غزة - الوكالات: قال الدفاع المدني الفلسطيني في غزة أمس إن البحث جار عن آلاف الفلسطينيين الذين يعتقد أنهم دفنوا تحت الأنقاض فيما عبر سكان القطاع عن صدمتهم إزاء الدمار في اليوم الثاني من سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين فصائل المقاومة الفلسطينية بغزة وإسرائيل.
ودخل الاتفاق في العدوان الذي استمر 15 شهرا ودمر قطاع غزة وأشعل الشرق الأوسط، حيز التنفيذ الأحد.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل: «نبحث عن جثامين أكثر من 10 آلاف شهيد لا تزال أجسادهم تحت الأنقاض حتى الآن». وأضاف: «عدد الشهداء الذين تبخرت أجسادهم ولم نجد لهم أثرا بسبب القصف الإسرائيلي بلغ 2842 شهيدا».
وفقد أحد النازحين ويدعى محمد جمعة شقيقه وابن شقيقه في العدوان.
قال: «كانت صدمة كبيرة والجلطات لا تعدّ ولا تحصى بما حدث في بيوتهم لأنه دمار.. دمار شامل. لا بتقولي زلزال ولا بتقولي طوفان، لا..لا اللي صار حرب إبادة».
وقال سكان ومسعفون في غزة إن اتفاق وقف إطلاق النار صامد إلى حد كبير، رغم حدوث وقائع متفرقة. وقال مسعفون إن ثمانية أشخاص أصيبوا بنيران إسرائيلية منذ صباح أمس في مدينة رفح بجنوب القطاع، دون تقديم تفاصيل عن حالتهم. وقال الجيش الإسرائيلي إنه يتحقق من صحة التقارير.
وسيتطلب إعادة إعمار غزة بعد العدوان مليارات الدولارات. وأظهر تقييم للأضرار أصدرته الأمم المتحدة هذا الشهر أن إزالة أكثر من خمسين مليون طن من الأنقاض التي خلفها العدوان الإسرائيلي قد يستغرق 21 عاما بتكلفة تصل إلى 1.2 مليار دولار.
وذكر تقرير للأمم المتحدة صدر العام الماضي أن إعادة بناء المنازل المدمرة في غزة قد تستغرق على الأقل حتى عام 2040، لكن الأمر قد يستمر عدة عقود.
ويُعتقد أن الأنقاض ملوثة بمادة الأسبستوس، إذ من المعروف أن بعض مخيمات اللاجئين التي ضربت أثناء العدوان بُنيت بهذه المادة.
وأكدت حماس أمس ان غزة «ستنهض» من جديد لإعادة بناء القطاع رغم الدمار الواسع الذي خلفته الحرب. وقالت الحركة في بيان صحفي إن «غزة بشعبها العظيم وإرادتها الصّلبة ستنهض من جديد، لتعيد بناء ما دمّره الاحتلال، وتواصل درب الصمود، حتى دحر الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس».
لعبت قطر والولايات المتحدة ومصر دور الوساطة للتوصل إلى المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة التي تستمر 42 يوما.
وأعلنت قطر أمس أنها بدأت بتوفير مليون لتر من الوقود يوميا لغزة لعشرة أيام.
ويفترض أن تمهد الهدنة لانتهاء الحر،ب لكن لم يتم بعد وضع اللمسات النهائية على المرحلة الثانية.
وشوهد آلاف الفلسطينيين الذين يحملون الخيام والملابس ومتعلقات أخرى يتجهون إلى مناطقهم الأحد بعدما دفعت الحرب معظم سكان غزة البالغ عددهم 2,4 مليون إلى النزوح.
وأكد برنامج الأغذية العالمي أنه يتحرك لإيصال المواد الغذائية إلى أكبر عدد ممكن من أهالي غزة.
وقال نائب مديره التنفيذي كارل سكاو: «نحاول الوصول إلى مليون شخص في أقرب وقت ممكن».
وحذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبرييسوس الأحد من أن إعادة بناء النظام الصحي في قطاع غزة ستكون «مهمة معقدة وصعبة» بعد العدوان المدمر.
وكتب تيدروس على منصة إكس: «ستكون تلبية الاحتياجات الصحية الهائلة وإعادة بناء النظام الصحي في غزة مهمة معقدة وصعبة، نظرا إلى حجم الدمار والتعقيدات التشغيلية والقيود الموجودة».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك