لم تُثنِ درجات الحرارة المتدنية عشاق الزهور عن الاحتفال في أمستردام السبت بيوم التوليب الوطني، ولا شكّلَ الضباب الكثيف الذي يلفّ المدينة منذ أيام عائقا دون إحياء عيد هذه الزهرة التي تشكّل رمزا لهولندا.
ويجذب هذا الحدث الذي يعطي إشارة الانطلاق لموسم الزهرة الهولندية الشهيرة آلاف الزوار كل عام، وينتظر هؤلاء ساعات في البرد افتتاح حديقة التوليب التي تقام خصيصا لهذه المناسبة في ميوزيومبلين، أي ساحة المتحف.
وقالت كارين بيرل، وهي مربية أطفال في السادسة والعشرين وصلت قرابة التاسعة صباحا مع صديقاتها، واضعة وشاحا أبيض كبيرا وغطاء واقيا للأذنين: «نريد أن نضمن أننا سنتمكن من الدخول».
وأوضحت الشابة الفلبينية لوكالة فرانس برس أن «مربيات أطفال أخريات، في تجربة سابقة، وصلن متأخرات إلى الطابور، ولم يتمكنّ من الدخول».
ومن هذا المنطلق، يُسمح لكل زائر اعتبارا من الساعة الأولى بعد الظهر بأخذ 20 زهرة توليب كحد أقصى من بين 200 ألف زهرة موزعة في مختلف أنحاء الحديقة، فمَن سَبقَ لَبق، ومن يصل أولا يظفر بحصة أكبر.
وقال رئيس جمعية مزارعي التوليب الهولنديين وأحد المنظمين الرئيسيين للمهرجان أريان سميت: «لحظتي المفضلة هي عندما تفتح الحديقة أبوابها ويبدأ الناس بالجري إلى الداخل».
واعتبارا من شهر سبتمبر، انهمك الموظفون الخمسون لدى بول شوتن، أحد مزارعَي التوليب اللذين يزودان المهرجان بالأزهار، بالتحضير لهذا الحدث السنوي، بدءا من البصيلة الأولى للنبتة وصولا إلى إعداد الباقات داخل البيوت الزجاجية في أنديك، في شمال هولندا.
وأكّد شوتن (45 عاما) الذي ورث زراعة التوليب عن والده وجده أنه لم يتعب بعد من عمله.
ووسط بحر من الزهور داخل دفيئته، أضاف شوتن وهو يمرر يده على بتلات زهرة التوليب البنفسجية المعروفة بـ«بوربل هيت»: «كما تلاحظون، أنا أحبها كثيرا».
وزُيّنت أرضية الحديقة السبت بأزهار توليب من اللون نفسه، على شكل الرقم 750، في إشارة إلى عمر أمستردام التي تحتفل بعيدها.
فالمناسبة هذه السنة «مميزة جداً»، نظراً إلى تزامن «يوم التوليب الوطني والذكرى السنوية الـ750» للمدينة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك