الرجل الشرقي يحب أن يكون (نمبر ون)
لا أهتم بالانتقادات وأرد عليها بابتسامة
يأكل البعض الرز بالملعقة اعتقادا منهم أن ذلك هو الصحيح
بـعــض الأعـمـال الـفـنـيـة تـعـكـس الـواقـع ولا يُـقـصـد بـهـا التـشـويــه
الواثق من عمله ومقتنع بمحتواه يجب أن يواصل من دون الالتفات إلى أي انتقاد
للإعلام دور كـبـير جـدا فـي تعزيز المفاهيم ونشر الوعي
أي رجل لا يتقبل شهرة زوجته فهو يفتقد الثقة بنفسه
تتلقى شخصيات السوشيال ميديا العديد من الانتقادات، سواء كانت إيجابية أو سلبية، نتيجة لنشاطاتها وآرائها التي تُعرض على الملأ. هذه الانتقادات غالبًا ما تعكس وجهات نظر متباينة حول ما يعتبر مقبولًا أو غير مقبول في المجتمع، مما يجعلها موضوعًا مثيرًا للجدل.
من بين هؤلاء المشاهير، نجد أمينة شلباية التي تُعد واحدة من أهم الشخصيات الرائدات في الوطن العربي في تقديم برامج الموضة والأزياء، حيث كانت تُعرف كأشهر مقدمة برامج تهتم بالمكياج وتناقش أحدث الإطلالات على الساحتين المحلية والعالمية. ورغم ابتعادها عن الأضواء عدة سنوات، فإن عودتها الأخيرة كواحدة من أبرز معلمي الإتيكيت عبر منصات التواصل الاجتماعي قد أثارت جدلاً واسعاً، إذ جذبت فيديوهاتها انتباه الكثيرين وحديثهم، التي تعرضت للكثير من الانتقادات بسبب نشرها قواعد الإتيكيت في مختلف جوانب الحياة.
هناك من يرى أن هذه القواعد خارجة عن المألوف، بينما يعتبرها آخرون سلوكيات صحيحة يجب تعزيزها ونشرها.
في حديثها إلى «عالم الشهرة»، أشارت شلباية إلى أن فوزها بلقب ملكة جمال مصر علّمها كيفية التفكير بجدية في تحديد أهدافها بشكل صحيح. وعن وجهة نظرها هل يتقبل الرجل الشرقي شهرة المرأة؟ قالت: من وجهة نظري، أرى أن الرجل الذي لا يتقبل شهرة زوجته، يفتقد ثقته بنفسه. الرجل الحقيقي والواثق من نفسه يجب عليه أن يفخر بنجاحها ويدعمها، لأن نجاحها هو بمثابة نجاح له. وأضافت شلباية أن الرجل الشرقي يحب أن يكون (نمبر ون) في الشهرة والوضوح، وأوضحت أن هناك رجالا يعملون في مناصب مهمة لكنهم غير معروفين اجتماعياً لذا فهم يرفضون شهرة زوجاتهم.
وترى شلباية أن المرأة في جميع مواقعها العملية في المجتمع يجب أن تصمد أمام التحديات مؤكدة أن رسالتها لكل امرأة، سواء كانت عاملة أو ربة منزل أو في أي موقع آخر، هي أن تصمد أمام التحديات وتواجهها بكل ثقة. وتؤكد شلباية أن المرأة يجب أن تثق بما تقدمه وتعمله بقولها: أقول لكل امرأة، ثقي بنفسك وبعملك وإنجازاتك، مادمتِ واثقة من أن ما تقومين به لا يمس الأخلاق ولا يؤثر سلباً على سمعتك أو سمعة الآخرين.
لا تستمعي للكلام السلبي ولا لنظرات الآخرين وانتقاداتهم طالما كنتِ تسيرين في الطريق الصحيح.
وواصلت حديثها لـ«عالم الشهرة» قائلة: نحتاج إلى تعزيز مكانة المرأة في المجتمع من خلال إعادة سلوكيات بسيطة كانت موجودة سابقاً، والتي تُشعر المرأة بأنها امرأة والرجل بأنه رجل. مثل فتح باب السيارة، وسحب الكرسي لتجلس أولاً، والإصغاء لكلمات جميلة. كل هذه السلوكيات البسيطة تعزز قيمة كل من الرجل والمرأة وتشعر المرأة بالسعادة.
وعند الحديث عن القيم قالت: عندما نتحدث عن القيم، يجب أن ندرك أن كل ما يتعلق بالقيم مهم. بدءًا من طريقة الأكل السليمة، والجلوس على مائدة الطعام، واستقبال الضيوف، وصولاً إلى كيفية المشي والكلام والتصرفات. كل ما ذكرتُه ضروري، ويجب أن نسهم في نشر ثقافة القيم والوعي بها، لأن هذه السلوكيات يجب أن تبقى طبيعية، لكن للأسف، هناك من نسيها.
أما بالنسبة إلى الهجوم والانتقادات على السوشيال ميديا، فقالت: أنا أؤمن بأنه يجب الرد عليها بابتسامة. سأتحدث عن نفسي بشكل شخصي؛ دائماً أقول إنك إذا كنتِ واثقة مما تقومين به والمحتوى الذي تقدميه، فلن تتأثري بأي انتقاد. لأنني أؤمن بما أقدمه، ولا تؤثر عليّ الانتقادات إطلاقاً ولا تُحدث أي قلق في حياتي.
وعن معيار الثقة بالنفس والمحتوى المقدم للجمهور قالت: الثقة ليست فقط في النفس، بل أيضاً فيما نقدمه وأنا واثقة تماماً أنه لو دخلت في تحدٍ مباشر (Face to Face) مع من يهاجمني، سأكون قادرة على إقناعه، لأنني أؤمن بأن ما أقدمه هو الصحيح. الانتقادات تُعتبر فرصًا للنمو، وقد رأيت الكثير من الفيديوهات التي تُصمم للسخرية من المحتوى الذي أقدمه، وهذا في الواقع يساهم في انتشاري أكثر. الدليل على ذلك هو أن كلمة «إتيكيت» صارت معروفة أكثر من قبل، والناس في وقت الطعام يذكرون اسمي أثناء قيامهم بسلوكياتهم على المائدة، مثل «لو أمينة شلباية شافتك بتعمل كدة» أو «لو أمينة شلباية مش عارفة إيه»، مؤكدة أن هذا ليس سهلاً، بل يعني أنها نجحت في نشر الوعي.
وأضافت شلباية إن الأجيال الحديثة لم يعرفوها من خلال التلفزيون، بل عرفوها من خلال ما تقدمه عبر السوشيال ميديا من فقرات فنون الإتيكيت قائلة: يسعدني جداً أن أراهم يسألونني عن كيفية تناول الطعام وسلوكيات الأكل، حتى وإن كانوا لن يمارسوا ذلك. المهم أنهم بدأوا يدركون أن هناك فنونا وقواعد للإتيكيت.
وعن دور الإعلام في نشر الوعي قالت: للإعلام دور كبير جداً في تعزيز المفاهيم وفنون الإتيكيت والدليل على ذلك هو أنني بدأت بقوة منذ نحو عامين، بينما كنت أهتم بفنون الإتيكيت منذ عشرين سنة، لكنني كنت أركز أكثر على الموضة والستايل والمكياج والشعر. وبخصوص الهجوم، فقد اعتدت عليه منذ عشرين سنة عندما بدأت بالظهور في البرامج التلفزيونية لنشر الوعي حول الموضة وستايلات الشعر والمكياج.
وأكدت أن الإعلام يؤثر بالفعل في كل شيء والدليل هو قوة الانتشار التي حققتها عبر السوشيال ميديا، حيث أصبح الكثيرون يعرفون أن هناك قواعد للإتيكيت في الأكل والشرب ودق الجرس وفتح الهدايا وكل ما يتعلق بحياتنا اليومية وسلوكياتنا.
وعن مدى تأثير الانتقادات على المشاهير قالت: من يعمل بحب وثقة لن يستسلم للانتقادات أبداً، ولن تؤثر فيه أي انتقادات. أما من يعمل لمجرد الشهرة أو «الترند»، فهؤلاء هم من يشعرون بالضيق عند تعرضهم للانتقادات. لأنهم غالباً ما يعملون دون ثقة، ويكونون غير واثقين من خطواتهم، لذلك فإن الانتقادات تؤثر فيهم بشكل كبير، وقد تتسبب في اهتزاز ثقتهم بأنفسهم لأنهم يعلمون أنهم يقدمون محتوى غير جاد.
وأوضحت أن من يعمل فقط من أجل «الترند» وعُرض للانتقادات، لديه خيار الانسحاب وتصحيح مساره. بينما الواثق من خطواته وعمله ومقتنع بمحتواه 100%، يجب عليه أن يواصل دون الالتفات لأي انتقاد.
وعند سؤالها هل ترين أن بعض الأعمال الفنية تخترق قواعد الإتيكيت قالت: بعض الأعمال الفنية فعلاً تعكس الواقع، ولا يقصد بها تشويه فن الإتيكيت وهناك أعمال كوميدية تُظهر ذلك بوضوح، ولكن للأسف، هذا هو الواقع الذي أحاول إصلاحه. على سبيل المثال، عندما يأكل البعض الرز بالملعقة، لا يقصدون الإساءة إلى الإتيكيت، بل يفعلون ذلك اعتقاداً منهم أنه هو الصحيح.
واختتمت شلباية حديثها إلى «عالم الشهرة» قائلة: الخلل هو أن الذوق العام صار هكذا، بعيداً عن الإتيكيت، لو نظرنا إلى المطربين، كيف يغنون وماذا يغنون؟ وإذا نظرنا إلى الأفلام الهابطة، فإن هذه الأشياء تنجح وتحظى بصدى واسع الانتشار، كل ذلك تسبب في امتلاء المجتمع به. أشعر بأن الذوق العام «بقى وحش ومش حلو».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك