في ذكرى وفاة الرومي.. آلاف الزوار يتوجهون إلى قونيا التركية للاحتفال بليلة العرس «شب عروس»
قونيا.. حيث يلتقي تاريخ الفلسفة العثمانية بجمال الطبيعة وسحر معالمها التاريخية
أنقرة تشرق بمتحف حضارات الأناضول الحائز لقب «متحف العام» بأوروبا وتستقطب السياح من مختلف أنحاء العالم
تتميز تركيا بوجود مواقع أثرية قديمة ومناظر طبيعية ساحرة، ما يجعلها واحدة من الوجهات السياحية الرائدة التي تقدم تجربة لا تُنسى لزوارها. ومن المعالم التاريخية إلى المغامرات الطبيعية الفريدة، تقدم تركيا كل ما يبحث عنه المسافرون من تجارب مميزة ونكهات فريدة.
ومن أهم ما يحدث كل عام في قونيا هو الاحتفال بذكرى وفاة الرومي عبر مراسم «شبّ عروس».
تستعد مدينة قونيا لإحياء ذكرى وفاة الشاعر والفيلسوف الصوفي جلال الدين الرومي، الذي توفي قبل 751 عامًا. هذا الحدث السنوي، الذي يحمل اسم «شبّ عروس»، يُعقد بين 7 و17 ديسمبر تحت شعار «وقت الوصال». ويُعد الرومي أحد أعظم الشخصيات التي أثرت في الأدب والفلسفة الإسلامية، وقد دُفن في قونيا، التي أصبحت مركزًا رئيسيا للثقافة والتصوف.
وتتضمن المراسم العديد من الفعاليات الثقافية والدينية؛ أبرزها الطقوس الشهيرة للدراويش الدوّارة، وتستقطب الزوار من مختلف أنحاء العالم. وتشمل الأنشطة أيضًا ندوات، وحفلات موسيقية، ومعارض فنية، ما يجعلها فرصة فريدة للاستمتاع بالفن والثقافة التركية.
كارامان.. تاريخ طويل يمتد عبر العصور
تعتبر كارامان، أو «لارندة» كما كانت تُعرف في العصور القديمة، موطنًا للحضارات التي تعود إلى ما قبل 8000 قبل الميلاد. المدينة كانت مركزًا مهما للإمبراطورية الحيثية، ثم شهدت حكم الفريجيين والليديين قبل أن تصبح عاصمة لدولة القرمانيين.
ومن أبرز معالم كارامان السياحية قلعة كارامان التي بُنيت في أواخر القرن الحادي عشر، ومدرسة هاتونية التي تعود إلى القرن الرابع عشر. وتضم المدينة أيضًا العديد من المواقع التاريخية مثل كنيسة تشيشميلي التي تمثل العمارة الرومانية الشرقية.
قونيا.. مركز ثقافي وديني
تُعد قونيا، التي كانت عاصمة للسلاجقة في العصور الوسطى، أكبر محافظة في تركيا من حيث المساحة. المدينة تضم العديد من المعالم السياحية المهمة مثل متحف مولانا الذي يحتضن ضريح الرومي. وبالإضافة إلى ذلك، تشتهر قونيا بمطبخها المحلي الذي يضم أطباقًا تقليدية مثل «إتلي إكمك» و«شوربة البامية».
أنقرة.. العاصمة التركية الغنية بالتاريخ
تُعد أنقرة عاصمة تركيا وإحدى أهم الوجهات السياحية في البلاد. المدينة تحتوي على العديد من المعالم التاريخية؛ منها قلعة أنقرة التي تتميز بمنازلها العثمانية التقليدية، وضريح أتاتورك الذي يخلد ذكرى مؤسس الجمهورية التركية، وتم افتتاح متحف أنيتكبير في عام 1953، ويضم ضريحًا ضخمًا للمؤسس، إلى جانب قاعات ومعروضات تروي قصة نضال أتاتورك لتأسيس الجمهورية. ومن بين المعروضات توجد مجموعة من مقتنيات أتاتورك الشخصية؛ مثل خطاباته التاريخية، ومخططاته السياسية، فضلا عن صور وخرائط تبرز محطات مهمة في حرب الاستقلال التركية.
ومن أبرز المعالم السياحية والثقافية في تركيا متحف حضارة الأناضول، الذي يعرض مجموعة متميزة من التحف الأثرية التي تروي قصة تاريخ الأناضول من العصور الحجرية إلى العصور الإسلامية.
تأسس المتحف في عام 1968، ويستقطب الزوار من مختلف أنحاء العالم بفضل محتوياته الفريدة التي تبرز غنى التاريخ التركي القديم. يقع المتحف في مبنى تاريخي يعود إلى القرن التاسع عشر، وكان في الأصل قاعة للمدينة، ليتم تحويله إلى متحف يضم مجموعة من القطع الأثرية التي تم العثور عليها في مختلف المواقع الأثرية في الأناضول.
تركيا واهتمامها بالسياحة المستدامة
تسعى تركيا لتحقيق تطور مستدام في قطاع السياحة، إذ كانت الدولة الأولى التي وقّعت اتفاقية مع مجلس السياحة المستدامة العالمي (GSTC) . وبحلول عام 2030 تهدف تركيا إلى ضمان التزام جميع مرافق الإقامة في البلاد بالممارسات العالمية للسياحة المستدامة، ما يعزز من مكانتها كوجهة سياحية تحترم البيئة وتدعم الاستدامة.
وفي الختام، تُعد تركيا من أبرز الوجهات السياحية التي تدمج بين التاريخ، والثقافة، والممارسات البيئية المستدامة، ما يجعلها مقصدًا مثاليًّا للزوار من جميع أنحاء العالم.