العدد : ١٧١٣٦ - الجمعة ٢١ فبراير ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٢ شعبان ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٣٦ - الجمعة ٢١ فبراير ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٢ شعبان ١٤٤٦هـ

أخبار البحرين

«أمة واحدة ومصير مشترك»:
علماء الإسلام على أرض البحرين دعما لتلاقي الأمة ونبذا للفتن

الخميس ٢٠ فبراير ٢٠٢٥ - 02:00

رئيس الأعلى للشؤون الإسلامية: البحرين نسجت بين مكوناتها صور التعايش البنّاء


انطلقت‭ ‬فعاليات‭ ‬اليوم‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬مؤتمر‭ ‬الحوار‭ ‬الإسلامي‭-‬الإسلامي،‭ ‬الذي‭ ‬يقام‭ ‬برعاية‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ ‬‮«‬أمة‭ ‬واحدة‭ ‬ومصير‭ ‬مشترك‮»‬،‭ ‬والذي‭ ‬ينظمه‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف،‭ ‬والمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للشؤون‭ ‬الإسلامية‭ ‬بمملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬ومجلس‭ ‬حكماء‭ ‬المسلمين‭ ‬بهدف‭ ‬لمّ‭ ‬شمل‭ ‬الأمة‭ ‬بمكوناتها‭ ‬المتعددة،‭ ‬وبيان‭ ‬مساحات‭ ‬الاتفاق‭ ‬الواسعة‭ ‬بين‭ ‬المسلمين‭ ‬ومنهج‭ ‬التعامل‭ ‬معها‭ ‬باعتبارها‭ ‬منطلقًا‭ ‬للحوار‭ ‬بين‭ ‬مذاهب‭ ‬المسلمين‭ ‬المتنوعة،‭ ‬وتعزيز‭ ‬دور‭ ‬العلماء‭ ‬والمرجعيات‭ ‬الدينية‭ ‬في‭ ‬رأب‭ ‬الصدع‭ ‬بين‭ ‬المذاهب‭ ‬المختلفة،‭ ‬ونبذ‭ ‬خطاب‭ ‬الكراهية‭.‬

وأجمع‭ ‬المشاركون‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬فعاليات‭ ‬المؤتمر‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الحوار‭ ‬فرصة‭ ‬ثمينة‭ ‬لتبادل‭ ‬الآراء‭ ‬ومنطلق‭ ‬لفرض‭ ‬الحوار‭ ‬ونبذ‭ ‬التطرف‭ ‬وضرورة‭ ‬استغلال‭ ‬هذا‭ ‬النداء‭ ‬التاريخي‭ ‬لفضيلة‭ ‬الإمام‭ ‬الأكبر‭ ‬شيخ‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف‭ ‬لعقد‭ ‬الحوار‭ ‬الإسلامي،‭ ‬الذي‭ ‬يلتئم‭ ‬فيه‭ ‬شمل‭ ‬الأسرة‭ ‬الإسلامية‭ ‬المباركة‭ ‬على‭ ‬الخير‭ ‬والمعروف،‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬حيث‭ ‬انطلقت‭ ‬الجلسة‭ ‬الرئيسية‭ ‬بكلمة‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للشؤون‭ ‬الإسلامية‭ ‬بالبحرين‭ ‬رئيس‭ ‬اللجنة‭ ‬العليا‭ ‬للمؤتمر‭.‬

وقد‭ ‬أكد‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للشؤون‭ ‬الإسلامية‭ ‬بالبحرين‭ ‬رئيس‭ ‬اللجنة‭ ‬العليا‭ ‬للمؤتمر‭ ‬أهمية‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬المشتركات‭ ‬الكثيرة‭ ‬بين‭ ‬المذاهب‭ ‬الإسلامية،‭ ‬والعمل‭ ‬بكل‭ ‬قوة‭ ‬لترسيخ‭ ‬القيم‭ ‬في‭ ‬الفكر‭ ‬والسلوك،‭ ‬بما‭ ‬يجعل‭ ‬التعايش‭ ‬والتفاهم،‭ ‬والتوافق،‭ ‬والاحترام‭ ‬المتبادل،‭ ‬خياراتٍ‭ ‬ثابتةً‭ ‬لا‭ ‬حياد‭ ‬عنها،‭ ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬انه‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تعيشها‭ ‬الأمة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬ينبغي‭ ‬للحريصين‭ ‬والمخلصين‭ ‬من‭ ‬قادة‭ ‬الأمة‭ ‬وعلمائها‭ ‬ونخبها،‭ ‬أن‭ ‬يوحدوا‭ ‬كلمتهم‭ ‬وصفوفهم،‭ ‬ويُعلوا‭ ‬فيهم‭ ‬مصلحة‭ ‬الجماعة‭ ‬المسلمة‭ ‬بكامل‭ ‬نسيجها‭ ‬الثري،‭ ‬ويعملوا‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬مستقبلٍ‭ ‬مشرقٍ‭ ‬لأمتهم‭ ‬بروحٍ‭ ‬واحدة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التفاهم‭ ‬البنَّاء،‭ ‬والتكامل‭ ‬المنشود‭. ‬كما‭ ‬نوه‭ ‬بنموذج‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬التي‭ ‬حظيت‭ ‬بجغرافيا‭ ‬مميزة،‭ ‬وموقعٍ‭ ‬استراتيجيٍّ‭ ‬مهم،‭ ‬قد‭ ‬رسّخا‭ ‬قيمة‭ ‬التعايش‭ ‬في‭ ‬جذور‭ ‬هويتها؛‭ ‬إذ‭ ‬كانت‭ ‬عبر‭ ‬العصور‭ ‬ملتقى‭ ‬حضاريًّا‭ ‬لمختلف‭ ‬الحضارات‭ ‬القديمة،‭ ‬ومركزًا‭ ‬حيويًّا‭ ‬لخطوط‭ ‬التجارة‭ ‬والملاحة،‭ ‬مما‭ ‬جعل‭ ‬أهلها‭ ‬منفتحين‭ ‬على‭ ‬التعاطي‭ ‬البنَّاء‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬الأديان‭ ‬والمذاهب‭ ‬والمعتقدات،‭ ‬والأفكار‭ ‬والثقافات‭ ‬والحضارات‭.‬

وقال‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للشؤون‭ ‬الإسلامية‭ ‬بمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬رئيس‭ ‬اللجنة‭ ‬العليا‭ ‬للمؤتمر،‭ ‬إن‭ ‬رعاية‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬ملك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لهذا‭ ‬المؤتمر‭ ‬تأتي‭ ‬انطلاقًا‭ ‬مما‭ ‬يوليه‭ ‬جلالته‭ ‬من‭ ‬حرص‭ ‬واهتمام‭ ‬كبيرين‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬لمّ‭ ‬الشمل،‭ ‬وتعزيز‭ ‬الوحدة‭ ‬بين‭ ‬المسلمين،‭ ‬وتكريس‭ ‬قيم‭ ‬التعايش‭ ‬والتعاون‭ ‬والتكامل‭ ‬والإخاء‭ ‬بين‭ ‬الجميع،‭ ‬ومواصلة‭ ‬لجهود‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لنشر‭ ‬قيم‭ ‬الحوار‭ ‬والتسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬المشترك،‭ ‬ومواقفها‭ ‬المشرفة‭ ‬لدعم‭ ‬قضايا‭ ‬الأمة‭ ‬ووحدة‭ ‬الصف‭ ‬الإسلامي‭.‬

 

شيخ الأزهر يقترح دستور أهل القبلة

فلسطين قضية الأمة الكبرى.. والموقف ضد تهجير الفلسطينيين مشرف


أكد‭ ‬أ‭. ‬د‭ ‬أحمد‭ ‬الطيب‭ ‬شيخ‭ ‬الأزهر‭ ‬أن‭ ‬موضوع‭ ‬التقريب‭ ‬بين‭ ‬السنة‭ ‬والشيعة‭ ‬شغل‭ ‬أذهان‭ ‬علماء‭ ‬الأمة‭ ‬ردحا‭ ‬من‭ ‬الدهر،‭ ‬وحرصوا‭ ‬على‭ ‬دوام‭ ‬التذكير‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬مجتمعات‭ ‬المسلمين،‭ ‬وترسيخه‭ ‬في‭ ‬عقولهم‭ ‬واستحضاره،‭ ‬بل‭ ‬استصحابه‭ ‬في‭ ‬وجدانهم‭ ‬ومشاعرهم‭ ‬كلما‭ ‬همت‭ ‬دواعي‭ ‬الفرقة‭ ‬والشقاق‭ ‬أن‭ ‬تطلّ‭ ‬برأسها‭ ‬القبيح،‭ ‬وتعبث‭ ‬بوحدتهم‭ ‬فتفسد‭ ‬عليهم‭ ‬أمر‭ ‬استقرارهم‭ ‬وأمنهم‭. ‬ورغم‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬موضوع‭ ‬التقريب‭ ‬مفتوحا‭ ‬كأنه‭ ‬لم‭ ‬يمسسه‭ ‬قلم‭ ‬من‭ ‬قبلة‭.‬

وأشار‭ ‬شيخ‭ ‬الأزهر‭ -‬خلال‭ ‬كلمته‭- ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬الاعتراف‭ ‬بأننا‭ ‬نعيش‭ ‬في‭ ‬أزمة‭ ‬حقيقية‭ ‬يدفع‭ ‬المسلمون‭ ‬ثمنها‭ ‬غاليا‭ ‬حيثما‭ ‬كانوا‭ ‬وأينما‭ ‬وجدوا،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬سبيل‭ ‬لمواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬المعاصرة‭ ‬والأزمات‭ ‬المتلاحقة‭ ‬إلا‭ ‬باتحاد‭ ‬إسلامي‭ ‬يفتح‭ ‬قنوات‭ ‬الاتصال‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬مكونات‭ ‬الأمة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬دون‭ ‬إقصاء‭ ‬لأي‭ ‬طرف‭ ‬من‭ ‬الأطراف،‭ ‬مع‭ ‬احترام‭ ‬شؤون‭ ‬الدول‭ ‬وحدودها‭ ‬وسيادتها‭ ‬وأراضيها‭.‬

وعبر‭ ‬شيخ‭ ‬الأزهر‭ ‬عن‭ ‬ثقته‭ ‬بأن‭ ‬يخرج‭ ‬هذا‭ ‬المؤتمر‭ ‬بخطة‭ ‬جادة‭ ‬قابلة‭ ‬للتطبيق‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إقرار‭ ‬الوحدة‭ ‬والتفاهم‭ ‬والتعارف‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬مدارس‭ ‬الفكر‭ ‬الإسلامي،‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬حوار‭ ‬دائم‭ ‬تنبذ‭ ‬فيه‭ ‬أسباب‭ ‬الفرقة‭ ‬والفتنة‭ ‬والنزاع‭ ‬العرقي‭ ‬والطائفي‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬ويركز‭ ‬فيه‭ ‬على‭ ‬نقاط‭ ‬الاتفاق‭ ‬والتلاقي،‭ ‬وأن‭ ‬ينص‭ ‬في‭ ‬قراراته‭ ‬على‭ ‬القاعدة‭ ‬الذهبية‭ ‬التي‭ ‬تقول‭: ‬نتعاون‭ ‬فيما‭ ‬اتفقنا‭ ‬فيه،‭ ‬ويعذر‭ ‬بعضنا‭ ‬بعضا‭ ‬فيما‭ ‬نختلف‭ ‬فيه،‭ ‬كما‭ ‬ينص‭ ‬فيه‭ ‬على‭ ‬وقف‭ ‬خطابات‭ ‬الكراهية‭ ‬المتبادلة،‭ ‬وأساليب‭ ‬التفسيق‭ ‬والتبديع‭ ‬والتكفير،‭ ‬وضرورة‭ ‬تجاوز‭ ‬الصراعات‭ ‬التاريخية‭ ‬والمعاصرة‭ ‬بكل‭ ‬إشكالاتها‭ ‬ورواسبها‭ ‬السيئة،‭ ‬وأن‭ ‬يلتقي‭ ‬الجميع‭ ‬بقلوب‭ ‬سليمة‭ ‬وأيد‭ ‬ممدودة‭ ‬للجلوس،‭ ‬ورغبة‭ ‬حقيقية‭ ‬في‭ ‬تجاوز‭ ‬صفحة‭ ‬الماضي،‭ ‬وتعزيز‭ ‬الشأن‭ ‬الإسلامي،‭ ‬وأن‭ ‬يحذر‭ ‬المسلمون‭ ‬دعاة‭ ‬الفتنة‭ ‬والوقوع‭ ‬في‭ ‬شرك‭ ‬العبث‭ ‬باستقرار‭ ‬الأوطان،‭ ‬واستغلال‭ ‬المذهبية‭ ‬في‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬للدول،‭ ‬وشق‭ ‬الصفوف‭ ‬بين‭ ‬مواطني‭ ‬الدولة‭ ‬الواحدة‭ ‬لزعزعة‭ ‬استقرارها‭ ‬الأمني‭ ‬والسياسي‭ ‬والمجتمعي،‭ ‬فكل‭ ‬أولئك‭ ‬جرائم‭ ‬بشعة‭ ‬ينكرها‭ ‬الإسلام،‭ ‬وتأباها‭ ‬الأخلاق‭ ‬الإنسانية‭ ‬والأعراف‭ ‬الدولية‭.‬

وطالب‭ ‬شيخ‭ ‬الأزهر‭ ‬أن‭ ‬نأخذ‭ ‬من‭ ‬تجارب‭ ‬غيرنا‭ ‬من‭ ‬المعاصرين‭ ‬ما‭ ‬يشحذ‭ ‬عزائمنا‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬اتحاد‭ ‬إسلامي‭ ‬تعاوني‭ ‬يدافع‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬هذه‭ ‬الأمة،‭ ‬ويدفع‭ ‬عن‭ ‬شعوبها‭ ‬الظلم‭ ‬والغطرسة‭ ‬والطغيان،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أوروبا‭ ‬بدولها‭ ‬السبع‭ ‬والعشرين‭ ‬لم‭ ‬تجد‭ ‬لها‭ ‬وسيلة‭ ‬تدافع‭ ‬بها‭ ‬عن‭ ‬شعوبها‭ ‬وتعزز‭ ‬سلامها‭ ‬واستقرارها،‭ ‬وتحفظ‭ ‬كيانها‭ ‬وشخصيتها‭ ‬من‭ ‬الانسحاق‭ ‬والذوبان،‭ ‬وتحقق‭ -‬في‭ ‬ظله‭- ‬نموها‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬وتحمي‭ ‬بها‭ ‬ديمقراطية‭ ‬أبنائها،‭ ‬غير‭ ‬اتحادها‭ ‬وائتلافها،‭ ‬وذلك‭ ‬رغم‭ ‬تعدد‭ ‬أجناسها،‭ ‬واختلاف‭ ‬أعراقها،‭ ‬ولغاتها‭ ‬التي‭ ‬تجاوز‭ ‬عددها‭ ‬أربعا‭ ‬وعشرين‭ ‬لغة،‭ ‬ورغم‭ ‬تعدد‭ ‬معتقدات‭ ‬دينية‭ ‬ومذهبية‭ ‬لا‭ ‬تلتقي‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬أقل‭ ‬القليل‭ ‬من‭ ‬العقائد‭ ‬والشعائر‭ ‬والتقاليد‭.‬

وقال‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬غير‭ ‬المسلمين‭ ‬قد‭ ‬استطاعوا‭ -‬رغم‭ ‬كثرة‭ ‬العوائق‭- ‬أن‭ ‬يحققوا‭ ‬اتحادا‭ ‬يتدرعون‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬معاركهم‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والثقافية،‭ ‬أفيعجز‭ ‬المسلمون‭ -‬اليوم‭- ‬عن‭ ‬تحقيق‭ ‬اتحاد‭ ‬تقتضيه‭ ‬ضرورات‭ ‬حياتهم،‭ ‬وبقاؤهم‭ ‬ثابتي‭ ‬الأقدام‭ ‬في‭ ‬مهب‭ ‬الريح‭ ‬العاتية‭ ‬والعواصف‭ ‬المدمرة،‭ ‬اتحاد‭ ‬ينبني‭ ‬على‭ ‬مشتركات‭ ‬ودعائم‭ ‬لم‭ ‬تتوافر‭ ‬لغيرهم‭ ‬من‭ ‬الأمم‭ ‬من‭ ‬الجغرافيا،‭ ‬والتاريخ،‭ ‬والجنس،‭ ‬واللغة،‭ ‬والدين،‭ ‬والتراث،‭ ‬والثقافة،‭ ‬والمصير‭ ‬المشترك‭.‬

واستدل‭ ‬شيخ‭ ‬الأزهر‭ ‬على‭ ‬حاجة‭ ‬الأمة‭ ‬للوحدة‭ ‬بما‭ ‬تواجهه‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬من‭ ‬مخاطر؛‭ ‬قائلا‭: ‬‮«‬بلغت‭ ‬المؤامرة‭ ‬ضد‭ ‬أبنائها،‭ ‬بل‭ ‬ضد‭ ‬الأمة‭ ‬كلها‭ ‬حد‭ ‬السعي‭ ‬في‭ ‬تهجير‭ ‬أبنائها‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬من‭ ‬ديارهم،‭ ‬والاستيلاء‭ ‬على‭ ‬أرضهم،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬لطف‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬دفع‭ ‬أمتينا‭: ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ -‬شعوبا‭ ‬وقيادات‭- ‬إلى‭ ‬موقف‭ ‬موحد‭ ‬ومشرف،‭ ‬يرفض‭ ‬هذا‭ ‬الظلم‭ ‬البيّن،‭ ‬والعدوان‭ ‬على‭ ‬أهل‭ ‬أرض‭ ‬مباركة،‭ ‬وعلى‭ ‬سيادة‭ ‬دول‭ ‬مسلمة‭ ‬مجاورة،‭ ‬وهو‭ ‬موقف‭ ‬مشجع‭ ‬يعيد‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬وحدة‭ ‬الصف‭ ‬الإسلامي‮»‬‭.‬

وقدَّم‭ ‬شيخ‭ ‬الأزهر‭ ‬اقتراحا‭ ‬لعلماء‭ ‬الأمة‭ ‬المجتمعين‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬الحوار‭ ‬الإسلامي‭ ‬بالبحرين،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬الضرورات،‭ ‬لا‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬التحسينات،‭ ‬وهو‭ ‬أن‭ ‬يتمكن‭ ‬علماء‭ ‬الأمة‭ ‬الأكابر‭ ‬الممثلون‭ ‬للمذاهب‭ ‬المختلفة،‭ ‬والمجتمعون‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المؤتمر،‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬ميثاق‭ ‬أو‭ ‬دستور‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نسميه‭: ‬دستور‭ ‬أهل‭ ‬القبلة،‭ ‬أو‭ ‬الأخوة‭ ‬الإسلامية‭ ‬يتصدره‭ ‬الحديث‭ ‬الصحيح‭: ‬‮«‬من‭ ‬صلى‭ ‬صلاتنا،‭ ‬واستقبل‭ ‬قبلتنا،‭ ‬وأكل‭ ‬ذبيحتنا،‭ ‬فذاكم‭ ‬المسلم‭ ‬الذي‭ ‬له‭ ‬ذمة‭ ‬الله‭ ‬وذمة‭ ‬رسوله؛‭ ‬فلا‭ ‬تخفروا‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬ذمته‮»‬‭.‬

وعبَّر‭ ‬شيخ‭ ‬الأزهر‭ ‬عن‭ ‬شكره‭ ‬لجلالةِ‭ ‬المَلِك‭ ‬لتفضُّلِه‭ ‬برعايةِ‭ ‬المؤتمر،‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الظُّرُوف‭ ‬التي‭ ‬تَقِفُ‭ ‬فيها‭ ‬أُمَّةُ‭ ‬الإسلام‭ ‬على‭ ‬مُفتَرَقِ‭ ‬طُرُقٍ،‭ ‬وفي‭ ‬مهَبِّ‭ ‬ريحٍ‭ ‬عَمياءَ‭ ‬عاتية،‭ ‬تكادُ‭ ‬تعصِفُ‭ ‬بحضارةِ‭ ‬خمسةَ‭ ‬عشرَ‭ ‬قرنًا‭ ‬من‭ ‬الزمان،‭ ‬وتقتلعها‭ ‬من‭ ‬الجذور،‭ ‬مُقدِّرًا‭ ‬لجلالتِه‭ ‬ولرجَالِه‭ -‬مِنْ‭ ‬حَوْلِه‭- ‬هذا‭ ‬‮«‬الاهتمام‮»‬‭ ‬بأمْرِ‭ ‬الأميتين‭ ‬العَرَبيَّةِ‭ ‬والإسلاميَّة،‭ ‬قائلا‭: ‬‮«‬هذا‭ ‬‮«‬النَّبـه‮»‬‭ ‬الذَّكي‭ ‬يأتي‭ ‬لتدارُك‭ ‬ما‭ ‬يُمْكِن‭ ‬تداركُه‭ ‬من‭ ‬أجلِ‭ ‬إنقاذِ‭ ‬هذه‭ ‬‮«‬الأُمَّة‮»‬‭ ‬مِمَّا‭ ‬يُتربَّصُ‭ ‬بها‭ ‬ويُعَدُّ‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬موجباتِ‭ ‬الهَلاكِ‭ ‬والدَّمارِ‭ ‬والفَناء،‭ ‬ومن‭ ‬أخطارٍ‭ ‬عَرفْنا‭ ‬قوادمَها،‭ ‬واصْطَلينا‭ ‬بنيرانِها،‭ ‬ولا‭ ‬نَدْري‭ -‬بَعْدُ‭- ‬علامَ‭ ‬تنطوي‭ ‬خَوافيها‭ ‬وخَواتيمُها‭.‬

 

عضو مجلس خبراء القيادة في إيران: الوحدة

الإسلامية ليست خيارا فكريا بل ضرورة شرعية


أكد‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬خبراء‭ ‬القيادة‭ ‬في‭ ‬الجمهورية‭ ‬الإسلامية‭ ‬الإيرانية،‭ ‬الشيخ‭ ‬أحمد‭ ‬مُبَلِّغي،‭ ‬أن‭ ‬تحقيق‭ ‬الوحدة‭ ‬الإسلامية‭ ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬خيار‭ ‬فكري،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬ضرورة‭ ‬شرعية‭ ‬تمليها‭ ‬مقاصد‭ ‬الشريعة‭ ‬ذاتها‭. ‬وشدد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الحوار‭ ‬بين‭ ‬المذاهب‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬أولوية،‭ ‬لأنه‭ ‬السبيل‭ ‬لترميم‭ ‬العلاقات‭ ‬التي‭ ‬أضعفتها‭ ‬الخلافات،‭ ‬وإعادة‭ ‬بناء‭ ‬الأمة‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬متينة‭ ‬من‭ ‬التفاهم‭ ‬والتآلف،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية‭ ‬جاءت‭ ‬لتنظيم‭ ‬شؤون‭ ‬الأمة‭ ‬وضمان‭ ‬تماسكها،‭ ‬لا‭ ‬لترسيخ‭ ‬الفرقة‭ ‬أو‭ ‬الانقسام،‭ ‬موضحًا‭ ‬أن‭ ‬الشريعة‭ ‬ليست‭ ‬غاية‭ ‬في‭ ‬ذاتها،‭ ‬بل‭ ‬وُضعت‭ ‬لخدمة‭ ‬الدين‭ ‬وإقامته‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬الناس‭.‬

وحذر‭ ‬الشيخ‭ ‬مُبَلِّغي‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬اختلال‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الشريعة‭ ‬والأمة‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬انحرافها‭ ‬عن‭ ‬دورها‭ ‬الأساس،‭ ‬فتتحول‭ ‬من‭ ‬أداة‭ ‬للتقريب‭ ‬بين‭ ‬المسلمين‭ ‬إلى‭ ‬عامل‭ ‬يُغذّي‭ ‬الانقسامات،‭ ‬وأوضح‭ ‬أن‭ ‬المشكلة‭ ‬لا‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬وجود‭ ‬الخلافات‭ ‬الفقهية،‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬توظيفها‭ ‬سياسيًا،‭ ‬بحيث‭ ‬تصبح‭ ‬وسيلة‭ ‬لإضعاف‭ ‬الأمة،‭ ‬بدلًا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مصدرًا‭ ‬للتنوع‭ ‬والإثراء‭ ‬الفكري‭.‬

كما‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬الاختلاف‭ ‬في‭ ‬الفروع‭ ‬الفقهية‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يتحول‭ ‬إلى‭ ‬قطيعة‭ ‬داخل‭ ‬الأمة،‭ ‬بل‭ ‬يجب‭ ‬التعامل‭ ‬معه‭ ‬بروح‭ ‬علمية‭ ‬ومنهجية‭ ‬شاملة،‭ ‬تدرك‭ ‬أن‭ ‬الإسلام‭ ‬جاء‭ ‬ليؤسس‭ ‬كيانًا‭ ‬واحدًا‭ ‬متماسكًا،‭ ‬وليس‭ ‬كيانات‭ ‬متفرقة‭ ‬تتنازع‭ ‬فيما‭ ‬بينها‭.‬

وتطرق‭ ‬الشيخ‭ ‬مُبَلِّغي‭ ‬إلى‭ ‬قضية‭ ‬تطور‭ ‬العلوم‭ ‬الإسلامية‭ ‬داخل‭ ‬كل‭ ‬مذهب‭ ‬بمعزل‭ ‬عن‭ ‬الرؤية‭ ‬الشمولية‭ ‬للأمة،‭ ‬معتبرًا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النهج‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬إنتاج‭ ‬تصورات‭ ‬فقهية‭ ‬ضيّقة‭ ‬لا‭ ‬تعكس‭ ‬روح‭ ‬الشريعة‭ ‬في‭ ‬ارتباطها‭ ‬بالأمة‭. ‬وأوضح‭ ‬أن‭ ‬المذاهب،‭ ‬عندما‭ ‬تعمل‭ ‬بمعزل‭ ‬عن‭ ‬بعضها‭ ‬البعض،‭ ‬تنتج‭ ‬رؤى‭ ‬فقهية‭ ‬لا‭ ‬تخدم‭ ‬وحدة‭ ‬المسلمين،‭ ‬بل‭ ‬تكرّس‭ ‬الانقسام،‭ ‬مما‭ ‬يضعف‭ ‬الدين‭ ‬ذاته‭ ‬ويحدّ‭ ‬من‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬التأثير‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭.‬

وشدد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الشريعة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬دورها‭ ‬الحقيقي‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬استندت‭ ‬العلوم‭ ‬الإسلامية‭ ‬إلى‭ ‬رؤية‭ ‬ترى‭ ‬الأمة‭ ‬ككيان‭ ‬واحد،‭ ‬وتدرك‭ ‬أن‭ ‬الاختلاف‭ ‬الفقهي‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬عائقًا‭ ‬أمام‭ ‬وحدة‭ ‬المسلمين،‭ ‬بل‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬وسيلة‭ ‬لتعزيز‭ ‬التكامل‭ ‬بينهم‭.‬

ودعا‭ ‬الشيخ‭ ‬مُبَلِّغي‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬مناهج‭ ‬تدريس‭ ‬العلوم‭ ‬الإسلامية،‭ ‬بحيث‭ ‬تركز‭ ‬على‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬المذاهب‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬نقاط‭ ‬الاختلاف،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬مقاربة‭ ‬معرفية‭ ‬لا‭ ‬تراعي‭ ‬وحدة‭ ‬الأمة‭ ‬ستؤدي‭ ‬حتمًا‭ ‬إلى‭ ‬فصل‭ ‬الشريعة‭ ‬عن‭ ‬واقع‭ ‬المسلمين،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬عزلها‭ ‬عن‭ ‬الدين‭ ‬نفسه‭.‬

 

الأمين عام للتعاون الإسلامي: نشر قيم الاعتدال والتسامح أولوية


أكد‭ ‬حسين‭ ‬إبراهيم‭ ‬طه‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لمنظمة‭ ‬التعاون‭ ‬الإسلامي‭ ‬أهمية‭ ‬ترسيخ‭ ‬قيم‭ ‬التضامن‭ ‬والتعاون‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الإسلامية‭ ‬لمواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬المشتركة،‭ ‬مشددًا‭ ‬على‭ ‬الدور‭ ‬المحوري‭ ‬الذي‭ ‬تضطلع‭ ‬به‭ ‬المنظمة‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الحوار‭ ‬ونشر‭ ‬ثقافة‭ ‬الاعتدال‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‭ ‬يواجه‭ ‬تحديات‭ ‬متزايدة‭ ‬تشمل‭ ‬الأزمات‭ ‬السياسية‭ ‬والصراعات‭ ‬المسلحة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬المشكلات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬والتغير‭ ‬المناخي،‭ ‬مما‭ ‬يستوجب‭ ‬تكثيف‭ ‬الجهود‭ ‬والعمل‭ ‬المشترك‭ ‬للتصدي‭ ‬لها،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬منظمة‭ ‬التعاون‭ ‬الإسلامي‭ ‬تعمل‭ ‬باستمرار‭ ‬على‭ ‬إيجاد‭ ‬الحلول‭ ‬لهذه‭ ‬القضايا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬برامجها‭ ‬المتعددة،‭ ‬ومواصلة‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬قضايا‭ ‬الأمة،‭ ‬في‭ ‬مقدمتها‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وحقوق‭ ‬الأقليات‭ ‬المسلمة‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬غير‭ ‬الأعضاء‭. ‬وشدد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬نشر‭ ‬قيم‭ ‬الاعتدال‭ ‬والتسامح‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬أولوية،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تنامي‭ ‬مظاهر‭ ‬‮«‬الإسلاموفوبيا‮»‬،‭ ‬والتطرف،‭ ‬وخطاب‭ ‬الكراهية،‭ ‬داعيًا‭ ‬العلماء‭ ‬والمفكرين‭ ‬إلى‭ ‬تحمل‭ ‬مسؤولياتهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الوعي‭ ‬بأهمية‭ ‬الحوار‭ ‬بين‭ ‬المذاهب‭ ‬الإسلامية،‭ ‬ودعم‭ ‬الجهود‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬بناء‭ ‬مجتمعات‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬مبادئ‭ ‬العدل‭ ‬والاحترام‭ ‬المتبادل‭.‬

 

رئيس وزراء ماليزيا: الوحدة لا تعني التطابق بل احترام التنوع


أكد‭ ‬أنور‭ ‬إبراهيم‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬ماليزيا‭ ‬ضرورة‭ ‬ترسيخ‭ ‬قيم‭ ‬الوحدة‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الإسلامية،‭ ‬مشددًا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الوحدة‭ ‬لا‭ ‬تعني‭ ‬التطابق،‭ ‬بل‭ ‬تستند‭ ‬إلى‭ ‬احترام‭ ‬التنوع‭ ‬وتوظيفه‭ ‬لصالح‭ ‬الأمة‭ ‬الإسلامية‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تاريخ‭ ‬الفكر‭ ‬الإسلامي‭ ‬يثبت‭ ‬أن‭ ‬الخلافات‭ ‬الفقهية‭ ‬والفكرية‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬يومًا‭ ‬سببًا‭ ‬للفرقة،‭ ‬بل‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬إثراء‭ ‬الحضارة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬مبينًا‭ ‬أن‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬روح‭ ‬هذا‭ ‬الحوار‭ ‬البناء‭ ‬هي‭ ‬السبيل‭ ‬الأمثل‭ ‬لتعزيز‭ ‬التفاهم‭ ‬بين‭ ‬المذاهب‭ ‬والمدارس‭ ‬الفكرية‭ ‬المختلفة،‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬الطائفية‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬مجرد‭ ‬قضية‭ ‬دينية،‭ ‬بل‭ ‬أصبحت‭ ‬أداة‭ ‬سياسية‭ ‬تُستخدم‭ ‬لزعزعة‭ ‬الاستقرار،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬الفضاء‭ ‬الرقمي،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬تضخيم‭ ‬الخلافات‭ ‬المذهبية‭ ‬وتأجيج‭ ‬النزاعات،‭ ‬ودعا‭ ‬إلى‭ ‬تبني‭ ‬أخلاقيات‭ ‬الحوار‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الرقمي،‭ ‬وتعزيز‭ ‬خطاب‭ ‬التسامح‭ ‬والتعددية‭ ‬لمواجهة‭ ‬الفكر‭ ‬الإقصائي‭.‬

كما‭ ‬شدد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬الإسلامية‭ ‬مطالبة‭ ‬بتنسيق‭ ‬جهودها‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي،‭ ‬وعدم‭ ‬السماح‭ ‬للخلافات‭ ‬السياسية‭ ‬بإضعاف‭ ‬موقفها‭ ‬الجماعي،‭ ‬وتناول‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬استمرار‭ ‬الاحتلال‭ ‬والانتهاكات‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬والضفة‭ ‬الغربية‭ ‬يفرض‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬الإسلامية‭ ‬اتخاذ‭ ‬مواقف‭ ‬أكثر‭ ‬فعالية،‭ ‬لا‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬الإدانات،‭ ‬بل‭ ‬تشمل‭ ‬الدعم‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والدبلوماسي‭ ‬الملموس‭ ‬لنصرة‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭.‬

 

في جلسة (الحوار الإسلامي الإسلامي – الرؤية والمفاهيم والمنهج)..

مطالبات بتجاوز الخلافات التاريخية وترسيخ مفاهيم التعايش السلمي


اتفق‭ ‬المشاركون‭ ‬في‭ ‬الجلسة‭ ‬الأولى‭ ‬لمؤتمر‭ ‬الحوار‭ ‬الإسلامي‭ ‬‭ ‬الإسلامي‭ ‬‮«‬أمة‭ ‬واحدة‭.. ‬مصير‭ ‬مشترك‮»‬،‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬تعزيز‭ ‬الوحدة‭ ‬الإسلامية‭ ‬والتفاهم‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬المذاهب،‭ ‬وذلك‭ ‬لمواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬الأمة‭ ‬وأكد‭ ‬المتحدثون‭ ‬ضرورة‭ ‬تجاوز‭ ‬الخلافات‭ ‬التاريخية،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬ترسيخ‭ ‬مفاهيم‭ ‬التعايش‭ ‬السلمي،‭ ‬مستندين‭ ‬إلى‭ ‬التجارب‭ ‬الناجحة‭ ‬في‭ ‬التقريب‭ ‬بين‭ ‬المذاهب‭.‬

كما‭ ‬أكدوا‭ ‬أن‭ ‬تحقيق‭ ‬الوحدة‭ ‬الإسلامية‭ ‬ليس‭ ‬أمرًا‭ ‬مستحيلًا،‭ ‬بل‭ ‬يتطلب‭ ‬جهودًا‭ ‬مشتركة‭ ‬على‭ ‬المستويات‭ ‬الفكرية‭ ‬والسياسية‭ ‬والاجتماعية‭. ‬وأكدوا‭ ‬أن‭ ‬الإعلام‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬أداة‭ ‬لتعزيز‭ ‬التقارب،‭ ‬لا‭ ‬وسيلة‭ ‬لإثارة‭ ‬النزاعات،‭ ‬مشيرين‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‭ ‬يزخر‭ ‬بتجارب‭ ‬ناجحة‭ ‬في‭ ‬التعايش‭ ‬السلمي،‭ ‬يمكن‭ ‬الاستفادة‭ ‬منها‭ ‬لإرساء‭ ‬نموذج‭ ‬عملي‭ ‬للوحدة،‭ ‬والتصدي‭ ‬للفكر‭ ‬المتطرف‭ ‬الذي‭ ‬يرسخه‭ ‬بعض‭ ‬أتباع‭ ‬المدارس‭ ‬الفكرية‭ ‬المختلفة‭.‬

وانطلقت‭ ‬فعاليات‭ ‬الجلسة‭ ‬بعنوان‭ (‬الحوار‭ ‬الإسلامي‭ ‬الإسلامي‭ ‬‭ ‬الرؤية‭ ‬والمفاهيم‭  ‬والمنهج‭)‬،‭ ‬وادارها‭ ‬الدكتور‭ ‬أكمل‭ ‬الدين‭ ‬إحسان‭ ‬أوغلو‭ ‬‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬السابق‭ ‬لمنظمة‭ ‬التعاون‭ ‬الإسلامي،‭ ‬بمشاركة‭ ‬الأستاذ‭ ‬الدكتور‭ ‬حسن‭ ‬الشافعي‭ ‬‭ ‬عضو‭ ‬هيئة‭ ‬كبار‭ ‬العلماء‭ ‬بالأزهر‭ ‬الشريف،‭ ‬رئيس‭ ‬اتحاد‭ ‬المجامع‭ ‬اللغوية‭ ‬العلمية‭ ‬العربية،‭ ‬والشيخ‭ ‬الدكتور‭ ‬حميد‭ ‬شهرياري‭ ‬‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للمجمع‭ ‬العالمي‭ ‬للتقريب‭ ‬بين‭ ‬المذاهب‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬إيران،‭ ‬وشيخ‭ ‬الإسلام‭ ‬الله‭ ‬شكر‭ ‬باشازاده‭ ‬‭ ‬القائد‭ ‬الروحي‭ ‬للمسلمين‭ ‬في‭ ‬أذربيجان‭ ‬وعموم‭ ‬القوقاز‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬حكماء‭ ‬المسلمين،‭ ‬والشيخ‭ ‬نوريزباي‭ ‬حاج‭ ‬تاغانولي‭ ‬أوتبينوف‭ ‬‭ ‬المفتي‭ ‬العام‭ ‬لجمهورية‭ ‬كازاخستان‭ ‬رئيس‭ ‬الإدارة‭ ‬الدينية‭ ‬لمسلمي‭ ‬كازاخستان،‭ ‬والدكتور‭ ‬بشار‭ ‬عواد‭ ‬معروف‭ ‬‭ ‬مفكر‭ ‬ومؤرخ،‭ ‬حيث‭ ‬بدأ‭ ‬الدكتور‭ ‬حسن‭ ‬الشافعي‭ ‬عضو‭ ‬هيئة‭ ‬كبار‭ ‬العلماء‭ ‬بالأزهر‭ ‬الشريف‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬حكماء‭ ‬المسلمين،‭ ‬الجلسة‭ ‬بمداخلة‭ ‬أكد‭ ‬فيها‭ ‬وجود‭ ‬عوائق‭ ‬رئيسية‭ ‬تعرقل‭ ‬الوحدة‭ ‬الإسلامية‭ ‬منها‭ ‬ضعف‭ ‬المعرفة‭ ‬المتبادلة‭ ‬بين‭ ‬أتباع‭ ‬المذاهب‭ ‬الإسلامية،‭ ‬وانتشار‭ ‬الشائعات‭ ‬المغلوطة‭ ‬التي‭ ‬تكرس‭ ‬الصور‭ ‬النمطية‭ ‬السلبية‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مواجهة‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬تتطلب‭ ‬نشر‭ ‬الوعي،‭ ‬وتعزيز‭ ‬الحوار،‭ ‬وإبراز‭ ‬القواسم‭ ‬المشتركة،‭ ‬مثل‭ ‬وحدة‭ ‬الكتاب‭ ‬والقِبْلة‭ ‬وأركان‭ ‬الدين‭ ‬الأساسية‭.‬

فيما‭ ‬أشار‭ ‬الدكتور‭ ‬حميد‭ ‬شهرياري‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للمجمع‭ ‬العالمي‭ ‬للتقريب‭ ‬بين‭ ‬المذاهب‭ ‬الإسلامية‭ ‬الى‭ ‬ضرورة‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬البلدان‭ ‬الإسلامية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إطار‭ ‬مؤسسي‭ ‬يجمعها‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬واحدة،‭ ‬أطلق‭ ‬عليها‭ ‬اسم‭ ‬‮«‬اتحادية‭ ‬البلدان‭ ‬الإسلامية‮»‬،‭ ‬وأكد‭ ‬أن‭ ‬التعاون‭ ‬وتوحيد‭ ‬الجهود‭ ‬سيسهم‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار،‭ ‬ومواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‭.‬

من‭ ‬جانبه،‭ ‬تحدث‭ ‬شيخ‭ ‬الإسلام‭ ‬الله‭ ‬شكر‭ ‬باشازاده،‭ ‬القائد‭ ‬الروحي‭ ‬للمسلمين‭ ‬في‭ ‬أذربيجان‭ ‬وعموم‭ ‬القوقاز،‭ ‬وعضو‭ ‬مجلس‭ ‬حكماء‭ ‬المسلمين،‭ ‬عن‭ ‬تجربة‭ ‬أذربيجان‭ ‬كنموذج‭ ‬للتعايش‭ ‬الإسلامي،‭ ‬حيث‭ ‬يعيش‭ ‬المسلمون‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬المذاهب‭ ‬في‭ ‬وئام،‭ ‬ويؤدون‭ ‬عباداتهم‭ ‬وفق‭ ‬تقويم‭ ‬موحد،‭ ‬دون‭ ‬تمييز‭ ‬بين‭ ‬السنة‭ ‬والشيعة،‭ ‬وأكد‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الانسجام‭ ‬والتفاهم‭ ‬بين‭ ‬المذاهب‭ ‬يمثل‭ ‬نهج‭ ‬حياتنا،‭ ‬ويجسد‭ ‬سياسة‭ ‬دولتنا،‭ ‬ويعكس‭ ‬تراثنا‭.‬

من‭ ‬جانبه‭ ‬أشار‭ ‬الدكتور‭ ‬أسامة‭ ‬السيد‭ ‬الأزهري،‭ ‬وزير‭ ‬الأوقاف‭ ‬في‭ ‬جمهورية‭ ‬مصر‭ ‬العربية،‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬التنوع‭ ‬المذهبي‭ ‬والفكري‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬سنن‭ ‬الكون‭ ‬والحياة،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬الخلافات‭ ‬الفقهية‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تتحول‭ ‬إلى‭ ‬صراعات‭ ‬أو‭ ‬قطيعة‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬الأمة‭ ‬الواحدة‭.‬

وفي‭ ‬السياق‭ ‬ذاته،‭ ‬أكد‭ ‬المفكر‭ ‬الإسلامي‭ ‬الدكتور‭ ‬بشار‭ ‬عواد‭ ‬معروف‭ ‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬يستند‭ ‬الحوار‭ ‬الإسلامي‭ ‬إلى‭ ‬رؤية‭ ‬منهجية‭ ‬واضحة،‭ ‬تركز‭ ‬على‭ ‬المشتركات‭ ‬بين‭ ‬المذاهب،‭ ‬وتجنب‭ ‬إثارة‭ ‬الخلافات‭ ‬العقائدية‭ ‬في‭ ‬الأوساط‭ ‬العامة‭.‬

فيما‭ ‬بدأ‭ ‬شيخ‭ ‬الإسلام‭ ‬الله‭ ‬شكر‭ ‬باشازاده‭ ‬‭ ‬القائد‭ ‬الروحي‭ ‬للمسلمين‭ ‬في‭ ‬أذربيجان‭ ‬وعموم‭ ‬القوقاز‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬حكماء‭ ‬المسلمين،‭ ‬مداخلته‭ ‬بالتأكيد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬المؤتمر‭ ‬فرصة‭ ‬للتضامن‭ ‬الإسلامي،‭ ‬وتوحيد‭ ‬الجهود‭ ‬لإيجاد‭ ‬الوفاق‭ ‬بين‭ ‬المذاهب‭ ‬والطوائف‭ ‬المختلفة‭.‬

 

جلسة «دور العلماء والمرجعيات في تجاوز عوائق التفاهم بين المذاهب» تدعو إلى:

رفض استغلال الدين في الصراعات وإعلاء مصلحة الأمة على كل انتماء آخر

تأسيس رابطة عالمية مستقلة عن أي أجندات طائفية لتعزيز التفاهم المشترك


خلصت‭ ‬جلسة‭ ‬العمل‭ ‬الثانية‭ ‬لمؤتمر‭ ‬الحوار‭ ‬الإسلامي‭ ‬الإسلامي‭ ‬الى‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬التوصيات‭ ‬والرسائل‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬ان‭ ‬العلماء‭ ‬والمرجعيات‭ ‬الدينية‭ ‬هم‭ ‬ضمير‭ ‬الامة‭ ‬الناطق،‭ ‬وورثة‭ ‬حكمة‭ ‬الأنبياء‭ ‬وعليهم‭ ‬مسؤولية‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬ترسيخ‭ ‬قيم‭ ‬التفاهم‭ ‬والحوار،‭ ‬وبناء‭ ‬وعي‭ ‬مستنير‭ ‬بأن‭ ‬الاختلاف‭ ‬سنة‭ ‬كونية‭ ‬تثري‭ ‬الدين‭ ‬وان‭ ‬التعددية‭ ‬المذهبية‭ ‬مجال‭ ‬للتكامل‭ ‬لا‭ ‬القطيعة‭.‬

حماية‭ ‬النسيج‭ ‬الاجتماعي

وأشارت‭ ‬الى‭ ‬انه‭ ‬ينتظر‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬العلماء‭ ‬والمرجعيات‭ ‬الدينية‭ ‬التدخل‭ ‬السريع‭ ‬كوسطاء‭ ‬لحماية‭ ‬النسيج‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬عبر‭ ‬بيانات‭ ‬مشتركة‭ ‬ترفض‭ ‬استغلال‭ ‬الدين‭ ‬في‭ ‬الصراعات،‭ ‬وتؤكد‭ ‬أن‭ ‬الخلاف‭ ‬الفقهي‭ ‬لا‭ ‬يبرر‭ ‬التمزق‭ ‬المجتمعي،‭ ‬وانه‭ ‬يقع‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬العلماء‭ ‬والمرجعيات‭ ‬الدينية‭ ‬مسؤولية‭ ‬كبرى‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬قراءة‭ ‬التراث‭ ‬الإسلامي‭ ‬بروح‭ ‬التفاهم‭ ‬والتقارب‭ ‬والتمييز‭ ‬بين‭ ‬ثوابت‭ ‬الدين‭ ‬ومتغيرات‭ ‬التاريخ،‭ ‬فهذا‭ ‬هو‭ ‬مفتاح‭ ‬الوحدة‭ ‬وجسر‭ ‬التلاقي،‭ ‬والطريق‭ ‬لإصلاح‭ ‬ما‭ ‬عبثت‭ ‬به‭ ‬الأيدي‭ ‬المتعصبة‭.‬

واشارت‭ ‬الجلسة‭ ‬التي‭ ‬حملت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬دور‭ ‬العلماء‭ ‬والمرجعيات‭ ‬الدينية‭ ‬في‭ ‬تجاوز‭ ‬عوائق‭ ‬التفاهم‭ ‬بين‭ ‬المذاهب‭ ‬الإسلامية‮»‬،‭ ‬الى‭ ‬ان‭ ‬التفاهم‭ ‬الإسلامي‭ ‬مسؤولية‭ ‬تاريخية،‭ ‬ومهمتنا‭ ‬تطهير‭ ‬الإسلام‭ ‬من‭ ‬فخاخ‭ ‬الماضي،‭ ‬وتربية‭ ‬أجيال‭ ‬تقرأ‭ ‬التاريخ‭ ‬بعين‭ ‬النقد،‭ ‬وببصيرة‭ ‬التوفيق،‭ ‬ويمارسون‭ ‬الدين‭ ‬كرسالة‭ ‬محبة‭ ‬وسلام،‭ ‬مضيفة‭ ‬ان‭ ‬واجب‭ ‬الوقت‭ ‬على‭ ‬العلماء‭ ‬والمرجعيات‭ ‬الدينية‭ ‬ضرورة‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬صياغة‭ ‬خطاب‭ ‬ديني‭ ‬يؤكد‭ ‬على‭ ‬مفهوم‭ ‬‮«‬المرجعية‭ ‬المشتركة‮»‬،‭ ‬بمنهجية‭ ‬تجمع‭ ‬بين‭ ‬الأصالة‭ ‬والمرونة،‭ ‬وتستنطق‭ ‬روح‭ ‬الشريعة،‭ ‬وتفرق‭ ‬بين‭ ‬الديني‭ ‬والسياسي،‭ ‬وبين‭ ‬الثابت‭ ‬والمتغير‭ ‬الاعلاء‭ ‬مصلحة‭ ‬الأمة‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬انتماء‭ ‬آخر‭.‬

بدوره‭ ‬طرح‭ ‬فضيلة‭ ‬الأستاذ‭ ‬الدكتور‭ ‬نظير‭ ‬عياد‭ ‬مفتي‭ ‬جمهورية‭ ‬مصر‭ ‬العربية‭ ‬رئيس‭ ‬الأمانة‭ ‬العامة‭ ‬لدور‭ ‬وهيئات‭ ‬الإفتاء‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬خلال‭ ‬مشاركته‭ ‬في‭ ‬الجلسة،‭ ‬بمجموعة‭ ‬من‭ ‬التوصيات‭ ‬تمثلت‭ ‬في،‭ ‬ضرورة‭ ‬تأسيس‭ ‬رابطة‭ ‬عالمية‭ ‬مستقلة‭ ‬تعنى‭ ‬بتوحيد‭ ‬جهود‭ ‬المؤسسات‭ ‬الرسمية‭ ‬وغير‭ ‬الرسمية‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التقريب،‭ ‬تهدف‭ ‬هذه‭ ‬الرابطة‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬التفاهم‭ ‬المشترك،‭ ‬ودعم‭ ‬قيم‭ ‬المواطنة،‭ ‬وتطوير‭ ‬آليات‭ ‬التواصل‭ ‬المستدام‭ ‬بين‭ ‬العلماء‭ ‬والمؤسسات،‭ ‬مع‭ ‬ضمان‭ ‬استقلاليتها‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬أجندات‭ ‬طائفية،‭ ‬لتصبح‭ ‬منصة‭ ‬جامعة‭ ‬تخدم‭ ‬قضايا‭ ‬الأمة‭ ‬بصدق‭ ‬وتجرد‭.‬

تعزيز‭ ‬العمل‭ ‬الإنساني‭ ‬بين‭ ‬الطوائف

وضرورة‭ ‬تعزيز‭ ‬العمل‭ ‬الإنساني‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬الطوائف‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬‮«‬الإغاثة‭ ‬الطبية،‭ ‬ومحاربة‭ ‬الجهل‭ ‬والأمية،‭ ‬ومكافحة‭ ‬الجوع‭ ‬والفقر‭ ‬والمرض‮»‬،‭ ‬بهدف‭ ‬صرف‭ ‬الجهود‭ ‬لخدمة‭ ‬القضايا‭ ‬الإنسانية‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الخلافات‭ ‬الفكرية‭ ‬والمذهبية،‭ ‬مما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬ترسيخ‭ ‬روح‭ ‬الوحدة‭ ‬والانتماء‭ ‬المشترك‭ ‬،‭ ‬واستثمار‭ (‬الدراما‭ ‬والسينما‭ ‬والفنون‭) ‬كأداة‭ ‬مبتكرة‭ ‬لتعزيز‭ ‬الوحدة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تنظيم‭ ‬مهرجانات‭ ‬ثقافية‭ ‬مشتركة‭ ‬تجمع‭ (‬الشعراء،‭ ‬والفنانين،‭ ‬والحرفيين‭)‬،‭ ‬لبناء‭ ‬جسور‭ ‬الفهم‭ ‬المشترك‭ ‬عبر‭ ‬الفن،‭ ‬الذي‭ ‬يعتبر‭ ‬لغة‭ ‬إنسانية‭ ‬تتجاوز‭ ‬الحواجز‭ ‬الفكرية‭ ‬والمذهبية‭.‬

والعمل‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬دور‭ ‬المؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬ثقافة‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تضمين‭ ‬المناهج‭ ‬الدراسية‭ ‬مواد‭ ‬تعزز‭ ‬قيم‭ ‬الوحدة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬والاعتدال،‭ ‬والاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬بين‭ ‬الطوائف‭ ‬والمذاهب،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تنظيم‭ ‬ندوات‭ ‬ودورات‭ ‬تدريبية‭ ‬للأئمة‭ ‬والخطباء‭ ‬لترسيخ‭ ‬خطاب‭ ‬ديني‭ ‬متزن‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬المحبة‭ ‬والتآخي‭.‬

وإنشاء‭ ‬منصة‭ ‬إعلامية‭ ‬موحدة‭ ‬تضم‭ ‬علماء‭ ‬ومفكرين‭ ‬ومثقفين‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬المذاهب‭ ‬الإسلامية،‭ ‬تعنى‭ ‬بتقديم‭ ‬خطاب‭ ‬إعلامي‭ ‬موضوعي‭ ‬ومتوازن،‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬دحض‭ ‬الشائعات‭ ‬التي‭ ‬تؤجج‭ ‬الفتن،‭ ‬وتصحيح‭ ‬المفاهيم‭ ‬المغلوطة‭ ‬حول‭ ‬الولاء‭ ‬والبراء،‭ ‬وتعزيز‭ ‬الوعي‭ ‬بمخاطر‭ ‬التعصب‭ ‬والطائفية‭.‬

حوار‭ ‬شبابي‭ ‬بين‭ ‬الطوائف‭ ‬الإسلامية

وإطلاق‭ ‬مبادرات‭ ‬شبابية‭ ‬مشتركة‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬خلق‭ ‬بيئة‭ ‬تواصل‭ ‬وحوار‭ ‬بين‭ ‬الشباب‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الطوائف‭ ‬الإسلامية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬برامج‭ ‬تبادل‭ ‬ثقافي،‭ ‬ومعسكرات‭ ‬شبابية،‭ ‬ومشاريع‭ ‬تطوعية‭ ‬مشتركة،‭ ‬لغرس‭ ‬روح‭ ‬التعاون‭ ‬والانتماء‭ ‬المشترك‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬النزاعات‭ ‬والخلافات‭ ‬المذهبية‭.‬

من‭ ‬جانبه‭ ‬أوضح‭ ‬العلّامة‭ ‬السيد‭ ‬علي‭ ‬الأمين،‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬حكماء‭ ‬المسلمين،‭ ‬أن‭ ‬اختلاف‭ ‬العلماء‭ ‬في‭ ‬الرأي‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يومًا‭ ‬سببًا‭ ‬للخلاف‭ ‬بين‭ ‬أتباعهم،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬التوظيف‭ ‬السياسي‭ ‬لهذا‭ ‬التنوع‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬الانقسامات‭ ‬الحادة‭. ‬مؤكدًا‭ ‬ضرورة‭ ‬تعزيز‭ ‬ثقافة‭ ‬المواطنة‭ ‬والعدل‭ ‬والمساواة‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬الأمة،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تأسيس‭ ‬معاهد‭ ‬دينية‭ ‬مشتركة‭ ‬بين‭ ‬المذاهب‭ ‬سيسهم‭ ‬في‭ ‬ترسيخ‭ ‬قيم‭ ‬الوحدة‭ ‬الإسلامية‭ ‬والتسامح‭.‬

بدوره‭ ‬أشاد‭ ‬فضيلة‭ ‬الشيخ‭ ‬الخليفة‭ ‬محمد‭ ‬المدني‭ ‬تال،‭ ‬رئيس‭ ‬رابطة‭ ‬علماء‭ ‬الإسلام‭ ‬في‭ ‬السنغال،‭ ‬وخادم‭ ‬الحضرة‭ ‬العمرية‭ ‬التيجانية‭ ‬في‭ ‬السنغال،‭ ‬باستضافة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لمؤتمر‭ ‬الحوار‭ ‬الإسلامي‭ ‬‭ ‬الإسلامي،‭ ‬منوهًا‭ ‬بدور‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ملك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المعظم،‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬المبادرات‭ ‬التي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬ترسيخ‭ ‬قيم‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي،‭ ‬واحترام‭ ‬التعددية،‭ ‬ودعم‭ ‬الحريات‭ ‬والممارسات‭ ‬الدينية‭.‬

دور‭ ‬العلماء‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬التفاهم‭ ‬بين‭ ‬المذاهب

من‭ ‬ناحيته‭ ‬شدد‭ ‬سماحة‭ ‬الدكتور‭ ‬علي‭ ‬عبدالصاحب‭ ‬الحكيم‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لمؤسسة‭ ‬الإمام‭ ‬الحكيم،‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬إدراك‭ ‬أن‭ ‬الاختلاف‭ ‬الفقهي‭ ‬هو‭ ‬حقيقة‭ ‬فطرية‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تتحول‭ ‬إلى‭ ‬سبب‭ ‬للصراع‭ ‬أو‭ ‬العنف،‭ ‬وضرورة‭ ‬فهم‭ ‬المختلف‭ ‬ثقافيًّا‭ ‬وفكريًّا‭ ‬واجتماعيًّا،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬المناحي‭ ‬الثقافية‭ ‬والفكرية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والمشارب‭ ‬المذهبية‭ ‬ولو‭ ‬بالحد‭ ‬الأدنى‭ ‬من‭ ‬الأنس‭ ‬الذهني‭ ‬بالمذاهب‭ ‬الأخرى‭.‬

كما‭ ‬أكد‭ ‬الأستاذ‭ ‬الدكتور‭ ‬سعيد‭ ‬شبار،‭ ‬الكاتب‭ ‬العام‭ ‬للمجلس‭ ‬العلمي‭ ‬الأعلى‭ ‬بالمغرب،‭ ‬وأستاذ‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬بجامعة‭ ‬السلطان‭ ‬مولاي‭ ‬سليمان،‭ ‬ضرورة‭ ‬عودة‭ ‬العلماء‭ ‬إلى‭ ‬دورهم‭ ‬الحقيقي‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬التفاهم‭ ‬بين‭ ‬المذاهب،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬المشتركات‭ ‬الدينية‭ ‬والأصول‭ ‬المتفق‭ ‬عليها،‭ ‬بدلًا‭ ‬من‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬الجزئيات‭ ‬الخلافية‭.‬

 

أمين عام مكتب مفتي عمان: الحوار الإسلامي ضرورة لتعزيز التفاهم ونبذ الفرقة


أكد‭ ‬فضيلة‭ ‬الشيخ‭ ‬أحمد‭ ‬بن‭ ‬سعود‭ ‬السيابي‭ ‬أن‭ ‬الحوار‭ ‬بين‭ ‬المذاهب‭ ‬الإسلامية‭ ‬هو‭ ‬الوسيلة‭ ‬الأكثر‭ ‬فعالية‭ ‬لتحقيق‭ ‬التقارب‭ ‬والتفاهم،‭ ‬وتعزيز‭ ‬ثقافة‭ ‬التعايش‭ ‬المشترك،‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬الحوار‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬كونه‭ ‬تبادلًا‭ ‬للأفكار،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬أداة‭ ‬أساسية‭ ‬لإزالة‭ ‬المفاهيم‭ ‬المغلوطة‭ ‬وتقليل‭ ‬النزاعات‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تعصف‭ ‬بوحدة‭ ‬الأمة‭ ‬الإسلامية‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التاريخ‭ ‬الإسلامي‭ ‬شهد‭ ‬فترات‭ ‬ازدهار‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬العلماء‭ ‬والمفكرون‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬خلافاتهم‭ ‬بالحوار‭ ‬والنقاش‭ ‬العلمي،‭ ‬بينما‭ ‬أدت‭ ‬التفسيرات‭ ‬المتشددة‭ ‬والتدخلات‭ ‬السياسية‭ ‬إلى‭ ‬إذكاء‭ ‬الانقسامات‭. ‬وأضاف‭ ‬أن‭ ‬الحوار،‭ ‬عندما‭ ‬يُبنى‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬الاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬والإنصاف‭ ‬والرغبة‭ ‬الصادقة‭ ‬في‭ ‬التفاهم،‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬التقارب‭ ‬بين‭ ‬المسلمين‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬تعميق‭ ‬الخلافات‭.‬

واستعرض‭ ‬الشيخ‭ ‬السيابي‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تعترض‭ ‬جهود‭ ‬الحوار‭ ‬الإسلامي،‭ ‬من‭ ‬أبرزها‭ ‬سوء‭ ‬الفهم‭ ‬المتبادل،‭ ‬والتفسيرات‭ ‬الخاطئة‭ ‬للنصوص‭ ‬الدينية،‭ ‬واستخدام‭ ‬الخلافات‭ ‬المذهبية‭ ‬لأغراض‭ ‬سياسية‭. ‬وأوضح‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬العوامل‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬تأجيج‭ ‬النزاعات،‭ ‬ما‭ ‬يستوجب‭ ‬تكثيف‭ ‬الجهود‭ ‬لتصحيح‭ ‬هذه‭ ‬المفاهيم‭ ‬وتعزيز‭ ‬ثقافة‭ ‬الحوار‭ ‬كقيمة‭ ‬إسلامية‭ ‬أصيلة‭.‬

وشدد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬نجاح‭ ‬الحوار‭ ‬يتطلب‭ ‬توافر‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الشروط‭ ‬الأساسية،‭ ‬أهمها‭ ‬الصدق‭ ‬والإخلاص‭ ‬في‭ ‬النوايا،‭ ‬والتعامل‭ ‬بمرونة‭ ‬مع‭ ‬القضايا‭ ‬الخلافية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬احترام‭ ‬الطرف‭ ‬الآخر‭ ‬وعدم‭ ‬محاولة‭ ‬فرض‭ ‬الآراء‭ ‬عليه‭. ‬وأكد‭ ‬أن‭ ‬الاختلاف‭ ‬في‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬عاملًا‭ ‬للإثراء‭ ‬الفكري‭ ‬وليس‭ ‬سببًا‭ ‬للفرقة‭ ‬والعداء‭.‬

وأكد‭ ‬الشيخ‭ ‬السيابي‭ ‬أن‭ ‬الحوار‭ ‬الإسلامي‭ ‬ليس‭ ‬ترفًا‭ ‬فكريًا،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬ضرورة‭ ‬عملية‭ ‬لضمان‭ ‬وحدة‭ ‬المسلمين‭ ‬واستقرار‭ ‬مجتمعاتهم‭. ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التجارب‭ ‬السابقة‭ ‬أثبتت‭ ‬أن‭ ‬الحوار،‭ ‬عندما‭ ‬يكون‭ ‬مبنيًا‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬سليمة،‭ ‬فإنه‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬تقوية‭ ‬النسيج‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والتقارب‭ ‬بين‭ ‬المذاهب‭ ‬المختلفة‭. ‬وشدد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬مستقبل‭ ‬الأمة‭ ‬الإسلامية‭ ‬مرهون‭ ‬بقدرتها‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬اختلافاتها‭ ‬بالحوار‭ ‬الهادف،‭ ‬بدلًا‭ ‬من‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬النزاعات‭ ‬والصراعات‭. ‬وأكد‭ ‬أن‭ ‬الحوار‭ ‬الإسلامي،‭ ‬عندما‭ ‬يكون‭ ‬قائمًا‭ ‬على‭ ‬مبادئ‭ ‬العدل‭ ‬والاحترام،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مفتاحًا‭ ‬لإحياء‭ ‬روح‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬المسلمين‭ ‬وتعزيز‭ ‬وحدتهم‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬المشتركة‭.‬

 

 

الأستاذ في (حوزة قم ) الشيخ محمد رضا:

البحرين تعد نموذجا للتعايش السلمي ولها مبادرات أسهمت في توحيد صف المسلمين


أكد‭ ‬سماحة‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬رضا‭ ‬نائيني،‭ ‬الأستاذ‭ ‬في‭ ‬حوزة‭ ‬قم‭ ‬بالجمهورية‭ ‬الإسلامية‭ ‬الإيرانية،‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‭ ‬اليوم‭ ‬له‭ ‬دور‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬إيجاد‭ ‬الألفة‭ ‬والوحدة‭ ‬والترابط‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬الأمة‭ ‬الإسلامية‭.‬

وفي‭ ‬تصريح‭ ‬خاص‭ ‬لوكالة‭ ‬أنباء‭ ‬البحرين‭ (‬بنا‭)‬،‭ ‬شدد‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬رضا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المؤتمرات‭ ‬تؤكد‭ ‬مسيرة‭ ‬الوحدة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬يتحقق‭ ‬نجاح‭ ‬الأمة‭ ‬عبر‭ ‬الترابط‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬المذاهب‭ ‬الإسلامية،‭ ‬فهي‭ ‬أمة‭ ‬واحدة،‭ ‬وأمة‭ ‬عز‭ ‬وتآلف‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تعد‭ ‬نموذجًا‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي،‭ ‬ولها‭ ‬مبادرات‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬توحيد‭ ‬صف‭ ‬المسلمين‭ ‬وتقوية‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬المذاهب‭ ‬الإسلامية‭.‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬تقوية‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الإسلامية‭ ‬يتحقق‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الحوار‭ ‬وتقبل‭ ‬الآراء،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬جلسات‭ ‬مؤتمر‭ ‬الحوار‭ ‬الإسلامي‭ - ‬الإسلامي‭ ‬‮«‬أمة‭ ‬واحدة‭... ‬مصير‭ ‬مشترك‮»‬‭ ‬لها‭ ‬دور‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬الخروج‭ ‬بأفكار‭ ‬موحدة‭ ‬توثق‭ ‬الروابط‭ ‬الإسلامية،‭ ‬وتمنع‭ ‬الخلافات‭ ‬والفرقة،‭ ‬وتؤكد‭ ‬أن‭ ‬الأمة‭ ‬الإسلامية‭ ‬واحدة،‭ ‬وأمة‭ ‬عز‭ ‬وكرامة‭.‬

 

الأمين العام لمكتب المفتي العام لسلطنة عمان:

دفعة إيجابية لمستقبل الأمة الإسلامية


أكد‭ ‬فضيلة‭ ‬الشيخ‭ ‬أحمد‭ ‬بن‭ ‬سعود‭ ‬السيابي،‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لمكتب‭ ‬المفتي‭ ‬العام‭ ‬لسلطنة‭ ‬عمان،‭ ‬أهمية‭ ‬تنظيم‭ ‬مؤتمر‭ ‬الحوار‭ ‬الإسلامي‭ - ‬الإسلامي‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬أمةٌ‭ ‬واحدةٌ‭ ... ‬مصيرٌ‭ ‬مشترك‮»‬‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬الذي‭ ‬يُعد‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬سلسلة‭ ‬مؤتمرات‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬الوحدة‭ ‬والتقارب‭ ‬بين‭ ‬المسلمين‭. ‬وقال‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬المؤتمر‭ ‬يأتي‭ ‬ليسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬الوحدة‭ ‬والتفاهم‭ ‬بين‭ ‬المسلمين،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التحديات‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬الأمة‭ ‬الإسلامية‭.‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬قوة‭ ‬المؤتمر‭ ‬وتأثيره‭ ‬يكمنان‭ ‬في‭ ‬الكلمات‭ ‬والأبحاث‭ ‬المقدمة‭ ‬فيه،‭ ‬والتي‭ ‬تعكس‭ ‬قوة‭ ‬المسلمين‭ ‬كأمة‭ ‬واحدة،‭ ‬ما‭ ‬يعزز‭ ‬موقفهم‭ ‬أمام‭ ‬الآخرين‭. ‬وشدد‭ ‬على‭ ‬دور‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬بقيادة‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم،‭ ‬في‭ ‬احتضان‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬المؤتمر‭ ‬المهم،‭ ‬وهي‭ ‬جهود‭ ‬تستحق‭ ‬الشكر‭ ‬والثناء،‭ ‬إذ‭ ‬يمثل‭ ‬المؤتمر‭ ‬دفعة‭ ‬إيجابية‭ ‬لمستقبل‭ ‬الأمة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬ويعزز‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬العلماء‭ ‬والمفكرين‭.‬

وأوضح‭ ‬فضيلة‭ ‬الشيخ‭ ‬السيابي‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المؤتمر‭ ‬يبرز‭ ‬أهمية‭ ‬العمل‭ ‬الجماعي‭ ‬ويؤكد‭ ‬دور‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬المسلمين‭ ‬لمواجهة‭ ‬التحديات،‭ ‬ويسهم‭ ‬في‭ ‬ترسيخ‭ ‬فكرة‭ ‬أن‭ ‬المسلمين‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬صوتًا‭ ‬واحدًا‭ ‬في‭ ‬قضاياهم‭ ‬المشتركة‭. ‬فالمؤتمر‭ ‬يُعد‭ ‬منصة‭ ‬مهمة‭ ‬لتبادل‭ ‬الأفكار‭ ‬والرؤى‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الوحدة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬ما‭ ‬يُبرز‭ ‬دور‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬عامة،‭ ‬ومملكة‭ ‬البحرين‭ ‬خاصة،‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬وتعزيز‭ ‬الحوار‭ ‬بين‭ ‬المسلمين‭.‬

 

العلامة السيد علي الأمين:

المؤتمر يعزز من تلاحم الأمة الإسلامية ويرفض دعوات الفرقة والتطرف


أكد‭ ‬العلامة‭ ‬السيد‭ ‬علي‭ ‬الأمين،‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬حكماء‭ ‬المسلمين،‭ ‬أن‭ ‬مؤتمر‭ ‬الحوار‭ ‬الإسلامي‭ - ‬الإسلامي،‭ ‬الذي‭ ‬ينعقد‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬أمةٌ‭ ‬واحدةٌ‭... ‬مصيرٌ‭ ‬مشترك‮»‬،‭ ‬استمد‭ ‬أهميته‭ ‬من‭ ‬الرعاية‭ ‬الكريمة‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭. ‬وقال‭ ‬إن‭ ‬انعقاده‭ ‬يأتي‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬استثنائية‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬الأمة‭ ‬الإسلامية‭.  ‬وشدد‭ ‬العلامة‭ ‬السيد‭ ‬الأمين‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬التلاحم،‭ ‬موضحًا‭ ‬أن‭ ‬المؤتمر‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الترابط‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬الأمة‭ ‬الواحدة،‭ ‬ويرفض‭ ‬دعوات‭ ‬الفرقة‭ ‬والتطرف،‭ ‬متوقعًا‭ ‬أن‭ ‬يسهم‭ ‬المؤتمر‭ ‬بشكل‭ ‬إيجابي‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الأخطار‭ ‬المحدقة‭ ‬بالأمة،‭ ‬ومؤكدًا‭ ‬تطلعه‭ ‬إلى‭ ‬الخروج‭ ‬بتوصيات‭ ‬مهمة‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬التواصل‭ ‬والتلاقي‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬الأمة،‭ ‬مع‭ ‬تأكيد‭ ‬الوحدة‭ ‬والتعاون‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المؤتمر،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬كلماته‭ ‬الافتتاحية‭ ‬وجلساته‭ ‬المهمة،‭ ‬يمثل‭ ‬خطوة‭ ‬نحو‭ ‬تعزيز‭ ‬الوحدة‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬المشتركة،‭ ‬مشددًا‭ ‬على‭ ‬الحاجة‭ ‬الملحة‭ ‬الى‭ ‬تجاوز‭ ‬الخلافات‭ ‬الداخلية‭ ‬والتركيز‭ ‬على‭ ‬القضايا‭ ‬المشتركة،‭ ‬خاصة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالقضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬ومتمنيًا‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬أسس‭ ‬قوية‭ ‬للتعاون‭ ‬والتضامن‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الإسلامية‭.‬

 

الشيخ الدكتور عبدالوهاب طه السامرائي:

البحرين منبع السلام وتعزيز الوحدة الإسلامية


أكد‭ ‬الدكتور‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالوهاب‭ ‬طه‭ ‬السامرائي،‭ ‬عضو‭ ‬المجمع‭ ‬الفقهي‭ ‬العراقي‭ ‬لكبار‭ ‬العلماء‭ ‬للدعوة‭ ‬والإفتاء‭ ‬بجمهورية‭ ‬العراق،‭ ‬أن‭ ‬مؤتمر‭ ‬الحوار‭ ‬الإسلامي‭ - ‬الإسلامي‭ (‬أمة‭ ‬واحدة‭ ‬ومصير‭ ‬مشترك‭) ‬يحمل‭ ‬أهمية‭ ‬كبرى‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الحاجة‭ ‬الملحة‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬وحدة‭ ‬الصف‭ ‬الإسلامي‭ ‬وتقويته‭.‬

وأوضح‭ ‬الدكتور‭ ‬السامرائي‭ ‬أن‭ ‬المؤتمر‭ ‬يسعى‭ ‬إلى‭ ‬ترسيخ‭ ‬احترام‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬المختلفة،‭ ‬والابتعاد‭ ‬بالأمة‭ ‬عن‭ ‬العنف‭ ‬والانقسام،‭ ‬انطلاقًا‭ ‬من‭ ‬تعاليم‭ ‬الدين‭ ‬الإسلامي‭ ‬الداعية‭ ‬إلى‭ ‬التآخي‭ ‬والتقارب‭.‬

وأضاف‭: ‬‮«‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نثبت‭ ‬للعالم‭ ‬أننا‭ ‬أمة‭ ‬موحدة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الالتفاف‭ ‬حول‭ ‬القادة‭ ‬السياسيين‭ ‬وطرح‭ ‬المبادرات‭ ‬العملية‭ ‬التي‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬توحيد‭ ‬الخطاب‭ ‬الديني‭ ‬وتعزيز‭ ‬التقارب‭ ‬بين‭ ‬المذاهب‭ ‬والطوائف‭ ‬الإسلامية‮»‬‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الشباب‭ ‬يشكلون‭ ‬ركيزة‭ ‬أساسية‭ ‬لقوة‭ ‬الأمة‭ ‬الإسلامية‭ ‬ومستقبلها،‭ ‬معوّلًا‭ ‬عليهم‭ ‬في‭ ‬إكمال‭ ‬مسيرة‭ ‬وحدة‭ ‬الصف‭ ‬الإسلامي‭ ‬ودعم‭ ‬الجهود‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬التلاحم‭ ‬والتكاتف‭.‬

وختم‭ ‬تصريحه‭ ‬قائلًا‭: ‬‮«‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬كما‭ ‬عهدناها،‭ ‬تمثل‭ ‬منبعًا‭ ‬للسلام‭ ‬والدعوة‭ ‬إلى‭ ‬الوحدة،‭ ‬وتؤمن‭ ‬بتعدد‭ ‬الآراء‭ ‬وطرح‭ ‬الرأي‭ ‬والرأي‭ ‬الآخر،‭ ‬وما‭ ‬نشهده‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬الحوار‭ ‬الإسلامي‭ ‬الإسلامي‭ ‬بالبحرين‭ ‬خير‭ ‬شاهد‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النهج‮»‬‭.‬

 

 

مدير مركز تعزيز الوسطية بالكويت:

الحوار الإسلامي ضرورة لمواجهة التحديات وتعزيز وحدة الصف


أكد‭ ‬د‭. ‬عبدالله‭ ‬مطير‭ ‬الشريكة،‭ ‬مدير‭ ‬مركز‭ ‬تعزيز‭ ‬الوسطية‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الأوقاف‭ ‬والشؤون‭ ‬الإسلامية‭ ‬بدولة‭ ‬الكويت‭ ‬الشقيقة‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬الحكماء‭ ‬التنسيقي‭ ‬الأوروبي‭ (‬آمال‭)‬،‭ ‬أهمية‭ ‬تنظيم‭ ‬مؤتمر‭ ‬الحوار‭ ‬الإسلامي‭ ‬‭ ‬الإسلامي‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬أمة‭ ‬واحدة‭...  ‬مصير‭ ‬مشترك‮»‬‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬الذي‭ ‬يأتي‭ ‬ليؤكد‭ ‬ضرورة‭ ‬تعزيز‭ ‬ثقافة‭ ‬التعايش‭ ‬السلمي‭ ‬ووحدة‭ ‬الصف‭.‬

وأشاد‭ ‬د‭. ‬الشريكة‭ ‬برعاية‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم،‭ ‬مبيناً‭ ‬أن‭ ‬المؤتمر‭ ‬يتميز‭ ‬بمستوى‭ ‬العلماء‭ ‬المشاركين،‭ ‬وبما‭ ‬يطرحه‭ ‬من‭ ‬دعم‭ ‬للقضايا‭ ‬الدينية‭ ‬والسياسية‭ ‬والاقتصادية‭.‬

وأكد‭ ‬د‭. ‬الشريكة‭ ‬أهمية‭ ‬الوحدة‭ ‬الإسلامية‭ ‬ودورها‭ ‬في‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬الفتن‭ ‬والتعصب‭ ‬والطائفية،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬العمل‭ ‬الإسلامي‭ ‬الجماعي‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الخير‭ ‬للأمة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يسعى‭ ‬المؤتمر‭ ‬إلى‭ ‬تحقيقه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التوصيات‭ ‬والنتائج‭ ‬الإيجابية‭ ‬التي‭ ‬ستعود‭ ‬بالنفع‭ ‬على‭ ‬الأمة،‭ ‬مبيناً‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المؤتمر‭ ‬يمثل‭ ‬منصة‭ ‬مهمة‭ ‬لتبادل‭ ‬الأفكار‭ ‬والتوصل‭ ‬إلى‭ ‬توصيات‭ ‬فعالة‭ ‬تخدم‭ ‬مصلحة‭ ‬الأمة‭ ‬الإسلامية‭ ‬جمعاء‭.‬

 

الأمين العام السابق لمنظمة التعاون الإسلامي:

المؤتمر منصة عالمية تهدف إلى تعزيز الوحدة


أكد‭ ‬السيد‭ ‬أكمل‭ ‬الدين‭ ‬إحسان‭ ‬أوغلو،‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬السابق‭ ‬لمنظمة‭ ‬التعاون‭ ‬الإسلامي،‭ ‬أن‭ ‬مؤتمر‭ ‬الحوار‭ ‬الإسلامي‭ - ‬الإسلامي‭ ‬يمثل‭ ‬منصة‭ ‬عالمية‭ ‬لتعزيز‭ ‬الوحدة‭ ‬وترسيخ‭ ‬منهج‭ ‬الحوار‭ ‬بين‭ ‬مكونات‭ ‬الأمة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬مشيدًا‭ ‬برعاية‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم،‭ ‬لهذا‭ ‬المؤتمر‭ ‬المهم،‭ ‬الذي‭ ‬يسعى‭ ‬إلى‭ ‬مواجهة‭ ‬خطابات‭ ‬الكراهية،‭ ‬وتعزيز‭ ‬التفاهم‭ ‬والحوار‭ ‬بين‭ ‬المذاهب‭ ‬الإسلامية‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬توقيت‭ ‬انعقاد‭ ‬المؤتمر،‭ ‬إذ‭ ‬يأتي‭ ‬في‭ ‬خضم‭ ‬تحديات‭ ‬كبيرة‭ ‬تواجه‭ ‬المنطقة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالشأن‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬أهمية‭ ‬تنسيق‭ ‬الجهود‭ ‬بين‭ ‬المؤسسات‭ ‬الإسلامية‭ ‬المختلفة‭ ‬لمواجهة‭ ‬الأوضاع‭ ‬الراهنة‭.‬

وثمَّن‭ ‬أوغلو‭ ‬استضافة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬هذا‭ ‬الحدث‭ ‬المهم،‭ ‬باعتباره‭ ‬مبادرة‭ ‬قيمة،‭ ‬متوقعًا‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬بيانه‭ ‬الختامي‭ ‬وثيقة‭ ‬مهمة‭ ‬تحدد‭ ‬معالم‭ ‬الطريق‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوقت‭ ‬التاريخي‭ ‬الذي‭ ‬تمر‭ ‬به‭ ‬الأمة‭ ‬الإسلامية‭. ‬

 

الدكتور إبراهيم البرزنجي من إقليم كردستان العراق:

خطوة مهمة لتوحيد الصف وتعزيز الاتفاق


أكد‭ ‬الدكتور‭ ‬إبراهيم‭ ‬البرزنجي،‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬الأوقاف‭ ‬والشؤون‭ ‬الدينية‭ ‬في‭ ‬حكومة‭ ‬إقليم‭ ‬كردستان‭ ‬العراق،‭ ‬أهمية‭ ‬عقد‭ ‬مؤتمر‭ ‬الحوار‭ ‬الإسلامي‭ - ‬الإسلامي‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬أمةٌ‭ ‬واحدةٌ‭...  ‬مصيرٌ‭ ‬مشترك‮»‬‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬والذي‭ ‬يأتي‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬مهمة‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬الأمة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬حيث‭ ‬يعاني‭ ‬المسلمون‭ ‬من‭ ‬التفرقة‭ ‬وتأثير‭ ‬الفتاوى‭ ‬غير‭ ‬المنضبطة‭.‬

وقال‭ ‬إن‭ ‬الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬الوحدة‭ ‬تمثل‭ ‬خطوة‭ ‬مهمة‭ ‬لتوحيد‭ ‬الصف‭ ‬الإسلامي،‭ ‬كما‭ ‬تشجع‭ ‬على‭ ‬الاتفاق‭ ‬في‭ ‬الأمور‭ ‬الكلية‭ ‬بدلًا‭ ‬من‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬الخلافات‭ ‬المذهبية‭.‬

وشدد‭ ‬الدكتور‭ ‬البرزنجي‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬دور‭ ‬العلماء‭ ‬في‭ ‬تقليل‭ ‬الخلافات،‭ ‬واحترام‭ ‬الاختلافات‭ ‬الطبيعية‭ ‬بين‭ ‬المذاهب،‭ ‬والتي‭ ‬ينبغي‭ ‬ألا‭ ‬تتحول‭ ‬إلى‭ ‬مجادلات‭ ‬تؤثر‭ ‬سلبًا‭ ‬على‭ ‬الأمة،‭ ‬متطلعًا‭ ‬إلى‭ ‬الخروج‭ ‬بتوصيات‭ ‬مستقبلية‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬الوحدة‭ ‬بين‭ ‬المسلمين‭.‬

وأكد‭ ‬الدكتور‭ ‬البرزنجي‭ ‬دور‭ ‬العلماء‭ ‬والباحثين‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬الأمة‭ ‬الإسلامية‭.‬

 

قاضي قضاة دولة فلسطين:

القضية الفلسطينية مهددة بالتصفية.. ونتطلع إلى موقف عربي وإسلامي للتصدي لهذا المخطط


أكد‭ ‬الشيخ‭ ‬الدكتور‭ ‬محمود‭ ‬الهباش،‭ ‬قاضي‭ ‬قضاة‭ ‬دولة‭ ‬فلسطين،‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬القضاة‭ ‬الشرعي،‭ ‬ومستشار‭ ‬الرئيس‭ ‬الفلسطيني‭ ‬للشؤون‭ ‬الدينية‭ ‬والعلاقات‭ ‬الإسلامية،‭ ‬أن‭ ‬مؤتمر‭ ‬الحوار‭ ‬الإسلامي‭ - ‬الإسلامي‭ ‬‮«‬أمةٌ‭ ‬واحدةٌ‭... ‬مصيرٌ‭ ‬مشترك‮»‬،‭ ‬وانعقاده‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تحت‭ ‬رعاية‭ ‬كريمة‭ ‬من‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم،‭ ‬يمثل‭ ‬منصة‭ ‬مهمة‭ ‬لتوحيد‭ ‬الجهود‭ ‬الإسلامية،‭ ‬وتعزيز‭ ‬الوعي‭ ‬الديني‭ ‬والاجتماعي،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬انعقاده‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تواجه‭ ‬فيه‭ ‬الأمة‭ ‬الإسلامية‭ ‬تحديات‭ ‬كبيرة،‭ ‬خاصة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وأهمية‭ ‬حماية‭ ‬المقدسات‭.‬

وأكد‭ ‬الشيخ‭ ‬الدكتور‭ ‬الهباش‭ ‬الحاجة‭ ‬الملحة‭ ‬إلى‭ ‬وحدة‭ ‬الأمة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬موضحًا‭ ‬أن‭ ‬الخلافات‭ ‬والتحديات‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬الأمة‭ ‬تستوجب‭ ‬الوحدة‭ ‬والائتلاف‭ ‬بين‭ ‬المسلمين،‭ ‬ما‭ ‬يعزز‭ ‬التعاون‭ ‬والتضامن‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬المخاطر،‭ ‬ويسهم‭ ‬في‭ ‬النهوض‭ ‬بالقضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬جوهر‭ ‬قضايا‭ ‬الأمة‭ ‬الإسلامية‭.‬

وأكد‭ ‬الشيخ‭ ‬الدكتور‭ ‬محمود‭ ‬الهباش،‭ ‬قاضي‭ ‬قضاة‭ ‬دولة‭ ‬فلسطين،‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬القضاة‭ ‬الشرعي،‭ ‬ومستشار‭ ‬الرئيس‭ ‬الفلسطيني‭ ‬للشؤون‭ ‬الدينية‭ ‬والعلاقات‭ ‬الإسلامية،‭ ‬أن‭ ‬فضيلة‭ ‬الإمام‭ ‬الأكبر‭ ‬الأستاذ‭ ‬الدكتور‭ ‬أحمد‭ ‬الطيب‭ ‬شيخ‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬حكماء‭ ‬المسلمين‭ ‬يتحدث‭ ‬باسم‭ ‬الامة‭ ‬الإسلامية‭ ‬ككل‭.‬

وشدد‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬توحيد‭ ‬الأمة‭ ‬الإسلامية‭ ‬حيث‭ ‬إنها‭ ‬عندما‭ ‬تفرقت‭ ‬ضعفت،‭ ‬وعندما‭ ‬ضعفت‭ ‬ضاعت‭ ‬حقوقها،‭ ‬منها‭ ‬أراضي‭ ‬فلسطين،‭ ‬ولكي‭ ‬تعود‭ ‬فلسطين‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬تعود‭ ‬الأمة‭ ‬الى‭ ‬وحدتها،‭ ‬حيث‭ ‬ان‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬الرسالة‭ ‬التي‭ ‬يحملها‭ ‬هذا‭ ‬المؤتمر‭ ‬الإسلامي،‭ ‬ولكي‭ ‬تستطيع‭ ‬الامة‭ ‬ان‭ ‬تحقق‭ ‬أهدافها‭ ‬وآمالها‭ ‬وتطلعات‭ ‬شعوبها‭.‬

وقال‭ ‬الهباش‭: ‬بغضّ‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬الاختلافات‭ ‬السياسية‭ ‬والمذهبية‭ ‬والتباينات‭ ‬الجغرافية‭ ‬فإن‭ ‬الامة‭ ‬الإسلامية‭ ‬يجمعها‭ ‬دين‭ ‬واحد‭ ‬وقرآن‭ ‬واحد‭ ‬ونبي‭ ‬واحد‭ ‬وقبلة‭ ‬واحدة،‭ ‬وهذه‭ ‬المقومات‭ ‬تستطيع‭ ‬ان‭ ‬تعيد‭ ‬حقوقها‭ ‬وخاصةً‭ ‬حقها‭ ‬في‭ ‬أرض‭ ‬فلسطين‭.‬

وأكد‭ ‬ان‭ ‬رعاية‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬لهذا‭ ‬المؤتمر‭ ‬الإسلامي‭ ‬تعكس‭ ‬إيمانه‭ ‬بضرورة‭ ‬الوحدة‭ ‬ونبذ‭ ‬الخلافات‭ ‬حيث‭ ‬تعدّ‭ ‬هذه‭ ‬اللفة‭ ‬عظيمة‭ ‬تضع‭ ‬الجميع‭ ‬أمام‭ ‬مسؤوليات‭ ‬كبيرة،‭ ‬ورسالة‭ ‬موجهة،‭ ‬فإذا‭ ‬لم‭ ‬ننهض‭ ‬جميعًا‭ ‬فسوف‭ ‬نؤكل‭ ‬فرادى‭.‬

أما‭ ‬بخصوص‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬الاستثنائية‭ ‬فتأتي‭ ‬في‭ ‬ظرف‭ ‬شديد‭ ‬الخطورة‭ ‬حيث‭ ‬ان‭ ‬فلسطين‭ ‬الآن‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬فقط‭ ‬مهددة‭ ‬بالاحتلال،‭ ‬وإنما‭ ‬مهددة‭ ‬بالتهجير‭ ‬وإخراج‭ ‬أهلها‭ ‬من‭ ‬الديار،‭ ‬وبالتالي‭ ‬تصفية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بالكامل‭ ‬فضلا‭ ‬عما‭ ‬يحمله‭ ‬هذا‭ ‬المخطط‭ ‬الخطير‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬وتهديدات‭ ‬لأمن‭ ‬دول‭ ‬العربية‭ ‬المجاورة،‭ ‬وبالذات‭ ‬مصر‭ ‬والأردن،‭ ‬ولهذا‭ ‬نأمل‭ ‬ان‭ ‬تتمخض‭ ‬هذه‭ ‬القمة‭ ‬عن‭ ‬قرارات‭ ‬قوية‭ ‬بحجم‭ ‬المواقف‭ ‬التي‭ ‬قدمتها‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬حتى‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة‭.‬

وأضاف‭ ‬الهباش‭ ‬أن‭ ‬ارض‭ ‬فلسطين‭ ‬موجودة‭ ‬وقائمة،‭ ‬ففي‭ ‬كل‭ ‬بلد‭ ‬وجدت‭ ‬الاختلافات‭ ‬السياسية،‭ ‬ولهذا‭ ‬يجب‭ ‬الا‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬الخلافات‭ ‬سببا‭ ‬في‭ ‬تفرقة‭ ‬الامة‭ ‬عن‭ ‬قضاياها‭ ‬المشتركة‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬خلافات‭ ‬بين‭ ‬الفصائل‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والتي‭ ‬تعد‭ ‬اختلافات‭ ‬في‭ ‬رؤى‭ ‬سياسية‭ ‬فقط،‭ ‬ولكن‭ ‬حتى‭ ‬هذه‭ ‬الاختلافات‭ ‬مهما‭ ‬عظمت‭ ‬يجب‭ ‬الا‭ ‬تكون‭ ‬مانعا‭ ‬لتدخل‭ ‬الامة‭ ‬لإسناد‭ ‬فلسطين‭ ‬مناديًا‭ ‬‮«‬بـ‭(‬دعوا‭) ‬خلافات‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬الداخلية‭ ‬للفلسطينيين‮»‬‭.. ‬الأمة‭ ‬الإسلامية‭ ‬اليوم‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬تقف‭ ‬مع‭ ‬فلسطين‭ ‬كلها‭.‬

أما‭ ‬دعوة‭ ‬شيخ‭ ‬الازهر‭ ‬إلى‭ ‬الوحدة‭ ‬ووضع‭ ‬دستور‭ ‬جامع‭ ‬أو‭ ‬ميثاق‭ ‬جامع‭ ‬يجمع‭ ‬كل‭ ‬أجزاء‭ ‬الامة‭ ‬الإسلامية‭ ‬فإنها‭ ‬ستحفظ‭ ‬الامة‭ ‬الإسلامية‭ ‬وستكون‭ ‬قوة‭ ‬إضافية‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬الاستعمار‭ ‬زرع‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي،‭ ‬وعندما‭ ‬نتحد‭ ‬نستطيع‭ ‬الرد‭ ‬على‭ ‬الاستعمار‭ ‬‮«‬بوحدتنا‭ ‬تعود‭ ‬فلسطين‭ ‬وتتحرر‮»‬‭.‬

 

المفتي العام لمسلمي روسيا:

للبحرين وقائدها دور مهم في تعزيز وحدة الصف الإسلامي


أكد‭ ‬فضيلة‭ ‬الشيخ‭ ‬طلعت‭ ‬تاج‭ ‬الدين،‭ ‬المفتي‭ ‬العام‭ ‬ورئيس‭ ‬النظارة‭ ‬المركزية‭ ‬لمسلمي‭ ‬روسيا،‭ ‬أن‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وقائدها،‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظَّم،‭ ‬دورًا‭ ‬مهمًا‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬وحدة‭ ‬الصف‭ ‬الإسلامي‭.‬

وقال‭ ‬إن‭ ‬تنظيم‭ ‬مؤتمر‭ ‬الحوار‭ ‬الإسلامي‭ - ‬الإسلامي‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬أمةٌ‭ ‬واحدةٌ‭... ‬مصيرٌ‭ ‬مشترك‮»‬‭ ‬يمثل‭ ‬تجمعًا‭ ‬مهمًا‭ ‬للخير،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الظروف‭ ‬العالمية‭ ‬والتحديات‭ ‬الكبيرة‭.‬

وشدد‭ ‬فضيلته‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬توحيد‭ ‬صفوف‭ ‬الأمة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬القيم‭ ‬الإنسانية‭ ‬والدينية‭ ‬التي‭ ‬ورثتها‭ ‬الأمة‭ ‬عبر‭ ‬العصور،‭ ‬موضحًا‭ ‬دور‭ ‬هذه‭ ‬القيم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬الشعوب،‭ ‬ودعم‭ ‬التعلم‭ ‬بما‭ ‬يخدم‭ ‬التعاون‭ ‬الثقافي‭ ‬والاجتماعي‭. ‬كما‭ ‬أكد‭ ‬حقيقة‭ ‬الإيمان‭ ‬والإسلام،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الظروف‭ ‬الراهنة،‭ ‬وأهمية‭ ‬التمسك‭ ‬بالدين‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الفتن‭.‬

ونوّه‭ ‬بدور‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المهم‭ ‬والحيوي‭ ‬في‭ ‬توجيه‭ ‬الأمة‭ ‬نحو‭ ‬التعاون‭ ‬والوحدة،‭ ‬وهو‭ ‬توجهٌ‭ ‬يجب‭ ‬دعمه‭ ‬وتقديره،‭ ‬بما‭ ‬يحقق‭ ‬الخير‭ ‬والبر‭ ‬للمجتمعات‭ ‬الإسلامية‭.‬

واختتم‭ ‬فضيلة‭ ‬الشيخ‭ ‬تاج‭ ‬الدين‭ ‬تصريحه‭ ‬بتأكيد‭ ‬أهمية‭ ‬التعاون‭ ‬والتضامن‭ ‬بوصفهما‭ ‬حاجة‭ ‬ملحة‭ ‬للدول‭ ‬الإسلامية‭ ‬لمواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬العالمية،‭ ‬ما‭ ‬يتطلب‭ ‬توحيد‭ ‬الجهود‭ ‬وتعزيز‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬التعايش‭ ‬والتعاون‭ ‬واحترام‭ ‬الثقافات‭ ‬المختلفة‭.‬

 

رئيس المجلس الأعلى لمنهاج القرآن الدولي بباكستان يشيد بدور البحرين في جمع علماء الأمة للتحاور والتفاهم


أكد‭ ‬الدكتور‭ ‬حسن‭ ‬محيي‭ ‬الدين‭ ‬القادري،‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬لمنهاج‭ ‬القرآن‭ ‬الدولي‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬الأمناء‭ ‬وعميد‭ ‬كلية‭ ‬الحقوق‭ ‬بجامعة‭ ‬المنهاج‭ ‬في‭ ‬باكستان‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الأمة‭ ‬الإسلامية‭ ‬بحاجة‭ ‬الى‭ ‬التشديد‭ ‬على‭ ‬وحدتها‭ ‬وقوتها،‭ ‬والابتعاد‭ ‬عن‭ ‬الفرقة‭ ‬والخلافات‭ ‬وتقبل‭ ‬الاختلاف‭ ‬فيما‭ ‬بينها‭ ‬حتى‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬أمة‭ ‬قوية‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬التحديات‭.‬

وفي‭ ‬تصريح‭ ‬خاص‭ ‬لوكالة‭ ‬أنباء‭ ‬البحرين‭ (‬بنا‭)‬،‭ ‬بين‭ ‬الدكتور‭ ‬حسن‭ ‬القادري‭ ‬أن‭ ‬مؤتمر‭ ‬الحوار‭ ‬الإسلامي‭ - ‬الإسلامي‭ (‬أمة‭ ‬واحدة‭ ‬مصير‭ ‬مشترك‭) ‬هو‭ ‬تعبير‭ ‬عملي‭ ‬على‭ ‬وحدة‭ ‬أمتنا‭ ‬الإسلامية‭ ‬التي‭ ‬نظهرها‭ ‬للعالم‭ ‬ونعيشها‭ ‬في‭ ‬دولنا‭ ‬ونسعى‭ ‬للتقريب‭ ‬أكثر‭ ‬بين‭ ‬المذاهب‭ ‬الإسلامية،‭ ‬ونعالج‭ ‬الاختلافات‭ ‬فيما‭ ‬بيننا‭ ‬بالرجوع‭ ‬إلى‭ ‬كتاب‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬وسنة‭ ‬النبي‭ ‬الأكرم‭.‬

وأشاد‭ ‬بما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ممثلة‭ ‬بحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم،‭ ‬في‭ ‬جمع‭ ‬علماء‭ ‬وحكماء‭ ‬ومفكرين‭ ‬ومرجعيات‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬واحد‭ ‬للتحاور‭ ‬والتفاهم‭ ‬وتقبل‭ ‬الرأي‭ ‬والرأي‭ ‬الآخر،‭ ‬وقال‭ ‬‮«‬إن‭ ‬الاختلاف‭ ‬في‭ ‬أمة‭ ‬محمد‭ (‬ص‭) ‬رحمة‭ ‬فيما‭ ‬بينهم‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أكده‭ ‬نبي‭ ‬الرحمة،‭ ‬وموقفنا‭ ‬جميعًا‭ ‬هو‭ ‬وحدة‭ ‬الأمة‭ ‬الإسلامية‮»‬‭. ‬وتطرق‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬لمنهاج‭ ‬القرآن‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬تصريحه‭ ‬لـ‭ (‬بنا‭) ‬إلى‭ ‬المساعي‭ ‬الحثيثة‭ ‬التي‭ ‬يعمل‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬المجلس‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إعلاء‭ ‬وحدة‭ ‬الأمة‭ ‬الإسلامية‭ ‬والتقريب‭ ‬بين‭ ‬المذاهب‭ ‬ونشر‭ ‬الوسطية،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عمل‭ ‬المجلس‭ ‬في‭ ‬90‭ ‬دولة‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا