يصف سكان غزة عام 2024 بـ«سنة الدم»، إذ ارتكب الجيش الإسرائيلي سلسة من المجازر، وقضت الحرب الدائرة بين «حماس» وإسرائيل على مئات العائلات الممتدة في القطاع، وسقط في الغارات العنيفة المدمرة آلاف الضحايا بعضهم حرقوا وهم أحياء. وبحسب بيانات منظمة الصحة العالمية فقد ارتكبت إسرائيل في حربها ضد قطاع غزة 11 ألف مجزرة في عام 2024 وحده، وتطابقت هذه المعلومات مع إحصاءات وزارة الصحة الفلسطينية وبيانات المكتب الإعلامي الحكومي.
ومنذ اليوم الأول في عام 2024 ارتكبت إسرائيل المجازر الدامية في حق الفلسطينيين، ومسحت آلة الموت عائلات كاملة من السجل السكاني إذ لم يتبق أي ناج منها، ويقول مدير المكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة: «يرتكب الجيش الإسرائيلي خلال اليوم الواحد 30 مجزرة في حق سكان غزة، لقد عاش المدنيون أياما مليئة بالدم خلال هذه السنة».
ويضيف الثوابتة: «تقسم المجازر الإسرائيلية البالغ عددها 11 ألفا إلى جزءين؛ الأول مجازر عامة يبلغ عددها 3 آلاف مجزرة، والثاني مجازر عائلية يبلغ عددها 8 آلاف مجزرة، لقد ظهرت إسرائيل على حقيقتها الدموية في 2024».
ويشير الثوابتة: «في مجازر العائلات قتل الجيش الإسرائيلي جميع أفراد تلك الأسر، أو نجا شخص واحد في الأقل»، لافتا إلى أنه «يمكن تلخيص هذه الحالة بأنها محاولة إبادة جماعية وقطع نسل الفلسطينيين وتغيير التركيب الديموغرافي في القطاع».
وفي تلخيصه لعام 2024 يرى الثوابتة أن «الأرقام مفزعة إذا تمعن فيها المجتمع الإنساني الدولي، وتكشف عن بشاعة الجيش الإسرائيلي».
ويوضح أن المجازر الـ8 آلاف التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في حق العائلات كان بينهم 1410 عائلات قتل جميع أفرادها، أما العائلات التي تبقى منها ناج واحد فيقدر عددها بـ3463 أسرة، وبقية العائلات نجا منها شخصان فقط.
ووثقت الفرق الميدانية التابعة لوزارة الصحة والمكتب الإعلامي الحكومي والمؤسسات الحقوقية جميع المجازر الدموية التي ارتكبتها إسرائيل في حق سكان غزة، ولكن من بين تلك الأحداث المروعة هناك سبع مجازر بشعة وأكثر دموية.
ففي الأول من يناير الماضي أغارت الطائرات الإسرائيلية على حي سكني مكتظ في مخيم جباليا شمال غزة، ما أدى إلى سقوط 600 ضحية في لحظة واحدة، وسال دم نحو ألف مصاب آخرين. وفي نهاية الشهر نفسه استهدف الطيران الحربي مدرسة الفاخورة التابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» التي كانت تضم نازحين هاربين من القصف، وسقط فيها 300 ضحية وجريح.
وفي الـ29 من فبراير الماضي ارتكبت إسرائيل مجزرة الطحين؛ إذ أطلقت القوات البرية النار تجاه تجمع لفلسطينيين كانوا ينتظرون وصول شاحنات تحمل مساعدات إنسانية عبارة عن دقيق القمح، حينها سقط 118 ضحية وأصيب 760 آخرون.
وفي الـ18 من مارس الماضي حاصر الجيش الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبي وارتكب في غضون 10 أيام أبشع مجزرة قتل فيها 400 شخص وأصيب 2000 آخرون، ولم تتمكن الطواقم الطبية من إنقاذ الجرحى بسبب تعطل أكبر المرافق الصحية.
وفي الـ26 من مايو ارتكبت إسرائيل «محرقة الخيام» عندما شن الجيش غارات عدة على مخيم للنازحين في المنطقة الإنسانية وذهب ضحية تلك الحادثة 45 قتيلا و249 مصابا، معظمهم من النساء.
ومن بين الحوادث الدموية مجزرة مواصي خان يونس التي كانت في يوليو الماضي، وخلالها قصفت إسرائيل مخيمات النازحين بنحو خمسة صواريخ ثقيلة، وقتل فيها ما لا يقل عن 90 فلسطينيا وأصيب أكثر من 300.
وفي الـ10 من أغسطس الماضي ارتكبت إسرائيل مجزرة الفجر، حين شن الجيش غارات على مدرسة التابعين التي تضم نازحين كانوا يؤدون صلاة الفجر وقتل فيها 100 شخص وأصيب 500، وقتها تحولت الجثث إلى أكوام لحم بشري.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك