دمشق - (وكالات الأنباء): ناقشت الدوحة ودمشق «إطارا شاملا» لإعادة إعمار سوريا، كما أعلن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، وذلك خلال زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني امس الخميس للبلاد، هي الأولى لرئيس دولة بعد حوالي شهرين من الإطاحة بالأسد.
وقال الشيباني خلال مؤتمر صحفي مع وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد الخليفي: «ناقشنا في اجتماعات دمشق إطارا شاملا للتعاون الثنائي فيما يتعلق بإعادة الإعمار». وأضاف: «غطت مناقشاتنا قطاعات حيوية بما في ذلك البنية التحتية وضمان استعادة أسس المجتمع والاستثمار والخدمات المصرفية وتمهيد الطريق للتعافي الاقتصادي والصحة والتعليم».
وذكر بيان صادر عن الديوان الأميري القطري أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني شدّد على «الحاجة الماسة» لتشكيل حكومة جامعة في سوريا، وذلك خلال لقائه الرئيس الانتقالي أحمد الشرع الخميس في دمشق، وأورد البيان: «شدد سموه على الحاجة الماسة لتشكيل حكومة تمثل جميع أطياف الشعب السوري لتوطيد الاستقرار والمضي قدما في مشاريع إعادة الإعمار والتنمية والازدهار».
من جانبه، أعلن الوزير القطري من جهته أن بلاده سوف تستمر «في تقديم الدعم المطلوب على كافة الصعد الإنسانية والخدمية وأيضا فيما يتعلق بالبنية التحتية والكهرباء». وأضاف: «مشاريعنا كثيرة وما تحدث به سمو الأمير مع فخامة الرئيس هي مجالات كثيرة: ما هو متصل بالجانب الإنساني وما هو متصل أيضا بالجانب التنموي والشراكة الثنائية الاقتصادية بين البلدين».
ووصل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الخميس إلى دمشق غداة تعيين أحمد الشرع رئيسا انتقاليا. وكتب الديوان الاميري القطري على موقع إكس: «سمو الأمير يصل إلى العاصمة دمشق في زيارة رسمية إلى الجمهورية العربية السورية الشقيقة، وفي مقدمة مستقبليه أحمد الشرع رئيس الجمهورية العربية السورية».
وأمير قطر هو أول رئيس دولة يزور دمشق منذ أن أطاح تحالف فصائل مسلّحة على رأسها هيئة تحرير الشام ذات التوجه الاسلامي ببشار الأسد في 8 ديسمبر.
تأتي الزيارة غداة سلسلة قرارات واسعة النطاق اتخذتها السلطات الجديدة، تشمل حلّ كل الفصائل المسلحة ومن بينها هيئة تحرير الشام التي كان يتزعمها الشرع، إضافة الى الجيش والأجهزة الأمنية القائمة في العهد السابق، وإلغاء العمل بالدستور وحلّ مجلس الشعب وحزب البعث الذي حكم البلاد على مدى عقود. ورحّب الوزير القطري الخميس بهذه الاجراءات. وقال: «نشكركم على الإعلان الذي قمتم به البارحة بانتهاء مرحلة الثورة والانتقال إلى مرحلة تأسيس الدولة».
وكان رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني الذي زار دمشق منتصف يناير، أعلن أن بلاده ستقدّم الدعم الفني اللازم «لإعادة تشغيل البنى التحتية اللازمة» في سوريا. وقال إن قطر ستوفّر لسوريا 200 ميغاواط من الكهرباء على أن تزيد الإنتاج تدريجا.
وبحسب مصدر دبلوماسي في الدوحة، فإن قطر تدرس خططا مع دمشق لتوفير أموال لزيادة أجور القطاع العام في سوريا.
وإثر وصول السلطة الجديدة الى دمشق بقيادة أحمد الشرع بعد الإطاحة بالأسد، كانت قطر ثاني دولة بعد تركيا أعادت فتح سفارتها في دمشق. وأجرى وزير الخارجية السوري الجديد أسعد الشيباني زيارة للدوحة مطلع يناير التقى خلالها رئيس الوزراء القطري. ويعدّ أمير قطر أرفع مسؤول يزور دمشق منذ وصول السلطة الجديدة إلى الحكم. واستأنفت الخطوط الجوية القطرية في وقت سابق من يناير أولى رحلاتها الى مطار دمشق. وكانت قطر، عرضت المساعدة «لاستئناف» مطار دمشق عملياته و«ضمان صيانته خلال المرحلة الانتقالية»، وفق ما أفاد مسؤول قطري وكالة فرانس برس الشهر الماضي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك