يدخل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين حركة حماس وإسرائيل، حيز التنفيذ اليوم عند الساعة 08:30 بالتوقيت المحلي (الساعة 06:30 ت ج)، بعد موافقة إسرائيل عليه بعد 15 شهرا من العدوان المدمر الذي خلف عشرات الآلاف من الشهداء في القطاع.
وكتب الناطق باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري عبر منصة اكس: «بناءً على التوافق بين أطراف الاتفاق والوسطاء، سيبدأ وقف إطلاق النار في قطاع غزة في تمام الثامنة والنصف من صباح يوم الأحد 19 (كانون الثاني) يناير بالتوقيت المحلي في غزة».
وأضاف المتحدث متوجها إلى سكان قطاع غزة: «نوصي الأشقاء بأخذ الحيطة وممارسة أقصى درجات الحذر وانتظار التوجيهات من المصادر الرسمية».
وأقر مجلس الوزراء الإسرائيلي فجر أمس الخطة رغم معارضة وزراء اليمين المتطرف. وسبق لحركة حماس أن أعلنت موافقتها على شروط الاتفاق والتزمت بتنفيذه.
لكن حماس اعتبرت في بيان أمس أن «فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه العدوانية، ولم يفلح إلاَّ في ارتكاب جرائم حرب يندى لها جبين الإنسانية».
وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي قال في بيان: «بعد مراجعة كل الجوانب السياسية والأمنية والإنسانية، وإدراك أن الاتفاق المقترح يدعم تحقيق أهداف الحرب، أوصت (الحكومة الأمنية) مجلس الوزراء بالموافقة عليه».
وينص الاتفاق في مرحلة أولى تمتد على ستة أسابيع، على الإفراج عن 33 رهينة محتجزين في قطاع غزة.
في المقابل ستُفرج إسرائيل عن 737 معتقلا فلسطينيا، على ما أعلنت وزارة العدل الإسرائيلية أمس موضحة أن عملية الإفراج لن تتم قبل الرابعة بعد ظهر الأحد (الساعة 14:00 ت غ).
ومن بين المعتقلين الفلسطينيين الذين سيفرج عنهم زكريا الزبيدي القيادي السابق في كتائب شهداء الأقصى الجناح المسلح لحركة فتح.
وسيتم التفاوض على إنهاء العدوان بشكل تام، خلال المرحلة الأولى.
وأعلنت الحكومة الإسرائيلية أن عمليات الإفراج الأولى عن الرهائن ستتم اليوم.
وأفاد مصدران قريبان من حماس أنه سيجري في البداية الإفراج عن ثلاث إسرائيليات.
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي إنّ نقاطا أقيمت عند معابر كرم أبو سالم وإيريز ورعيم حيث سيُعاين أطباء واختصاصيون نفسيون الرهائن المفرج عنهن قبل «نقلهن بمروحية أو بسيارة» إلى مستشفيات في إسرائيل.
وحددت السلطات الإسرائيلية الجمعة أسماء 95 أسيرا فلسطينيا سيُفرج عنهم اليوم غالبيتهم من النساء والقاصرين، ومعظمهم اعتقلوا بعد 7 أكتوبر، وأشارت إلى أنها اتخذت إجراءات «لمنع أي مظاهر للاحتفال علنا» عند إطلاق سراحهم.
وينص الاتفاق في مرحلته الأولى على «وقف إطلاق نار شامل» والإفراج عن 33 رهينة، بينهم نساء وأطفال ومسنون، وانسحاب إسرائيلي من المناطق المأهولة في قطاع غزة وزيادة في المساعدات الإنسانية الداخلة إلى القطاع، وفق ما أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وقال بايدن إن إسرائيل من جانبها «ستفرج عن مئات المعتقلين الفلسطينيين».
ويفترض أن تسمح المرحلة الثانية بالإفراج عن بقية الرهائن، على ما أوضح. أما المرحلة الثالثة والأخيرة، فستُكرَّس لإعادة بناء غزة وإعادة رفات الرهائن الذين قضوا خلال احتجازهم.
وخلال المرحلة الأولى سيجري التفاوض على ترتيبات المرحلة الثانية لوضع «حد نهائي للحرب»، على ما قال رئيس الوزراء القطري محمّد بن عبدالرحمن آل ثاني.
الجمعة، خلال محادثات فنية جرت في القاهرة اتّفق ممثلون عن مصر وقطر والولايات المتحدة وإسرائيل على تشكيل غرفة عمليات مشتركة في العاصمة المصرية «لضمان التنسيق الفعال ومتابعة الالتزام ببنود الاتفاق»، وفق قناة «القاهرة الإخبارية» القريبة من السلطات المصرية.
وحتى قبل بدء تنفيذ الهدنة، بدأ فلسطينيون شردهم العدوان يستعدون للعودة إلى مناطقهم التي هُجروا منها. وقال نصر الغرابلي الذي فر من منزله في مدينة غزة في الشمال إلى الجنوب بحثا عن مأوى: «أنتظر حلول صباح الأحد، عندما يعلنون وقف إطلاق النار، سأكون أول واحد داخل غزة». وأضاف: «سأقبّل أرضي، وأنا نادم لأنني خرجت من أرضي. كان أفضل لي أن أموت في أرضي من أن أتهجر».
وقالت أم خليل بكر التي لجأت إلى مخيم النصيرات: «منازلنا مهدمة، لا منازل لنا، سنعاني معاناة أكبر بكثير. لا مياه، لا كهرباء. وسنعاني في الحياة اليومية». وأضافت أم خليل ولديها عشرة أبناء: «سآخذ خيمتي... وأضعها فوق ركام بيتي، نعرف أن الطقس بارد ولا بطانيات، لكن سنرجع إلى بلدنا ووطننا».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك