دمشق - (أ ف ب): أطلق عشرات من المفكرين والفنانين والحقوقيين السوريين المعروفين أمس عريضة عبر مواقع التواصل للمطالبة بحماية الحريات في سوريا في المرحلة الجديدة وإجراء انتخاب لهيئة دستورية، بعد الإطاحة بالرئيس المخلوع بشار الأسد.
وكتب الموقعون البالغ عددهم 65 شخصا من كتّاب وحقوقيين ومخرجين ومدافعين عن حقوق الإنسان في النص الذي حصلت عليه فرانس برس: «لقد انتهى عهد الاستبداد، ولن يقبل السوريّون تكرار ما عانوا منه طويلا».
وطالبوا بـ«إطلاق الحريّات العامّة الأساسيّة، وأهمّها حريّة التجمّع والاحتجاج والتعبير والمعتقد»، فضلا عن «الحريّات السياسيّة بما فيها الحقّ في تأسيس الأحزاب والصحف والمنصّات والمنتديات».
وأعلنت السلطات الجديدة الاربعاء أحمد الشرع رئيسا في مرحلة انتقالية لم يتم تحديد مدتها، بعد حوالي شهرين من إطاحة فصائل مسلحة ببشار الأسد، كما قرّرت حلّ مجلس الشعب وإلغاء الدستور.
وأشار الموقعون على العريضة إلى أن المرحلة الانتقالية ينبغي أن تؤدي إلى «إقامة النظام السياسيّ الذي ثار من أجله الشعب السوريّ تحت شعار الحرّيّة والكرامة واستُشهد مئات الألوف من أبنائه وبناته».
وقابلت السلطات في عهد بشار الأسد التظاهرات التي قامت في عام 2011 بقمع دموي، قبل أن تتحول إلى نزاع أسفر عن مقتل أكثر من نصف مليون شخص.
ودعا موقعو العريضة إلى «انتخاب جمعيّة تأسيسيّة وفقا لقانونٍ انتخابيّ عادل، ثمّ إقرار دستور جديد يكفل لجميع المواطنات والمواطنين حرّيّتهم وكرامتهم».
يخشى سوريون كثر من توجه السلطة الجديدة نحو إقامة نظام حكم ديني وإقصاء مكونات واستبعاد المرأة من الحياة العامة، رغم رسائل طمأنة يوجهها المسؤولون الى مختلف المكونات، بينها الأقليات الدينية، وإلى المجتمع الدولي.
وأشار الموقعون إلى أنه «ليس للدولة.. أن تتدخّل سلبا أو إيجابا فيما اعتاده الناس في مأكلهم ومشربهم وملبسهم وسائر شؤون حياتهم اليوميّة».
ودعوا إلى «حلّ عادل للمسألة الكرديّة يُلبّي مطالب مواطنينا الكرد الثقافيّة واللغويّة والسياسيّة المشروعة، وذلك في إطار ٍمتوافقٍ عليه من اللامركزيّة الإداريّة».
وطالبوا أيضا بـ«سنّ القوانين الناظمة للعدالة الانتقاليّة من قبل هيئات دستوريّة منتخبة، لمحاسبة المتّهمين في جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانيّة، وفق إجراءات عادلة غير انتقاميّة تشمل كلّ من تورّط فيها أيّاً كان انتماؤه».
ودعوا إلى اتخاذ تدابير تهدف «إلى الكشف عن مصير المغيّبين، وحفظ الوثائق، ومنع العبث بالمقابر الجماعية، وتمكين السوريّين من معرفة الحقيقة لأنّها السبيل الوحيد إلى الصفح والمصالحة الوطنيّة».
ووقّعت العريضة العديد من النخب الثقافية السورية، من بينهم الروائية سمر يزبك والكاتب والناشر فاروق مردم بك والروائي مصطفى خليفة والكاتب ياسين الحاج صالح والممثل فارس الحلو وصانعة الأفلام وعد الخطيب والمخرجة السينمائية هالة العبد الله، بالإضافة إلى الفنان التشكيلي يوسف عبدلكي والروائية ديمة ونوس.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك