دمشق - (أ ف ب): أعلنت السلطات السورية أمس أن شخصا تمّ توقيفه على خلفية انتسابه إلى مجموعات رديفة للقوات الحكومية في عهد الرئيس المخلوع بشار الأسد، توفي أثناء الاحتجاز، مؤكدة فتح تحقيق في «تجاوزات» قام بها عناصر الأمن.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مدير إدارة الأمن العام في حمص أن دورية منها أوقفت في 29 يناير «لؤي طلال طيارة الذي كان يعمل ضمن صفوف الدفاع الوطني في مدينة حمص، وذلك لعدم تسوية وضعه القانوني وحيازته أسلحة غير مصرح عنها»، مضيفا «تمّ نقله إلى مركز الاحتجاز تمهيداً لإحالته إلى القضاء».
وتابع أنه أثناء احتجازه «وقعت تجاوزات من قبل بعض العناصر الأمنية المكلفة بنقله، ما أدى إلى وفاته على الفور»، مؤكدا فتح «تحقيق رسمي» وتوقيف «جميع العناصر المسؤولة وإحالتهم إلى القضاء العسكري».
وشدد على أن «أن هذه الحادثة يتم التعامل معها بجدية مطلقة، ولن يكون هناك أي تهاون في محاسبة المسؤولين».
وأوضح المرصد السوري لحقوق الانسان أن طيّارة قضى جراء «ضربة بأداة حادة على رأسه بعد مضي 24 ساعة من توقيفه».
وأمس، نقلت سانا عن مدير إدارة الأمن العام التزام السلطات «التام بحماية حقوق المواطنين وصون كرامتهم، وأن جميع الإجراءات القانونية ستُتخذ لضمان العدالة والشفافية، وسيتم الإعلان عن نتائج التحقيق فور انتهائه»، مشددا على أن «أي انتهاك للقانون لن يُسمح به تحت أي ظرف».
وشدد المسؤول الذي لم يُذكر اسمه، على أنه «لا يجوز لأي جهة أو فرد أن يتصرف خارج إطار القانون، ونحن نؤكد أن العدالة ستأخذ مجراها بالكامل، بغض النظر عن هوية الشخص المعني أو انتمائه السابق، وأن حماية المجتمع تتطلب الالتزام الصارم بالإجراءات القانونية».
إلى ذلك، نقلت مجموعة السلم الأهلي، وهي إحدى مجموعات المجتمع المدني، في بيان أن عائلة طيّارة أبلغت بوفاته «جراء أعمال تعذيب من عناصر منفلتة».
وأدانت المجموعة «هذه الجريمة»، معتبرة أنها «ليست مجرد اعتداء على فرد بل اعتداء على قيم الانسانية والكرامة والحق في الحياة».
وطالبت السلطات بتحمّل «المسؤولية القانونية والأخلاقية» من خلال «تفعيل دور القضاء» و«ضبط العناصر المنفتلة»، و«منع الإفلات من العقاب» و«ضمان الشفافية».
وأشار المرصد إلى أنه وثّق «مقتل 10 أشخاص في سجون إدارة العمليات العسكرية خلال الفترة من 28 يناير إلى الأول من فبراير 2025 من مختلف مناطق ريف حمص، الذين تعرضوا للاعتقال في حملات أمنية ومداهمات متفرقة».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك