رئيسة لجنة الخدمات: دول الخليج لم تحدد نسبة معينة لتوطين الوظائف الصحية
تغطية: أمل الحامد
تصوير: عبدالأمير السلاطنة
أقر مجلس الشورى في جلسته أمس برئاسة علي بن صالح الصالح رئيس المجلس تعديلا على مشروع قانون شأن المؤسسات الصحية الخاصة يقضي بأنه «يجب أن يتوافر في المؤسسة الصحية الخاصة العدد الكافي من الطواقم الطبية والفنية والتمريضية، وذلك بحسب تصنيفها والخدمات الصحية التي توفرها، وبما يتناسب وطاقتها الاستيعابية لعلاج المرضى. ويحدد المجلس الأعلى للصحة معايير ومتطلبات تراخيص مزاولي المهن الصحية، على أن تكفل منح الأولوية في توظيف العاملين في المؤسسات الصحية الخاصة للأطباء والفنيين والممرضين البحرينيين الحاصلين على المؤهلات والخبرة اللازمة، وتُستثنَى من ذلك الوظائف التي تتطلب خبرة تخصُّصية نادرة وغير متوافرة»، وقرر إعادته إلى مجلس النواب للتوافق على التعديل.
وجاء هذا التعديل على النص الذي مرره مجلس النواب الذي كان ينص على أن «يجب أن يتوافر في المؤسسة الصحية الخاصة العدد الكافي من الطواقم الطبية والفنية والتمريضية المستوفين لشروط ومؤهلات شغل الوظيفة، على ألا يقل عدد البحرينيين عن 50% من مجموع الطاقم في حال توافرها، وذلك بحسب تصنيف المؤسسة الصحية والخدمات الصحية التي توفرها وبما يتناسب وطاقتها الاستيعابية لعلاج المرضى. وفيما زاد على النسبة المذكورة تكون الأولوية في التوظيف للأطباء والفنيين البحرينيين عند توافرهم وفقاً للشروط والمؤهلات اللازمة، وتستثنى من ذلك الوظائف التي تتطلب خبرة تخصصية نادرة وغير متوافرة».
وأكدت الدكتورة جميلة السلمان رئيس لجنة الخدمات أن مشروع القانون بصيغته الأصلية حدد نسبة 50% للبحرنة من جميع الطواقم في أي مؤسسة صحية، وهذا الأمر يضع تحديات وصعوبات في تنفيذه بسبب عدم توافق مشروع القانون مع السياسة التشريعية بالمملكة، كما أن التشريع لم يراع التطورات السريعة التي يشهدها العالم وتشهدها المملكة، ولا تستطيع المؤسسات الصحية الخاصة التحكم في عدد المواطنين الموظفين في القطاع الخاص لأنهم يفضلون العمل بالمؤسسات الصحية الحكومية العامة.
وذكرت د. السلمان أن دول الخليج لم تحدد نسبة معينة في صلب القانون لأعداد المواطنين في المؤسسات الصحية الخاصة، ومنحت الجهات التنفيذية المرونة لتحديد النسب عن طريق القرارات، والاعتماد على المبادرات والتحفيز والجوائز، وهناك توجه خليجي نحو تعزيز حضور الكوادر الوطنية في القطاع الخاص، وتحديد نسب التوطين بشكل تدريجي وفق دراسة لواقع سوق العمل.
من جانبه، أكد علي بن صالح الصالح رئيس مجلس الشورى أن بحرنة القطاع الصحي هي موضوع مهم للجميع ويجب أن يتم على أسس ثابتة ومدروسة وخاصة في ظل التطورات التي يشهدها العالم ومنها القطاع الصحي.
وأشارت الدكتورة جهاد الفاضل النائب الثاني لرئيس مجلس الشورى إلى أهمية ألا يتم جعل توظيف العناصر الوطنية الشابة الخريجة لمهن متخصصة مثل الأطباء ضمن معادلة السوق في العرض والطلب، لأن هذا الأمر أدى في السنوات الماضية إلى جعل راتب الطبيب البحريني حديث التخرج لا يتناسب مع مؤهله الجامعي والمستوى المادي المتوقع من هذه الوظيفة، وهذا القانون يصحح هذه المعادلة في الوظائف المتخصصة في المستشفيات الخاصة.
ورأت أن هذا التشريع لن يسهم في عزوف الاستثمارات الصحية، كما أنه لن يؤثر على السياحة العلاجية لأنه يوازن بين تطوير الكوادر الوطنية واستقطاب الكفاءات المتخصصة، وهو ما سيرفع من كفاءة المؤسسات الصحية.
من جهته، أشار علي العرادي عضو مجلس الشورى إلى أن التعديل الذي جاءت به لجنة الخدمات على مشروع القانون يحقق التوان، إذ لا يجب إيجاد نسبة معينة للتوطين، فالنص النافذ يعطي نسبة مطلقة للبحرنة.
وتحدث الدكتور أحمد العريض عضو مجلس الشورى عن أن عدد الأطباء البحرينيين بوزارة الصحة خلال التسعينيات والثمانينيات وصل إلى 60%، ووصل عدد التمريض إلى 75%، مشيداً بالجهود الحكومية الجبارة في هذا المجال.
ودعا جميع خريجي الطب إلى الاستفادة من مركز تدريب الأطباء لتدريبهم وتوزيعهم على المستشفيات، مشيراً إلى وجود حوالي 2000 سرير في جميع المستشفيات ومن ثم إمكانية تدريب 200 طبيب كل عام.
من جانبها، أشارت الدكتورة ابتسام الدلال عضو مجلس الشورى إلى إعطاء الأولوية للطبيب البحريني ما عدا التخصصات النادرة أو غير المتوافرة في قانون المؤسسات الخاصة الذي تمت الموافقة عليه في الدور السابق.
وبينت أن بعض المستشفيات الخاصة تضم أكثر من 60% إلى 70% من الأطباء الاختصاصين، و40% من هؤلاء هم أطباء متقاعدون من وزارة الصحة لا يخضعون لقانون التأمين الاجتماعي ولا يتم احتسابهم ضمن الإحصائيات.
وأشارت إلى أن مشروع القانون كما جاء من مجلس النواب فيه صعوبة لأنه شمل جميع التخصصات الطبية، وهذه التخصصات تتضمن تفاصيل كثيرة، وهناك وفرة في بعض التخصصات مثل طب العائلة لوجود برنامج منذ الثمانينيات في مقابل تخصصات أخرى ليست متوافرة، متطلعة إلى استقطاب الخبرات العالمية في مجالات عديدة مثل الجراحة الروبوتية وغيرها من التخصصات النادرة.
واستعرضت إحصائيات عن الكادر التمريضي، وأن التمريض يشكل ما بين 60% و70% من الكادر الطبي في أي مستشفى، متسائلة عن كيفية تأمين الطب الخاص نسبة الـ50% في ظل وجود نسبة قليلة من هذا الكادر.
وبينت أن توافر الفنيين العاملين في الحقل الطبي بالقطاع الخاص حالة نادرة جداً، إلا في حالة فنيي الأشعة السينية فهم متوافرون، مشيرة إلى وجود ما بين 2 و3 فنيي أشعة مقطعية وفني واحد للقلب وفني واحد للمخ والأعصاب وفني واحد للأشعة الضاغطة لجميع المستشفيات الخاصة، حيث يوجد حالياً أكثر من 20 مستشفى خاصا وأكثر من 800 مؤسسة طبية خاصة في البحرين.
من جانبها، أشادت الدكتورة لولوة راشد شويطر وكيل وزارة الصحة بتعاون لجنة الخدمات وتقريرها الذي يهدف إلى الوصول إلى الغاية المرجوة بأن يكون البحريني الأولوية في التوظيف بالقطاع الصحي.
رغم رفضهم مشروع قانون بمنع تحويل تأشيرة السياحة إلى إقامة عمل
الشوريون: متفقون مع النواب على أن تكون أولوية التوظيف للبحريني
بالمخالفة لرأي مجلس النواب، رفض مجلس الشورى في جلسته أمس مشروع قانون بإضافة مادة جديدة برقم (7) مكررًا إلى قانون الأجانب (الهجرة والإقامة) لسنة 1965م، (المعد في ضوء الاقتراح بقانون المقدم من مجلس النواب)، الذي يهدف إلى منع تحويل تأشيرة السياحة إلى إقامة عمل وذلك لضمان توفير فرص عمل للمواطنين، وقرر المجلس إعادته إلى مجلس النواب لإعادة النظر فيه.
وأكد الدكتور علي الرميحي رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني بمجلس الشورى أن القرار الصادر عن وزير الداخلية منذ شهور يحقق نفس هدف مشروع القانون، وحقق انخفاضاً في نسبة تحويل تأشيرة السياحة إلى إقامة عمل بنسبة 87%، بما يؤكد حرص الجهات المعنية في الجهاز التنفيذي في الدولة على هذا الموضوع، وبناء على تفعيل مبدأ التعاون بين السلطات.
وأضاف أن اللجنة توافقت مع الحملات التفتيشية التي تقوم بها وزارة الداخلية وهيئة تنظيم سوق العمل من أجل تفعيل هذه القرارات، وتم الإجماع على إعطاء الجهاز التنفيذي فرصته لتفعيل القرارات وإصدار قرارات إدارية أخرى تضمن تحقق الهدف الذي يسعى إليه مجلس النواب.
وقال خالد المسقطي رئيس لجنة الشؤون المالية والاقتصادية إن تحويل تأشيرة الزيارة إلى تأشيرة إقامة سيؤدي إلى زيادة البطالة بين المواطنين البحرينيين، مؤكداً أن مجلس الشورى يتفق مع مجلس النواب على أن التوجه لأن تكون الأولوية في التوظيف للمواطن البحريني، وهذا هو الاستثمار الصحيح في تنمية الاقتصاد، مشيراً إلى أن وزارة الداخلية الجهة المسؤولة عن إصدار التأشيرات للزيارة أو العمل في البحرين قد أوضحت في ردها ضمن تقرير اللجنة أن هناك إجراءات وتنظيمات واشتراطات تسبق عملية تحويل تأشيرة السياحة إلى تأشيرة عمل، كما أكد رد هيئة تنظيم سوق العمل في تقرير اللجنة وجود اشتراطات وتنظيم ومتابعة وعدم وجود تجاوز لمن يحصل على هذا التعديل في التأشيرات بعد وصوله، وبهذا فإن الهدف من مشروع القانون متحقق على أرض الواقع.
من جانبه، أكد نبراس طالب الرئيس التنفيذي لهيئة تنظيم سوق العمل في مداخلته خلال الجلسة أن غاية الهيئة التقنين والحد من أي ممارسة خاطئة في ظل التسهيلات المقدمة في مملكة البحرين، مشيراً إلى أن الإجراءات واضحة أمام أي سائح يرغب في زيارة المملكة لأغراض سياحية، وهناك جهات معنية بإصدار التصاريح والتأشيرات اللازمة لذلك.
وأكد أن إجراءات الهيئة تهدف إلى تقليل أي ظاهرة لاستغلال التأشيرات السياحية من أجل الدخول والبحث عن عمل والتحول إلى عمالة، والحد من هذه الظاهرة السلبية، وقد تم إصدار قرار وزارة الداخلية لتقنين هذه الظاهرة، وبحسب الإحصائيات تبين أن 87% من عمليات تحويل تأشيرات السياحة إلى عمل انخفضت، وهذا يدل على نجاح تعاون السلطة التشريعية والجهات الحكومية على وضع حلول سريعة وفعالة تحد من أي ظاهرة يتم إيصالها إلى الجهات الحكومية، مؤكداً أن قرار وزير الداخلية أدى الغرض وفي الوقت نفسه يعطي المرونة في ممارسة الأعمال في مملكة البحرين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك