فور وصوله إلى المكتب البيضاوي، وحتى قبل انتهاء مراسم حفل تنصيبه، بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توقيع سلسلة من القرارات والأوامر التنفيذية لإلغاء وتجميد قوانين اتخذتها الإدارة التي سبقته، بينما تعهد في ثلاثة خطابات ألقاها في يوم تنصيبه باتخاذ جملة من القرارات الخارجية والمحلية التي ستعيد «العصر الذهبي لأمريكا»، ما أثار ردود فعل واسعة.
إذ أكد المفوض الأوروبي للشؤون الاقتصادية فالديس دومبروفسكيس، تعليقاً على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن فرض رسوم جمركية محتملة، أن الاتحاد الأوروبي مستعد «للدفاع عن مصالحه» إذا اقتضت الضرورة.
وكان الرئيس الأمريكي قد قال في خطاب تنصيبه في واشنطن يوم الإثنين إنه سيفرض «رسوماً جمركية وضرائب على الدول الأجنبية» من دون أن يفصّل هذه التدابير.
وإزاء التهديد الذي يلوح في الأفق تبنَّى الاتحاد الأوروبي على مدى الأشهر الماضية الدعوة إلى التعاون بين التكتل والولايات المتحدة، بدلاً من المواجهة.
في غضون ذلك، حذر رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو من أن فرنسا والاتحاد الأوروبي قد «تُسحقان» بسبب السياسة المعلنة لدونالد ترامب، إذا لم يتحركا لمواجهتها.
وقال بايرو إن «الولايات المتحدة قررت اتباع سياسة مهيمنة على نحو لا يصدق من خلال الدولار، ومن خلال السياسة الصناعية، ومن خلال الاستيلاء على كل الأبحاث والاستثمارات». وأضاف أنه «إذا لم نفعل شيئاً فسوف نخضع للهيمنة ونتعرض للسحق والتهميش، والأمر منوط بنا نحن الفرنسيين والأوروبيين لاستعادة زمام الأمور».
وكانت إيزابيل شنابل المسؤولة الكبيرة في البنك المركزي الأوروبي قد قالت يوم الأحد إن اندلاع حرب تجارية مع الولايات المتحدة أمر «محتمل جداً» في ظل رئاسة دونالد ترامب، محذّرة من أن هذا الأمر ستكون له عواقب سلبية على الحركة التجارية والأسعار.
ورداً على ما جاء في خطاب ترامب أيضاً رفضت بنما يوم الإثنين تصريحاته التي تعهد فيها بـ«استعادة» قناة بنما، مشددة على أن الممر المائي سيبقى تحت سيطرتها.
وجاء في بيان لرئيس بنما خوسيه راول مولينو: «أرفض بالكامل كلام الرئيس دونالد ترامب».
وشدّد على أن «القناة بنمية وستبقى كذلك»، رافضاً إشارة ترامب إلى أن القناة تشغّلها الصين، وقال مولينو إنه «لا حضور لأي من بلدان العالم ولا تدخل (في قناة بنما)».
وقال البابا فرنسيس بابا الفاتيكان إن خطط دونالد ترامب لترحيل المهاجرين غير الشرعيين من الولايات المتحدة ستكون «عاراً» إذا تحققت. وفي حديثه لبرنامج تلفزيوني إيطالي من مقر إقامته في الفاتيكان قال فرنسيس إنه إذا تم تنفيذ الخطط فإن ترامب سيجعل «الفقراء الذين لا يملكون أي شيء يدفعون الفاتورة». وأضاف: «هذا ليس صحيحاً، هذه ليست الطريقة التي تحل بها المشاكل».
وتعهد ترامب ببدء أكبر عملية طرد للمهاجرين غير الشرعيين في تاريخ الولايات المتحدة، بعد توليه منصبه، ووقع بالفعل أمراً تنفيذياً بإعلان حالة الطوارئ على الحدود الجنوبية لبلاده، ووعد مناصريه بـ«طرد أكثر من 88 ألف مهاجر» دخلوا عبر الحدود.
ومن بين القرارات التي وقعها ترامب فور تسلمه منصبه قرار انسحاب واشنطن من اتفاق باريس للمناخ، ورسالة موجهة للأمم المتحدة لإبلاغها بقرار الانسحاب الأمريكي.
ورداً على ذلك قال رئيس شؤون المناخ في الأمم المتحدة إن «الباب لا يزال مفتوحاً»، أمام اتفاق باريس التاريخي لمكافحة تغير المناخ.
ترامب يلغي 78 قرارا اتخذها بايدن
وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرسوما بإلغاء 78 قرارا تبنّاها سلفه الديمقراطي جو بايدن، بما فيها أوامر تنفيذية ومذكرات حكومية.
وقال ترامب خلال تجمع عقد الاثنين بعد مراسم تنصيبه في واشنطن: «أول وثيقة يوقعها الرئيس ترامب هي إلغاء 78 قرارا من عصر بايدن».
كما فرض ترامب «وقفا تنظيميا» يمنع الوكالات الفيدرالية من إصدار لوائح جديدة حتى تتمكن الإدارة الحالية من السيطرة الكاملة على عمل الحكومة.
وأصدر ترامب مرسوما بإعادة جميع الموظفين الفيدراليين فورا إلى العمل في المكاتب بدوام كامل.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك