تواصل المرأة البحرينية تحقيق النجاحات في مختلف المجالات، من بينها المجال الرياضي، حيث أثبتت قدرتها على المنافسة والتميز في رياضات كان يُنظر إليها سابقًا على أنها حكر على الرجال، ومن بين الأسماء البارزة في هذا المجال تبرز عائشة أحمدي المدربة والحكم في رياضة كمال الأجسام، والعضو السابق في مجلس إدارة الاتحاد البحريني لكمال الأجسام.
بدأت مسيرتها الرياضية كلاعبة في رياضات عدة، مثل الجوجيتسو والكروس فيت، قبل أن تتجه إلى التدريب والتحكيم، حيث حصلت على المستويين الأول والثاني في التدريب الرياضي، إلى جانب دبلوم في الإدارة الرياضية من اللجنة الأولمبية البحرينية. وبفضل خبرتها وشغفها بالرياضة أصبحت نموذجًا يُحتذى به للمرأة البحرينية في عالم اللياقة البدنية وكمال الأجسام، كما أسهمت في تمثيل المملكة في العديد من البطولات الدولية.
وفي هذا الحوار الذي أجرأه «ملحق أخبار الخليج الرياضي» تحدثت عائشة عن بداياتها، من التحديات التي واجهتها إلى رؤيتها لمستقبل كمال الأجسام في البحرين، بالإضافة إلى طموحاتها في دعم وتطوير الرياضة النسائية، والحوار تقرؤونه في السطور القادمة.
- كيف كانت بدايتك مع رياضة كمال الأجسام؟ وما الذي دفعك إلى الانخراط في هذا المجال؟
بدايتي مع كمال الأجسام جاءت من شغفي بالرياضة ورغبتي في تحسين لياقتي البدنية وزيادة ثقتي بنفسي. ومع مرور الوقت اكتشفت أن هذه الرياضة ليست مجرد تمارين لبناء العضلات، بل هي أسلوب حياة يعزز القوة الجسدية والعقلية. كنت دائمًا أسعى لتحدي نفسي، ووجدت في كمال الأجسام مجالًا يمنحني الانضباط والقدرة على التطور المستمر.
- ما الذي جذبك أكثر إلى كمال الأجسام؟ وهل واجهتِ تحديات في بداية مشوارك الرياضي؟
ما جذبني أكثر هو الإحساس بالقوة والانضباط الذاتي الذي تتطلبه هذه الرياضة، بالإضافة إلى رؤية التحولات الجسدية والذهنية التي يمر بها الشخص عند الالتزام بالتدريب والتغذية الصحيحة. أما التحديات فكانت في البداية تتعلق بنقص المعرفة بالتقنيات الصحيحة، إلى جانب بعض التحديات المجتمعية المتعلقة بنظرة البعض لمشاركة النساء في هذه الرياضة، لكنني تجاوزتها من خلال التعلم المستمر والاستفادة من خبرات المدربين المحترفين.
- متى قررتِ دخول مجال التحكيم في كمال الأجسام؟ وما الذي حفّزك على اتخاذ هذه الخطوة؟
عندما كنت عضوًا في الاتحاد البحريني لكمال الأجسام واللياقة البدنية شعرت بأن لدي الرغبة في المساهمة بشكل أعمق في تطوير هذه الرياضة، وليس فقط كممارسة. التحكيم كان خطوة طبيعية بالنسبة إلي، حيث أردت أن أكون جزءًا من تنظيم المنافسات وضمان العدالة بين اللاعبين، ما أتاح لي فرصة رؤية الرياضة من منظور مختلف وأكثر احترافية.
- بصفتكِ امرأة تعملين في مجال يهيمن عليه الرجال.. ما هي أبرز التحديات التي واجهتكِ في التحكيم؟
التحدي الأكبر كان إثبات نفسي في هذا المجال، حيث كان عليّ أن أظهر كفاءتي ومعرفتي العميقة بالقوانين والمعايير التحكيمية. في البداية واجهت بعض التحديات لكسب ثقة زملائي الحكام واللاعبين، لكنني عملت بجد، واستطعت أن أترك بصمة إيجابية، وهو ما أسهم في تعزيز مكانة المرأة البحرينية في هذا المجال.
- ما هي البطولات الكبرى التي شاركتِ في تحكيمها؟ وما أبرز اللحظات التي لا تزال عالقة في ذاكرتكِ؟
كانت بدايتي في التحكيم خلال بطولة سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، حيث اكتسبت خبرة كبيرة في تقييم اللاعبين وفق المعايير المعتمدة. كما توليت إدارة الوفد البحريني في البطولة العربية بمصر، وكذلك في بطولة غرب آسيا، وهي تجارب منحتني الكثير من الثقة والخبرة في العمل الإداري والرياضي. ومن أكثر اللحظات فخرًا لي كانت عندما عدنا إلى البحرين بميداليات ذهبية، وهو إنجاز يعكس الجهود الكبيرة التي بذلها الفريق والإدارة.
- كيف ترين تطور كمال الأجسام في البحرين؟ وما هو دور الاتحاد في دعم اللاعبين واللاعبات؟
رياضة كمال الأجسام تشهد تطورًا ملحوظًا في البحرين، حيث أصبح هناك وعي متزايد بأهميتها، وظهرت خامات رياضية مميزة تمتلك إمكانيات تؤهلها للمنافسة على أعلى المستويات. الاتحاد البحريني لكمال الأجسام يلعب دورًا حيويًا في دعم اللاعبين من خلال تنظيم البطولات وتوفير الفرص للاحتكاك الدولي، إضافة إلى البرامج التدريبية التي تسهم في تطوير الأداء. كما شهدت الرياضة النسائية في البحرين تقدمًا ملحوظًا بفضل الدعم الكبير من سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، وسمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، واللجنة الأولمبية البحرينية، ما أسهم في تعزيز حضور المرأة في مختلف المجالات الرياضية.
- على المستوى الشخصي.. كيف تحافظين على لياقتكِ البدنية؟ وما أهمية ممارسة الرياضة بالنسبة إليكِ؟
أنا ملتزمة ببرنامج تدريبي متكامل يجمع بين تمارين القوة واللياقة البدنية، وأحرص على اتباع نظام غذائي صحي يناسب أهدافي الرياضية. الرياضة ليست مجرد هواية بالنسبة إلي، بل هي جزء أساسي من حياتي اليومية، تمنحني الطاقة، والتركيز، والشعور بالإنجاز.
- ما هي النصائح التي تقدمينها للفتيات الراغبات في دخول مجال كمال الأجسام؟
أنصحهن بالتحلي بالشجاعة وعدم التردد في دخول هذا المجال. كمال الأجسام ليس حكرًا على الرجال، بل هو رياضة تمنح المرأة القوة والثقة بالنفس. ومن المهم البحث عن مدربين مؤهلين، والاهتمام بالتغذية الصحيحة، والأهم من ذلك التحلي بالصبر والاستمرارية، لأن النتائج لا تأتي بين ليلة وضحاها.
- كيف تصفين تجربتكِ في هذا المجال؟ وما هو طموحكِ المستقبلي؟
تجربتي في كمال الأجسام، سواء كلاعبة أو مدربة أو حكم، كانت مليئة بالتحديات والإنجازات التي زادتني إصرارًا على الاستمرار. أطمح إلى تمثيل البحرين في المزيد من المحافل الدولية، والمساهمة في تطوير الرياضة النسائية، وخاصة في كمال الأجسام، وتشجيع المزيد من الفتيات على دخول هذا المجال. كما أسعى إلى تولي مناصب رياضية تمكنني من دعم الرياضة البحرينية بشكل أوسع.
- كلمة أخيرة؟
أشكر كل من دعمني في رحلتي الرياضية، وأؤكد لكل فتاة أن الرياضة تمنح القوة والثقة بالنفس، وهي ليست مقتصرة على الرجال. على كل امرأة أن تؤمن بقدراتها وتسعى لتحقيق طموحاتها، لأن النجاح يبدأ بخطوة جريئة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك