العدد : ١٧١٣٦ - الجمعة ٢١ فبراير ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٢ شعبان ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٣٦ - الجمعة ٢١ فبراير ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٢ شعبان ١٤٤٦هـ

أخبار البحرين

خلال استقبال جلالته كبار المشاركين في مؤتمر الحوار الإسلامي ـ الإسلامي.. الملك:
لا عِزَّ للأمة ولا سلطان إلا بوحدتها وتمسكها بدينها

الخميس ٢٠ فبراير ٢٠٢٥ - 02:00

أمتنا الإسلامية تمر بظروف صعبة تحتم علينا بذل المزيد من الجهد للوصول إلى كلمة سواء بيننا تجمع قلوبنا وتوحد كلمتنا

المؤتمر يمهد لمرحلة جديدة تمكننا من التعبير السليم عن جوهر الإسلام والتعامل الرشيد مع التحدياتِ التي تواجه الأمة وتعيق مسيرة تقدمها الحضاري

العاهل: البحرين تقف إلى جانب ما سيصدر عن هذا الملتقى الديني من أمر جامع يجمع أمتنا الإسلامية على هدف «الأخوة الدينية» الحقة

شيخ الأزهر: البحرين أضحت واحة للتعايش والحوار

المحطة التالية لمؤتمر الحوار الإسلامي ـ الإسلامي سوف تحتضنها مصر في الأزهر الشريف


استقبل‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم،‭ ‬في‭ ‬قصر‭ ‬الصخير،‭ ‬أمس‭ ‬كبار‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬‮«‬الحوار‭ ‬الإسلامي‭ ‬ـ‭ ‬الإسلامي‮»‬،‭ ‬يتقدمهم‭ ‬فضيلة‭ ‬الإمام‭ ‬الأكبر‭ ‬الأستاذ‭ ‬الدكتور‭ ‬أحمد‭ ‬الطيب‭ ‬شيخ‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬حكماء‭ ‬المسلمين،‭ ‬والذي‭ ‬تستضيفه‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬برعاية‭ ‬كريمة‭ ‬من‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم،‭ ‬وبمشاركة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬400‭ ‬شخصية‭ ‬من‭ ‬العلماء‭ ‬والقيادات‭ ‬والمرجعيات‭ ‬الإسلامية‭ ‬والمفكرين‭ ‬والمثقفين‭ ‬والمهتمين‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ ‬‮«‬أمة‭ ‬واحدة‭ ‬ومصير‭ ‬مشترك‮»‬،‭ ‬وينظمه‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف،‭ ‬والمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للشؤون‭ ‬الإسلامية،‭ ‬ومجلس‭ ‬حكماء‭ ‬المسلمين‭.‬

‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬الاستقبال،‭ ‬رحَّب‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬بضيوف‭ ‬المملكة،‭ ‬شاكرًا‭ ‬لهم‭ ‬حضورهم‭ ‬ومشاركتهم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المؤتمر‭ ‬الإسلامي‭ ‬المهم،‭ ‬ومتمنيًا‭ ‬لهم‭ ‬كل‭ ‬التوفيق‭ ‬في‭ ‬اجتماعهم‭ ‬المبارك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬توحيد‭ ‬الكلمة،‭ ‬ولمّ‭ ‬الشمل‭ ‬بين‭ ‬الأشقاء‭ ‬المسلمين،‭ ‬وتعزيز‭ ‬الوحدة‭ ‬الإسلامية‭.‬

وبعد‭ ‬تلاوة‭ ‬آيات‭ ‬بينات‭ ‬من‭ ‬الذكر‭ ‬الحكيم،‭ ‬تفضل‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬بإلقاء‭ ‬كلمة‭ ‬سامية‭ ‬بهذه‭ ‬المناسبة،‭ ‬فيما‭ ‬يلي‭ ‬نصها‭:‬

بسم‭ ‬الله‭ ‬الرحمن‭ ‬الرحيم

الحمد‭ ‬لله،‭ ‬والصلاة‭ ‬والسلام‭ ‬على‭ ‬سيدنا‭ ‬محمد‭ ‬وعلى‭ ‬آله‭ ‬وصحبه‭ ‬أجمعين،،

‭ ‬صاحب‭ ‬الفضيلة‭ ‬الإمام‭ ‬الأكبر‭ ‬الشيخ‭ ‬الدكتور‭ ‬أحمد‭ ‬الطيب،‭ ‬شيخ‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف،،

الحضور‭ ‬الكريم،،

‭ ‬السلام‭ ‬عليكم‭ ‬ورحمة‭ ‬الله‭ ‬وبركاته،‭ ‬وحياكم‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬ضيافةِ‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬التي‭ ‬يسعدُها‭ ‬أن‭ ‬تكونَ‭ ‬حاضنةً‭ ‬لهذا‭ ‬الاجتماعِ‭ ‬الميمون،‭ ‬بغاياتهِ‭ ‬المثلى،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬وحدة‭ ‬صف‭ ‬أمتنا‭ ‬الإسلامية‭ ‬وإعلاء‭ ‬مكانتِها‭.‬

ويطيبُ‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نلتقي‭ ‬بكم‭ ‬في‭ ‬ساعةٍ‭ ‬مباركةٍ‭ ‬من‭ ‬ساعاتِ‭ ‬اللقاءِ‭ ‬والتواصل،‭ ‬بمناسبةِ‭ ‬انعقاد‭ ‬مؤتمرِ‭ ‬الحوارِ‭ ‬الإسلامي‭ ‬‭ ‬الإسلامي،‭ ‬الذي‭ ‬بادرَ‭ ‬بفكرته،‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬أرضِ‭ ‬البحرين‭ ‬قبلَ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عامين،‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬حكماء‭ ‬المسلمين،‭ ‬فضيلة‭ ‬الشيخ‭ ‬أحمد‭ ‬الطيب،‭ ‬حفظهُ‭ ‬الله‭ ‬وباركَ‭ ‬في‭ ‬مسعاه‭ ‬المخلص‭ ‬لخدمة‭ ‬الإسلامِ‭ ‬والمسلمين‭.‬

وها‭ ‬نحنُ‭ ‬اليوم،‭ ‬نستجيبُ‭ ‬لذلك‭ ‬النداءِ‭ ‬التاريخي،‭ ‬بإقامةِ‭ ‬هذا‭ ‬المؤتمرِ‭ ‬المهم‭ ‬والهادف‭ ‬إلى‭ ‬تجديد‭ ‬الفكرِ‭ ‬الإسلامي،‭ ‬والتمهيدِ‭ ‬لمرحلةٍ‭ ‬جديدة‭ ‬تمكنّنا‭ ‬من‭ ‬التعبيرِ‭ ‬السليمِ‭ ‬والأمينِ‭ ‬عن‭ ‬جوهر‭ ‬الإسلام،‭ ‬والتعاملِ‭ ‬الرشيدِ‭ ‬مع‭ ‬التحدياتِ‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬الأمة،‭ ‬وتعيق‭ ‬مسيرة‭ ‬تقدمها‭ ‬الحضاري‭.‬

ولا‭ ‬يُخفى‭ ‬عليكم،‭ ‬أيها‭ ‬الحضورُ‭ ‬الكريم،‭ ‬ما‭ ‬مرّت‭ ‬وتمرُّ‭ ‬به‭ ‬أمتنا‭ ‬الإسلامية،‭ ‬من‭ ‬ظروفٍ‭ ‬صعبة،‭ ‬تحتّمُ‭ ‬علينا‭ ‬بذل‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الجهد‭ ‬للوصولِ‭ ‬إلى‭ ‬كلمةٍ‭ ‬سواء‭ ‬بينَنا،‭ ‬تجمعُ‭ ‬قلوبَنا،‭ ‬وتوحّدُ‭ ‬كلمتنا،‭ ‬وتشُدُّ‭ ‬مِن‭ ‬أَزرِنا،‭ ‬وتنبذ‭ ‬الفرقة‭ ‬والخلاف،‭ ‬فلا‭ ‬عِزَّ‭ ‬لهذه‭ ‬الأمةِ‭ ‬ولا‭ ‬سلطانَ‭ ‬إلا‭ ‬بوحدتِها،‭ ‬وتمسُّكِها‭ ‬بدينِها،‭ ‬امتثالًا‭ ‬للدعوةِ‭ ‬الربانيةِ‭ ‬في‭ ‬الكتابِ‭ ‬العزيزِ‭: (‬وَأَطِيعُوا‭ ‬اللَّهَ‭ ‬وَرَسُولَهُ‭ ‬وَلَا‭ ‬تَنَازَعُوا،‭ ‬فَتَفْشَلُوا‭ ‬وَتَذْهَبَ‭ ‬رِيحُكُم‭).‬

ونتطلعُ،‭ ‬لهذا‭ ‬الشأن،‭ ‬إلى‭ ‬إسهاماتِ‭ ‬المؤتمرِ‭ ‬العلمية‭ ‬والشرعية‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬إشاعة‭ ‬الفكرِ‭ ‬المعتدل،‭ ‬ووقف‭ ‬الاستغلال‭ ‬الديني‭ ‬والمذهبي‭ ‬المهدد‭ ‬لاستقرارِ‭ ‬المجتمعاتِ‭ ‬وسيادةِ‭ ‬الأوطان،‭ ‬الذي‭ ‬يتطلبُ،‭ ‬بدوره،‭ ‬استحداث‭ ‬آليات‭ ‬متجددةٍ‭ ‬وجادةٍ‭ ‬لتوسيعِ‭ ‬دائرة‭ ‬التفاهم‭ ‬والتقاربِ‭ ‬لتشملَ‭ ‬كل‭ ‬مكوناتِ‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬الإسلامية،‭ ‬وبقيادةٍ‭ ‬حكيمةٍ‭ ‬للرموز‭ ‬والمرجعيات‭ ‬الدينية‭ ‬من‭ ‬كلَ‭ ‬المدارس‭ ‬والمذاهبِ‭ ‬الفكرية‭.‬

‭ ‬ونود‭ ‬هنا،‭ ‬أن‭ ‬نؤكد‭ ‬وقوف‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬ما‭ ‬سيصدر‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الملتقى‭ ‬الديني‭ ‬المبارك‭ ‬من‭ ‬أمرٍ‭ ‬جامعٍ‭ ‬يجمع‭ ‬أمتنا‭ ‬الإسلامية‭ ‬على‭ ‬هدف‭ ‬‮«‬الأخوةِ‭ ‬الدينيةِ‮»‬‭ ‬الحقة،‭ ‬عبر‭ ‬ترسيخِ‭ ‬التضامن‭ ‬والتقارب‭ ‬بين‭ ‬المذاهب‭ ‬الإسلامية،‭ ‬واعتبار‭ ‬الاختلاف‭ ‬بينها،‭ ‬اختلاف‭ ‬تنوع‭ ‬وتكامل،‭ ‬وأن‭ ‬ما‭ ‬يجمعها‭ ‬أكثر‭ ‬بكثير‭ ‬مما‭ ‬يفرقها‭.‬

‭ ‬ولا‭ ‬يفوتُنا،‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الصعيد،‭ ‬أن‭ ‬نُشيدَ‭ ‬بالدور‭ ‬الرائد‭ ‬الذي‭ ‬يتولاه‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للشؤون‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬والذي‭ ‬يجمع‭ ‬نخبة‭ ‬من‭ ‬علماءِ‭ ‬البلاد‭ ‬لخدمة‭ ‬الدينِ‭ ‬الحنيف،‭ ‬ومن‭ ‬أجلِ‭ ‬رفعةِ‭ ‬المسلمين‭ ‬ولمَ‭ ‬شملهم‭.‬

‭ ‬كما‭ ‬نفخر‭ ‬بقانونِ‭ ‬الأسرة‭ ‬البحريني‭ ‬الموحد،‭ ‬الذي‭ ‬أثبتت‭ ‬تجربتُه‭ ‬النموذجية،‭ ‬أن‭ ‬أوجهَ‭ ‬التلاقي‭ ‬بين‭ ‬المذاهبِ‭ ‬الإسلامية‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬استيعابِ‭ ‬نقاط‭ ‬الاختلاف‭ ‬المحدودة،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يؤدي‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬أيةِ‭ ‬فرقةٍ‭ ‬أو‭ ‬خلاف‭. ‬

وختامًا،‭ ‬نحمدُ‭ ‬اللهَ‭ ‬تعالى‭ ‬على‭ ‬فضلهِ‭ ‬وتكريمهِ‭ ‬بأن‭ ‬جعلنا‭ ‬من‭ ‬أهلِ‭ ‬القبلةِ‭ ‬الواحدة،‭ ‬ورمزًا‭ ‬للوحدةِ‭ ‬والتوافق،‭ ‬فأصبحنا‭ ‬بنعمتهِ‭ ‬إخوانًا،‭ ‬ونسألهُ‭ ‬عز‭ ‬وجل،‭ ‬أن‭ ‬يهيئَ‭ ‬لنا‭ ‬من‭ ‬أمرِنا‭ ‬رشدا،‭ ‬وأن‭ ‬يوفقَ‭ ‬الجميع‭ ‬لما‭ ‬فيه‭ ‬خيرُ‭ ‬الأمةِ‭ ‬ونفعُها،‭ ‬إنهُ‭ ‬سميعٌ‭ ‬مجيب‭.‬

‭ ‬والسلام‭ ‬عليكم‭ ‬ورحمة‭ ‬الله‭ ‬وبركاته‭.‬

‭ ‬ثم‭ ‬ألقى‭ ‬فضيلة‭ ‬الأمام‭ ‬الأكبر‭ ‬الأستاذ‭ ‬الدكتور‭ ‬أحمد‭ ‬الطيب‭ ‬شيخ‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬حكماء‭ ‬المسلمين‭ ‬كلمةً‭ ‬قال‭ ‬فيها‭:‬

‭ ‬بسم‭ ‬الله‭ ‬الرحمن‭ ‬الرحيم

‭ ‬الحمد‭ ‬لله‭ ‬رب‭ ‬العالمين،‭ ‬وصلى‭ ‬الله‭ ‬وسلم‭ ‬وبارك‭ ‬على‭ ‬سيدنا‭ ‬محمد،‭ ‬وعلى‭ ‬آله‭ ‬وصحبه‭ ‬أجمعين،،

‭ ‬الأخ‭ ‬العزيز‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،،

‭ ‬السلام‭ ‬عليكم‭ ‬ورحمة‭ ‬الله‭ ‬وبركاته‭.. ‬وبعد،،

‭ ‬يسعدني‭ ‬وزملائي‭ ‬وإخواني‭ ‬العلماء‭ ‬من‭ ‬بلاد‭ ‬الإسلام‭ ‬أن‭ ‬نجتمع‭ ‬في‭ ‬بلدكم‭ ‬العزيز‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬التي‭ ‬أضحت‭ ‬واحة‭ ‬للتعايش‭ ‬والحوار،‭ ‬مقدرين‭ ‬بامتنان‭ ‬احتضان‭ ‬جلالتكم‭ ‬لهذه‭ ‬الدعوة‭ ‬المخلصة‭ ‬للحوار‭ ‬بين‭ ‬الإخوة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬جمع‭ ‬الكلمة‭ ‬وتوطيد‭ ‬الأخوة‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬المشتركة،‭ ‬وتوفير‭ ‬الإمكانات‭ ‬اللازمة‭ ‬لإنجاحه‭ ‬وإيصال‭ ‬صوته‭ ‬ورسالته‭ ‬إلى‭ ‬العالم‭ ‬كله،‭ ‬وأدعو‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬أن‭ ‬يوفق‭ ‬جهودكم‭ ‬المخلصة‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬بلدكم‭ ‬ورفعته،‭ ‬ودعم‭ ‬قضايا‭ ‬الأمة،‭ ‬وأن‭ ‬يديم‭ ‬على‭ ‬البحرين‭ ‬وسائر‭ ‬بلاد‭ ‬المسلمين‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان‭ ‬والسلامة‭ ‬والاستقرار‭.‬

السادة‭ ‬العلماء‭ ‬الأفاضـل،،

‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬أعرب‭ ‬عن‭ ‬تقديري‭ ‬لحضوركم‭ ‬الكريم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الحدث‭ ‬المهم،‭ ‬واستجابتكم‭ ‬لهذه‭ ‬المبادرة‭ ‬الإسلامية‭ ‬الخالصة‭ ‬والصادقة‭ ‬بإذن‭ ‬الله،‭ ‬والتي‭ ‬نسعى‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬إلى‭ ‬لم‭ ‬شمل‭ ‬الأمة،‭ ‬والتفاهم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬طي‭ ‬صفحة‭ ‬الماضي‭.‬

‭ ‬جلالة‭ ‬الملك،،

لقد‭ ‬تحدثت‭ ‬اليوم‭ ‬واستمعت‭ ‬إلى‭ ‬إخواني‭ ‬وزملائي‭ ‬من‭ ‬علماء‭ ‬المسلمين‭ ‬وفقهائهم‭ ‬ومفكريهم،‭ ‬والذين‭ ‬أشكرهم‭ ‬جزيل‭ ‬الشكر‭ ‬لاستجابتهم‭ ‬الكريمة‭ ‬لدعوة‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف‭ ‬ومجلس‭ ‬حكماء‭ ‬المسلمين،‭ ‬للتشاور‭ ‬حول‭ ‬تحديات‭ ‬ثقيلة‭ ‬فرضها‭ ‬واقع‭ ‬مؤلم‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يجثم‭ ‬على‭ ‬صدور‭ ‬الجميع،‭ ‬وإني‭ ‬لأقدر‭ ‬كثيرًا‭ ‬هذا‭ ‬المشهد‭ ‬الاستثنائي‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬تعتده‭ ‬أعيننا‭ ‬بهذا‭ ‬الجمع،‭ ‬والذي‭ ‬تلاقت‭ ‬فيه‭ ‬أطياف‭ ‬الأمة،‭ ‬وعلماؤها‭ ‬من‭ ‬السنة‭ ‬والشيعة‭ ‬الإمامية‭ ‬والزيدية،‭ ‬ومن‭ ‬الإباضية،‭ ‬بل‭ ‬من‭ ‬عامة‭ ‬المسلمين‭ ‬جميعًا‭ ‬ممن‭ ‬وصفهم‭ ‬نبي‭ ‬الإسلام‭ ‬صلوات‭ ‬الله‭ ‬وسلامه‭ ‬عليه،‭ ‬وهو‭ ‬يحدد‭ ‬لنا‭: ‬من‭ ‬هو‭ ‬‮«‬المسلم‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬رقاب‭ ‬المسلمين‭ ‬ذمة‭ ‬الله‭ ‬ورسوله،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬قوله‭ ‬في‭ ‬الحديث‭ ‬الشريف‭: ‬‮«‬من‭ ‬صلى‭ ‬صلاتنا،‭ ‬واستقبل‭ ‬قبلتنا،‭ ‬وأكل‭ ‬ذبيحتنا،‭ ‬فذاكم‭ ‬المسلم‭ ‬الذي‭ ‬له‭ ‬ذمة‭ ‬الله‭ ‬وذمة‭ ‬رسوله؛‭ ‬فلا‭ ‬تخفروا‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬ذمته‮»‬‭.‬

‭ ‬جـلالة‭ ‬الـملـك،،‭ ‬إخــوتي‭ ‬العلماء،،

‭ ‬أظنكم‭ ‬تتفقون‭ ‬معي‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬التاريخ‭ ‬يحدثنا‭ ‬أن‭ ‬أمتنا‭ ‬الإسلامية‭ ‬لم‭ ‬تجن‭ ‬من‭ ‬الفرقة‭ ‬والتشرذم،‭ ‬وتدخل‭ ‬بعض‭ ‬دولها‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬لبعضها‭ ‬الآخر،‭ ‬أو‭ ‬الاستيلاء‭ ‬على‭ ‬أجزاء‭ ‬من‭ ‬أراضيها،‭ ‬أو‭ ‬استغلال‭ ‬المذهبية‭ ‬والطائفية‭ ‬والعرقية‭ ‬لزرع‭ ‬الفتن‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن‭ ‬الواحد،‭ ‬أو‭ ‬محاولات‭ ‬تغيير‭ ‬المذاهب‭ ‬المستقرة‭ ‬بالترغيب‭ ‬وبالترهيب،‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬تجن‭ ‬الأمة‭ ‬منه‭ ‬إلا‭ ‬فرقة‭ ‬ونزاعًا‭ ‬وصراعًا‭ ‬أسلمها‭ ‬إلى‭ ‬ضعف‭ ‬وتراجع‭ ‬أطمع‭ ‬الغير‭ ‬فينا‭ ‬وجرأه‭ ‬علينا،‭ ‬حتى‭ ‬رأينا‭ ‬وسمعنا‭ ‬من‭ ‬يطالبنا‭ ‬بتهجير‭ ‬شعب‭ ‬عريق‭ ‬وترحيله‭ ‬من‭ ‬وطنه‭ ‬ليقيم‭ ‬على‭ ‬أرضه‭ ‬منتجعًا‭ ‬سياحيًا‭ ‬على‭ ‬أشلاء‭ ‬الجثث‭ ‬وأجساد‭ ‬الشهداء‭ ‬من‭ ‬الرجال‭ ‬والنساء‭ ‬والأطفال‭ ‬من‭ ‬أهلنا‭ ‬وأشقائنا‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬المكلومة،‭ ‬وبالتأكيد‭ ‬تتفقون‭ ‬معي‭ ‬في‭ ‬أنه‭ ‬آن‭ ‬الأوان‭ ‬لتضامن‭ ‬عربي‭ ‬إسلامي‭ ‬أخوي‭ ‬خالٍ‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬المظاهر،‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬أردنا‭ ‬الخير‭ ‬لبلادنا‭ ‬ولمستقبل‭ ‬أمتنا‭.‬

‭ ‬وأتوجه‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬بالدعاء‭ ‬أن‭ ‬يوفق‭ ‬قادة‭ ‬العرب‭ ‬في‭ ‬قمتهم‭ ‬العربية‭ ‬المرتقبة‭ ‬في‭ ‬جمهورية‭ ‬مصر‭ ‬العربية،‭ ‬وفي‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬وأن‭ ‬يجمع‭ ‬كلمتهم‭ ‬ويوحد‭ ‬شملهم‭.‬

‭ ‬وختامًا‭ ‬جـلالة‭ ‬الـملـك،،

‭ ‬يعلم‭ ‬الله‭ ‬أني‭ ‬لا‭ ‬أجيد‭ ‬المدح‭ ‬ولا‭ ‬الثناء‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬القادة‭ ‬والحكام،‭ ‬غير‭ ‬أني‭ ‬أتحرج‭ ‬كثيرًا‭ ‬أن‭ ‬أقصر‭ ‬عن‭ ‬أداء‭ ‬واجب‭ ‬يفرضه‭ ‬الشرع‭ ‬كما‭ ‬تفرضه‭ ‬الأخلاق،‭ ‬وأوصانا‭ ‬به‭ ‬نبينا‭  ‬في‭ ‬قوله‭: ‬‮«‬لا‭ ‬يشكر‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يشكر‭ ‬الناس‮»‬،‭ ‬بل‭ ‬أمرنا‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬قوله‭: ‬‮«‬أنزلوا‭ ‬الناس‭ ‬منازلهم‮»‬،‭ ‬نعم،‭ ‬أستحي‭ ‬أن‭ ‬أنهي‭ ‬كلمتي‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬أتقدم‭ ‬بالأصالة‭ ‬عن‭ ‬نفسي‭ ‬ونيابة‭ ‬عن‭ ‬إخوتي‭ ‬علماء‭ ‬الإسلام‭ ‬المجتمعين‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬حضرتكم‭ ‬بما‭ ‬أنتم‭ ‬أهلٌ‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬الثناء‭ ‬والشكر‭ ‬والعرفان‭ ‬بالجميل،‭ ‬وأحمد‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬كثيرًا‭ ‬أن‭ ‬هيأكم‭ ‬لاستضافة‭ ‬هذا‭ ‬المؤتمر‭ ‬واحتضانه‭ ‬ودعمه‭ ‬بإخلاص‭ ‬واضح‭ ‬ونية‭ ‬طيبة‭.‬

‭ ‬كما‭ ‬أود‭ ‬أن‭ ‬أشكر‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬اجتهد‭ ‬وسعى‭ ‬لإنجاح‭ ‬هذا‭ ‬المؤتمر‭ ‬من‭ ‬رجالكم‭ ‬الجادين‭ ‬المخلصين،‭ ‬ومن‭ ‬فريق‭ ‬عمل‭ ‬مجلس‭ ‬حكماء‭ ‬المسلمين‭ ‬وعلماء‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف‭.‬

‭ ‬كما‭ ‬يسعدني‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬استكمال‭ ‬المسيرة،‭ ‬وتجديد‭ ‬النيات‭ ‬لخدمة‭ ‬الإسلام‭ ‬أن‭ ‬أعلن‭ ‬أن‭ ‬المحطة‭ ‬التالية‭ ‬لمؤتمر‭ ‬الحوار‭ ‬الإسلامي‭ ‬ـ‭ ‬الإسلامي،‭ ‬سوف‭ ‬تحتضنها‭ ‬جمهورية‭ ‬مصر‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى،‭ ‬وأدعو‭ ‬الله‭ ‬جل‭ ‬وعلا‭ ‬أن‭ ‬يوفقنا‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬لما‭ ‬فيه‭ ‬خير‭ ‬أمتنا،‭ ‬وأن‭ ‬يمكن‭ ‬لهذه‭ ‬الأمة‭ ‬كل‭ ‬سبل‭ ‬التآلف‭ ‬والتقارب‭ ‬والوحدة‭ ‬والتقدم‭ ‬والرخاء‭.‬

‭ ‬شكر‭ ‬الله‭ ‬لكم‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حسن‭ ‬صنيعكم‭ ‬وكرم‭ ‬ضيافتكم‭ ‬وحكمة‭ ‬رعايتكم‭.‬

‭ ‬وجزاكم‭ ‬الله‭ ‬عن‭ ‬الإسلام‭ ‬والمسلمين‭ ‬خير‭ ‬الجزاء‭.‬

‭ ‬والسلام‭ ‬عليكم‭ ‬ورحـمة‭ ‬الله‭ ‬وبركاته‭.‬

‭ ‬هذا،‭ ‬وقد‭ ‬أقام‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬مأدبة‭ ‬غداء‭ ‬تكريمًا‭ ‬لضيوف‭ ‬البلاد‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬الحوار‭ ‬الإسلامي‭ ‬ـ‭ ‬الإسلامي‭. ‬

 

 

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا