المملكة تولي اهتماما لبناء علاقات خارجية تقوم على التعاون البناء ودعم المصالح المشتركة
أكد علي بن صالح الصالح رئيس مجلس الشورى، أن مملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظَّم، وبمساندة ومؤازرة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، تحرص على أن تكون مكونًا متقدمًا ومستقرًا، ومثالًا للتنمية والتطور، وإضافة إيجابية بين شقيقاتها من الدول الآسيوية المتطورة، وخصوصًا أنها جزء من قارة آسيا، والوطن العربي، مشيرًا إلى أن مملكة البحرين تحرص أيضًا على أن تكون في مصاف الدول التي تحقق لشعوبها مستويات رفيعة من التنمية والتطور الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي، وأن تبني علاقات خارجية ودية تقوم على التعاون البناء ودعم المصالح المشتركة للدول.
جاء ذلك خلال كلمة مملكة البحرين، التي ألقاها رئيس مجلس الشورى، أمام الجلسة العامة الـ 15 للجمعية البرلمانية الآسيوية، التي عُقدت أمس الأربعاء، في مقر الجمعية الوطنية بمدينة باكو في جمهورية أذربيجان الصديقة، تحت شعار: «الدبلوماسية البرلمانية ودورها في تعزيز التنمية والتعاون»، وبحضور عدد من رؤساء وممثلي عدد من البرلمانات في الدول الخليجية والعربية والآسيوية.
وأعلن رئيس مجلس الشورى، خلال الكلمة، رغبة مملكة البحرين في تقديم ترشحها لمنصب رئاسة الجمعية البرلمانية الآسيوية للعام المقبل (2026)، مؤكدًا أن هذه الخطوة تأتي استمرارًا لمشاركة مملكة البحرين الفاعلة في أعمال الجمعية البرلمانية الآسيوية ولجانها الدائمة على مر السنوات الماضية، وتجسيداً لحرصها على أن تقوم بدور معاون أكبر في الدفع بمكانة هذه المؤسسة الرائدة.
وأعرب رئيس مجلس الشورى عن الثقة في نيل دعم البرلمانات الأعضاء في الجمعية البرلمانية الآسيوية، والتطلب لتبوء منصب رئاسة الجمعية البرلمانية الآسيوية، وأن تشكل هذه الخطوة إضافة إلى إسهامات الرئاسات السابقة، من خلال تولي مملكة البحرين رئاسة الجمعية في العام المقبل، وتعزيز مكانتها نحو المستقبل.
وأوضح رئيس مجلس الشورى أنَّ هناك قناعة راسخة بأهمية وجود الجمعية البرلمانية الآسيوية، وضرورة تعزيز مكانتها بين نظيراتها من المنظمات البرلمانية الدولية، بما يجعلها صوت الشعوب الآسيوية في النظام العالمي الراهن، الذي بات اليوم في أمسّ الحاجة إلى إعلاء سيادة القانون الدولي وبالأخص احترام القانون الدولي الإنساني، وحماية مبادئ العدل والمساواة وحقوق الشعوب في أراضي أجدادها وصيانة مصالحها الجوهرية وحريتها في صياغة مستقبلها.
وقال رئيس مجلس الشورى إنَّ: «مشاركتنا الدائمة في أعمال الجمعية البرلمانية الآسيوية تنطلق من القناعة الراسخة بأهمية مكانة قارة آسيا التي تضمنا جميعاً، وإيماننا الثابت بأن تقريب وجهات النظر والرؤى والحوار الإيجابي والتنسيق البرلماني، هو ما يؤسس للتعاون بين السلطات التنفيذية في الدول الآسيوية»، مشيرًا إلى أنَّ تطور أعمال الجمعية البرلمانية الآسيوية وتعزيز مكانتها بين نظيراتها من المنظمات الدولية، يسهم في إعلاء مكانة شعوب آسيا، والتعبير عن صوتها الموحد وعن رأيها فيما يعتري العالم في أيامنا الراهنة من حاجة إلى التعددية والاستماع لصوت العقل والحكمة، وتوازن المصالح، وعدم الهيمنة أو تجاهل حقوق الشعوب الحرة في ملكية أراضيها وخيراتها وثرواتها».
وذكر رئيس مجلس الشورى أن الجمعية البرلمانية الآسيوية وهي تجتمع اليوم تحت شعار «الدبلوماسية البرلمانية ودورها في تعزيز التنمية والتعاون»، وبوصفها أكبر تجمعٍ برلمانيٍ ممثل للشعوب الآسيوية، فإنها تضع مضمون هذا الشعار موضع التطبيق العملي، مبينًا أن مناقشة العديد من الموضوعات المدرجة على جداول أعمال اللجان الدائمة، ومنها موضوعات اقتصادية واجتماعية وسياسية وثقافية، والتحاور البرلماني الودي بشأنها، فإنه يجسّد ممارسة عملية للدبلوماسية البرلمانية، وهو تعزيز إيجابي لجهود شعوب آسيا في التعاون والحوار بهدف تحسين أوضاعها على العديد من المستويات، وتحقيق الغايات المنشودة التي تستحقها هذه القارة الكبيرة.
ولفت رئيس مجلس الشورى إلى أنَّ قارة آسيا، التي تحتضن أكبر تعداد بشري وتملك أكبر مساحة جغرافية بين القارات، تحظى بثروات طبيعية عظيمة، ومخزونات فائقة من المعادن والنفط والغاز الطبيعي، بالإضافة إلى أنها مهد الأديان السماوية وموطن الثقافات الإنسانية الكبرى، ومن أرضها انطلقت أول شرعة قانونية عرفتها البشرية، وهي شريعة حمورابي، مبينا أن قارة آسيا تزخر بالعديد من المواقع الأثرية والمناطق التاريخية التي تسهم في تنمية وتطور السياحة وتعزيز النمو الاقتصادي والاجتماعي لصالح شعوبها قاطبة.
وأعرب رئيس مجلس الشورى عن بالغ الشكر والامتنان إلى جمهورية أذربيجان الصديقة، لحرصها على احتضان اجتماعات الجمعية البرلمانية الآسيوية، مؤكدًا الحرص على تعزيز العلاقات الأخوية التي تتمتع بها مملكة البحرين وجمهورية أذربيجان، وشعبيهما الصديقان.
وأشاد رئيس مجلس الشورى بالجهود التي بذلتها الجمعية الوطنية بجمهورية أذربيجان، في التحضير والتنظيم لأعمال الجمعية، مثمنًا الدور الذي قامت به البروفيسورة صاحبة غافاروفا، رئيسة الجمعية الوطنية، وحرصها على نجاح أعمال الجمعية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك