلامي موضوعي ومتوازن، يعمل على دحض الشائعات التي تؤجج الفتن، وتصحيح المفاهيم المغلوطة حول الولاء والبراء، وتعزيز الوعي بمخاطر التعصب والطائفية.
حوار شبابي بين الطوائف الإسلامية
وإطلاق مبادرات شبابية مشتركة تهدف إلى خلق بيئة تواصل وحوار بين الشباب من مختلف الطوائف الإسلامية، من خلال برامج تبادل ثقافي، ومعسكرات شبابية، ومشاريع تطوعية مشتركة، لغرس روح التعاون والانتماء المشترك بعيدا عن النزاعات والخلافات المذهبية.
من جانبه أوضح العلّامة السيد علي الأمين، عضو مجلس حكماء المسلمين، أن اختلاف العلماء في الرأي لم يكن يومًا سببًا للخلاف بين أتباعهم، بل إن التوظيف السياسي لهذا التنوع هو ما يؤدي إلى الانقسامات الحادة. مؤكدًا ضرورة تعزيز ثقافة المواطنة والعدل والمساواة بين أبناء الأمة، مشيرًا إلى أن تأسيس معاهد دينية مشتركة بين المذاهب سيسهم في ترسيخ قيم الوحدة الإسلامية والتسامح.
بدوره أشاد فضيلة الشيخ الخليفة محمد المدني تال، رئيس رابطة علماء الإسلام في السنغال، وخادم الحضرة العمرية التيجانية في السنغال، باستضافة مملكة البحرين لمؤتمر الحوار الإسلامي – الإسلامي، منوهًا بدور حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين المعظم، في كافة المبادرات التي تهدف إلى ترسيخ قيم التسامح والتعايش السلمي، واحترام التعددية، ودعم الحريات والممارسات الدينية.
دور العلماء في تحقيق التفاهم بين المذاهب
من ناحيته شدد سماحة الدكتور علي عبدالصاحب الحكيم الأمين العام لمؤسسة الإمام الحكيم، على أهمية إدراك أن الاختلاف الفقهي هو حقيقة فطرية لا ينبغي أن تتحول إلى سبب للصراع أو العنف، وضرورة فهم المختلف ثقافيًّا وفكريًّا واجتماعيًّا، من خلال التعرف على المناحي الثقافية والفكرية والاجتماعية والمشارب المذهبية ولو بالحد الأدنى من الأنس الذهني بالمذاهب الأخرى.
كما أكد الأستاذ الدكتور سعيد شبار، الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى بالمغرب، وأستاذ التعليم العالي بجامعة السلطان مولاي سليمان، ضرورة عودة العلماء إلى دورهم الحقيقي في تحقيق التفاهم بين المذاهب، من خلال التركيز على المشتركات الدينية والأصول المتفق عليها، بدلًا من التركيز على الجزئيات الخلافية.
أمين عام مكتب مفتي عمان: الحوار الإسلامي ضرورة لتعزيز التفاهم ونبذ الفرقة
أكد فضيلة الشيخ أحمد بن سعود السيابي أن الحوار بين المذاهب الإسلامية هو الوسيلة الأكثر فعالية لتحقيق التقارب والتفاهم، وتعزيز ثقافة التعايش المشترك، موضحا أن الحوار لا يقتصر على كونه تبادلًا للأفكار، بل هو أداة أساسية لإزالة المفاهيم المغلوطة وتقليل النزاعات التي قد تعصف بوحدة الأمة الإسلامية.
وأشار إلى أن التاريخ الإسلامي شهد فترات ازدهار عندما كان العلماء والمفكرون قادرين على إدارة خلافاتهم بالحوار والنقاش العلمي، بينما أدت التفسيرات المتشددة والتدخلات السياسية إلى إذكاء الانقسامات. وأضاف أن الحوار، عندما يُبنى على أسس الاحترام المتبادل والإنصاف والرغبة الصادقة في التفاهم، يؤدي إلى تحقيق التقارب بين المسلمين بدلاً من تعميق الخلافات.
واستعرض الشيخ السيابي التحديات التي تعترض جهود الحوار الإسلامي، من أبرزها سوء الفهم المتبادل، والتفسيرات الخاطئة للنصوص الدينية، واستخدام الخلافات المذهبية لأغراض سياسية. وأوضح أن هذه العوامل ساهمت في تأجيج النزاعات، ما يستوجب تكثيف الجهود لتصحيح هذه المفاهيم وتعزيز ثقافة الحوار كقيمة إسلامية أصيلة.
وشدد على أن نجاح الحوار يتطلب توافر مجموعة من الشروط الأساسية، أهمها الصدق والإخلاص في النوايا، والتعامل بمرونة مع القضايا الخلافية، بالإضافة إلى احترام الطرف الآخر وعدم محاولة فرض الآراء عليه. وأكد أن الاختلاف في وجهات النظر يجب أن يكون عاملًا للإثراء الفكري وليس سببًا للفرقة والعداء.
وأكد الشيخ السيابي أن الحوار الإسلامي ليس ترفًا فكريًا، بل هو ضرورة عملية لضمان وحدة المسلمين واستقرار مجتمعاتهم. وأشار إلى أن التجارب السابقة أثبتت أن الحوار، عندما يكون مبنيًا على أسس سليمة، فإنه يسهم في تقوية النسيج الاجتماعي والتقارب بين المذاهب المختلفة. وشدد على أن مستقبل الأمة الإسلامية مرهون بقدرتها على إدارة اختلافاتها بالحوار الهادف، بدلًا من اللجوء إلى النزاعات والصراعات. وأكد أن الحوار الإسلامي، عندما يكون قائمًا على مبادئ العدل والاحترام، يمكن أن يكون مفتاحًا لإحياء روح التعاون بين المسلمين وتعزيز وحدتهم في مواجهة التحديات المشتركة.
الأستاذ في (حوزة قم ) الشيخ محمد رضا:
البحرين تعد نموذجا للتعايش السلمي ولها مبادرات أسهمت في توحيد صف المسلمين
أكد سماحة الشيخ محمد رضا نائيني، الأستاذ في حوزة قم بالجمهورية الإسلامية الإيرانية، أن العالم الإسلامي اليوم له دور كبير في إيجاد الألفة والوحدة والترابط بين أبناء الأمة الإسلامية.
وفي تصريح خاص لوكالة أنباء البحرين (بنا)، شدد الشيخ محمد رضا على أن مثل هذه المؤتمرات تؤكد مسيرة الوحدة الإسلامية، التي من خلالها يتحقق نجاح الأمة عبر الترابط بين مختلف المذاهب الإسلامية، فهي أمة واحدة، وأمة عز وتآلف.
وأشار إلى أن مملكة البحرين تعد نموذجًا للتعايش السلمي، ولها مبادرات أسهمت في توحيد صف المسلمين وتقوية العلاقات بين مختلف المذاهب الإسلامية.
وأضاف أن تقوية العلاقات بين الدول الإسلامية يتحقق من خلال الحوار وتقبل الآراء، مشيرًا إلى أن جلسات مؤتمر الحوار الإسلامي - الإسلامي «أمة واحدة... مصير مشترك» لها دور كبير في الخروج بأفكار موحدة توثق الروابط الإسلامية، وتمنع الخلافات والفرقة، وتؤكد أن الأمة الإسلامية واحدة، وأمة عز وكرامة.
الأمين العام لمكتب المفتي العام لسلطنة عمان:
دفعة إيجابية لمستقبل الأمة الإسلامية
أكد فضيلة الشيخ أحمد بن سعود السيابي، الأمين العام لمكتب المفتي العام لسلطنة عمان، أهمية تنظيم مؤتمر الحوار الإسلامي - الإسلامي بعنوان «أمةٌ واحدةٌ ... مصيرٌ مشترك» في مملكة البحرين، الذي يُعد جزءًا من سلسلة مؤتمرات تهدف إلى تعزيز الوحدة والتقارب بين المسلمين. وقال إن هذا المؤتمر يأتي ليسلط الضوء على أهمية الوحدة والتفاهم بين المسلمين، خاصة في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه الأمة الإسلامية.
وأضاف أن قوة المؤتمر وتأثيره يكمنان في الكلمات والأبحاث المقدمة فيه، والتي تعكس قوة المسلمين كأمة واحدة، ما يعزز موقفهم أمام الآخرين. وشدد على دور مملكة البحرين، بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، في احتضان مثل هذا المؤتمر المهم، وهي جهود تستحق الشكر والثناء، إذ يمثل المؤتمر دفعة إيجابية لمستقبل الأمة الإسلامية، ويعزز التعاون بين العلماء والمفكرين.
وأوضح فضيلة الشيخ السيابي أن هذا المؤتمر يبرز أهمية العمل الجماعي ويؤكد دور التعاون بين المسلمين لمواجهة التحديات، ويسهم في ترسيخ فكرة أن المسلمين يجب أن يكونوا صوتًا واحدًا في قضاياهم المشتركة. فالمؤتمر يُعد منصة مهمة لتبادل الأفكار والرؤى التي يمكن أن تسهم في تعزيز الوحدة الإسلامية، ما يُبرز دور الدول العربية عامة، ومملكة البحرين خاصة، في دعم وتعزيز الحوار بين المسلمين.
العلامة السيد علي الأمين:
المؤتمر يعزز من تلاحم الأمة الإسلامية ويرفض دعوات الفرقة والتطرف
أكد العلامة السيد علي الأمين، عضو مجلس حكماء المسلمين، أن مؤتمر الحوار الإسلامي - الإسلامي، الذي ينعقد في مملكة البحرين تحت عنوان «أمةٌ واحدةٌ... مصيرٌ مشترك»، استمد أهميته من الرعاية الكريمة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم. وقال إن انعقاده يأتي في ظروف استثنائية تمر بها الأمة الإسلامية. وشدد العلامة السيد الأمين على أهمية التلاحم، موضحًا أن المؤتمر يسهم في تعزيز الترابط بين أبناء الأمة الواحدة، ويرفض دعوات الفرقة والتطرف، متوقعًا أن يسهم المؤتمر بشكل إيجابي في مواجهة الأخطار المحدقة بالأمة، ومؤكدًا تطلعه إلى الخروج بتوصيات مهمة تهدف إلى تعزيز التواصل والتلاقي بين أبناء الأمة، مع تأكيد الوحدة والتعاون.
وأشار إلى أن هذا المؤتمر، من خلال كلماته الافتتاحية وجلساته المهمة، يمثل خطوة نحو تعزيز الوحدة بين الدول الإسلامية في مواجهة التحديات المشتركة، مشددًا على الحاجة الملحة الى تجاوز الخلافات الداخلية والتركيز على القضايا المشتركة، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ومتمنيًا أن يتم العمل على بناء أسس قوية للتعاون والتضامن بين الدول الإسلامية.
الشيخ الدكتور عبدالوهاب طه السامرائي:
البحرين منبع السلام وتعزيز الوحدة الإسلامية
أكد الدكتور الشيخ عبدالوهاب طه السامرائي، عضو المجمع الفقهي العراقي لكبار العلماء للدعوة والإفتاء بجمهورية العراق، أن مؤتمر الحوار الإسلامي - الإسلامي (أمة واحدة ومصير مشترك) يحمل أهمية كبرى في ظل الحاجة الملحة إلى تعزيز وحدة الصف الإسلامي وتقويته.
وأوضح الدكتور السامرائي أن المؤتمر يسعى إلى ترسيخ احترام وجهات النظر المختلفة، والابتعاد بالأمة عن العنف والانقسام، انطلاقًا من تعاليم الدين الإسلامي الداعية إلى التآخي والتقارب.
وأضاف: «يجب أن نثبت للعالم أننا أمة موحدة من خلال الالتفاف حول القادة السياسيين وطرح المبادرات العملية التي تسهم في توحيد الخطاب الديني وتعزيز التقارب بين المذاهب والطوائف الإسلامية».
وأشار إلى أن الشباب يشكلون ركيزة أساسية لقوة الأمة الإسلامية ومستقبلها، معوّلًا عليهم في إكمال مسيرة وحدة الصف الإسلامي ودعم الجهود الرامية إلى التلاحم والتكاتف.
وختم تصريحه قائلًا: «مملكة البحرين، كما عهدناها، تمثل منبعًا للسلام والدعوة إلى الوحدة، وتؤمن بتعدد الآراء وطرح الرأي والرأي الآخر، وما نشهده اليوم في مؤتمر الحوار الإسلامي الإسلامي بالبحرين خير شاهد على هذا النهج».
مدير مركز تعزيز الوسطية بالكويت:
الحوار الإسلامي ضرورة لمواجهة التحديات وتعزيز وحدة الصف
أكد د. عبدالله مطير الشريكة، مدير مركز تعزيز الوسطية في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة الكويت الشقيقة عضو مجلس الحكماء التنسيقي الأوروبي (آمال)، أهمية تنظيم مؤتمر الحوار الإسلامي – الإسلامي بعنوان «أمة واحدة... مصير مشترك» في مملكة البحرين، الذي يأتي ليؤكد ضرورة تعزيز ثقافة التعايش السلمي ووحدة الصف.
وأشاد د. الشريكة برعاية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، مبيناً أن المؤتمر يتميز بمستوى العلماء المشاركين، وبما يطرحه من دعم للقضايا الدينية والسياسية والاقتصادية.
وأكد د. الشريكة أهمية الوحدة الإسلامية ودورها في الحد من الفتن والتعصب والطائفية، مشيرًا إلى أن العمل الإسلامي الجماعي يسهم في تحقيق الخير للأمة الإسلامية، وهو ما يسعى المؤتمر إلى تحقيقه من خلال التوصيات والنتائج الإيجابية التي ستعود بالنفع على الأمة، مبيناً أن هذا المؤتمر يمثل منصة مهمة لتبادل الأفكار والتوصل إلى توصيات فعالة تخدم مصلحة الأمة الإسلامية جمعاء.
الأمين العام السابق لمنظمة التعاون الإسلامي:
المؤتمر منصة عالمية تهدف إلى تعزيز الوحدة
أكد السيد أكمل الدين إحسان أوغلو، الأمين العام السابق لمنظمة التعاون الإسلامي، أن مؤتمر الحوار الإسلامي - الإسلامي يمثل منصة عالمية لتعزيز الوحدة وترسيخ منهج الحوار بين مكونات الأمة الإسلامية، مشيدًا برعاية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، لهذا المؤتمر المهم، الذي يسعى إلى مواجهة خطابات الكراهية، وتعزيز التفاهم والحوار بين المذاهب الإسلامية.
وأشار إلى أهمية توقيت انعقاد المؤتمر، إذ يأتي في خضم تحديات كبيرة تواجه المنطقة الإسلامية، ولا سيما ما يتعلق بالشأن الفلسطيني، مؤكدًا في هذا الصدد أهمية تنسيق الجهود بين المؤسسات الإسلامية المختلفة لمواجهة الأوضاع الراهنة.
وثمَّن أوغلو استضافة مملكة البحرين هذا الحدث المهم، باعتباره مبادرة قيمة، متوقعًا أن يكون بيانه الختامي وثيقة مهمة تحدد معالم الطريق في هذا الوقت التاريخي الذي تمر به الأمة الإسلامية.
الدكتور إبراهيم البرزنجي من إقليم كردستان العراق:
خطوة مهمة لتوحيد الصف وتعزيز الاتفاق
أكد الدكتور إبراهيم البرزنجي، من وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في حكومة إقليم كردستان العراق، أهمية عقد مؤتمر الحوار الإسلامي - الإسلامي بعنوان «أمةٌ واحدةٌ... مصيرٌ مشترك» في مملكة البحرين، والذي يأتي في مرحلة مهمة من تاريخ الأمة الإسلامية، حيث يعاني المسلمون من التفرقة وتأثير الفتاوى غير المنضبطة.
وقال إن الدعوة إلى الوحدة تمثل خطوة مهمة لتوحيد الصف الإسلامي، كما تشجع على الاتفاق في الأمور الكلية بدلًا من التركيز على الخلافات المذهبية.
وشدد الدكتور البرزنجي على أهمية دور العلماء في تقليل الخلافات، واحترام الاختلافات الطبيعية بين المذاهب، والتي ينبغي ألا تتحول إلى مجادلات تؤثر سلبًا على الأمة، متطلعًا إلى الخروج بتوصيات مستقبلية تهدف إلى تعزيز الوحدة بين المسلمين.
وأكد الدكتور البرزنجي دور العلماء والباحثين في مواجهة التحديات التي تمر بها الأمة الإسلامية.
قاضي قضاة دولة فلسطين:
القضية الفلسطينية مهددة بالتصفية.. ونتطلع إلى موقف عربي وإسلامي للتصدي لهذا المخطط
أكد الشيخ الدكتور محمود الهباش، قاضي قضاة دولة فلسطين، رئيس مجلس القضاة الشرعي، ومستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية، أن مؤتمر الحوار الإسلامي - الإسلامي «أمةٌ واحدةٌ... مصيرٌ مشترك»، وانعقاده في مملكة البحرين تحت رعاية كريمة من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، يمثل منصة مهمة لتوحيد الجهود الإسلامية، وتعزيز الوعي الديني والاجتماعي، مشيرًا إلى أهمية انعقاده في هذا الوقت الذي تواجه فيه الأمة الإسلامية تحديات كبيرة، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وأهمية حماية المقدسات.
وأكد الشيخ الدكتور الهباش الحاجة الملحة إلى وحدة الأمة الإسلامية، موضحًا أن الخلافات والتحديات الكبيرة التي تواجهها الأمة تستوجب الوحدة والائتلاف بين المسلمين، ما يعزز التعاون والتضامن في مواجهة المخاطر، ويسهم في النهوض بالقضية الفلسطينية، التي تمثل جوهر قضايا الأمة الإسلامية.
وأكد الشيخ الدكتور محمود الهباش، قاضي قضاة دولة فلسطين، رئيس مجلس القضاة الشرعي، ومستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية، أن فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين يتحدث باسم الامة الإسلامية ككل.
وشدد على أهمية توحيد الأمة الإسلامية حيث إنها عندما تفرقت ضعفت، وعندما ضعفت ضاعت حقوقها، منها أراضي فلسطين، ولكي تعود فلسطين يجب ان تعود الأمة الى وحدتها، حيث ان هذه هي الرسالة التي يحملها هذا المؤتمر الإسلامي، ولكي تستطيع الامة ان تحقق أهدافها وآمالها وتطلعات شعوبها.
وقال الهباش: بغضّ النظر عن الاختلافات السياسية والمذهبية والتباينات الجغرافية فإن الامة الإسلامية يجمعها دين واحد وقرآن واحد ونبي واحد وقبلة واحدة، وهذه المقومات تستطيع ان تعيد حقوقها وخاصةً حقها في أرض فلسطين.
وأكد ان رعاية جلالة الملك المعظم لهذا المؤتمر الإسلامي تعكس إيمانه بضرورة الوحدة ونبذ الخلافات حيث تعدّ هذه اللفة عظيمة تضع الجميع أمام مسؤوليات كبيرة، ورسالة موجهة، فإذا لم ننهض جميعًا فسوف نؤكل فرادى.
أما بخصوص القمة العربية الاستثنائية فتأتي في ظرف شديد الخطورة حيث ان فلسطين الآن لم تعد فقط مهددة بالاحتلال، وإنما مهددة بالتهجير وإخراج أهلها من الديار، وبالتالي تصفية القضية الفلسطينية بالكامل فضلا عما يحمله هذا المخطط الخطير من مخاطر وتهديدات لأمن دول العربية المجاورة، وبالذات مصر والأردن، ولهذا نأمل ان تتمخض هذه القمة عن قرارات قوية بحجم المواقف التي قدمتها الدول العربية والإسلامية حتى هذه اللحظة.
وأضاف الهباش أن ارض فلسطين موجودة وقائمة، ففي كل بلد وجدت الاختلافات السياسية، ولهذا يجب الا تكون هذه الخلافات سببا في تفرقة الامة عن قضاياها المشتركة حتى لو كان هناك خلافات بين الفصائل الفلسطينية والتي تعد اختلافات في رؤى سياسية فقط، ولكن حتى هذه الاختلافات مهما عظمت يجب الا تكون مانعا لتدخل الامة لإسناد فلسطين مناديًا «بـ(دعوا) خلافات الفلسطينيين الداخلية للفلسطينيين».. الأمة الإسلامية اليوم يجب ان تقف مع فلسطين كلها.
أما دعوة شيخ الازهر إلى الوحدة ووضع دستور جامع أو ميثاق جامع يجمع كل أجزاء الامة الإسلامية فإنها ستحفظ الامة الإسلامية وستكون قوة إضافية للقضية الفلسطينية حيث إن الاستعمار زرع إسرائيل في قلب العالم العربي والإسلامي، وعندما نتحد نستطيع الرد على الاستعمار «بوحدتنا تعود فلسطين وتتحرر».
المفتي العام لمسلمي روسيا:
للبحرين وقائدها دور مهم في تعزيز وحدة الصف الإسلامي
أكد فضيلة الشيخ طلعت تاج الدين، المفتي العام ورئيس النظارة المركزية لمسلمي روسيا، أن لمملكة البحرين وقائدها، حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظَّم، دورًا مهمًا في تعزيز وحدة الصف الإسلامي.
وقال إن تنظيم مؤتمر الحوار الإسلامي - الإسلامي بعنوان «أمةٌ واحدةٌ... مصيرٌ مشترك» يمثل تجمعًا مهمًا للخير، خاصة في ظل الظروف العالمية والتحديات الكبيرة.
وشدد فضيلته على أهمية توحيد صفوف الأمة الإسلامية، مشيرًا إلى أهمية العمل على مواجهة التحديات والحفاظ على القيم الإنسانية والدينية التي ورثتها الأمة عبر العصور، موضحًا دور هذه القيم في تعزيز التعاون بين الشعوب، ودعم التعلم بما يخدم التعاون الثقافي والاجتماعي. كما أكد حقيقة الإيمان والإسلام، خاصة في ظل الظروف الراهنة، وأهمية التمسك بالدين في مواجهة الفتن.
ونوّه بدور مملكة البحرين المهم والحيوي في توجيه الأمة نحو التعاون والوحدة، وهو توجهٌ يجب دعمه وتقديره، بما يحقق الخير والبر للمجتمعات الإسلامية.
واختتم فضيلة الشيخ تاج الدين تصريحه بتأكيد أهمية التعاون والتضامن بوصفهما حاجة ملحة للدول الإسلامية لمواجهة التحديات العالمية، ما يتطلب توحيد الجهود وتعزيز العلاقات بين الشعوب على أساس التعايش والتعاون واحترام الثقافات المختلفة.
رئيس المجلس الأعلى لمنهاج القرآن الدولي بباكستان يشيد بدور البحرين في جمع علماء الأمة للتحاور والتفاهم
أكد الدكتور حسن محيي الدين القادري، رئيس المجلس الأعلى لمنهاج القرآن الدولي عضو مجلس الأمناء وعميد كلية الحقوق بجامعة المنهاج في باكستان على أن الأمة الإسلامية بحاجة الى التشديد على وحدتها وقوتها، والابتعاد عن الفرقة والخلافات وتقبل الاختلاف فيما بينها حتى تستطيع أن تكون أمة قوية في وجه التحديات.
وفي تصريح خاص لوكالة أنباء البحرين (بنا)، بين الدكتور حسن القادري أن مؤتمر الحوار الإسلامي - الإسلامي (أمة واحدة مصير مشترك) هو تعبير عملي على وحدة أمتنا الإسلامية التي نظهرها للعالم ونعيشها في دولنا ونسعى للتقريب أكثر بين المذاهب الإسلامية، ونعالج الاختلافات فيما بيننا بالرجوع إلى كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة النبي الأكرم.
وأشاد بما تقوم به مملكة البحرين ممثلة بحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، في جمع علماء وحكماء ومفكرين ومرجعيات من مختلف دول العالم في مكان واحد للتحاور والتفاهم وتقبل الرأي والرأي الآخر، وقال «إن الاختلاف في أمة محمد (ص) رحمة فيما بينهم وهو ما أكده نبي الرحمة، وموقفنا جميعًا هو وحدة الأمة الإسلامية». وتطرق رئيس المجلس الأعلى لمنهاج القرآن الدولي في تصريحه لـ (بنا) إلى المساعي الحثيثة التي يعمل من خلالها المجلس من أجل إعلاء وحدة الأمة الإسلامية والتقريب بين المذاهب ونشر الوسطية، وذلك من خلال عمل المجلس في 90 دولة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك