حوار: هاجر قاسم القصاب
أثرى الساحة الثقافية والإعلامية بإسهاماته، الكاتب والصحفي: (إبراهيم بشمي) الذي شكلت مسيرته الاعلامية جزءا مهما في تطور الصحافة على مستوى البحرين؛ لتكون له بصمة مميزة في الساحة الاعلامية، حيث تناول قضايا مهمة تتعلق بالحقوق والحريات العامة، كما انه معروف بآرائه الجريئة وتحليلاته العميقة، وفي هذا الحوار سنتعرف على تفاصيل مسيرته الاعلامية.
{ حدثنا عن بداياتك في الإعلام والصحافة
بداية ذهبت إلى القاهرة لدراسة الصف التوجيهي في سنة 1965، فلم اتوفق في الحصول على المجموع المناسب الذي يدخلني الى الجامعة، وعدت الى البحرين وقدمت الامتحان في سنة 1967 وتخرجت الأول على القسم الادبي في مملكة البحرين، وفي ذلك العام تم تقديم امتحان إلى 30 طالبا للقسمين الادبي والعلمي من دون اطلاعنا على كيفية الامتحان، فأنا لم انجح في الامتحان ولم تسمح لي الفرصة للذهاب إلى لبنان في تلك الأيام، بعدها تم الاتصال بي لإخباري عن منحة دراسية للفقه الإسلامي في مكة حينها اخبرتني والدتي بأن أعود إلى مصر بجانب حلمي بدراسة الفن، عدت إلى القاهرة وكان مجموعي 80%، وكان المجموع في تلك السنوات مجموعا عاليا حتى بالنسبة للمصريين، وكنت قد طلبت أن ادرس في قسم العلوم السياسية والاقتصاد الا انني تم اختياري لكلية الآداب، فكان اقرب تخصص لما اريده في الآداب هو كلية الصحافة، تقدمت إلى تخصص الصحافة وكنا 3 أشخاص من البحرين، أنا والاخت سلوى المؤيد وسامي المؤيد، فتابعت في هذا القسم. وهكذا دخلت الصحافة بعيدا عن كلية الفنون وكلية العلوم السياسية.
{ متى شعرت بأنك كاتب حقيقي؟
أنا إلى الان لم أشعر بأنني كاتب حقيقي، وإلى الان إذا قمت بعمل كتاب أو موضوع اشعر بأنني ابدأ من الصفر، لا يمكن لكاتب او أديب او مثقف أن يقول عن نفسه بأنه وصل الى ما يريد، (فإذا وصل يعني انه يموت وليس لديه ما يفعله)، وأنا اعتقد بأن الشخص الذي يشعر بأن امامه مسيرة طويلة للوصول فهذا يعطي نفسه حافزا للبحث والكتابة والقراءة.
{ ما أصعب لحظة واجهتها خلال مسيرتك المهنية؟
هناك الكثير من اللحظات، أتذكر أول لحظة في السنة الأولى من قيامنا بإصدار مجلة بانوراما الخليج جاءنا كشف الحساب السنوي من البنك الذي وصل إلى خانة الأحمر للدفع، وهذه أولى الصدمات، والثانية عندما حدثت الحرب الإيرانية العراقية وغزو الكويت انعكست على الصحافة والصحفيين، فكيف نوفر رواتب الصحفيين والإعلانات قد توقفت وكان الامر امامنا إما السباحة أو الغرق.
{ هل تعرضت يوما للنقد بسبب آرائك؟
يقال حتى العروس في ليلة عرسها يتم انتقادها، فكيف بالعاملين في أروقة الصحافة.. ما اتذكره عندما كنت اعمل مدير عام مؤسسة الأيام، اذ تسلمت رسالة تهاجمني بالسب عن موضوع لم اكتبه فبماذا أرد على هذه الشتائم!
وفيما بعد عندما اصدرنا جريدة الوقت استطعنا ان نعبر عن شريحة كبيرة من الناس وأن نحترم القارئ ونعطيه المسافة الكافية من التعبير لكننا ايضا لا نستطيع إرضاء الكل.
{ في مجال الكتابة، هل هناك مواضيع ترى نفسك تعود إليها دائما؟
(الكتابة ابنة لحظتها)، في تلك اللحظة التي تكتب فيها فهي لا تتكرر. ربما الموضوع نفسه لكن عليك الاختيار من زوايا جديدة أو بكلمات جديدة.
{ ما القضايا التي تود التركيز عليها عندما تكتب كتابا؟
الروح السائدة في جسم الانسان الان ليست هي نفس الروح في عز شبابه، وكما يقال «الأفكار ملقاة على قارعة الطريق ولكن اي أفكار ملقاة على قارعة القلب».
{ كيف ترى مستقبل الصحافة في البحرين والخليج؟
دور الصحافة تغير ليس محليا فقط ولكن على مستوى العالم.
عندما كانت الصحافة في فترة السبعينيات إلى التسعينيات كانت خطا مفتوحا من الكتابة والتنوع والحريات بحرارة الأوضاع، وهذا الامر تقلص في كثير من البلدان التي صار الأمر لديها مركز في القرار وفي الرأي، واعتقد أن السنوات القادمة ستكون صعبة على الصحافة وعلى العاملين في الصحافة، وبدلا من تعدد القنوات بين أطراف المجتمع ضاق هذا التعدد وانكمش.
{ من تجربتك عضوا في مجلس الشورى ممثلا عن الجسم الصحفي، ماذا قدمت من على مقعد عضوية مجلس الشورى؟
عمل عضو مجلس الشورى هو عمل تشريعي في المحل الأول وعلى كافة القضايا التي تحول له، ولكن أبرز أمرين قمنا بهما كان: تقديم مشروع قانون الصحافة ومشروع الإعلام المرئي والمسموع.
{ جريدة الوقت مشروع إعلامي مميز في صحافة البحرين، لماذا توقفت؟ ولماذا تبعتها صحف عربية على نفس المنوال؟
توقفت جريدة الوقت كما توقفت كثير من الجرائد العالمية بسبب الأوضاع الاقتصادية والمالية، وبحكم صغر البحرين الجغرافي والاقتصادي.
{ اختفى كاتب العمود المؤثر من صحافة البحرين حاليا، فمن من الكتّاب تراهم يمثلون رأي الناس؟
الكاتب الصحفي المؤثر هو الكاتب الذي يعبر عن رأيه بصدق ونزاهة.
{ لماذا اختفى كتّاب الصحافة من جيلكم عن الكتابة في صحف اليوم؟
اختفى كثير من الكتّاب لأن لكل زمان دولة ورجالا وأيضا كتّابا.
{ ما هي اللحظة الصعبة في الكتابة؟
كثير من الناس يعتقد بدور الصحفي ومعرفته، وبالتالي عندما يطلب الناس الرأي من اصحاب الرأي وهم أصبحوا لا يملكون الجواب الا من عدم معرفة او خوف من الرأي.. فقل على المهنة السلام.
{ لماذا توقفت عن الكتابة بعد اصدار كتاب (إشكالية غياب الثقافة الديمقراطية في سنة 2002)؟
من خلال تجربتي، الصحافة تأخذك من كل شيء، بدأت كتابة كتاب سيصدر قريبا بعنوان (عمتكم النخلة) وجمع مصادر في سنة الالفين وبعدها دخلنا في ازمه العمل السياسي وبعدها الصحفي ولم أكمل ما كتبته، فعندما تم اغلاق صحيفة الوقت أصبح لدي فراغ لأكمل الكتاب.
فأعتقد أن الصحافة هي السبب الذي منع افكارا كثيرة قادر على كتابتها وتحقيقها.
{ هل لك كتب لم يتم نشرها؟
لدي مجموعة من الكتب تقريبا 16 كتابا للأطفال ومن 6 إلى 8 كتب سياسية، ولكن ليس هناك المال لطباعة هذه الكتب التي تحتاج إلى ما لا يقل عن 20 ألف دينار، وبالتالي ليس هناك حركة نشر، فأنا اعتقد ان القراءة تراجعت كثيرا، وهذا يجعلك تتساءل هل ما نكتبه له قيمة ووجود عند الناس أم نحن نكتب لأنفسنا؟
{ ما الدرس الأكبر الذي تعلمته من خلال مسيرتك الطويلة في الكتابة والصحافة؟
الدرس الذي تعلمته هو (صعب إرضاء الجميع وأحيانا صعب إرضاء نفسك).
{ ما الحلم الذي تود تحقيقه؟
أريد أن أكتب شيئا يعبر عن البحرين ويقدم البحرين بشكل مختلف في الكتابات، ومازلت ابحث عن الخطوة الأولى التي تقودني إلى هذا العمل.
– طالبة إعلام بجامعة البحرين
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك